المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عن الإفتاء بغير علم ( ضروري )



سنا البرق
10-01-2004, 03:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
شيخي الجليل - همام - أحسن الله إليك أود أن أسأل عن صحة هذا القول
وكتوطئةً له .......
يقول الإمام القرافي إمام المالكيه رحمه الله تعالى " المفتي ترجمان عن الله "
ويقول الإمام إبن القيم رحمه الله تعالى " المفتي موقع عن رب العالمين "
"

ولو ما جاءنا من الأخبار عن السلف إلا مقولة إبن القيم في كتاب إعلام الموقعين لكفتنا في التغليظ على التسرع في الإفتاء .. ونصب انفسنا لذلك
وهذا الموقف حصل لي مع خريجة جامعه أم القرى بمكه قسم شريعه تخصصها فقه
تقول : أنا لما تخرجت من الجامعة أصبحت مؤهله للإفتاء لكنني أتورع عنه
وكثيراً ما تردد على مسمعي هذه العباره وأنا أعرف يا شيخ حفظك الله أنها لاتملك متناً واحداً على الأقل في فنون عدة سواءً كانت علوم اصليه او علوم آله كالمصطلح والنحو وليست ملمه
بلغة العرب بل ليس لديها في فن الحديث سوى الأربعين النوويه ولا تحفظ في الفقه ولا متن ,,

وإبن باز رحمه الله تعالى يقول : " شهادة الجامعه شهادة زور " .
فما رأيك في موقفها وهل بالفعل خريج الجامعه أو الكليه مؤهل للفتوى
_____________________________________
سؤال آخر لا حرمك الله الأجر
* إذا كان في مسألة ما قولين أو ثلاثه عن أهل العلم ولم يعلم الشخص إلا بقول واحد من هذه الأقوال فنقله إلى صديقه أو كتبه عبر النت ثم تبينت له الأقوال الأخرى فيما بعد فتراجع وصحح ما كتب وأخبر من نقل اليه هذا القول بالأقوال الأخرى

علماً بأن بعض المسائل القول الأول فيها أنها ( بدعه ) والقول الثاني ( انه يجوز فعلها ) بالقياس مثلاً إهداء ثواب العمل سواءً في الأعمال التي تدخلها النيابه او لا تدخلها وسواءً أكان إهداؤها للأحياء أو الأموات هل يعتبر فعله الأول من الإفتيات على الشرع أو الإفتاء بغير علم لأنه لم يكن يعلم بالخلاف ؟؟
________________________________________
سؤال أثابك الله
* شيخي حفظه الله أعطاني مفتاح مكتبته وسمح لي بزيارتها في أي وقت وإقتناء الكتب منها وإعارتها وكل هذا يحصل بأمانه إن شاء الله تعالى
فأحياناً تتصل بي إمرأه وتسألني سؤالاً .. ويكون شيخي مشغولاً لا أستطيع الإتصال به أو يكون سؤالها محرجاً أستحي أن أسأل عنه أحد .
فأقوم بالذهاب الى المكتبه وأبحث في فتوى العلماء كفتاوى إبن باز رحمه الله وإبن عثيمين وأجيبها على سؤالها من الكتب لا أفتيها أنا إنما انقل ذلك من الكتب فما الحكم في ذلك وهل ما اقوم به صواباً ؟؟

واحياناً لا اجد كسؤالها نصاً إنما مشابه له فأخبرها بالفتوى فما الحكم في ذلك أيضاً ؟؟
_______________________________
سؤال
* شخص يحفظ أقوال العلماء في مسأله ويعرف الصحيح من تلك الاقوال هو لا يعرفه كمجتهد لكن حفظ الأقوال والترجيح من كتب العلماء التي تنقل المسأله بكل صورها وترجح الصحيح فيها . وسئل عن هذه المسأله أيجيب فيها بما يحفظه
مع ذكر المرجع أو المصدر . أم هذا من الخطأ ويجب الرجوع الى أهل العلم في ذلك ؟؟


شيخينا الكريم
أتمنى أن يتسع صدرك لما أسأل عنه وإن أسأت الأدب في أي سؤال فالمعذرة في ذلك أسأل الله ان يبارك في علمك وينفع بك

همام
15-01-2004, 09:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

أختي المباركة الكلام على مسائلك هنا ينتظم في أمور :
أولها - الفرق بين الاجتهاد المطلق والاجتهاد المقيد . ومسألة التقليد .
والثانية- هل يلزم للعلم الإحاطة بكل العلم .
والثالثة- معرفة الخلاف المعتبر من غيره .

