المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملف منقوول عن الحج تفضلن بالدخوول



ام نونـا
16-12-2006, 10:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اول شي حابه اشكر الاخت الفاضله والتي وضعت هذا الملف فجزاها الله خير

واتمنى للجميع الاستفاده منه


رحلة الحج هذه الرحلة العظيمة تستحق ان نفرد لها الكثير من الحديث ..
ورغم كل ماقرأته قبل الحج .. إلا أن التجربة اكسبتني قناعة أن علينا أن نبذل المزيد لمن أراد الحج .. ولأني لا أضمن أن تمتد أنفاسي إلى قابل ..
رأيت أن أكتب مالدي هاهنا .. لتستفيد منه كل من نوت الحج في السنوات المقبلة (اسأل الله أن أكون منهم) .. واطلب من اخواتي الحاجات لهذا العام أن يفضن علينا من نصائحهن وتجاربهن وما استوقفهن وما استشعرنه والكثير الكثير مما فاضت به قلوبهن هناك ..
وأتمنى من الكل أن ينشرن ما جاء هاهنا في أي مكان ليصل الثواب لنا جميعا ً ..
والله من وراء القصد ..
,,
نصائح لأيام الحج وفي بدايته :

* بعد الإنطلاق لا تنسي أذكار الصباح ولا دعاء السفر ..
.
*اكثري من الذكر ..إلى حين الوصول إلى الميقات..
.
*الإحرام ..استشعري هذه الشعيرة ..ولا تنسي محظورات الإحرام وهناك محظور قد تغفل عنه كثير من النساء وهو تغطية الوجهه..فإن لم يكن هناك رجال أجانب ..فلا غطاء ..
.
* بعد الإحرام ..اكثري من التلبية ..! استشعري وأنت تلبين...
"لبيك اللهم لبيك"
_______________________________________

ومعنى ذلك: أنني خاضع لك، منقاد لأمرك، مستعد لما حمَّلتني من الأمانات؛ طاعة لك، واستسلاماً دونما إكراه أو تردد.
________________________________________

أتيتك ربي... سعيت نحوك..أبغي رضاك ومغفرتك..
رب..كل هذه الجموع أتت... ترجو رحمتك...
رب...رحمتك وسعت كل شيء... أفتسعهم جميعًا وتطردني؟
إليك إلهي قـد أتيت ملبيا ~ فبارك إلهي حجـتي ودعائيا
قصدتك مضطرا وجئتك باكيا ~ وحاشاك ربي أن ترد بكـائيا
كـفاني فخـرا أنني لك عابد ~ فيا فرحي إن صرت عبدا مواليا
أتيت بلا زاد وجودك مطمعي ~ وما خاب من يهفو لجودك ساعيا
إليك إلهي قد حضرت مؤملا ~ خلاص فؤادي من ذنوبي ملبـيا
.
*. استشعري تلبية الشجر والحجر وأنت تلبيـــن!!
(( ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا )) رواه الترمذي..
ومن الأحاديث الجامعة :في صحيح الترغيب:. قال : ((فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خف ولا ترفعه إلا كتب الله لك بها حسنة ومحا عنك خطيئة ))
.
* حــلـِّــقــي !!
كيف يكون شعورك حين يحدثونك عن حبيب لم تلقيه إلا منذ أزمان ..
عن حبيب رائع .. فيه من العجائب والنسمات ماليس عند غيره !!...
ألا تشتاقين له ؟ وللقائه .. والحديث معه ..
ألا تبحثين ..عما يسعده .. ويسره .. لعل وعسى أن ينظر اليك !!
فقط نظرة واحدة ..تدفعين الدنيا ومافيها من اجلها ..
فهاهو الحج ..هاهي نفحات الرحمن التي طالما اشتقت ِ إليها فأري الله من نفسك خيراااا ..وقولي :
يااارب ...أتيتك مشتاقة .. راغبة محتاجة ..
يااارب .. لعلي أخطأت ..!! بل إني كذلك ..
ياارب .. جئتك وكلي خطايا ..قد ألجمتني لولا رحمتك ..
ياارب .. ضيوفك .. جاؤا لموسم الرحمة والعطايا ..
وأنا منهم يا إلهي ..
خجلي من ذنوبي يقيدني ..
ولكني أحبك ..فلعل هذه تذهب تلك !!..
يااارب لا تعاقبني ... واقبلني عندك ممن تحبهم وتهديهم وتصلح أحوالهم ..
يا رب البيت ..رضاك هو ما أرجوه ..فلا تطردني عن رحماااااتك ....

وقولـــــــــــي ..:
إلهنا ما أعدلك ..
مليك كل من ملك ..
لبيك قد لبيت لك ..
لبيك إن الحمد لك
والملك لاشريك لك ..
ماخاب عبد ٌ سألك ..
أنت له حيث سلك ..
لولاك يارب هلك ..
لبيك إن الحمد لك ..
والملك لالالاشريك لك
،،،
* استشعري استشعري استشعري ..عيشي اجوائك حتى وأنت بين الناس..
.
*وأنت في الطريق الى الحج استشعري(واجعل أفئدة من الناس تهفو)ورتلي (يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عمـــــــــيق)
.
*انظري الى جبال مكة واستشعري أن رسولنا-بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه- خيّر بين أن تطبق على أهلها وأن يصبر فقال(إني لأرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا) وقد فعل سبحانه..
.
* قبل الدخول إلى مشارف مكة ليس أقل من أن نعزم على ترك كبيرة من الكبائر، خذيها من قوله تعالى(وعهدنا إلى ابراهيم واسماعيل أن طهرا بيتي) فبيت الله طاهر، بقي على الحجاج أن يطهروا أنفسهم قبل دخوله..
.
* وتذكري الحج هيئات غير مقصودة لذاتها، وإنما شرعت لمقاصد أجلها:
ذكــــــــــــر الله

