المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلف الستار الفصل الرابع



Miss.Reem
13-07-2017, 06:26 PM
الفصل الرابع.




دخلت ساندرا القصر وهي تقول بصوت عالي:

-"حقا ... انت...انت...نيكولاس انا لا افهمك!...كيف هذا...انا..انا متفاجئه!"

كان الجد يجلس على احدى الأرائك التي تتوسط الصالة ويقرأ الجريدة...فرفع رأسه باستغراب عندما سمع صوت ساندرا...لم يهتم نيك لكلامها وتوجه الى الدرج...لكن صوت ساندرا الصارخ اوقفه:

-"أتهرب من قول هذا لجدي؟!!"

خرج بيير من المصعد وهو يجر والده امامه...عقد الجد حاجبيه باستغراب وقال بهدوء:

-"يخبرني بماذا يا ساندرا؟"

اقتربت ساندرا من جدها وقالت وهي تشير الى نيكولاس:

-"نيك لديه خطيبة واليوم عرفت هذا بالصدفه!..أتصدق انها طالبة في الجامعه...انها ليست حتى بتخصص جيد!"

جحظت عيني الجد بيتر ثم استدار ليرى نيكولاس يقف عند الدرج وعلى وجهه علامات البرود...اقترب بيير من الجد ونظر الى نيكولاس ثم قال:

-"هل هذا صحيح يا نيك؟"

اقترب منهم ببطئ ثم جلس امام الجد وقال بدون مبالاة:

-"أجل هذا حقيقي"
-"ومن هي هذه الفتاة..لماذا لم تخبرنا من قبل؟!"

قال الجد هذه الجمله وترك الجريدة بانتظار رد نيكولاس...اشاح الاخير بنظره بعيدا...هو لا يحب ان يجيب على الاسئلة ابدا لكنه يحترم جده كثيرا ولا يمكنه تجاهله...قال :

-"اسمها ليزا...ولا يهمكم معرفة أي شيء آخر عنها"
-"نيك...انت حقا ... لا يكمنني استيعاب ما تفعل..بربك! .. قل لي انها ليست من عامة الناس"
-(بغضب)"ألم ترد مني ان اتزوج...الم تلح علي بهذا..يوم امس فتحت معي الموضوع...لماذا لا أجدك سعيدا بخبر خطوبتي؟"
-(وقف الجد وقال بانفعال)"عندما اخبرتك بهذا...كنت اريدك ان تتزوج لتكون سعيد...اردت ان ازوجك من ابنة صديق...والدها ذا مكانة عاليه..فرنسيه او ايطاليه او او او...لكن ان تتزوج فتاة من عامة الناس هذا الأمر سيثير ضجة كبيرة!..هل هي مميزة الى هذا الحد لتقرر خطبتها مثلا؟!"

ابتسم نيكولاس بسخرية وهو يتذكر عدم احترامها له...الشيء المميز بها هو وقاحتها ... لكن ليس هذا المهم..ما يهمه هو انها ستكون الورقة الرابحة في يده للقضاء على أليكس وفرانسيس...اقترب من جده وهمس في اذنه:

-"انها ابنة فرانسيس"

فغر فاه الجد واتسعت عينيه بصدمة .. هذا ليس جيد ابدا! ... هل جن جنون حفيده!! ما الذي يحدث...كيف هذا؟؟!..حرك نظره نحو عيني نيكولاس السوداء ثم قال بتلعثم:

-"نيك!...هل جننت؟؟!"

ابتسم نيكولاس وابتعد عن جده ليقترب من بيير .. قال له بطريقة مستفزة:

-"ألن تبارك لي؟"

رفع بيير حاجبه ثم قال بوجوم:

-"مبارك..متى الزفاف؟!"
-"ربما اليوم!"

