المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الكبائر الشائعة سب أحد من الصحابة رضي الله عنهم و بغضه



Miss.Reem
27-03-2018, 05:43 PM
سَبُّ أحدٍ مِن أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم أو بُغضه كبيرةٌ؛ لما يأتي:
1- جعَل النبي صلى الله عليه وسلم مِن علامات النفاق بُغْض الأنصار رضي الله عنهم، وبُغض عليٍّ رضي الله عنه:
عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((آيةُ الإيمان حبُّ الأنصار، وآيةُ النفاق بُغض الأنصار))[1].



وعن البراء بن عازبٍرضي الله عنه، قال: سمعتُ النبيَّصلى الله عليه وسلم، أو قال: قال النبيُّصلى الله عليه وسلم: ((الأنصار لا يُحبهم إلا مؤمنٌ، ولا يُبغضهم إلا منافقٌ، فمَن أحبَّهم أحبَّه اللهُ، ومَن أبغضهم أبغضه الله))[2].



وعن زرِّ بن حُبيشرحمه الله، قال: قال عليٌّ: والذي فلَق الحبَّة، وبَرَأ النَّسَمة، إنه لعهد النبي الأمِّيصلى الله عليه وسلم إليَّ: ((ألا يُحبني إلا مؤمنٌ، ولا يُبغضني إلا منافقٌ))[3].



قال الذهبيُّ رحمه الله[4]: فإذا كان هذا قاله النبيُّ صلى الله عليه وسلم في حقِّ عليٍّ؛ فالصِّدِّيقُ بالأَوْلَى والأَحْرَى؛ لأنه أفضلُ الخَلْق بعد النبيِّ صلى الله عليه وسلم.



قلتُ: والذي يَظهَر لي- والله أعلم- أنه ليس بُغض الأنصار وحدهم مِن علامات النفاق؛ بل إنَّبُغض أحدٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مِن علامات النفاق، وإنما خَصَّ النبيصلى الله عليه وسلَّم الأنصار بالذِّكْر لمزيدِ فَضْلهم ومَكانتهم، فمَن أبغَضَ أحدًا مِن أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم مع علمه بعظيم بذْلِهم ونصرتهم لدين الإسلام وللنبي صلى الله عليه وسلم وحبهم له - ففي قلبه نفاقٌ، والعلم عند الله وحدَهُ، ونسأله أن يُرشدَنا إلى الصواب والحقّ.



2- أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى الإيمانَ عمن أبغَض الأنصار:
عن أبي هريرةرضي الله عنه، أنَّ رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال: ((لا يبغض الأنصار رجلٌ يؤمن بالله واليوم الآخر))[5].



وعن أبي سعيدٍ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يبغض الأنصارَ رجلٌ يؤمن بالله واليوم الآخر))[6].



وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لي: ((لا يبغض الأنصار أحدٌ يُؤمن بالله واليوم الآخر))[7].



3-أن النبي توعَّد مَن أبغض الأنصار وعمار بن ياسر رضي الله عنهم ببُغض الله له:
عن معاوية رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن أحبَّ الأنصار أحبَّه الله، ومَن أبغض الأنصار أبغضه الله))[8].



وعن خالد بن الوليد رضي الله عنه، قال: كان بيني وبين عمار بن ياسرٍ كلامٌ، فأغلظتُ له في القول، فانطلق عمارٌ يشكوني إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء خالدٌ وهو يشكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فجعل يغلظ له، ولا يزيده إلا غلظةً، والنبي صلى الله عليه وسلم ساكتٌ لا يتكلم، فبكى عمارٌ، وقال: يا رسول الله! ألا تراه؟ فرفَع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه، قال: ((مَن عادى عمارًا عاداه الله، ومَن أبغض عمارًا أبغضَه اللهُ))، قال خالدٌ: فخرجتُ، فما كان شيءٌ أحبّ إليَّ مِن رضا عمارٍ، فلقيتُه فرضي[9].



4- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن أغضب سلمان وبلالًا وصُهيبًا: ((لئن أغضبتهم لقد أغضبت الله)):
عن عائذ بن عمرٍورضي الله عنه، أنَّ أبا سفيان أتى علىسلمان وصهيبٍ وبلال في نفرٍ، فقالوا: والله ما أخذتْ سيوف الله مِن عنُق عدو الله مأخذَها.