ام نونـا
16-12-2006, 10:59 PM
ومـــــــــــــضــــــــات :
.
*حج (مسروق) فما نام الا ساجداً!!!!
.
* لاتطيعي من حولك ممن يحثك على الراحة والخمول... هي أيام قصيرة وستنقضي فأحسني استغلالها بقدر طاقتك..
لا أقول لكِ أرهقي نفسك وكلفيها فوق طاقتها... لا!
فقط كوني حكم نفسك في "هل تستطيعن فعل المزيد" ولا تأبهي بمن حولك.. لا تقولي "على الأقل أنا أفضل من حولي".... بل اسعي لما يرضي طموحك في أن تكوني الأقرب إلى الله عز وجل...
.
* كنت أسمع دائمًا ممن حج: فعلت أيام الحج، وحصل أيام الحج.. فأتخيل أن الحج رحلة طويلة.. ولكن عندما حججت وجدته قصيير قصييييير جدًا.. يمضي سريعًا.... ولكنه عظيم!
.
* الكثير من الناس في الحج يكون أكبر همهم ماذا أكلنا وكم نمنا..... رغم أنها أكثر أيام تعلمنا البساطة والبعد عن الترف!!
.
* للأسف الكثيرات يضيعن الليل في "السوالف" ثم يقضين النهار نيامًا...!
.
*ابتعدي عن الناس قدر الإمكان..واستغلي غاليتي وقتك.. ليس كل ثانية فقط.. بل كل نفَس..وإن كان معكِ صحبة صالحة ..اجلسي معهم ولكن ليس الوقت كله ..حاولي الإختلاء مع نفسك أكثر الوقت..
فوالله ما هي إلا أيام معدودة سرعان ما تنقضي ..!
.
*إذا سمعتِ إحداهن تنتقد الحملة.. تجهيزاتها من حيث السكن، الأكل، المواصلات.... فابتعدي عنها!! لا تفسد عليك روحانية الحج بأمور كهذه..!
.
*جبال منى لها منظر ساحر أخّاذ عند الشروق والغروب، خاصة اذا تيسر لك مطل ومع أصوات الملبين...
.
*حاولي أن تتصدقي كل يوم بصدقة وإن كانت يسيرة ..
.
* تحلي بالصبر،وتذكري أنه (لا جدال في الحج) قد تقع أمور صغيرة جداً تدخل المرء في جدال بسيط ..(انتبهي لها)..!

* أخيرا ً:
إن استطعتِ أن تكوني أفقر الحجاج إلى الله وأشدهم له ذلة؛ فافعلي..!

ام نونـا
16-12-2006, 11:00 PM
,
نصائح حول اختيار حملة الحج :
.
- لاشك أن المبلغ المدفوع سيحدد اختيار الحملة .. تأكدي من الأسعار وقارني ..
هناك بعض الحملات تمنح خصما ً في حالة حج أكثر من فرد من نفس الأسرة .."اسألي عن ذلك" ..
.
- إذا استطعت ِ فالأفضل أن تكون الحملة من فئة ( أ ) وهي الفئة القريبة من موقع الجمرات ..
مع العلم أن الحملات في نفس الفئة تختلف في مدى قربها من الجمرات .. لذا احرصي عن السؤال عن عدد الأمتار التي تفصل بين الحملة وموقع الجمرات وقارني بنفسك ..
.
- احرصي كثيييييرا ً على الحملة ذات عدد الحجاج القليل .. فهي وإن قلت في بعض المميزات أفضل بكثير من الحملة ذات عدد الحجاج الكبير .. مع العلم أن غالبية الحملات المشهورة ذات عدد حجاج كبير !
.
- ركزي كثيرا ً على السؤال عن طريقة الحملة في مزدلفة (هل يتعجلون جميعا ً أم يسمحون للبعض بالمبيت تطبيقا ً للسنة) ..وكذلك عن طريقتهم في أيام التشريق (هل تتعجل الحملة جميعها في العودة ..أم تسمح لمن أراد التزود من الخير بالبقاء لليوم الثالث عشر ..)
.
- بعد اختيارك للحملة حاولي أن تسألي شخص حج معها في السابق "خاصة ً في العام المنصرم" اسألي زميلاتك في العمل ..الدراسة ..جاراتك ..!
.
- إذا هممتم بالحجز لدى الحملة فصلي ركعتي الاستخارة ..ووكلي الأمر لله مهما واجهت ِ بعد ذلك .. فلو كان الأمر شراً (أقصد اختيار هذه الحملة) لما أمضاه لك الله ..
.
- إذا تم الحجز فاطلبوا من الموظفين أن يكون فراشك في الحملة بجانب الداعية .. وهي نصيحة من أخية أفادتني كثيرا ً في حجي ..
.
- كذلك إذا كنت ِ مع مرافقة معك ِ فاطلبي تجاور الفرش .. فهو أحوط لك ِ للإستيقاظ لصلاة الليل والحث على الطاعات ..
.
- بعد عودتك من الحج احرصي على إيصال ملاحظاتك على الحملة للمسؤولين (بريديا ً أو إلكترونيا ً أو مناولة ً للمسؤولات في آخر أيام الحج) ..فهو أحوط بالتسديد لحجاج الله فيما بعد .. ولن تعدمي أجره ..
.
- أكثري من الدعاء لهم بظهر الغيب فهم يجتهدون كثيرا ً مهما بدا لك ِ من تقصير أحيانا ً ..
فالأمور في الحج تخرج عن المتوقع والسيطرة في كثير من الأوقات ..
.
- وأخيرا ً .. تحلي بالصبر على ما قد يحدث من مكاره وزحام وتأخر في المواصلات وأكثري من الخلوة بنفسك واحرصي على الذكر خاصة ً في الحافلة ..
ولا تنسي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبصير الجاهل وإعانة الكبير والابتسام في وجه الجميع ..

