المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحث عن زواج!



ليدي الامورة
03-05-2016, 01:36 AM
تجاوزت الأربعين، فأرادت أن تتزوج بأي شكل من الأشكال، تأنقت في ملبسها ورفعت رأسها تبحث يمنة ويسرة عن رجل حياتها!
أتبعها سائق حافلة بنظرات ملحة، ففرحت وقالت في نفسها: عساه يكون رجلا شهما ونبيلا، يكرمها ولا يهينها، ويسعدها ولا يشقيها، فكم من رجل بسيط عاشت زوجته في كنفه عيشة هنية! وكم من رجل غني أذاق زوجته ألوان الشقاء!

بادلته النظرات بمثلها، والابتسامة بخير منها، حتى جاءها ذات يوم قائلا: أريدك أن تكوني حبيبتي!! لم تيأس فهي تعلم أنه زمن العشيقات والخليلات، والزواج العرفي، وزواج المتعة!.
واصلت رحلة بحثها في إصرار، فلطالما نصحوها أن الزواج مكتوب رب العالمين، أن نعم، لكن لابد من قفزة معه. والقفزة تعني السعي الدؤوب وتقديم كل الأسباب.
اتصل بها أستاذ جامعي أرمل على مشارف الستين، توفيت زوجته تاركة له أطفالا أيتاما، فرحت كثيرا، فعمره مناسب لها، وعمرها لايسمح لها بإنجاب أطفال، هو في غنى عنهم، ثم إنه أستاذ جامعي، أي مستوى رفيع من التفكير، وحياة راقية وسعادة تنتظرها حتما. صحيح أن من يصبر ينل.
أيام من التعارف على الهاتف، لم يكن الزواج يذكر فيها إلا قليلا، فالرجل يريد أن يعرفها أولا، يعرفها جيدا. إنه حذر وذكي، ويرى أنه لابد لهما من القيام بخطوة ضرورية قبل الإقدام على الزواج.
- ماذا تعني؟ سألته.
رد قائلا:
- نلتقي في مكان وحدنا ونرى!
وأسهب في ذكر ما يريد أن يفعله معها في المكان المنعزل والمغلق.
همست في ذهول:
- لكنه حرام! ديننا!.
قاطعها قائلا:
-دعي الدين والحلال والحرام جانبا. إننا في زمن تغير فيه كل شيء، يبدو أنك من الزمن القديم. إذا أردت الزواج لابد أن تواكبي عصرك وتتخلي عن عقلية الماضي.
تمسكت بعقليتها القديمة فشعرت بالسكينة والاطمئنان بعد أن صلت طويلا، ودعت الله كثيرا.
لا فرق بين سائق الحافلة وأستاذ الجامعة، وربما لم يؤذها الأول حين عبر عن مراده بجملة عارية، كما آذاها الثاني حين ألبس ما يريد ثوب العصر، وأخفى نواياه تحت قناع التقدم.
الأول لم يرفعه جهله، والثاني لم ينفعه علمه، وكلاهما خائن في زمن فيه الخيانة والحرام!

زهور 1431
03-05-2016, 01:27 PM
قصة معبرة هادفة .. احسنت الانتقاء ..
جزيت الجنة ومن تحبين عزيزتي ..