قال كلمته بنبرة ساخره ثم اتجه للدرج...لكن الجد فك أزرار قميصه العلوية وقال بغضب:

-"نيكولاس فيلموس ابولانت...سأتحدث معك في مكتبي حالا"


~~**~~**


خرجت ليزا من القاعة وهي تتأفف من ثقل اللابتوب...تنهدت ثم ابتسمت ونظرت الى الشمس لوهلة وهي تفكر (الآن لا داعي لتنفيذ خطتي...ستكون خطة بديلة..لكن لا اظن انني سأحتاجها ما دمت الآن خطيبة نيكولاس آل فيندار!..ههه، كيف سيكون وجه فرانسيس عندما يعرف هذا؟!)...انزلت عينيها بسرعة وهي تبتسم بانتصار ثم مشت ببطئ نحو المخرج، لكنها انتبهت الى تهامس الطلاب وهم يشيرون إليها...عقدت حاجبيها ثم اصطدمت بشخص ما...أرادت تعليم هذا الذي وقف امامها درسا لكنها لم تتحرك عندما قال الشاب:

-"هل أنتِ حقا خطيبة نيكولاس آل فيندار أم فتاة أخرى؟!!...يقال انه انتِ...والبعض يشكك في الأمر!"

رفعت حاجبيها بدهشه من كلامه!...لم تمر إلا ساعة واحدة عن "خطبتها" المزيفه من نيكولاس والخبر انتشر بهذه السرعه...وواضح انه دارت نقاشات أيضا!...أرادت ان تضحك بقوة لكنها ظلت واجمة الوجه وقالت ببرود:

-"أنا؟!...خطيبة السيد نيكولاس فيندار!!..بربك يا فتى!...انها احدى امنياتي واتمنى ان تتحقق!"

اتسعت ابتسامة الشاب اكثر لانه سيكسب الرهان ثم ذهب من امامها يركض نحو مجموعة كبيرة من الطلبة...تنهدت ليزا بضجر واكملت سيرها نحو المخرج...نظرت حولها واستغربت ان سيارة أليكس غير موجودة...كانت تظن انه سينتظرها!..هزت كتفيها بعدم اهتمام ومشت في الشارع...همست لنفسها:

-"لم تكن مفاجأة سارّة ان يظهر أليكس في ذلك الوقت!"

نظرت للأمام .. يا ترى هل سيطول امها مكروه بسببها؟!...لو حدث هذا..لو حدث فقط!..هي لن تسامح نفسها ابدا!..لكنها متأكدة ان شيء ما سيحدث عاجلا أو آجلا...يجب ان تحضر نفسيتها لهذا حتى لا تنهار امام فرانسيس أبدا!...
فجأة وضع احدهم يده على كتفها، استدارت بسرعة لتعطي ردة فعل عنيفة لكنها توقفت عندما رأت وجه ذلك الحارس الخاص بـ نيكولاس...رفعت حاجبها باستغراب ثم قالت وهي ترجع خصلات شعرها للخلف:

-"انت؟...ماذا تفعل هنا؟"
-"أمرني السيد نيكولاس بأن آخذك للقصر..الآنسة ساندرا أخبرت الجميع وطلب الجد بيتر رؤيتك بسرعة..الآن"
-"وهل تظنني سأنصاع لك مثلا؟!"
-"هذا ضروري...هيا معي ولا تثيري الشكوك"

نظرت الى وجهه بتفحص ثم قالت:

-"علي أن أذهب للمنزل بسرعة فهناك أمر مهم يجب أن.."
-(قاطعها)"كل شيء سيكون تحت السيطرة...تفضلي أرجوك"

عقدت حاجبيها بتفكير ثم مشت معه بدون نقاش...الآن سيكون أليكس ينتظرها في المنزل ولا يمكنها توقع ردة فعله...سيكون من الأفضل أن تتأخر قليلا...
ركبت بجانب سام وعم الهدوء السيارة ... بعدة عدة دقائق تكلم سام بهدوء وود:

-"سيدتي، هل تريدين مني أخذك إلى محل ملابس لتبديل ملابسك؟"

رفعت حاجبها باستنكار من سؤاله وقالت ببرود:

-"ما بها ملابسي هذه؟"

لم ينظر إليها واجاب:

-"انتِ سيدتي ذاهبة الى قصر آل فيندار...فأظن من الأفضل لو..."