أما المسألة الأولى-
فالاجتهاد المطلق بمعنى النظر في المسائل والنوازل والحكم فيه والفتيا .. هذا لا يكون إلا لمتبحر في العلم محيط بالقرآن وعلومه والسنة وعلومها وأقوال الناس وتصريفات العربية واللسان ... وهذا لا يتأهل له الطالب إلا بعد جهد جهيد ومكابدة للعلم مع الورع التام والصيانة والديانة ..

وأما الاحتهاد المقيد فعلى نوعين :
اجتهاد في المذهب ، بمعنى أن يتقن الطالب أصول مذهب من المذاهب المعتبرة ويرجح بين الروايات والأقوال في المذهب بحسب تبحره وإلمامه .
والثاني الاجتهاد في مسألة معينة ، بمعنى أن ينظر الطالب في مسألة معينة ويبذل وسعه في البحث عنها وسبر الأدلة وأقوال الأئمة فيها ، ثم يخلص إلى نتيجة ما فيها ..

وقد أشار الشيخ العلامة بكر أبو زيد إلى هذا في مقدمة كتابة الحافل (المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل) .

وأما مسألة التقليد ، فإن الواجب اتباع الدليل الشرعي من الكتاب والسنة .. والعامي الذي ليس له أهلية النظر في الأدلة ومآخذها يقلد من أهل العلم ممن عرف عنه علمه واتباعه للدليل وورعه وتقواه .... فالعامي لا يتبع قول من يفتيه مجرداً ، بل هو يتبع قوله تعالى : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} ، وهو حين اتباعه لرأي من أفتاه إنما يتبع الدليل الشرعي الذي استند إليه المفتي في فتواه ..
أما مسألة التمذهب ، فلها شأن آخر لا يحتمله هذا المقام ..

وأما المسألة الثانية هل يلزم للعلم الإحاطة بكل العلم :
فإن الواجب هو اتباع الدليل ظاهراً وباطناً . فإن علم الإنسان مسألة فله أن يبلغها لقوله صلى الله عليه وسلم : (( بلغوا عني ولو آية)) ، وهذا ما دلت عليه سورة العصر التي أخذ منها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب المسائل الأربع : العلم والعمل والدعوة والصبر .
وعليه فإنه لا يجوز للإنسان أن يتكلم بما لا يعلم ، وإن علم مسألة ما بدليلها فليبلغها إلى غيره ..ولا يلزم لتبليغه أن يكون عالماً ، بل نقل الخير والتعريف به والدعوة إليه مطلوبة من كل أحد ، والدال على الخير كفاعله ..
ومن هذا الباب نقل الفتوى .. فإنه لا بأس بنقل الفتوى في المسائل المتشابهة مع ذكرقائلها ومصدرها ، وعلى هذا عمل كثير من العلماء ، ما زالت كتب الأئمة تنقل فتاوى الأئمة من الصحابة والتابعين والمتبوعين من أئمة المسلمين رحمهم الله أجمعين .
ولكن لا بد من الانتباه إلى كون المسألة المسؤول عنها هي من جنس ما أجاب عنه المفتي ؛ لأن بعض المسائل قد تتشابه في ظواهرها وتختلف في تفصيلاتها ؛ كمسائل الطلاق مثلاً ، ولذا لا بد من التيقظ ، وكلامة (لا أدري) تريح في هذا الباب والحمد لله .. أما ما عرف تشابهه كمسائل الوضوء والمسح على الخفين وسجود السهو ونحوها ، فلا بأس بنقلها مع ذكر مصاردها ونصوصها .

وإذا علم الإنسان بقول وعَمِلَ به بناء على الدليل ، ثم تبين له خلاف هذا القول ، وكان القول الآخر الذي علمه دليله أولى ، لم يضره ما سبق ، ولينشر ما تبين له بدليله ؛ كما قال عمر : ( ذاك على ما قضينا وهذا على ما نقضي) ..ومعلوم ما كان من مذهب الإمام الشافعي القديم والجديد ..

