ليدي الامورة
27-01-2018, 03:15 AM
كان يا ما كان في سالف العصر والأوان
كان هناك مملكة سكانها يعشقونها وتسحرهم وتفتنهم
وكان أهلها لا يحبون السفر ولا مغادرة مملكتهم ولكن
كان لأهل هذه المدينة قانون مقدس وهو أنهم كل فترة
يختارون ملكًا لمملكتهم ويجعلونه يتنعم ويملك ويحكم
ثم بعد فترة تعتبر سر من الأسرار لا بد للملك ان يغادر
مملكتهم ويذهبون به
الي ديار خربة ويتركونه هناك وحيدًا يتألم ويتحسر على
ما كان فيه من عزٍ وجاهٍ وأموال وراحة وقصور!
وذات يوم اختار أهل المدينة كالعادة شابًّا مِنهم ليكون هو الملك
ولكن كان الملك هذه المرة مختلفًا
فمنذ أول يوم له في الحكم فكّر الملك وقال في نفسه
سينتهي بي المطاف في الديار الخربة وسأستقر هناك
وأنا الآن أملك المال والسلطان والقوة وكل الملوك الذين
سبقوني أنتهى بهم الحال في الديار الخربة فلماذا
لا أبدأ من الآن في إعمار الدار التي سينقلني إليها أهل
المملكة وبالفعل أمر الملك البنائين ببناء قصور له في
الأرض الخربة وأمر الفلاحين بزراعة الحدائق والمتنزهات
في الأرض الخربة وشق الأنهار وأوصل المياه ونقل أمواله
كلها إلى الأرض الخربة وفعل كل ما بوسعه حتى إذا
قام أهل المملكة بنقله فسوف ينتقل الى قصور أحلى
من قصوره وحدائق أجمل من حدائقه وحياة أسعد من التي
كان يحياها في المملكة بل وسيتخلص أيضًا من المسؤوليات
وبالفعل جاء اليوم وحان وقت تنفيذ القانون المقدس والذي
سينقل فيه أهل المملكة الملك الي الديار الخربة
ولكن هذه المرة كان الملك في غاية
السعادة وهو يرحل لأنه لن يرحل الى ديار خربة ولكنه
سيذهب الى مملكة أخرى أجمل وأحلى بناها بنفسه
وهيأها لنفسه !
فهل تعلمون من هو هذا الملك الذكي ؟
إنه الإنسان الذكي الذي يعلم أن حياته في مملكة الدنيا
مؤقتة وأنه في يوم لا بد منه سينتقل الي القبر فينفق
كل ما يستطيع من أموال في الخير وفي تجهيز قبره الخرب
وتزيينه وتجميله فهو لم يترك أمواله في المملكة التي
سيغادرها بل نقلها وجعلها تسبقه حتي تكون في
استقباله عندما يموت وقد جعل قبره روضه من رياض الجنة
كان هناك مملكة سكانها يعشقونها وتسحرهم وتفتنهم
وكان أهلها لا يحبون السفر ولا مغادرة مملكتهم ولكن
كان لأهل هذه المدينة قانون مقدس وهو أنهم كل فترة
يختارون ملكًا لمملكتهم ويجعلونه يتنعم ويملك ويحكم
ثم بعد فترة تعتبر سر من الأسرار لا بد للملك ان يغادر
مملكتهم ويذهبون به
الي ديار خربة ويتركونه هناك وحيدًا يتألم ويتحسر على
ما كان فيه من عزٍ وجاهٍ وأموال وراحة وقصور!
وذات يوم اختار أهل المدينة كالعادة شابًّا مِنهم ليكون هو الملك
ولكن كان الملك هذه المرة مختلفًا
فمنذ أول يوم له في الحكم فكّر الملك وقال في نفسه
سينتهي بي المطاف في الديار الخربة وسأستقر هناك
وأنا الآن أملك المال والسلطان والقوة وكل الملوك الذين
سبقوني أنتهى بهم الحال في الديار الخربة فلماذا
لا أبدأ من الآن في إعمار الدار التي سينقلني إليها أهل
المملكة وبالفعل أمر الملك البنائين ببناء قصور له في
الأرض الخربة وأمر الفلاحين بزراعة الحدائق والمتنزهات
في الأرض الخربة وشق الأنهار وأوصل المياه ونقل أمواله
كلها إلى الأرض الخربة وفعل كل ما بوسعه حتى إذا
قام أهل المملكة بنقله فسوف ينتقل الى قصور أحلى
من قصوره وحدائق أجمل من حدائقه وحياة أسعد من التي
كان يحياها في المملكة بل وسيتخلص أيضًا من المسؤوليات
وبالفعل جاء اليوم وحان وقت تنفيذ القانون المقدس والذي
سينقل فيه أهل المملكة الملك الي الديار الخربة
ولكن هذه المرة كان الملك في غاية
السعادة وهو يرحل لأنه لن يرحل الى ديار خربة ولكنه
سيذهب الى مملكة أخرى أجمل وأحلى بناها بنفسه
وهيأها لنفسه !
فهل تعلمون من هو هذا الملك الذكي ؟
إنه الإنسان الذكي الذي يعلم أن حياته في مملكة الدنيا
مؤقتة وأنه في يوم لا بد منه سينتقل الي القبر فينفق
كل ما يستطيع من أموال في الخير وفي تجهيز قبره الخرب
وتزيينه وتجميله فهو لم يترك أمواله في المملكة التي
سيغادرها بل نقلها وجعلها تسبقه حتي تكون في
استقباله عندما يموت وقد جعل قبره روضه من رياض الجنة