ام نونـا
16-12-2006, 11:01 PM
مستلزمات حقيبة الحج :

أولا ً : حقيبة اليد الصغيرة :
ينبغي أن تحوي مايلي :
- مصحف مفسر صغير .
- كتيب الأذكار "حصن المسلم" .
- مسواك .
- قلم + نوته صغيرة.
- بنادول .
- مسجل "جيب" يعمل على البطارية .
- لاصق للجروح.
- مناديل ديتول "البعض يرى أنها معطرة".
- محفظة صغيرة للنقود "احملي معك كمية تكفي للصدقة فقط وتكون موزعة لفئات"
- جورب أسود إضافي .
- غطاء للوجه عند الحاجة لاستبدال النقاب "وقت الإحرام" .
- الأشخاص المصابين بالسكر يضعون قطع حلوى صغيرة "خشية ً من انخفاض السكر"..
والمصابين بانخفاض الضغط يحملون كمية قليلة من الملح أو الشبس المالح ..
.
.
ثانيا ً : حقيبة الملابس :
ينبغي أن تحوي مايلي :
- ملابس تناسب مناخ المشاعر ..وفي هذه السنوات الطقس بارد..
والملابس تشمل :
# جلابيات دافئة ومريحة إحداها متميزة ليوم العيد ..
# عدد 2 تنورة مريحة + بلايز قطنية دافئة ..
"هناك من يقتصر على الجلابيات وهناك من يقتصر على لبس التنورة والبلوزة ..
والأمر يعود للارتياح الشخصي..عن نفسي زاوجت بين هذا وذاك .."
# ملابس داخلية تزيد عن عدد أيام الحج ..
"يفضل استخدام الغيارات ذات الاستخدام الواحد من الصيدلية"
- منشفتين.
- شامبو + صابون + كريم + "أي من مستلزمات قبل أو بعد الاستحمام المعتادة"
بشرط أن تكون غير عطرية!
- شرابات الخروج "بعدد كافي بحيث ترمى بعد كل استخدام"..
- شرابات قطنية دافئة .
- شبشب لدورة المياة "أعزكم الله" .
- بوت خفيف وعملي "غير مرتفع للانتقال والتحرك بين الجمرات".
- كيس قماشي للملابس المتسخة .
- مشط "وأي كريم للشعر ينبغي أن يخلو من العطر" + ربطات للشعر ..
- عباء من نوع (الجلباب والخمارالذي تلبسه أخواتنا في مصر) بشرط أن يكون الخمار سااااتر ..والغرض منه مساعدتك أثناء السير بين الجمرات أو في الحرم ومنعك من التعثر ..
- طرحتان للشعر ..
- في موسم الشتاء قد تحتاجين لشال قطني خفيف أثناء الفجر "خاصة ً إذا كنت ِ تصلين في مكان مفتوح"..
- كشاف ..
- عدد 4 معاليق (مايستخدم لتعليق الملابس!) حديد من النوع الخفيف تطوى وتوضع في الشنطة ..وستستفيدين منها في تعليق منشفتك أو عبائتك ..
- مقص "تأكدي من وضعه في شنطة سوف تشحن"..
- كيس من النوع الذي يغلق بسحاب ..
"سوف تحتاجينه لوضع حاجياتك أثناء التنقل في يوم عرفة "..!
- سجادة للصلاة والرداء الخاص بك ِ أثناء الصلاة ..
- علبة أو اثنتين من أي نوع بسكويت تفضلينه "خاصة ً إذا كنت ِ مثلي لا يناسبك أي طعام"..
- بخاخ الديتول + مناديل جيب صغيرة ..
- حبوب مص للحلق + فيتامين سي مضغ ..
- شاحن الجوال ..
- جوارب خاصة ..(محشوة بالقطن الناعم ومبطنة بالجلد) ..
هذه مهمتها تقي قدميك ِ أثناء الطواف من الرضوض ومن أي مياه قد تكون مسكوبه ..
" تجدينها في محلات الجوارب المتخصصة" ..
- لحاف قطني من النوع الخفيف " لأن تجهيزات الحملات تختلف"..
- جميع الكتب والنشرات والأشرطة التي تخص الحج واستفدت ِ من قرائتها قبل ذهابك للحج لأنك ِقد تحتاجين للرجوع إليها في أي وقت !
- استشوار "إذا كنت ِ من النوع اللي يمرض إذا تعرض للجو البارد بعد الاستحمام!"
.
.
.
هذا مايحضرني ..
وأرجو أن أكون وفقت ِ فلم أنس َ شيئا ً ..!

ام نونـا
16-12-2006, 11:01 PM
,
نصائح طبية ..:
في الأول كنت أضحك حين اقرأ نصائح طبية للحجاج ..
أقول بنفسي ليه الحجاج رايحين لأدغال .. بس اكتشفت أن ثمة أشياء مهمة حتى يستطيع الحاج أن يؤدي النسك كما يطمح ..
..
# إن كان ثمة أدوية معينة تستخدمينها اصطحبي معك كمية كافية وتزيد على أيام إقامتك ..

# انشغالك بالعبادة لا يعني (تنطيشك) أدويتك .. أصحاب بخاخات الربو والحبوب على اختلاف بلاويها لا تتساهلون وتتركون انتظامكم باستخدام العلاج ..

# خذي معك في شنطة اليد علبة فيتامين سي (مضغ) واحرصي على تناول جرعة كافية منه كل يوم ..

# احرصي كثيرا ً على شرب السوائل ..وعلى الأكل بكمية كافية حتى ما ينخفض ضغطك ويصيرون يدورون لك ملح من تحت الأرض ..!

# إذا كنت ِ مرهقة فلا تهلكي نفسك .. فالرحمن لا يكلف نفسا ً إلا وسعها ..
إذا كان ثمة فسحة شرعية لك ِ فلا تضيقي على نفسك .. عن نفسي قمت بتأخير طواف الإفاضة وسعي الحج لآخر يوم ولم أجبر نفسي على الطواف مع من كانوا معي لأني كنت متعبة قليلا حينها .. والحمدلله .