وأما المسالة الرابعة :
فالمسائل العلمية ليست على درجة واحدة ..
فهناك مسائل قطعية لا يُقبل فيها الخلاف ، وهي تلك التي جاء فيها دليل قطعي الثبوت قطعي الدلالة .
وهناك من المسائل ما فيها خلاف بين العلماء ، والخلاف له أسبابه والتي بينها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة له مهمة وحافلة هي (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) ، وللشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي عضو هيئة كبار العلماء رسالة بعنوان (أسباب اختلاف الفقهاء) بين فيها شيئاً من أصول الاستدلال المختلف فيها ..فالاختلاف له أسبابه ، وعليه فإنه مع حفظ قدر العلماء رحمهم الله وتوقيرهم لكونهم حملة ميراث النبوة إلا أنهم بشر يخطؤون ، ولذا لم يكن كل خلاف معتبراً ، كما قيل :
وليس كل خلاف جاء معتبراً -----------------------------إلا خلاف له حظ من النظر
فإن كان الدليل محتملاً للرأيين ، والمسألة ليس فيها نص صريح يقطع بها لأحد الرأيين ، فهنا يكون للرأيين وجه ويكون كل منهما معتبراً ...
أما إن كان الدليل يرجح أحد القولين على الآخر فالواجب أخذ ما ترجح دون الآخر ..

وختاماً ، فإن الفتيا هي - كا تفضلتِ بنقله عن الأئمة- توقيع عن رب العالمين ، وتقحم لأمر خطير يتعلق بعلاقة الناس بربهم وعلاقتهم مع بعضهم ..
وتزكية النفس بإدعاء العلم من الأمور التي لا تنبغي ، ومعلوم قصة نبي الله موسى والخضر عليهما السلام وما فيها من الآيات العظيمة والعبر ..
وقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على شدة ورعهم وغزيز علمهم يتدافعون الفتيا !! وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : تريدوننا أن نكون لكم جسوراً على النار !! .
فالأولى بالإنسان أن يتورع في هذا الباب ، وما هي والله بمنقبة للإنسان أن يتصدى للناس مفتياً بقدر ما هي ابتلاء وفتنة ، والله المستعان ..

والله تعالى أعلم ، والحمد لله رب العالمين .

سنا البرق
15-01-2004, 11:41 PM
ماشاء الله لا قوة إلا بالله بارك الله فيك وزادك علماً وبصيرة
أشكر لك حسن أخلاقك وتواضعك وتفضلك بالإجابه ولا غرابه فمن يحمل من العلم ما تحمل يدفعه الى أكمل الأخلاق ولا نزكي على الله أحدا

أحسن الله اليك ما صحة قول " لا غيبة لمجهول "
________________________________________
سؤال بارك الله فيك ولا حرمك أجره
شخص يعمل عمل صالح ثم يفاجأ بعد فترة بتحقق أمر يطلبه وكان قد دعا الله في تحققه منذ زمن طويل , لكن لم يتحقق له هذا إلا بعد ذلك العمل
فيقول : هذا من حسنات ذلك العمل يعني مستنداً على أن من أشتغل بعمل الآخرة يكفيه الله ما أهمه من أمر الدنيا
هل يدخل هذا الفعل ضمن القول بـ " من طلب الدنيا بعمل الآخرة خسر الدنيا والآخرة " فهو مجرد أحسن الظن بالله وانه متى ما عمل بعمل الأخرة واشتغل بها عن الدنيا يكفيه الله أمرها ؟؟

وجزاك الله بكل حرف تخطه أجرا

همام
22-01-2004, 06:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيك أختي ونفع بك ..

أردت قبل البدء في الإجابة أن أسألك حفظك الله عن المقولة التي جاءت في سؤالك منسوبة للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله من أن الشهادة الجامعية شهادة زور ... أردت أن أسألك بارك الله فيك : هل هذه ثابتة عنه أم لا ؟ شكر الله لك .

وأما ما يتعلق بسؤالك الأخير ..
فالأصل أن المؤمن يعمل الصالحات ويؤمل من الله قبولها ويرجو رحمة ربه ، ويجتنب السيئات ويخاف ذنوبه ..