قالت بحدة وهي تعيد نظرها للأمام:

-"لا تتدخل فيما لا يعنيك، لا يهمني أمر آل فيندار كلهم وفوقهم نيكولاس ... أنا وهو عقدنا اتفاق لمصالح مشتركة...ولست خطيبة حقيقة له حتى أحاول تغيير أي شيء في نفسي"

لم يتكلم سام وفي نفسه يقول (وكأن الذي يجيبني هو نيكولاس!) ابتسم وألتزم الصمت طوال الطريق...أما ليزا فكانت تفكر في انها الآن تمثل امام الجميع انها خطيبة نيكولاس، يجب ان تلتزم بدورها لبعض الوقت!
بعد عدة دقائق رأت قصر كبير يظهر من بعيد...كان حقا ضخم...لم تعطي أي ردة فعل ورأت الحرس يفتحون البوابة لسام لتدخل السيارة الى داخل اسوار المنزل..نزل سام بسرعة وفتحت ليزا الباب..لكن قبل ان تدفعه بعيدا عنها كان سام واقفا هناك ويمسك الباب قائلا:

-"أهلا وسهلا بك آنستي في قصر آل فيندار"

هزت رأسها بعدم اهتمام ونزلت من السيارة...مشى سام أمامها لتتبعه بخطوات واثقة ثابتة وهي رافعة الرأس...كانت طويلة وذات قوام ممشوق ... وفي ملامحها تظهر وكأنها كونتيسه جاءت من العصر القديم...ونظراتها الباردة تزيد ملامحها فخامة .. ليست جميلة جدا، ولكن يكفي انها تتمتع بكل هذا..أما شعرها الطويل البني كان ينسدل على ظهرها بسلاسة ويتحرك مع خطواتها ... فتح السام الباب وانتظر دخولها...لم يجد أي أثر للتوتر فيها فاستغرب قليلا لكنه لم يعلق...دخلت ببطئ وهي تنظر الى الأمام...مباشرة في عيني تلك المرأة التي تقف عند الدرج...لم تكن ساندرا .. بل كانت جيسيكا زوجة بيير...نزلت تلك الأخيرة الدرجات المتبقية حتى تصل الى أرضية الصالة ثم مشت نحو ليزا وهي ترسم على شفتيها ابتسامة شاحبة لتملأ اصوات طقطقة كعبها المكان...قالت عندما صارت امام ليزا:

-"مرحبا...أظن أنك ليزا أليس كذلك؟"

بادلتها ليزا تلك الابتسامة الصفراء وقالت:

-"أجل .. أنا هي"

مدت جيسيكا يدها مشيرة نحو الداخل لتقول:

-"تفضلي معي "

ومشت بسرعة تتبعها ليزا التي عندما مرت من أمام إحدى المزهريات العملاقة رأت طفلا يقف بجانبها وينظر إليها باستغراب...ابتسمت له ابتسامة لطيفة جدا فابتسم هو بخجل وركض نحو سام...
ابعدت ليزا نظرها عنه وركزت النظر على جيسيكا وقد عادت ملامح البرود لوجهها...صعدت الدرج بكسل .. وعندما وصلت آخره...توقفت جيسيكا وقالت وهي تشير إلى أحد الممرات:

-"في آخر هذا الممر هناك باب...ادخلي، ينتظرك الجد بيتر ونيكولاس هناك"

رمقتها بنظرة تنم عن لا مبالاتها ثم مشت بسرعة في الممر...لوت جيسيكا فمها بانزعاج منها ثم عادت تنزل الدرج بسرعة...ركضت نحو غرفة المائدة حيث كان بيير وساندرا ووالدهما يتناولون طعام الغداء...قالت بسرعة:

-"لقد جاءت ليزا...يا اللهي كم كرهتها!!"

قالت ساندرا بحماس وهي تشير إلى جيسيكا لتجلس:

-"لمااذا؟"
-"شعرت أنني أقف أمام نيكولاس، نفس نظرااته..نفس حركاته!...يا اللهي كم كرهتها"

ضحك بيير ثم قال:

-"وهل تكرهين نيكولاس لهذا الحد؟"
-"ألا تفعل أنت؟!"