# إن كان حجك في فترة شتاء (وهو وقتنا الحالي) فاحرصي على الملابس الدافئة (قطنية ثقيلة) وخذي منها مايريحك لبسه (جلابية ، تنورة وبلوزة) بس بيجامات لأ رجاء ً )

# احرصي على وجود المسكّن الذي تستخدمينه معك في شنطة يدك ..

# أيضا ً ..ضعي ضمن حقيبتك بخاخ ديتول .. وعن نفسي اشتريت مناديل ديتول على أن البعض يرى بأنها معطرة ..

واحرصي أن يكون ضمن حاجياتك مناديل الجيب الصغيرة الحجم لأنك سوف تحتاجينها كثيرا ً ..في ذهابك للحرم .. للجمرات .. أحيانا ً بجانبك أثناء جلوسك في أي مكان ..

ام نونـا
16-12-2006, 11:02 PM
,
في الحــــــــــــــــرم :
*لا تنظري الى البيت جمله، بل انظري اليه مفصلا، فهذا الحجر وذاك الركن وهنا الملتزم وهكذا....وتذكري فضائل كل منها..
.
*قال بعض العلماء إن النظر إلى البيت من مواطن اجابة الدعاء..
.
*ابراهيم عليه السلام وهو من رفع القواعد يقول (ربنا تقبل منا) يخشى من عدم القبول فكيف بنا؟؟!
.
*تذكري عظمة الله، استشعريها في سمائه....
فلكل ملك في سلطانه قبة تجعل الناظر يقول ما هذا( الغزالي أبي حامد حجة الإسلام).
.
*انظري لجموع الحجيج الذين أعدادهم وصلت الملايين يناجون ربهم ويدعونه ويسألونه ويتقربون إليه.... فابذلي جهدك لتتميزي أمام ربك من بينهم.. وتكوني الأقرب! كوني مع ربك فقط!!
.
*ذوقي صفاء ونقااااء العيش مع الله... وارمي الدنيا كلها وراء ظهرك...!!
.
*ادعي الله أن يذيق قلبك نسمات رحمته ونفحات حبه......
.*.*.*.*.
1- عـنـد الطــواف :
* معنى الطواف ببيت الله تعالى ، إظهار عظيم حبك له إذ تعلق قلبك بمحبته حتى قادتك تلك المحبة العظيمة إلى التطواف حول بيته مرارا في صورة الإلحاح عليه ، من أجل أن يقبلك في حضرته ، ويقربك من محبته ، ويتجاوز عن تقصيرك في حقه ، وكلما استحضرت هذا المعنى الجليل ، كان ثوابك أعظم عند الله تعالى..
.
* مع الزحام قد تضطرين الى الطواف في الأعلى..
فلا تكوني ممن يتذمر من طول المشوار والمشقة.. بل استشعري أنها عبادة فرضت علينا مرة واحدة في العمر.. أجرها باقٍ وتعبها زائل..
.
*بالنسبة لطواف الإفاضة.. لا تطوفيه يوم العيد للزحام.. إن استطعت ووافق لك من معك بأن تطوفي اليوم ال 11 بعد العصر تقريبا فهذا أريح لك.. حيث يخف الزحام..
.
* أما طواف الوداع..
استشعري فيه أنك ِ تودعين أياما وليالي لا تنسى.. ولا تدرين إن كانت ستتكرر..صدقيني حينها تتمننين ألا ينتهي طوافك..!
.
*من الأحاديث الجامعة :في صحيح الترغيب:
. قال : (وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني اسماعيل
.
وأما طوافك بالصفا والمروة كعتق سبعين رقبة
وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفك فيقول: اعمل ما تستقبل فقد غفر الله لك ما مضى)......!
.*.*.*.
2- عـنـد الســــعـــــــي :

*وأنت في المسعى تذكري هاجر وبركتها هي وابنها -عليهما السلام-على مكة..
...

