همام
25-01-2004, 11:13 PM
لقد تم إرسال هذه الرسالة من قبل (...) الذي أفاد أن الموضوع <مهم جداً>
السلام عليكم
لدي 4ابناء في مختلف مراحل الدراسة الكبيرة 3متوسط تكره اختها ذات ال8سنوات بشكل واضح لكل من رأها مع اني لاأميز بينهما ولكن كأنه حقد متجذر في نفسها تسخر منها تضربها لاتساعدها في دروسها وهي كذلك مع اخيها ولكن بشكل اقل حدة
ابني 10سنوات يميل إلى الكذب بشكل كبير. يخاف ويضطهد في المدرسة والشارع
ألفاظه بذيئة مع انناحريصين جدا من هذه الناحية ولكن يحفظ كلمات من الأولاد
ويسمعنا إياها .أنا متعلمة وأبوه كذلك ..... ولكن فشلنا في تربية أبناءنا والسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الكريمة ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الاعتراف بالخطأ في التربية لا يعني الفشل في التربية .. هناك جوانب كثيرة قد تؤثر على سلوك أبنائنا ، وواجبنا أن ننظر في تلك الجوانب والعوامل ..
لاحظت من خلال رسالتك بأن المدة الزمنية بين أبنائك هي سنتان ، فالبنت عمرها 8 سنوات والابن عمره 10 سنوات والكبرى لعلها في الثانية عشر ، ويمكن أن يكون رابع أبنائك في السنتين ، وربما تكونين الآن حاملاً بالخامس ..
عموماً فإن مراعاة نفسية الأبناء وإدراكنا لأثر تغير الزمن وتنوع الثقافة .. أمر لا بد منه ..
فأطفال اليوم ليسوا كأطفال الأمس .. فإن كنا أيام طفولتنا ليس أمامنا من وسائل الإعلام المرئية إلا قنوات الحكومة الرسمية والتي تنتهي مع الساعة الثانية عشرة ، ولم يكن من الألعاب الالكترونية إلا (الأتاري) البدائي!! ، فإن الزمن الآن قد تغير ... ووسائل الثقافة ونقلها قد تنوعت .. فمن فضائيات تبث 24 ساعة إلى ألعاب (السوني) ثلاثية الأبعاد وغيرها ... ..إلى....إلى ، والطفل ليس بمعزل عن التأثر ، فإنه وإن لم يكن في بيته ستلايت ، فإنه سيرى (سبيس تون) عند الجيران أو بعض الأقارب .. ولا ننسى أن في المدرسة خليطاً من مشارب شتى معلمين وطلاباً ..
فهذا أمر لا بد لنا من ملاحظته ، ومن هنا فإن مسؤولية التربية تربية الأبناء من أعظم المسؤوليات وأخطرها ، وهي بإذن الله تعالى يسيرة على من يسرها الله عليه ..
وعوداً على رسالتك فإن الغيرة قد تتولد عند الأطفال في أمور لربما لا يلقي الوالدان لها بالاً ..
نعم قد يرى الوالدان بأنهما يقومان بالعدل بين أبنائهم .. لكن بعض التصرفات التي تصدر من الأبوين قد يحسبها الطفل حساباً آخراً ..
ففي مثل حالتك مثلاً ، لربما ترى البنت الكبرى أنك ووالدها تتعاطفان مع أختها الصغرى ، فيزيدها ذلك عناداً .... أو تسمع عبارات المدح والثناء منكم لأختها ، وعبارات التذمر والتوبيخ لها عند الأهل والأقارب ، فيزيد ذلك شعورها بالانتقام ..
أو ترى بأنك تريدين أن تسلبيها حريتها عن طريق أوامرك المتكررة وتذمرك من تصرفاتها وطريقتها ..
إضافة إلى أن ابنتك الكبرى تمر في مرحلة حرجة هي مرحلة المراهقة .. وهذه المرحلة تتطلب مراعاة خاصة وحالة خاصة .
