المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ورحلت العشر الأولى ..



نبض أمة
06-10-2006, 04:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هاهي العشر الأول من رمضان رحلت و الوسطى أوشكت على الرحيل
وثمة حديث يخالج النفس في ثنايا هذا الوداع
تُرى ماذا حفظت لنا ؟
وما ذا حفظت علينا ؟

إن ثمة تساؤلات عريضة تبعثها النفس في غمار هذا الوداع .

* أول هذه التساؤلات كم تبلغ مساحة هذا الدين من اهتماماتنا ؟
هل نعيش له ؟
أم نعيش لأنفسنا وذواتنا ؟
كم نجهد من أجله ؟
كم يبلغ من مساحة همومنا ؟
إن العيش في حد ذاته يشترك فيه الإنسان مع غيره من المخلوقات
ولا ينشأ الفرق إلا عندما تسمو الهمم ، وتكبر الأهداف .

وعلى أعتاب العشر الثانية
آمل ألا يكون نصيبي ونصيبك قول الله عز وجل (( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف )) .
فالسابقون مضوا والسير حفظت لنا قول بكر بن عبد الله : من سره ينظر إلى أعلم رجل أدركناه في زمانه فلينظر إلى الحسن فما أدركنا أعلم منه ، ومن سره أن ينظر إلى أورع رجل أدركناه في زمانه فلينظر إلى ابن سيرين إنه ليدع بعض الحلال تأثماً ، ومن سره أن ينظر إلى أعبد رجل أدركناه فلينظر إلى ثابت البناني فما أدركنا أعبد منه ، ومن سره أن ينظر إلى أحفظ رجل أدركناه في زمانه وأجدر أن يؤدي الحديث كما سمع فلينظر إلى قتادة . ))
وليت شعري أن نكون وإياك أحد هؤلاء .

* سؤال آخر يتردد : حرارة الفرحة التي عشناها في مقدم رمضان
تساؤلنا : هل لا زالت قلوبنا تجل الشهر ؟
وتدرك ربيع أيامه ؟
أم أن عواطفنا عادت كأول وهلة باردة في زمن الخيرات ، ضعيفة في أوقات الطاعات .
ورحم الله سلفنا الصالح فلكأنما تقص سيرهم علينا عالماً من الخيال حينما تقول : قال الأوزاعي : كانت لسعيد بن المسيب فضيلة لا نعلمها
كانت لأحد من التابعين ، لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة ، عشرين منها لم ينظر إلى أقفية الناس .
وكانت امرأة مسروق تقول : والله ماكان مسروق يصبح ليلة من الليالي إلا وساقاه منتفختان من طول القيام ، وكنت أجلس خلفه فأبكي رحمة له إذا طال عليه الليل وتعب صلى جالساً ولا يترك الصلاة ، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف كما يزحف البعير من الضعف .
قال أبو مسلم : لو رايت الجنة عياناً أو النار عياناً ما كان عندي مستزاد ، ولو قيل لي إن جهنم تسعّر ما استطعت أن أزيد في عملي . وكان يقول : أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يسبقونا عليه ، والله لأزاحمهم عليه حتى يعلموا أنهم خلّفوا بعدهم رجالاً .

وفي ظل هذه الأخبار تُرى كم من صلاة في الجماعة ضاعت ؟
وكم نافلة في صراع الأعمال تاهت ؟
تُرى كم من لحوم إخواننا هتكناها بأنيابنا ؟
تُرى كم هي الخيانة التي عاثتها أعيننا في رحاب الحرمات .
كم خطت أقدامنا من خطو آثم ؟
كم
وكم من عالم الحرمات هتّكت فيه الأسوار بيننا وبين الخالق ؟

والمعصية أياً كانت ، حتى لو عاقرناها في ليالي رمضان فلا تبقى خندقاً تحاصركم ، وهي كما قال بعض العلماء : (( أي خلال المعصية لا تزهدك فيها ؟ الوقت الذي تقطعه من نفيس عمرك حين تواقعها ، وليس يضيع سدى ، بل يصبح شؤماً عليك ؟ أم الأخدود الذي تحفره في قلبك وعقلك ثم تحشوه برذائل الاعتياد والإلف السيء والإدمان الخبيث ، والذكريات الغابرة التي يحليها لك الشيطان ليدعوك إلى مثلها ، ويشك إليها ؟ ام استثقال الطاعة والعبادة والملل منها وفقد لذتها وغبطتها ، أم اعراض الله عنك وتخليته بينك وبين نفسك حتى وقعت فيما وقعت ، أم الوسم الذي تميزك به حين جعلتك في عداد الأشرار والفجار والعصاة ، أم الخوف من تحول
قلبك عن الإسلام حين تجد حشرجة الموت وكرباته وغصصه ، فياولك إن مت على غير ملة الإسلام ! ))

* سؤال ثالث يتردد معاشر الدعاة والمصلحين والمربين عُدوا لي بارك الله فيكم في شهر رمضان فقط :
ما ذا قدمتم لمجتمعاتكم من خير ؟
دينكم الذي تتعبدون به هل نجحتم في طريقة عرضه ؟
فالبائع ينجح بقدر ما يحسن في طريقة العرض
وأنتم أولى هؤلاء بحسن الطريقة ، ونوعية التقديم .
مجتمعاتكم بكل من فيها ما ذا قدمتم لها ؟
مسجد الحي ، وجيران البيت ، وأقارب الأسرة ، أولى الناس بمعروفك .
فأين هم من مساحة اهتماماتك ؟
أسئلة تتردد على الشفاه أوليس رمضان فرصة سانحة للإجابة عنها ؟
أملي أن يكون ذلك .

وكل ما أرجوه أن لاتخرج نفسك أخي الفاضل من قطار الدعاة والمصلحين والمربين أياً كنت ،
وفي ظل أي ظروف تعيش ، فالمسؤولية فردية.
وعندما نحسن فن التهرب من المسؤولية نكون أحوج ما نكون إلى من يأخذ بأيدينا ، ويحاول إخراجنا من التيه الكبير .
يقول أبا إسحاق الفزاري : (( ما رأيت مثل الأوزاعي والثوري ، فأما الأوزاعي فكان رجل عامة ، وأما الثوري فكان رجل خاصة ، ولو خيّرت لهذه الأمة لا خترت لها الأوزاعي )) .

* وأخيراً :

رحلت العشر الأول
ولئن كنا فرطنا فلا ينفع ذواتنا بكاء ولا عويل
وما بقي أكثر مما فات ،
فلنري الله من أنفسنا خيراً ،
فالله الله أن يتكرر شريط التهاون
وأن تستمر دواعي الكسل
فلقيا الشهر غير مؤكدة
ورحيل الإنسان مُنتظر
والخسارة مهما كانت بسيطة ضعيفة
فهي في ميزان الرجال قبيحة كبيرة .
فوداعاً ياعشر رمضان الأول

سائلاً الله تعالى
أن يكتب لك النجاة
وأن يجعلك في عداد الفائزين
وأن يعينك على ما بقي من شهر الخير .
والله يتولاك .

المصدر
صيد الفوائد


منقووووووووول للفائدة ..
أحبكم في الله ..

جوهرة العطاء
06-10-2006, 05:45 AM
احبك الله الذي احببتينا فيه

موضوع رااائع

اسأل الله لك الفردوس الاعلى

نقل موفق