جوهرة العطاء
16-12-2006, 11:03 PM
رااائع

جزيتي الجنة

ام نونـا
16-12-2006, 11:03 PM
,
يوم عرفة
==========
* في ليلة يوم عرفة (مساء يوم التروية وهو اليوم الثامن)وقبل أن تنامي استمعي لشريط (عرفات عبر وعبرات) للشيخ إبراهيم الدويش ..
ستحلقين معه في تلك الأجواء التي ستعيشيها بعد ساعات من سماع الشريط(بإذن الله)...واصحبي الشريط معك لتشغيله في الحافلة صباحا ً فإن له تأثيرا ً عجيبا ً على الجميع ..
.
*تذكري أن يوم عرفة يوم من ملك فيه سمعه وبصره..!
.
* ادعي الله أن يذيق قلبك نسمات رحمته ونفحات حبه في يوم عرفة .. وما يوم عرفة!!!!!
.
*استشعري....
______________________________ __________
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من يوم أكثر عتقاً من النار من يوم عرفة وإنه سبحانه ليدنو فيباهي بهم ملائكته)
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أن الله يقول يوم عرفة لملائكته: (انظروا إلى عبادي! أتوني شعثاً غبراً يرجون رحمتي أشهدكم أني قد غفرت لهم)
______________________________ __________
.
*تذكري أنك ضيفة عند الرحمن..
فانسي جميع الناس إلا من دعائك، والطعام الا ما يقويك،
وانشغلي بالتفرغ لمستضيفك،
اعتبريها أول وآخر وقفة على أرض عرفات ..!
ابذلي الجهد لتكون على أفضل وأكمل صورة
لا تدعي فرصة للشيطان أن يسرق وقتك ..
.
*أنصحك أن تبتعدي عمن تعرفينهم في حملتك... عيشي مع ربك فقط...!خذي لك مباشرة مكان منزوي بعيدًا عن الناس... ناجي ربك وادعيه... لا تضيعي جزء من الثانية في ذلك اليوم....!
.
* في يوم عرفة ستعيشين روحانية لامثيل لها...
ستستشعرين بحق ( لبيك اللهم لبيك)..
تجدين (( كل)) من حولك يحاول أن يخلو بربه..
سترين أعين دامعة تبتغي جنة عرضها السماوات والأرض..
قلوب خاشعة.. متذللة ... كل يعرض حاجته ومطلوبه لباريه..
.
* من الأحاديث الجامعة :في صحيح الترغيب:
((وأما وقوفك عشية عرفة أن الله جل وعلا ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول: عبادي جاءوني شعثآ من كل فج عميق يرجون رحمتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفور لكم ولمن شفعتم له))
.
* أكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لماذا؟ أليس هو من أنزل عليه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) في يوم عرفة..
.
*كان للسلف أحوال في يوم عرفة حاولي أن تقرأي فيها منذ الآن لتزداد همتك في العمل والدعاء.. من ذلك أن الفضيل رحمه الله أسكتته العبرة والحياء يوم عرفه إلى أن مالت الشمس للغروب فنطق: وا سوأتاه منك وغفرت، واخجلتاه منك وإن عفوت!!
.
*الدعـــاء ثم الدعــــاء ثم الدعــــاء ..
وهو في يوم عرفة فتح من البارئ وإذن من رب السماء فاسأليه أن يفتح عليك به.. وتذكري أن الدعاء بحد ذاته عبااااادة ..!
وإن استطعت غاليتي أن ترفعي يديك بالدعاء بعد صلاة الظهر والعصر جمعا ولا تنزليها إلا بعد الغروب.. حين تذهبون لمزدلفة.. فافعلي..
ولا تنسي آداب الدعاء ..
وهي (استقبال القبلة،أن تكوني على طهارة،رفع اليدين ،البدء بحمد الله والثناء عليه،الصلاة على محمد عبده ورسوله"صلى الله عليه وسلم"،قدمي بين الحاجة التوبة والإستغفار،ثم الإلحاح في المسألة والتوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده، وقدمي صدقة بين يدي دعائك )
وأرشّح لكِ نشرة بعنوان (الدعاء في الحج) من إعداد دار الوطن، وكتيب (تسبيح ومناجاة وثناء على ملك الأرض والسماوات) للدكتور: محمد موسى شريف.
هي وسائل لتنويع الدعاء ولكن لاتعتمدي على ماكتب كثيراً..اجعلي دعائك من قلبك صادقاً جياشاً مخلصاً..
وادعي الله يقيناً لا تجربة ..
ادعيه بخير الدنيا والآخرة.. بجنة عرضها السماوات والأرض..
واستعيذي به من جهنم..وتذكري يوم الحشر بجموع الناس بعرفات..
ادعي كثيراً ..وتذكري ..نعم وتذكري ..أن دعاء يوم عرفه بإذن الله
مستجاااب
مستجاااب
مستجاااب..
توسلي وتضرعي إلى الله كثيـــرا ً في ذلك اليوم ..
ادعي لنفسك وأحبابك ولوالديك وكل من أحسن لك أو أساء ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات ..
ويستحسن أن تسجلي الدعوات التي أوصاك عليها البعض في ورقة حتى لا تنشغلي عنها فتنسيها ..
وادعي للأمة الإسلامية بالنصر والتمكين ..
.
* نوعي في الطاعات في ذلك اليوم واعبدي المولى كما شئتِ(قراءة قرآن ، دعاء ، نوافل الصلاة ..
وسقيا الناس الماء وهو من أفضل الأعمال في يوم عرفة..
احرصي على التوضأ دائماً،والصدقة..)
لا تهتمي بمظهركِ أبدااااً..وتجردي للمولى ..
استغلي كل لحظات ذلك اليوووووم ...وسترين الأثر بإذن الله ..
أقسم لكِ ...
"س ت ر ي ن ه "...
ولا تغفلي ..حتى آخر سااااااعه ..!
.
*وأخيرا ً :
إذا غربت شمس ذاك اليوم.. ستشعرين وأن قطعة من فؤادك تغرب معها..!
وستذكرين كلماتي هذه والشمس تغيب..والحسرة في القلب تتردد..
فيا سبحان الله من المقبول منكم حجاج بيت الله ومن المردود..؟؟
يارب اقبلهم جميعاً..ولاتحرمهم خير ماعندك بسوء ماعندهم..

ام نونـا
16-12-2006, 11:04 PM
وايااااااااااااااكم حبيبتي جوجو ومشكوووووووووره على ردك



,
عشية مزدلفة :

* في مزدلفة.. السنة المبيت.. فاحرصي على أن تنامي ليلتك...
الكثيرون لا ينامون بسبب الضوضاء وبسبب أننا نفترش الأرض ونلتحف السماء... لكنها أحلى نومة في أيام الحج...!

* في مزدلفة رتلي: (فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم)..
.
* احرصي كثيرا ً على اتباع السنة في عدم التعجل من الخروج من مزلفة إلا بعد صلاة الفجر وبعد ان تسفر جدا ً ..
.
* قفي كما وقف الرسول صلى الله عليه وسلم داعية ً باكية ..
شاكرة ً لله تعالى على فضله وإحسانه حين اصطفاك ِ للوقوف في عرفة واختارك من أهل هذا المنسك العظيم ويسر لك مناسكك ..
.
* الوقوف للدعاء له خشوع عظيم ينزله الرحمن في قلب المؤمن على أرض مزدلفة ..
قفي حتى ينهكك التعب ومدي يديك إليه سليه فأنت ِ بين يدي رحمته .. وألحي بالدعاء بالقبول ...
,
يوم العيد :.
* لا تنسي أن هذا اليوم أعظم يوم في السنة "" يوم النحر"" وهو يوم الحج الأكبر ..فلا تضيعيه باللهو أو بالراحة ..
قد تكوني متعبة قليلاً لكن تذكري أنها أيام معدودات !
.
* ركزي جدا على صلاة الفجر يوم 10 ذو الحجة يوم الحج الأكبر.. فقد شرع بعدها الدعاء الى طلوع الشمس
لأنك وقتها بيضاء نقية من الذنوب بإذن الله، ضعي في هذه الصلاة آلامك، آمالك، أحلامك....