نعم .. ذكرتِ لي بأن علاقة ابنتك الكبرى مع أخيها أقل حدة .. وأستطيع أن أرجع ذلك إلى نوعية شخصية ابنك .. لقد ذكرتِ لي بأنه يضطهد .. وهذا يفسر لي عدم حدة تصادم أخته الكبرى معه ؛ لكونه يطيعها فيما تأمره به .. ونحو ذلك .
وعموماً ، فالذي أقترحه عليك ما يلي :
اجلسي مع زوجك ، وحاولا أن تضعا تصوراً عن كل فرد من أبنائكما ... انظرا أولاً في نفسيكما هل أنتما مقصران في حق أولادكما؟
هل يشعر أولادكما بأنكما بعيدان عنهما؟ ، هل تقع منكما تصرفات تجعل أبناءكما يشعرون بأنكما تميزان بينهما في المعاملة؟
ثم ضعا التصور عن الأبناء :
مثلاً .. البنت الكبرى .... ما الأشياء التي تحبها ، ما المواقف الجيدة التي صدرت منها ، مَنْ أصحابها ، مع من تمشي في المدرسة ، وهل هي تميل لإحدى مدرساتها وتسمع منها، ما درجة علاقتها مع أختها الصغرى ، هل هي على شجار دائم معها أم على وفاق والشجار طارئ ، وما أسباب الشجار ، وهل للصغيرة دور ..
ثم حاولي أن تتقربي من ابنتك الكبرى ، وأن تكوني لها صديقة .. حاولي التقليل من لفظ الأمر .. ولو صدر منها بعض التصرفات الخاطئة ، فحاولي أن تنصيحها ما بينك وبينها وبهدوء ، ذكريها دائماً بأنها الكبيرة وأنها أصبحت في مقام الكبار ولا ينبغي عليها أمثال هذه التصرفات .. عليك أن تصبري في التعامل معها ، وأن لا تستفزك تصرافاتها .. بل كوني هادئة معها دائماً ..
ثم أشعريها بأهميتها في البيت ، استشيريها في بعض شؤونك ، لباسك - تسريحة شعرك - الأكل- ترتيب البيت .. الخ ، .. أعطيها حرية الاختيار في اتخاذ ما تراه ، وذلك كله تحت عينك ، وإن أخطأتْ في الاختيار فحاولي أن تقوميها بطريق غير مباشر .. حاولي أن يكون الحوار والهدوء هو السمة الغالبة على علاقتك مع ابنتك ..
ثقي بأنك لو اتبعت هذا فإنك بإذن الله ستحققين نتائج طيبة ..
أما عن الابن ، فانظرا .. هل السبب في البيت أم في المدرسة .. إن كان في طريقة التربية في البيت فحاولا تغيير نمط التربية ، بمعنى أن يُنَمَّى في الطفل الاستقلالية .. ليذهب معه أبوه إلى المسجد والسوق وعند الأهل .. تجنبا عبارات توبيخه وتقريغه بأنه لا يفهم وأنه غبي ...
ليكلفه أبوه إذا ذهب معه إلى السوق أن يشتري بنفسه .. وأن يشاركه الاحتيار ...
وإن كان الخطأ في المدرسة من نوعية الطلاب أو المعلمين ، فليبحث له عن مدرسة أخرى ..
تأكدي أختي بأن ما سيمر به أبناؤك من تجارب ستطبع في شخصيتهم مستقبلاً ، ولذا لا بد من الاهتمام ..
وأهم شيء في هذا المقام هو صدق الالتجاء إلى الله تعالى ودعاؤه سبحانه بأن يصلح الذرية ، ثم الزمي وزوجك طاعة الله تعالى والبعد عن معاصيه ؛ لأن الطاعة نور وهداية وانشراح وخير ، والمعصية على الضد من ذلك .
أسأل الله تعالى لك التوفيق والصلاح ، وأن يقر عينك بصلاح ذريتك ونفسك ززوجك وأن يبارك لكم في أعماركم وأولادكم وأرزاقكم .. اللهم آمين .