ضحك مرة أخرى ثم نظر إلى والده الذي كان يبتسم بهدوء ليقول:

-"ما رأيك أبي...هل نخرب هذا الزواج أم لا؟"

رفع رون حاجبيه بتحذير وكأنه يهدد بيير لو فعلها..ضحك بيير مرة أخرى لينظر إلى ساندرا ويقول:

-"أموت وأعرف لماذا أبي يحب نيكولاس لهذا الحد"

شربت ساندرا بعض العصير ثم قالت:

-"لأنه طيب القلب...حسنا دعوني أخبركم عن هذه المدعوة ليزا...عندما رأيتها مع نيكولاس في الجامعة لأول مرة...شعرت أن هناك أمر غريب!..لأنه ترك كل جموع الطلاب وتحدث معها هي!...ثم اليوم لو رأيتم كيف سحبها إليه دون خجل أمام الجميع..تهامسا بشيء ما وانا مصدووومة جدا!...

اكملت كلامها بحماس والجميع يستمتع بحيدثها فضولا لمعرفة ما سر علاقة نيك بـ ليزا...
اما في الأعلى...وقفت ليزا أمام الباب الذي تحيط به من كلا الجهتين زريعتين جميلتين...وقبل ان تطرقه سمعت صوتا كبيرا يقول:

-"وما الذي يجعلك تضمن أنها لن تخونك!...أنها قد تقف مع والدها ضدك...لا تنسى انها ابنة فرانسيس وهذا أمر ..."

قبل أن يكمل كلامه فتحت ليزا الباب بقوة من غيظها لينظر إليها بيتر باستغراب لكن نيكولاس لم يلتفت أصلا، قالت بانفعال وهي تتقدم بسرعة من طاولة بيتر:

-"مهما كنت انت، فلا أسمح لك أبدا .. أبدا بأن توجه لي إتهاما كهذا...أنا لا أخون أبدا، وفرانسيس ليس أبي...هو ليس سوا خسيس حقير يستحق الموت...وانا التي سأنتقم منه بيدي"

عندما قالت كلمتها الأخيرة كانت تضع يديها على الطاولة وتتنفس بسرعة...قال بيتر بغضب:

-"بأي صفة تدخلين مكتبي بهذه الطريقة الهمجية وتتكلمين معي بهذه الطريقة...ما هذه الوقاحة (نظر الى نيكولاس) هل هذه هي التي ستكون زوجتك؟!"

تنهد نيكولاس بضجر ثم وقف بجانب ليزا وقال:

-"سمعتك تقول ما قلته عنها..ماذا تتوقع؟..أن تعزف لك لتكمل؟"
-"نيكولاس...أنا لن أسمح لك بأن تؤذي نفسك بهذا الزواج!...وهو لن يتم"

لف نيكولاس يده حول خصر ليزا وشدها اليها لتتفاجأ الأخيرة ثم قال:

-"أنا أفعل ما أريد، ولا أنتظر موافقة أحد"
-"نيكولاس...أنت لا ترى جيدا...هذه مخادعة..انا واثق من أنها أوقعتك بحبها لتتزوجها ثم ستخدعك وتجعل والدها يفعل ما يحلو له بثروتنا"

اشتعلت ليزا غضبا وهي تسمعه يوجه كل هذه الإتهامات لها...ابعدت يد نيكولاس عن خصرها ثم قالت ببرود عكس النار التي توجهها الى بيتر بعينيها:

-"بيتر آل فيندار، كونك الرجل سيد الأعمال في هذه البلاد لا يخولك هذا بأن تقذفني بكل هذه التهم!...نحن لا نختار آبائنا..وأن يكون فرانسيس يحمل أسم (والدي) لهو أمر يزعجني قبل أن يزعجك"

ارتخت عضلات نيكولاس فجأة عندما سمع كلام ليزا ثم استعاد رباطة جأشه وقال بنبرة غامضه:

-"انها محقة، نحن لا نختار آبائنا...وأنت أكثر شخص يعلم ويوقن هذا...واذا لم تكن تفعل...فلا أظن أن..."