* عايدي أخياتك في الحملة في هذا اليوم ..وادعي لك ِ ولهن بالقبول والغفران والعتق من النيران ..
.
* ابتعدي عن التكلف في الزينة ..واكتفي بالتنظف والابتسام فهي أجمل الزينة ..
وقد ترين عجبا ً من البعض في هذا اليوم من التكلف في التزين مما يشغل عن الطاعة فلا تكوني من هؤلاء ..!
.
* البعض يخلع ثوب الأشعث الأغبر الذي كان عليه في يوم عرفة بثوب الواثق من الإجابة الفرح الجذل .. فتجدين الضحك والصراخ يزداد في يوم العيد وحال البعض ينقلب كثيرا ً بعد عرفة ..
لا تكوني من هؤلاء واحتفظي بقلبك معك ولا تنسيه هناك ... في عرفات ...!
.
* من الأحاديث الجامعة الواردة في ثواب أعمال يوم العيد بالنسبة للحاج :
((وأما نحرك فمذخور عند ربك))
((وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة وتمحى عنك بها خطيئة))
.
.

أما عن لبس الكمامات في فترة الإحرام فهو للمرأة لايجوز..وللرجل الأحوط له المنع..وهو أن يترك لبسها لأن في المسألة خلاف بين أهل العلم..
وفي حجي كانت الحملة توفر هذه الكمامات جهلاً منها بأن لبسها محظور على الحجاج.. وحين نبّه شيخ الحملة على هذا الأمر تم التراجع عن لبسها...

هنا رابط فتوى عن لبس الكمامات لمن أرادت التوسع في الأمر:
http://webcache.dmz.islamweb.net.qa/...Option=FatwaId

ام نونـا
16-12-2006, 11:06 PM
,
في منى (رمي الجمرات(
.
* آه ..يا رمي الجمرات ..
عظيم عظيم هذا المنسك..
استشعريه بقوة أرجوووووكِ ...!
.
* اعلمي أخية إن تدافع الناس عند الجمرات ما هو الا لجهلهم بالفضائل والمقاصد من رمي الجمرات، فالبعض قد يكون كل همه أن ينهي ما بيده من حصى..
ومن لا يعرف الفضائل ثقلت عليه الأعمال..!
.
* من الأحاديث في فضل رمي الجمار :
-حديث ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إذا رميت الجمار كان ذلك لك نوراً يوم القيامة) صححه الألباني..
- ماجاء عند البزار:
فيغدون قبل الشروق إلى الجمرة حيث ينتزعون حظوظ الشيطان ودواعي الشر من قلوبهم فيرمونها ويقذفون بها على شكل حصيات سبع وهو العدد التي تستخدمه العرب للدلالة على الكمال والكثرة والشدة بأن حظ الشيطان استخرج منهم ويكبرون الله تعالى مع كل حصية معلنين أن الله في قلوبهم أغلى وأكبر من كل شيء ومن كل حظ .فيملأ الله تعالى قلوبهم التي صفت من الشوائب بنوره العظيم ( الله نور السموات والأرض ) ويجازيهم بالنور التام يوم القيامة ،
قال: ( إذا رميت الجمار كان لك نورا يوم القيامة ). رواه البزار
- (وأما رميك الجمار فقد قال الله :فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) في صحيح الترغيب ..
- وفي صحيح الترغيب ((وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات))
.
* فإذن استشعـــري قبل رمي الجمرات ..
1-أنك ستمشين على الصراط في ظلمة وأنها تكون لك نورا ً بإذن الله ..
2- أن الحصى ترمي معها حمل كبيرة..فاستشعري متعة سقوط الكبيرة..
3-موعود الله الذي أعده للرامين وعده لهم من قرة الأعين يوم القيامة ..
فهذه ثلاث استشعريها قبل رمي الجمار: نور+تكفير كبيرة+ موعود الله تعالى ..
.
* ملاحظة: نحن ننكر على العامي أن الشيطان ليس هنا، وابن عباس رضي الله عنه يقسم على ذلك ويقول: الشيطان هاهنا..!
.
*** فكرة ***
في صلواتك التي تصلينها قبل خروجك للجمرات ادعي: يارب لا تجعل الحجيج اليوم يتزاحمون على الجمرات، اللهم سخر قويهم لضعيفهم، فلك بإذن الله أجر من ينجو بسبب دعائك، وكم من مسلم نجى من حادث بقولك (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين).
.
* وأخيراً...عند الجمرات قولي اللهم ارزقني يقينا كيقين ابراهيم عليه السلام..
,
د.عبدالوهاب بن ناصر الطريري


تضيفت الشمس للغروب عشية عرفة ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – باسط كفين ضارعتين، داعياً بخشوع وخضوع وإخبات، ثم أرسل يديه وأقبل على بلال يقول له:"يا بلال استنصت الناس" .
فنادى فيهم بلال واستنصتهم، فأطافت القلوب، وأصاخت الآذان، واشرأبت الأعناق، وأَبَّدَت العيون بصرها إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي ناداهم:" إن جبريل أتاني فبشرني أن الله قد قَبِلَ من محسنكم، وتجاوز عن مسيئكم، وتحمل عنكم التبعات". وهنا انطلق إليه العبقري الملهم عمر بن الخطاب ليقول:" يا رسول الله هذه لنا خاصة أم للناس عامة"، فقال – صلى الله عليه وسلم –:"بل للناس عامة"، فقال عمر:" كثر خير ربنا وطاب".