قال: فقال أبو بكرٍ: أتقولون هذا لشيخ قريشٍ وسيدهم؟ فأتى النبيصلى الله عليه وسلمفأخبره، فقال: ((يا أبا بكرٍ، لعلك أغضبتهم، لئن كنتَ أغضبتهم لقد أغضبتَ ربك!)).



فأتاهم أبو بكرٍ، فقال: يا إخوتاه! أغضبتُكم؟قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي"[10].



5-أنه قد رُويَ عن النبي صلى الله عليه وسلم لَعْن مَن سَبَّ أصحابه رضي الله عنهم:
عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سَبَّ أصحابي فعليه لعنةُ الله، والملائكة، والناس أجمعين"[11].



6- الإجماع:
قال ابن حجر رحمه الله[12]: قال الجلال البُلقيني: مَن سَبَّ الصحابةرضي الله عنهم أتى كبيرةً بلا نزاعٍ.



وقال السَّفَّارينيرحمه الله[13]: وكون سَبِّ الصحابة كبيرةٌ هذا بلا خلافٍ، وإنما اختلفوا: هل يكفر مَن سبّهم أم لا؟



قال القاضي عياض رحمه الله[14]: سَبُّ أصحاب النبي عليه السلام وتنقُّصهم أو أحدٍ منهم مِن الكبائر المُحرَّمة، وقدلَعَن النبي عليه الصلاة والسلام فاعلَ ذلك، وذكر أنه مَن آذاه وآذى الله فإنه لا يُقْبَل منه صرفٌ ولا عدلٌ.



وقال النوويرحمه الله[15]: اعلم أنَّ سَب الصحابة رضي الله عنهم حرامٌمِن فواحش المُحرَّمات؛ سواءٌ مَن لابس الفِتَن منهم وغيره؛ لأنهم مجتهدون في تلك الحروب مُتأوِّلون.



قال القاضي: وسبُّ أحدهم مِن المعاصي الكبائر، ومذهبُنا ومذهبُ الجمهور أنه يُعزَّر ولا يُقتل، وقال بعض المالكية: يُقتَل.



وقالالذهبي رحمه الله[16]: مَن سَبَّ أصحاب النبيصلى الله عليه وسلم فقد بارز الله تعالى بالمحارَبة، بل مَن سَبَّ المسلمين وآذاهم وازدراهم، فقد قدَّمْنا أن ذلك مِن الكبائر، فما الظن بِمَنْ سَبّ أفضل الخَلْق بعد رسول اللهصلى الله عليه وسلم؟!



وقالابن النَّحَّاس رحمه الله[17]: اختلف العلماءُ في تكفير مَن سَبَّ أبا بكرٍ وعمر رضي الله عنهما، وكذلك فيمَن سبَّ غيرهما من الصحابة رضي الله عنهم، والأقوال في ذلك كثيرةٌ، والحاصلُ منها أنَّ الساب دائرٌ بين ارتكاب كفرٍ أو كبيرةٍ من الكبائر.



وقال ابن عبد الهادي رحمه الله[18]: بُغض الصحابة أو أحدٍ منهم، سواءٌ أبو بكرٍ أو عمر أو عثمان أو عليٍ أو كائنٌ مَن كان من الكبائر، وهي كبيرةٌ عظيمةٌ، وأكبرُ مِن الزِّنا وشُرب الخمر وأكل الميتة واللواط، والله أعلم.











ويرحم الله أبا زرعة الرازي؛ فقد كان يقول[19]: إذا رأيتَ الرجل يَنتقص أحدًا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلمْ أنه زنديقٌ، وذلك أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حقٌّ، والقرآن حقٌّ، وإنما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسننَ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يَجْرحوا شهودنا ليُبطلوا الكتاب والسنة، والجرحُ بهم أَوْلَى وهم زنادقةٌ.



وقد عَدَّ بعض أهل العلم في الكبائر تقديم عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه على أبي بكرٍ وعمر وعثمان رضي الله عنهم[20]، لكن في ذلك عندي نظرٌ؛ فلستُ أعلم خبرًا أتشبَّث به للقول بذلك، وإن كان هذا لا يجوز؛ فقولُ أهل السنة والجماعة أن أبا بكرٍ أفضل هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليًّا رضي الله عنهم.
الالوكة

بسمات المدينة
28-03-2018, 01:16 PM
https://forum.hawahome.com/clientscript/ckeplugins/picwah/images/extra11.gif