المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خيال جنسي أثناء الجماع، كيف أتخلص منه؟ وهل هو محرم؟



ليدي الامورة
24-08-2017, 02:43 AM
سؤالي باختصار هو: أنِّي لا أصِل لدرجة النَّشوة في الجِماع مع زوْجتي بالرَّغْم من أنَّها جميلة، حتَّى أتخيَّل أنَّني مع أُخرى في الفِراش، كما أنِّي أتحدَّث مع زوجتي بكلامٍ جنسي قبيح جدًّا أثناء الجماع، ثمَّ إذا انتهيتُ أستغفِر ربِّي ويؤنِّبُني ضميري، وأقول لزوجتي: هذا كلام الفِراش فقط، وأنتِ تعرفينَني جيِّدًا.


والحمد لله، لا أحبُّ معاكسةَ النِّساء وعندي غيرة.


الجواب
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
كيفيَّة التخلُّص من ذلك فبأمور، يفعلها المسلم الحقُّ للاستِعانة على ترْك جَميع الذُّنوب والخطايا.


منها: التَّقوى ومراقبة الله - سبحانه وتعالى - فهِي أعظمُ حاجزٍ يَمنع العبدَ من الوقوع في الذُّنوب، صغيرها وكبيرها، فعِلْم العبدِ أنَّ الله مطَّلع عليْه، عالمٌ بِسريرتِه وعلانيتِه - يورِث العبدَ خوفًا من الله - سبحانه وتعالى - واستحياءً منه.


الخوْف هو الحاجز الصُّلْب أمام دَفَعَات الهوى العنيفة، وقلَّ أن يثبتَ غيرُ هذا الحاجز أمام دَفَعَات الهوى؛ كما قال الأستاذ سيِّد قطب.


ومنها: التَّوبة النَّصوح المشتمِلة على: النَّدم والإقْلاع عن الذَّنب؛ خوفًا من الله – سبحانَه - وتعظيمًا له، والعزْم الصَّادق على عدَم العودة إليْه، فمِن أعظم نِعَم الله على العبْد أن يُوفِّقه للتَّوبة والنَّدم على ما اقترفتْ يداه.


ومنها: الإقْبال على الطَّاعات بالمعنَى الحقِّ، فممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الإنسان لو أقْبل على الله تعالى بكلِّيَّته، وقرأ القُرآن بتدبُّر وتفكير، وصرَف قلبَه عمَّا سواه - يقبل القلب الحقَّ، ويتأثَّر بالتلاوة والموعظة، ويكفُّ عن تمنِّي الحرام.


ومنها: الحذَر من التَّمادي؛ حتَّى لا يُحال بين قلبِك وبين قبول الحق؛ كما قال تعالى: ﴿ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14].


ومنها: أن تستشْعِر أنَّ فاعلَ ذلك يُسخط الله - عافانا الله وإيَّاك من ذلك – وقد يمكُر به سبحانه.


ومنها: أن تعمر وقتَك بالانشِغال بالفرائض، كالصَّلوات الخمس، والصيام الواجِب، وبرِّ الوالدين، وصِلة الأرْحام، وغير ذلك من الواجبات، وكذلِك القيام بالسنن والمستحبَّات؛ كالصلوات الرَّاتبة وقيام الليل والصَّدقة المستحبَّة، والتَّسبيح والذكر ونحو ذلك، وتذكُّر الموت وشدَّته، والقبر وظلمته، والقيامة وأهوالها؛ كما قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 1، 2]،، والله أعلم.