ما أروع هذه البشرى النبوية وهي تسكب في قلوب الحجيج الواقفين بعرفات سويعة النفرة إلى المزدلفة، فتخب بهم مطاياهم وكأنما تعرج بهم إلى السماء، وقد تخففوا من سيئاتهم، وبوركت حسناتهم .
وكما تجلت في هذه البشرى النبوية الرحمة الإلهية والفيض الرباني الغامر، فقد تواردت نصوص أخر بهذه البشائر والفيوض الإلهية .
لما جاء عمرو بن العاص يعرض إسلامه على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هش له النبي – صلى الله عليه وسلم – وبش، وبسط يمينه المباركة ليبايعه على الإسلام، ولكن عمراً قبض يده، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم –:"مالك عمرو؟" قال: أردت أن أشترط، قال – صلى الله عليه وسلم –:"تشترط بماذا؟" قال عمرو: أشترط أن يغفر لي، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – "يا عمرو أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما قبلها، وأن الحج يهدم ما قبله".
إن الحج هدم لكل ركام الخطايا والذنوب السالفة، كما أنّ الإسلام يهدم كل خطايا الكفر .
ومثل ذا قوله – صلى الله عليه وسلم –:"من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه". إن الحج ميلاد جديد للإنسان، فهل علمت مولوداً جاء إلى الدنيا وفي صحيفته ذنب فعله، أو خطيئة قارفها . ألا فإن الحاج يعود من حجه وصحيفته بيضاء نقية كأنما خرج إلى الدنيا من بطن أمه .
فإلى كل من حج بيت الله الحرام ووقف في تلك المواقف، حيث مشاهد التجلي الإلهي، وتنـزل الرحمات، إلى من بسط في تلك المشاهد كفيه، وحسر رأسه، وتجرد لله في لباس العبودية والذل والمسكنة .
أبشروا وأملوا ما يسركم، فبشرى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صدق، وموعود الله حق " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم" .
أيها الحاج لقد دعوت رباً عظيماً، براً كريماً، لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، ولا فضل أن يعطيه، فأحسن ظنك بربك، وبالغ في الإحسان، فإن ربك عند ظنك، وعطاء الله أعظم من أملك، وجوده أوسع من مسألتك .
لقد دعوت ربك الذي إذا تقربت إليه شبراً تقرب إليك ذراعاً، وإن تقربت إليه ذراعاً تقرب إليك باعاً، وإن أتيته تمشي أتاك هروله .
احتسب عند ربك يوم تجلى الله على أهل ذاك الموقف -وكنت معهم-، فقال العزيز الجبار لملائكته وهو أعلم:"ما أراد هؤلاء، أتوني شعثاً غبراً ضاحين، أشهدكم أني غفرت لهم".
احتسب عند ربك يوم أفاض أهل الموسم حاسري الرؤوس -وأنت معهم-، فقال الله – عز وجل-:" أفيضوا مغفوراً لكم" .
احتسب عند ربك أن هذا الموسم الذي شهدته شهده معك شُعْثٌ غُبْر لا يعرفون ولا يؤبه لهم، ولو أقسم أحدهم على الله لأبره، فقبلهم الله وقبل من معهم، وقال:"هم القوم لا يشقى بهم جليسهم".
أيها الحاج: ظن بربك ولا تظن إلا خيراً، ومن حسن ظنك بربك أن تظن بيقين أنه قد قبل حجك، وغفر ذنبك، وأجاب دعاءك، وضاعف عطاءك ،وأنه ما استزارك إلا ليقبلك، ويهب لك خطأك، ويغفر زلتك، ويبيض صحيفتك، ومهما ظننت ففضل الله أوسع مما تظن وتؤمل .
وهكذا كان شأن الصالحين والعلماء الراسخين في تلك المشاهد والعرصات .
قال ابن المبارك:"جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة، وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تهمِلان، فالتفت إليَّ، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قال: الذي يظنُّ أن الله لا يغفر لهم".
وروي عن الفُضَيل أنه نظر إلى نشيج الناس وبكائهم عشيَّة عرفة، فقال:"أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجلٍ فسألوه دانِقاً، يعني: سدس درهم، أكان يردُّهم؟ قالوا: لا. قال: والله، للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجلٍ لهم بدانِقٍ".

وإنـــــي لأدعــو الله أسألُ عفوه *** وأعـــلــــــم أن الله يعفـو ويغفـر
لئن أعــــظم الناس الذنوب فإنها *** وإن عظمت في رحمة الله تصغر

أخي الحاج اجعل في أذنيك وقراً عن سماع نوع من المواعظ تُضيق الطريق إلى الله، وتتحجر واسع رحمته، وتقنط الناس من قبول صالح أعمالهم، فإذا جد أحد في طاعة وقفوا له قائلين: ليست العبرة بالعمل ولكن الشأن في القبول، ولا تدري هل قبل عملك أم لا؟ وكأن هذا القبول ضربة حظ لا يدري أحد هل تصيبه أم لا ؟ وهل اليأس من روح الله إلا هذا ؟
إن يقينننا بالله أن كل عمل صالح ابتغي به وجهه فسبيله القبول والمضاعفة، وأن الله – عز وجل- أكرم وأفضل من أن يرد على عبده عملاً صالحاً عمله خالصاً له، وأن من ظن بالله غير ذلك فقد ظن به ظن السوء .
"ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليماً" .
فيا أخي الحاج هنيئاً لك وبشرى وقرة عين، فقد ولدت بحجك هذا ميلاداً جديداً، وتركت وراءك ركام الذنوب، وحصيلة العمر من الآثام، وعدت كيوم ولدتك أمك، فاجعل من حجك بداية حياة جديدة، ومعاملـة صادقة صالحة مع الله، واستأنف عملك فقد كفيت ما مضى، ولكن الشأن فيما بقي .

واعلم -بوركت حياتك – أنه ليس من شرط قبول العمل العصمة بعده، ولا أنك بحجك ستتخفف من بشريتك وتعرج في ملكوت الملائكة بلا نوازع ولا شهوات، كلا فليس شيء من ذلك بمقدورك وإن جهدت، ولكنك ستبدأ بعد حجك جولة جديدة وأنت خفيف الظهر من تراكمات الماضي، وتبدأ حياتك برجاء كبير واقبال على الله، تستكثر من الطاعات، وتجاهد النفس عن السيئات، فإن زللت بسيئة أتبعتها حسنة، "وأتبع السيئة الحسنة تمحها"، وكل حسنة فسبيلها المضاعفة والتكثير، وكل سيئة سبيلها المغفرة والتكفير، ولا يهلك على الله إلا هالك .

