جوهرة العطاء
29-08-2006, 11:38 AM
هل سمعت بقصة الطفل (عمر صلاح)، الذي قتلت القوات الأمريكية أمه وأخاه،
وأحرقت نصف جسده، وامتنع بعض موظفي المستشفيات عن علاجه لأن اسمه (عمر)!
http://www.iraqirabita.org/upload/5198.jpg
http://www.iraqirabita.org/upload/5199.jpg
http://www.iraqirabita.org/upload/5200.jpg
(نشرت القصة لأول مرة في موقع مفكرة الاسلام، ثم أعيد نشره على جريدة البصائر):
بدأت مأساة عمر حين كان برفقة أمه وأبيه وأخيه الصغير (علي) متوجهين من مدينة سامراء لزيارة بيت جده (أهل والدته) في بغداد برفقة احد أصدقاء أبيه الذي يمتلك سيارة الـ GMC التي كانت تقلهم . وعلى الطريق السريع الذي يربط بين بغداد وسامراء صادفهم رتل أمريكي كان يسير بالاتجاه المعاكس للطريق، ورغم أن السائق قد أخذ حذره من التريث والتزم جانب الطريق كما اعتاد أن يفعل العراقيون دوما، الا أن قوات الاحتلال المجرمة أمطرت سيارتهم بوابل من الرصاص وعندها اشتعلت النيران في السيارة لتقضي وببشاعة على السائق الذي قتل ورأسه ملتصقا بالمقود ، كذلك فقد قتلت السيدة سعاد (أم عمر)، وقتل أخوه (علي)، الذي كان في حجر والده أثناء الرحلة.
أما الأب فقد نجا بأعجوبة ولكن بحروق شديدة في يده ، علما بأنه صاحب مهنة حرة كان يعتاش وعائلته من كد يمينه اليومي ، أما عمر فنترك للصور أمرها في التعبير عن حالته .. لكن مأساة عمر لم تنته عند هذا الحد، بل استمرت حين طرد هو وأبيه من المنزل الذي كانوا يستأجرونه في الموصل بعد أن عجز الأب عن دفع الايجار! إلا أن رحمة الله تعالى سخرت لهم عبادا رحماء استضافوهم في بيوتهم وتحملوا مسؤولية مداراته وأبيه ..
وإمعانا في الكرم بادر هؤلاء الناس بعرض حالة عمر على المستشفيات، فكان الرد يأتي دوما بالسلب لأن الإمكانات المتوفرة فيها لا تفي بالغرض الذي تتطلبه الحالة ، إلا إنهم نصحوهم بأخذه إلى مستشفى ابن سينا لأنها المستشفى الوحيد الذي يمتلك تلك الإمكانيات في العراق اليوم .
وفعلا فقد حمله أهل الخير إلى تلك المستشفى ، لكنهم صدموا حين سمعوا رفض لأحد المسئولين في المستشفى لعلاج الحالة بعدما عرف أن اسمه (عمر)! بل انه أمعن في الإثم حين قال وباللهجة العراقية: (هو اسمه عمر خليه يموت أشرف له، ما عندنا علاج للي أسماؤهم عمر) ! ولم يوافق حتى أن يراه طبيب مصري مقيم في تلك المستشفى !! بعدها سعى هؤلاء الأخيار لعرضه على المستشفيات الخاصة في بغداد ظنا منهم أن الأمر يتطلب جمع مبلغ ما فيتحملوا كلفته ، لكن الأطباء جميعا اخبروهم إن علاجه يحتاج إلى عمليات ترقيع وتقويم لا تتوفر إمكانياتها لديهم ونصحوهم بعلاجه خارج العراق !! ..
وكذلك كان الحال بالنسبة لوضع أبيه ، فقد اخبره الأطباء بان إحدى الرصاصات السبع التي أصابته قد استقرت بالقرب من النخاع ألشوكي وهي التي تسببت في إصابته بالشلل والعجز الكامل ونصحوه أيضا بان يجري مثل هذه العملية الدقيقة خارج العراق ! ..
هذه باختصار مأساة عمر وابيه ، لكننا لم نشأ ان نختمها دون ان نعرض على حضراتكم الجانب الاخير من اللقاء معه ، فقد قطعت دموعه الحوار مع مراسل البصائر حين كان يخبره بتفاصيل الحادث ، ليستأنف حديثه بعد صمت قائلاً : أتعرف لمن أشتاق؟ قال له الحضور: إلى زوجتك رحمها الله؟
فقال : لا والله فهي شهيدة وأنا مشتاق إليها وإلى ابني طبعًا، لكني مشتاق إلى أن أسجد سجدة واحدة لله تعالى واضع جبيني على الأرض فأنا أصلي بالتفكير الآن فقط وأنا منذ نعومة أظفاري لم أترك صلاة واحدة في المسجد إلا ما ندر والحمد لله، كما أنني أتمنى أن يعيد الله عمر إلى ما كان عليه أو أقل حتى يتمكن من العودة إلى طبيعته فهو الآن كما ترى مشوه ولا طاقة لي بتكاليف علاجه، ولم يبق لي إلا الله وعمر في هذه الدنيا والذي تأتيه نوبة بكاء كلما تذكر ذلك المنظر الرهيب.
ثم أنهى حديثه بهذا البيت من الشعر:
مالي سوى قرعي لبابك حيلة ........... فإذا رددت فأي باب أطرق.
أما عمر فقد اخبر المراسل باللهجة العراقية: (الأمريكان قتلوا ماما سعاد وهؤلاء طردونا من بيتنا لاننا سنة وما (صلّحوني) من جديد لأن اسمي (عمر!) ..