لم يكمل كلامه عندما انتبه إلى ملامح جده التي صارت أكثر هدوء...لم يتفوه أحد بكلمة إلى أن استدارت ليزا وهي تنوي الخروج...لكن يد نيكولاس امتدت بسرعة إليها ليمسك عضدها ويقول:

-"لم ننتهي بعد"

سحبها وجعلها تجلس على الكنبة الصغيرة القابعة أمام طاولة الجد فغضبت من تصرفه لكنها ضبطت اعصابها ... جلس نيكولاس امامها ونظر الى الجد قائلا:

-"هيا...اسأل كل تلك الأسئلة التي أوجعت رأسي بها منذ نصف ساعة"

رفعت ليزا حاجبها باستنكار وهي ترخي ظهرها للخلف ثم قالت:

-"ماذا؟!..هل أنا في جلسة استجواب ام ماذا!؟..نيكولاس ماذا يحدث؟"
-"جدي أراد أن يتعرف عليك وجها لوجه ، بما أن أمرنا كشف...فصار من الضروري أن تتعرف عائلتي عليك"

قال الجد بهدوء وهو يجلس:

-"إلى متى كنتما تنويان إخفاء علاقتكما عنا ؟!...منذ متى وانتما مرتبطين؟!"

أجابت بسرعة قبل ان يقول نيكولاس شيء:

-"منذ سنة...وكنا على أي حال ننوي اخباركم قريبا على أي حال، لكن كشف أمرنا قبل أن نتفوه بشيء"
-"وهل لي أن أعرف لماذا كنتم تخفون الأمر؟"

أجاب نيكولاس بسرعة:

-"بسبب فرانسيس..أقصد؛ لو أن فرانسيس عرف بعلاقتنا فسوف يفعل المستحيل لتخريبها"
-"ألم يعلم إلى الآن؟"

تذكرت ليزا أمها فصار واضح عليها التوتر ولم تجب ... بل شردت بأفكارها...عرف نيكولاس أن هناك أمر ما يحدث...أجاب الجد :

-"بالطبع لا يعرف، لكن...يبدو أنه عرف اليوم!"

نظر بيتر إلى ليزا بقلق...اذا كانت محقة..وانها لا تخادع نيكولاس...إذن فرانسيس سيفعل شيء خطير بها...وربما هذا سبب توترها الذي ظهر عليها فجأه!
وقفت ليزا وقلبها يخفق بشدة...تشعر أن هناك أمر ما سيء يحدث في المنزل!..نظرت الى نيكولاس في محاولة منها لإظهار ملامح البرود...ثم نظرت الى الجد بيتر وخرجت مسرعة من المكتب...لحقها نيكولاس وأمسك بيدها بشدة...ألصق ظهرها بالحائط بعد أن أغلق باب مكتب جده ووضع يده الأخرى بجانب رأسها وقال بعصبية:

-"هذه أول مرة وآخر مرة تتحدثين فيها مع جدي بهذا الأسلوب فهمتي؟..(تغيرت نبرته للبرود واكمل) ثم ما الذي أثار قلقك هكذا فجأة؟"

دفعته عنها بإحدى يديها فابتعد رغم انه كان يستطيع ابقائها ثابتة...لكنه لا يتوقع ردات فعلها حاليا!...قالت بنبرة منخفضة وغاضبة:

-"اولا فليحترم جدك نفسه...ثانيا يجب أن أذهب للمنزل بسرعة"

قالت كلمتها وركضت نحو الدرج...لكنه لحق بها مرة أخرى وقال من بين اسنانه وهو يجبرها على التوقف:

-"يا غبية...ستكون عائلتي في الاسفل...واذا رأوك على هذه الشكل .. غاضبة ومشتعلة بقلق...سيشمتون بك وبي...كوني عاقلة ليسير الأمر بسلام"

أخذت نفسا عميقا ثم اغمضت عينيها لدقيقة...ثم عندما فتحتها كانت باردة جدا...هز رأسه برضى ثم قال:

-"هذا أفضل"

عكف ذراعه امامها وهو ينتظرها لتضع يدها على ذراعه...فتنهدت هي بغيظ ثم وضعت يدها وهي تقول:

-"يال حظي العاثر"
-"يجب أن تكوني سعيدة جدا لأنك الآن خطيبة نيكولاس فيندار"
-(تأففت بضجر)" اخرس...قال سعيدة قال..لن اكون سعيدة الا عندما استقل واسافر الى جزيرة في القطب المتجمد بعيدا عنك وعن الكل"

وقف فجأة وكأنه تذكر شيء ما ثم قال :

-"صحيح...يجب عليك التمثيل بأنك تحبيني (همس لنفسه) مع انني واثق انك تتمنين موتي..(اكمل) وعليك ان تكوني أكثر أناقة في حضرة عائلتي...وغير ذلك ... إن أردتي أن تدوم الاتفاقية بيننا فيجب عليك أن تحترمي الجميع"
-"اسمع...انا استخدمك كوسيلة لأهدافي...لكنك تحتاجني أكثر مما احتاجك، لهذا ضع لسانك في حلقك ولا تفرض شروطك..انا هنا من تفرض الشروط"

امسك كتفيها بقوة وقال:

-"اسمعي، لا تعاندينني ولا تتحديني...لأنني وبكل بساطة سأنهي كل شيء وهذا لن يضرني بمثقال ذرة"

ابتسمت بخبث وهي تنزل يديه عن كتفيها ثم تضع يدها على ذراعه ثم قالت:

-"بل أنت المتضرر الأكبر يا غبي...أنا يمكنني تدبر أمري ولدي خطة بديلة في حال مت انت (همست) كم اتمنى...(اكملت) لكن انت سأفضحك في المجلات وبين الصحف وعلى محطات التلفاز...سأقول أنك كنت ..."
-(قاطعها باستمتاع)"وكأن الصحافة تهمني مثلا...بـ10 ملايين دولار...أخرس الجميع وازجك في السجن"

ضحكت ليزا بتمثيل رغم انها كانت تريد شتمه لانها وصلت بالمشي الى جانبه منتصف الدرج ورأت العائلة تخرج من غرفة المائدة...عندما سمعوا ضحكتها التفتوا كلهم نحو الدرج فلاحظوا مقدار الاستمتاع الخبيث الذي على وجه نيك وهو يستفزها...اما هي فكانت عينيها تقدحان شررا...رفعت ساندرا حاجبها بكره ثم قال بيير:

-"هذا بيت محترم...وضحكة كهذه غير مرحب بها..أليس كذلك يا نيك؟"

أجابه نيكولاس بعدم مبالاة بعدما اختفت الابتسامة عن وجهه:

-"لا أظن ان هذا من شأنك...هل كنت تريدها ان تحبس ضحكتها فقط لكي لا تزعج أذنيك المحترمتين؟"

ابتسمت ليزا برضى عن رده رغم انها كانت تقاوم بشدة رغبتها في قتله...نظرت نحو صوت الضحك فرأت سام يدخل المنزل وهو يحمل ذلك الطفل...ابتسمت بلا وعي ثم تذكرت أمها فجحظت عينيها ومشت نحو المدخل بسرعة غير مهتمة بقدوم نيكولاس من عدمه...نظرت جيسيكا نحو الباب برعب بعد ان رأت ملامح ليزا التي تغيرت فجأة ظنت ان شيء ما حدث لإبنها تيدي...لكنها ارتاحت عندما رأت سام ينزله من حضنه بهدوء...قالت ليزا بسرعة موجهة كلامها لسام:

-"خذني الى المنزل بسرعة"

نظر سام الى نيكولاس من بعيد فرآه يمشي ببطء نحوهما...قال الأخير موجها كلامه لسام:

-"أجل هيا خذها للمنزل"

اقترب منه أكثر وهمس له:

-"واحرص على سلامتها"

اومأ سام بالإيجاب وانطلق خلف ليزا التي خرجت دون ان تنتظره...تنهد سام بقلة حيلة وهو يهمس لنفسه:

-"كنا بنيكولاس واحد صرنا بإثنين!"

جلس مكانه خلف المقود وانطلق بسرعة بأمر منها...