السلام عليكم
لدي 4ابناء في مختلف مراحل الدراسة الكبيرة 3متوسط تكره اختها ذات ال8سنوات بشكل واضح لكل من رأها مع اني لاأميز بينهما ولكن كأنه حقد متجذر في نفسها تسخر منها تضربها لاتساعدها في دروسها وهي كذلك مع اخيها ولكن بشكل اقل حدة
ابني 10سنوات يميل إلى الكذب بشكل كبير. يخاف ويضطهد في المدرسة والشارع
ألفاظه بذيئة مع انناحريصين جدا من هذه الناحية ولكن يحفظ كلمات من الأولاد
ويسمعنا إياها .أنا متعلمة وأبوه كذلك ..... ولكن فشلنا في تربية أبناءنا والسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الكريمة ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الاعتراف بالخطأ في التربية لا يعني الفشل في التربية .. هناك جوانب كثيرة قد تؤثر على سلوك أبنائنا ، وواجبنا أن ننظر في تلك الجوانب والعوامل ..
لاحظت من خلال رسالتك بأن المدة الزمنية بين أبنائك هي سنتان ، فالبنت عمرها 8 سنوات والابن عمره 10 سنوات والكبرى لعلها في الثانية عشر ، ويمكن أن يكون رابع أبنائك في السنتين ، وربما تكونين الآن حاملاً بالخامس ..
عموماً فإن مراعاة نفسية الأبناء وإدراكنا لأثر تغير الزمن وتنوع الثقافة .. أمر لا بد منه ..
فأطفال اليوم ليسوا كأطفال الأمس .. فإن كنا أيام طفولتنا ليس أمامنا من وسائل الإعلام المرئية إلا قنوات الحكومة الرسمية والتي تنتهي مع الساعة الثانية عشرة ، ولم يكن من الألعاب الالكترونية إلا (الأتاري) البدائي!! ، فإن الزمن الآن قد تغير ... ووسائل الثقافة ونقلها قد تنوعت .. فمن فضائيات تبث 24 ساعة إلى ألعاب (السوني) ثلاثية الأبعاد وغيرها ... ..إلى....إلى ، والطفل ليس بمعزل عن التأثر ، فإنه وإن لم يكن في بيته ستلايت ، فإنه سيرى (سبيس تون) عند الجيران أو بعض الأقارب .. ولا ننسى أن في المدرسة خليطاً من مشارب شتى معلمين وطلاباً ..
فهذا أمر لا بد لنا من ملاحظته ، ومن هنا فإن مسؤولية التربية تربية الأبناء من أعظم المسؤوليات وأخطرها ، وهي بإذن الله تعالى يسيرة على من يسرها الله عليه ..
وعوداً على رسالتك فإن الغيرة قد تتولد عند الأطفال في أمور لربما لا يلقي الوالدان لها بالاً ..
نعم قد يرى الوالدان بأنهما يقومان بالعدل بين أبنائهم .. لكن بعض التصرفات التي تصدر من الأبوين قد يحسبها الطفل حساباً آخراً ..
ففي مثل حالتك مثلاً ، لربما ترى البنت الكبرى أنك ووالدها تتعاطفان مع أختها الصغرى ، فيزيدها ذلك عناداً .... أو تسمع عبارات المدح والثناء منكم لأختها ، وعبارات التذمر والتوبيخ لها عند الأهل والأقارب ، فيزيد ذلك شعورها بالانتقام ..
أو ترى بأنك تريدين أن تسلبيها حريتها عن طريق أوامرك المتكررة وتذمرك من تصرفاتها وطريقتها ..
إضافة إلى أن ابنتك الكبرى تمر في مرحلة حرجة هي مرحلة المراهقة .. وهذه المرحلة تتطلب مراعاة خاصة وحالة خاصة .
