المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستهانة بالذنوب وخطرها على دين العبد



ام سارة**
21-01-2017, 04:31 AM
https://forum.hawahome.com/clientscript/ckeplugins/picwah/images/extra5.png


الاستهانة بالذنوب وخطرها على دين العبد


شيوخي الكرام، أسألكم بالله أن تجيبوني على هذا السؤال في أقرب وقت؛ لأنه حساس جدا جدا، وهو يأتي الإنسان في معظم يومه، ألا وهو أن لدي وساوس كثيرة -كما تعلمون من أسئلتي السابقة- في طلب العلم، وحتى في الصلاة والطهارة، وفي عباداتي وكل شيء، ودائما لا أسترسل معها، لكن أتاني وسواس هذه المرة شديد جدا، ولا أعلم لمن ألتجئ بعد الله عز وجل، إلا أنتم؛ فقد سلب مني هذا الوسواس ( خشيتي وخوفي من الله) لا أعلم شيوخي من أين أبدأ، لكن الوسواس الخاص بي يأتيني في أي نوع من أنواع الدين، وهذا الوسواس أصبح يقول لي فجأة، ولا أعلم من أين أتى: ماذا لو عصيت الله قليلا، فحسناتك كثيرة، وطاعاتك كثيرة، وأنت محافظ على الواجبات، ومبتعد عن المحرمات.

فماذا يعني ستكون حسناتك أكثر من سيئاتك بكثير، حتى إنك تستغفر وتتوب من سيئاتك.
فماذا يعني إذا اغتبت أحيانا، أو نظرت إلى صور النساء أحيانا، أو شاهدت بعض مقاطع الأفلام،، فلماذا عندما تذنب تستغفر؟
فهو يأتيني عندما أذنب، ويقول لي: لا حاجة للندم والتوبة والاستغفار، فكله ذنب، حتى يا شيوخيي قد ذهبت خشيتي وخوفي من الله، وأصبحت أبكي وأقول: ما هذه المصيبة؟

فلم أجد أكبر وأسوأ من هذه المصيبة في حياتي، فقلت له: وما أدراني إذا قبل الله جميع أعمالي سواء الواجبات، أو ترك المحرمات، أو فعل النوافل والطاعات؟

فقال لي: هناك شرطان لقبول العمل وهما: الإخلاص لوجه الله، ومتابعة الرسول صلى الله عليه، وآله وسلم، وكلاهما قد تم عندك، والله جواد كريم.

فلماذا لا يقبل أعمالك ويجزيك عليها، والعلماء عندما يقولون هل ستقبل أعمالنا، وحديث الرسول صلى الله عليه، وآله وسلم: (أسألك عملا متقبلا) هذا من تواضعهم فقط، فلا أعلم ماذا أفعل؟

فقد مللت، فالشخص عرضة للذنوب يوميا، وكلما أذنبت ذنبا استثقلت التوبة والاستغفار -والعياذ بالله- واستهنت بالذنوب خاصة الصغائر وحتى الكبائر، وكنت أخاف عذاب النار والقبر كثيرا، أما الآن فعندما أذكرهما لا يتحرك قلبي، ووالله إن قلبي يكاد يتفطر خوفا من هذا الشيء، ولم يعد لعذاب النار والقبر هيبة في نفسي، ولم أعد أملك إلا الدعاء، وأصبحت أأمن الله كثيرا، وكلما أذنبت ذنبا أندم فجأة، ثم يأتيني الوسواس بسرعة ويقول: يا رجل كله ذنب، سواء كان من الكبائر أو الصغائر، ويقول لي: ( ركزوا على هذه شيوخي الكرام): وهل يمكن أن تعذب في القبر أو النار بسبب هذا الذنب حتى لو كان كبيرة، فحسناتك كثيرة، وكثيرة جدا.

أسأكم بالله أن لا تؤخروا هذه الإجابة، وأن تجيبوني على كل أسئلتي، وشبهات الوسواس التي هنا، فأريد أن أرجع مثل السابق، أخاف الله على كل صغيرة وكبيرة، فقد تعبت تعبا شديدا، فالوسواس يأتيني في كل ذنب أذنبته، ويقول لي: هذا ذنب واحد، والصغيرة تمحى ولا تؤثر، ولا تعرضك لسخط الله وغضبه.