وأيضاً يجتهد في تحصيل القربات وما عند الله تعالى ، ويسعى في تحصيل ما يعينه من أمور دنياه ولا يركن ويعجز عن تحصيل الأسباب ، فإن الاعتماد على الأسباب بمجردها شرك في التوكل ، وتركها قدح في العقل ، والواجب أن يبذل السبب مع التوكل على الله تعالى واعتقاد أنه سبحانه بيده أن يتحقق المسبب بالسبب أو لا يتحقق ...
وبذل السبب مع التوكل على الله تعالى من القربات والعبادات ..
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه أتقى عباد الله تعالى يبذل السبب مع توكله التام على ربه وثقته به ، فكان يلبس الدرع في الحرب ، وعند هجرته حاول أن يضلل على قريش الطريق ، وإذا اراد غزوة ورى بغيرها ... وهكذا ..

نعم .. إن للطاعة نوراً وخيراً يراه العبد المؤمن في دنياه قبل آخرته ... وحين ينال العبدَ خيرٌ بسبب طاعته فلا بد له من ملاحظة أمر مهم:
إنه لا يدري هل ما جاءه بسبب طاعته أم بسبب دعائه -كما في مثالك الذي تفضلتِ به في السؤال- أم بابتداء الله له بالنعمة .. على أن كل ذلك إنما هو بفضل الله عليه ..، فهو سبحانه الذي وفقه للطاعة وهو الذي وفقه للدعاء وهو الذي تفضل عليه بالإنعام وإجابة الدعاء .... فلله المنة أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً ..
وعموماً ، فليس له أن يرى بأن تلك العبادة المعينة قد أوجبت له ما سأل ؛ لأنه لا يدري .. أقبل الله منه عمله أم لا ؟
فما ناله من خير فليحمد الله عليه ، ولا يركن إلى العجب بنفسه ، وليجعل في نفسه أنه لربما كان ذلك استدراجاً له أو تقديماً لطيباته في الحياة الدنيا ..
ومن هنا فلا بد من التوازن ما بين الخوف والرجاء .

أما ما يتعلق بالمقولة ، فالمقصود بها من كان ابتداء عمله غير وجه الله تعالى - نعوذ بالله من الخذلان - ، فهذا قد فقد أحد شرطي القبول وهو إخلاص العمل ، ولذا ليس له من عمله إلا ما نواه ..
ولعل من هذا الباب ما جاء في النهي عن النذر - على أنه من نذر فعل طاعة وجب عليه الوفاء- ؛ وذلك لأن الناذر يريد شيئاً فينذر رجاء تحقيقه ، فكأنه يجعل النذر في مقابل تحقق ما يريد ، ولذا نهى صلى الله عليه وسلم عن النذر وقال : (( إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل)) ..

والله تعالى أعلم .

سنا البرق
23-01-2004, 07:42 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك ونفع بك وزادك علماً وبصيرة

((أردت أن أسألك بارك الله فيك : هل هذه ثابتة عنه أم لا ؟ شكر الله لك ))
نعم هي ثابتة عنه بنقل الثقة إن شاء الله
فشيخي( أبو ابراهيم أستاذ العقيدة بمعهد الحرم المكي وخطيب جامع الزاهر بمكة حرسها الله ) تلميذ إبن باز وهو من أخبرني بهذا القول ثم إني سألته عن سبب مقولة الإمام ابن باز رحمه الله
فقال : لأن أهلها ( يقصد الجامعة ) الذين تخرجوا منها ليسوا قدوات ,فهم لديهم شهادة وليس لديهم شئ من العلم فذلك يدل على أنها زور .

ولسبب أن المناهج لا تدرس كما هو مطلوب بل يقتصر على مذكرات غير أساسيه , وإلا فإن المناهج كفيلة بتخريج طلبة علم .
ولأن الطلاب لايريدون إلا الشهادة والوظيفة والراتب لا يريدون العلم .
ولأن المدرسين غير جادين

ثم ذكر لي حال المعلمين اليوم من إسبالهم للثياب وحلق اللحى وغيرها مما يدل على ان من احتج بهذه الشهادة وهو يرتكب من المحرمات ما يعلم بحكمها العامي فشهادته زور .

هذا ماقاله إجابة على سبب مقولة إبن باز رحمه الله كتبتها في مذكرتي
لذلك أعتذر لعدم ضبطها خشيت إن ضبطتها ان يختل المعنى فكتبتها كما هي
وان حصل خطأ فهو من تدويني لها( بغير قصد مني ) وشيخي منه برئ ....

وجزاك الله على ماتفضلت به من الإجابه خير الجزاء