المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطاعَ غناءَ الحوريّـاتِ



Miss.Reem
08-02-2017, 07:17 PM
هو لم يخســرْ شيئاً حينَ أطاعَ نداءَ الحوريّــاتِ …



لقد غامَــرَ حقّـاً :



حطَّـمَ مركبَــهُ ، عَــمْــداً ، عند صخورِ الشــاطيءِ ،



فاضطُــرَّ إلى أن يسبحَ



كي يمسكَ جِــذعاً أنقَـذَهُ من غرقٍ حَـتْــمٍ …



- كان غناءُ الحوريّــاتِ يهدهدُهُ حتى في الغرقِ الـماثلِ –



كان ســعيداً ؛



أغــفى ، ملـتَـفّـاً بالرملِ الدافـيءِ



والأصدافِ



وهدهدةِ الحوريّــاتِ ؛



ولم يستيقظ إلاّ بعدَ ثلاثِ ليالٍ من حُـلُــمٍ …



في ليلتهِ الأولــى



ســارَ إلى ســفْحٍ وتَــمــدّدَ في كوخ رُعاةٍ ،



في ليلته الثانيةِ



اســتَـلقى بين زهورِ الخشخاشِ ،



وفي ليلته الثالثةِ



اختارتْــه الحوريّــاتُ السَّـبعُ لِـيُـمسي الأُضْــحِــيـةَ …



…………........................



….....…………………….



…………………………..



الـبَـحّــارُ أفاقَ



-كما في القَصصِ الأولى –



يفرِكُ عينيهِ ، ويشــعرُ بالجوعِ وبالعطشِ …



الوقتُ ضحىً



والبحرُ الهاديءُ كان يُـوَشوشُ … وِشْـوِشُ … وِشْوِشُ … وِشْـوِشُ



ثـمّتَ عينٌ يترقرقُ فيها الماءُ



ويكشفُ عن حصباءَ ملوّنةٍ وحصىً أزرقَ ؛



واللوتُسُ طافٍ



يلمعُ إذْ يتضــوّعُ :



هل تقـطـفُــني يا بحّــارُ ؟



اقـطـفْـني يا بَـحّــارُ



اقـطـفْـني أُطعِـمْـكَ من الجوعِ



اقـطـفْني !



…………………….



……………………



……………………



لم يعُـدِ البَـحّــارُ يرى غيرَ صخورِ جزيرتِــهِ



غيرَ السـمكِ الـميْتِ



وغيرَ طيورٍ متوحشــةٍ قد تأكلُـهُ يوماً …



لكنّ البحّــارَ يفكرُ ثانيةً :



أوَلستُ أرى الآنَ الـمِــرآةَ ؟



إذاً وَهْــماً كانت سنواتُ الرِّحــلةِ …



وهماً كان نشــيدُ البحر !