فهل معقول بأن الصغائر إذا استغفرت منها وإن لم تندم، ستدخلك النار، وتعذب في القبر، وحتى الكبائر، فإن حسناتك أضعاف مضاعفة لهذه الذنوب، أو إن هذه السيئات لن تؤثر في ميزان حسناتك أبدا، فستبقى حسناتك أكثر من سيئاتك بكثير، وهنا أنت ستدخل الجنة بغير حساب؛ لأن حسناتك أكثر من سيئاتك بكثير، فأعمالك الحسنة كثيرة، وذنوبك أقل بكثير من حسناتك، وحتى لو كانت الذنوب الصغائر والكبائر عليها وعيد، فلم أعد أهتم للذنوب التي لديها وعيد، أو التي ليس عليها وعيد الصغائر والكبائر، ويقول لي: ماذا إذا أصررت على صغيرة وأصبحت كبيرة، فلن تكون كالكبائر.
وعندما أذنب الذنب، يأتيني غم وهم شديد، وأصبح أريد البكاء؛ لأن خشية الله وخوفه لم تعد مثلل السابق، وقد سلبت مني، وأصبحت أستغفر بقدر الاستطاعة، وأندم قليلا، لكن لم تعد حتى مثل ربع السابق، وقد ذهب خوفي وخشيتي والله المستعان. وقد قرأت بعض المقالات عن أمن مكر الله وغيره، وبلا فائدة، فيستمر بإلقاء هذه الشبهات علي، وهذه الوساوس؛ لأني لم أجد جوابا مقنعا لهذه الوساوس والشبهات. أتمنى أن تجيبوني جوابا مفصلا، وألا تحيلوني إلى فتاوى أخرى. جزاكم الله خيرا.






الإجابــة






الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:






فلا علاج لهذه الوساوس سوى الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، وهذه الوساوس لا تؤثر في إيمانك ما دمت كارها لها، نافرا منها.








واعلم أن العبد لا يزال خائفا من حبوط عمله بسبب ذنوبه، والإخلاص كما قال العلماء عزيز، فأنت إذا استشعرت ما في طاعاتك من الخلل والآفة، وما قد يداخلها من الرياء ونحوه من محبطات الأعمال، بقيت خائفا وجلا أن ترد عليك طاعاتك، وأن تحبط حسناتك، فكيف إذا زدت على ذلك فعل الذنوب التي تسقطك من عين الله، وتذهب قدرك وجاهك عنده.

فعليك بلزوم التوبة؛ فإنها وظيفة العمر، وإذا كان الشرع قد ندبنا إلى التوبة عقيب الطاعات، فكيف عقيب المعاصي والسيئات! والله تعالى قد قسم العباد إلى قسمين: تائب، وظالم، فقال:( وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) {الحجرات:11}.

ومن ثم قال بعض السلف: أمس تائبا، وأصبح تائبا، وإلا كنت ظالما.فالزم باب التوبة؛ فإنه من أعظم الأبواب التي تدخل منها على الله تعالى، وننصحك بقراءة الفصل الطويل الذي عقده الحافظ ابن القيم في شرح منازل السائرين عن التوبة وشروطها، وأركانها؛ فإنه نافع جدا.

والله أعلم.

إسلام ويب

زهور 1431
23-01-2017, 02:35 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هhttps://forum.hawahome.com/clientscript/ckeplugins/picwah/images/extra117.gif

ام سارة**
24-01-2017, 04:55 AM
​جزاك الله خير وبارك فيك

ليدي الامورة
30-01-2017, 12:52 AM
https://forum.hawahome.com/clientscript/ckeplugins/picwah/images/extra117.gif

Miss.Reem
02-06-2017, 11:22 PM
جزاك الله خيرا

بسمات المدينة
28-03-2018, 01:38 PM
https://forum.hawahome.com/clientscript/ckeplugins/picwah/images/extra11.gif

بسمات المدينة
06-11-2019, 04:51 PM
https://forum.hawahome.com/clientscript/ckeplugins/picwah/images/extra131.gif