نعم .. ذكرتِ لي بأن علاقة ابنتك الكبرى مع أخيها أقل حدة .. وأستطيع أن أرجع ذلك إلى نوعية شخصية ابنك .. لقد ذكرتِ لي بأنه يضطهد .. وهذا يفسر لي عدم حدة تصادم أخته الكبرى معه ؛ لكونه يطيعها فيما تأمره به .. ونحو ذلك .
وعموماً ، فالذي أقترحه عليك ما يلي :
اجلسي مع زوجك ، وحاولا أن تضعا تصوراً عن كل فرد من أبنائكما ... انظرا أولاً في نفسيكما هل أنتما مقصران في حق أولادكما؟
هل يشعر أولادكما بأنكما بعيدان عنهما؟ ، هل تقع منكما تصرفات تجعل أبناءكما يشعرون بأنكما تميزان بينهما في المعاملة؟
ثم ضعا التصور عن الأبناء :
مثلاً .. البنت الكبرى .... ما الأشياء التي تحبها ، ما المواقف الجيدة التي صدرت منها ، مَنْ أصحابها ، مع من تمشي في المدرسة ، وهل هي تميل لإحدى مدرساتها وتسمع منها، ما درجة علاقتها مع أختها الصغرى ، هل هي على شجار دائم معها أم على وفاق والشجار طارئ ، وما أسباب الشجار ، وهل للصغيرة دور ..
ثم حاولي أن تتقربي من ابنتك الكبرى ، وأن تكوني لها صديقة .. حاولي التقليل من لفظ الأمر .. ولو صدر منها بعض التصرفات الخاطئة ، فحاولي أن تنصيحها ما بينك وبينها وبهدوء ، ذكريها دائماً بأنها الكبيرة وأنها أصبحت في مقام الكبار ولا ينبغي عليها أمثال هذه التصرفات .. عليك أن تصبري في التعامل معها ، وأن لا تستفزك تصرافاتها .. بل كوني هادئة معها دائماً ..
ثم أشعريها بأهميتها في البيت ، استشيريها في بعض شؤونك ، لباسك - تسريحة شعرك - الأكل- ترتيب البيت .. الخ ، .. أعطيها حرية الاختيار في اتخاذ ما تراه ، وذلك كله تحت عينك ، وإن أخطأتْ في الاختيار فحاولي أن تقوميها بطريق غير مباشر .. حاولي أن يكون الحوار والهدوء هو السمة الغالبة على علاقتك مع ابنتك ..
ثقي بأنك لو اتبعت هذا فإنك بإذن الله ستحققين نتائج طيبة ..
أما عن الابن ، فانظرا .. هل السبب في البيت أم في المدرسة .. إن كان في طريقة التربية في البيت فحاولا تغيير نمط التربية ، بمعنى أن يُنَمَّى في الطفل الاستقلالية .. ليذهب معه أبوه إلى المسجد والسوق وعند الأهل .. تجنبا عبارات توبيخه وتقريغه بأنه لا يفهم وأنه غبي ...
ليكلفه أبوه إذا ذهب معه إلى السوق أن يشتري بنفسه .. وأن يشاركه الاحتيار ...
وإن كان الخطأ في المدرسة من نوعية الطلاب أو المعلمين ، فليبحث له عن مدرسة أخرى ..
تأكدي أختي بأن ما سيمر به أبناؤك من تجارب ستطبع في شخصيتهم مستقبلاً ، ولذا لا بد من الاهتمام ..
وأهم شيء في هذا المقام هو صدق الالتجاء إلى الله تعالى ودعاؤه سبحانه بأن يصلح الذرية ، ثم الزمي وزوجك طاعة الله تعالى والبعد عن معاصيه ؛ لأن الطاعة نور وهداية وانشراح وخير ، والمعصية على الضد من ذلك .
أسأل الله تعالى لك التوفيق والصلاح ، وأن يقر عينك بصلاح ذريتك ونفسك ززوجك وأن يبارك لكم في أعماركم وأولادكم وأرزاقكم .. اللهم آمين .