--------------
http://www.iraqirabita.org/upload/5197.jpg
الحمدلله على كل حال ولا حول ولا قوة إلا بالله
وأحرقت نصف جسده، وامتنع بعض موظفي المستشفيات عن علاجه لأن اسمه (عمر)!
http://www.iraqirabita.org/upload/5198.jpg
http://www.iraqirabita.org/upload/5199.jpg
http://www.iraqirabita.org/upload/5200.jpg
(نشرت القصة لأول مرة في موقع مفكرة الاسلام، ثم أعيد نشره على جريدة البصائر):
بدأت مأساة عمر حين كان برفقة أمه وأبيه وأخيه الصغير (علي) متوجهين من مدينة سامراء لزيارة بيت جده (أهل والدته) في بغداد برفقة احد أصدقاء أبيه الذي يمتلك سيارة الـ GMC التي كانت تقلهم . وعلى الطريق السريع الذي يربط بين بغداد وسامراء صادفهم رتل أمريكي كان يسير بالاتجاه المعاكس للطريق، ورغم أن السائق قد أخذ حذره من التريث والتزم جانب الطريق كما اعتاد أن يفعل العراقيون دوما، الا أن قوات الاحتلال المجرمة أمطرت سيارتهم بوابل من الرصاص وعندها اشتعلت النيران في السيارة لتقضي وببشاعة على السائق الذي قتل ورأسه ملتصقا بالمقود ، كذلك فقد قتلت السيدة سعاد (أم عمر)، وقتل أخوه (علي)، الذي كان في حجر والده أثناء الرحلة.
أما الأب فقد نجا بأعجوبة ولكن بحروق شديدة في يده ، علما بأنه صاحب مهنة حرة كان يعتاش وعائلته من كد يمينه اليومي ، أما عمر فنترك للصور أمرها في التعبير عن حالته .. لكن مأساة عمر لم تنته عند هذا الحد، بل استمرت حين طرد هو وأبيه من المنزل الذي كانوا يستأجرونه في الموصل بعد أن عجز الأب عن دفع الايجار! إلا أن رحمة الله تعالى سخرت لهم عبادا رحماء استضافوهم في بيوتهم وتحملوا مسؤولية مداراته وأبيه ..
وإمعانا في الكرم بادر هؤلاء الناس بعرض حالة عمر على المستشفيات، فكان الرد يأتي دوما بالسلب لأن الإمكانات المتوفرة فيها لا تفي بالغرض الذي تتطلبه الحالة ، إلا إنهم نصحوهم بأخذه إلى مستشفى ابن سينا لأنها المستشفى الوحيد الذي يمتلك تلك الإمكانيات في العراق اليوم .
وفعلا فقد حمله أهل الخير إلى تلك المستشفى ، لكنهم صدموا حين سمعوا رفض لأحد المسئولين في المستشفى لعلاج الحالة بعدما عرف أن اسمه (عمر)! بل انه أمعن في الإثم حين قال وباللهجة العراقية: (هو اسمه عمر خليه يموت أشرف له، ما عندنا علاج للي أسماؤهم عمر) ! ولم يوافق حتى أن يراه طبيب مصري مقيم في تلك المستشفى !! بعدها سعى هؤلاء الأخيار لعرضه على المستشفيات الخاصة في بغداد ظنا منهم أن الأمر يتطلب جمع مبلغ ما فيتحملوا كلفته ، لكن الأطباء جميعا اخبروهم إن علاجه يحتاج إلى عمليات ترقيع وتقويم لا تتوفر إمكانياتها لديهم ونصحوهم بعلاجه خارج العراق !! ..
وكذلك كان الحال بالنسبة لوضع أبيه ، فقد اخبره الأطباء بان إحدى الرصاصات السبع التي أصابته قد استقرت بالقرب من النخاع ألشوكي وهي التي تسببت في إصابته بالشلل والعجز الكامل ونصحوه أيضا بان يجري مثل هذه العملية الدقيقة خارج العراق ! ..
هذه باختصار مأساة عمر وابيه ، لكننا لم نشأ ان نختمها دون ان نعرض على حضراتكم الجانب الاخير من اللقاء معه ، فقد قطعت دموعه الحوار مع مراسل البصائر حين كان يخبره بتفاصيل الحادث ، ليستأنف حديثه بعد صمت قائلاً : أتعرف لمن أشتاق؟ قال له الحضور: إلى زوجتك رحمها الله؟
فقال : لا والله فهي شهيدة وأنا مشتاق إليها وإلى ابني طبعًا، لكني مشتاق إلى أن أسجد سجدة واحدة لله تعالى واضع جبيني على الأرض فأنا أصلي بالتفكير الآن فقط وأنا منذ نعومة أظفاري لم أترك صلاة واحدة في المسجد إلا ما ندر والحمد لله، كما أنني أتمنى أن يعيد الله عمر إلى ما كان عليه أو أقل حتى يتمكن من العودة إلى طبيعته فهو الآن كما ترى مشوه ولا طاقة لي بتكاليف علاجه، ولم يبق لي إلا الله وعمر في هذه الدنيا والذي تأتيه نوبة بكاء كلما تذكر ذلك المنظر الرهيب.
ثم أنهى حديثه بهذا البيت من الشعر:
مالي سوى قرعي لبابك حيلة ........... فإذا رددت فأي باب أطرق.
أما عمر فقد اخبر المراسل باللهجة العراقية: (الأمريكان قتلوا ماما سعاد وهؤلاء طردونا من بيتنا لاننا سنة وما (صلّحوني) من جديد لأن اسمي (عمر!) ..
--------------
http://www.iraqirabita.org/upload/5197.jpg
الحمدلله على كل حال ولا حول ولا قوة إلا بالله