أخي الحاج كان السلف الصالح يتلقون الحجيج عند قدومهم يسألونهم الدعاء، ويقولون: استغفروا لنا؛ لأنهم قد عادوا من حجهم بلا ذنب فهم مظنة قبول الدعاء .
وإني أستقبلك في هذا المقال سائلاً منك الدعاء لكل إخوانك المسلمين أن يغفر الله ذنوبهم، ويهدي قلوبهم، ويصلح شأنهم، ويصرف السوء عنهم، ويتولاهم بما تولى به الصالحين من عباده. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

ام نونـا
16-12-2006, 11:06 PM
وقفات في رحلة الإيمان ..:

إن في رحلة الحج تذكرة ً لأولي الألباب ..
فيها تبصرة لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد ..
فيها غسل لرين القلوب ..
وشحن للروح .. وقرع لإحساس النقاء والإرتباط الوثيق بالله في ظل زحمة الحياة وتسارع أحداثها ..
تبارك من سن الحج .. تبارك من شرع مناسكه ..
تبارك من أوحى لنبيه بالآذان به .. وعلّق به القلوب ..
في الحج مظاهر عجيبة .. شغفت ُ بها وتعلق بها خاطري ..
,
# الوقفة الأولى :
في مكان صغير تزدحم جماعة هائلة من الناس ...
تلك تصلي وتلك تتقلب في فراشها .. تلك تستعد لتناول إفطار الصباح .. وتلك تعين كبيرة ً في السن .. وتلك ...وتلك ..
ومن بين فوضى النساء التي يعجز عنها أعداد مهولة لتقيم فيها النظام ..
سواء ً كان هذا في الحفلات أوالاجتماعات أوالمدارس أو غيرها ..
فجأة ..
وفي دقائق لا تتجاوز الخمس ..
تتحول الصالة لخلية نحل نشطة لها أزيز عجيب فالكل يرتب فراشه ويزيله ..
يضع حاجايته في حقيبته ..
يرتدي عبائته ..
ويقف للخروج ..
من رتب هؤلاء النسوة...؟
من رزقهن هذا النظام العجيب وهن مئاااااات ..؟؟
اغرورقت عيناي بالدموع وأنا اتأمل في هذا النظام ..
التحقت بمعاهد وزرت جامعات ..
وشاهدت فئات مختلفة المستويات فلم أشهد ما شهدته في هذه الدقائق الخمس ..
سبحان الذي اصطفاهم وعلمهم درسا ً في النظام والانضباط لو ساروا عليه بعد حجهم لصلحت لهم الحياة ..
ياااااه ياربي ما أعظمك ..!
في كل مشعر رأيت لك ِ درسا ً ..
ما أعلمك وأجهلني ..
حكمك في كل مكان ويخفى علي الجل وتأذن لي بكرمك بالبعض ..
فاجعلني ياربي ممن يفيده علمه ويهديه إلى العمل ..!
ياااااااارب ..!
,
# الوقفة الثانية :
تحت جسر الجمرات .. ألوف الناس..
لغات مختلفة .. وجنسيات متعددة ..
وألسنة شتى ..
لا رابط سوى "لا إله إلا الله " ..
ويالها من رابط ..!
الكل يسير في اتجاه .. لا أحد يرتب السير ..
ولا نظام يحكم الخلق ..
غير رعاية الله ..
سبحان من ساقهم لمكان ٍ واحد ..
وحفظهم ويسر لكل واحد منهم مقصده ..
منظر مهيب ..
جموع بشرية .. جاءت من كل فج عميق ..
البعض باع مالديه كله ليحظى برؤية هذه المشاعر ..
والبعض سار شهورا ً ..
والبعض جاء على قدميه ..!
البعض أمضى عمره كاملا ً لتطأ قدميه هذه الأرض ..
سبحان من أعطاهم وكفل لهم أمنهم ..
سبحانك رب البيت ..
منظرهم ذكرني بمشهد يوم آخر أكبر..
يوم فيه يجتمع الناس ..من كل فج ..
والفرق هو أن ذاك اليوم يوم فزع عظيم ..
واليوم عمل ..وغدا ً حساب ٌ ولا عمل ..!
رحم الله ضعفي وتقصيري في أمري ..
يااااااارب تقبله مني ويسره لي في قابل ..!
,
# الوقفة الثالثة :
رحلة الحج تعلمك الكثير ..
القناعة والبساطة ..
الرضى باليسير ..
تمضية الحياة بما وجد ..
لم يكن لي واضحا ً كيف يستطيع أناس لا يعرفون بعضهم أن يلتقوا ويجتمعوا بهيئات بسيطة وأحيانا ً رثة ..
ولكن الرؤية اتضحت لي بعد الحج ..
فالحج يعلمك أن لاوقت إلا للعمل ..
وأن المشوار جد ُ قصير مما يعني ألا تقصّره بأي شيء آخر ..
.
.
الحج يعلمك بأن الحياة الحقة هي حياة الروح لا حياة البدن ..
وأن الروح هي التي تستحق أن تبحث لها عن السعادة والصفاء ..
.
.
الحج يخبرك بأن الوقت عامل مهم للسعادة والإنجاز ..
في خمسة أيام في الحج تؤدي أعمالا ً كثيرة ربما لو لم تحد بزمن لأديتها في أسابيع وربما شهور ..!
.
.
في الحج ..الرحمن يقول لك أنك تستطيع أن تستغل طاقتك وأن الحياة رحلة قصيرة بوقتها عميقة بمعناها (إن أحسنت قيامه) كالحج تماما ً ...!
الحج ساعات محدودة سرعان ما انصرمت لكن معانيه تضرب في الناس لها جذورا ً ..
اسأل أن يذوق كل حاج أكلها عاجلا ً غير آجل ..
,
# الوقفة الرابعة :
في أيام ٍ معدودات ..
نسيت أحبابي ..
نسيت مشاغلي ..
دراستي ..
عشت عالما ً آخــر ..
تجلى فيه الجمال ..
نسيت متاعب الدنيا ..
منغصات الماضي ..
ومخاوف عدة سكنت قلبي ..
الحج ..
طمأنينة تسكن القلوب المؤمنة ..
هدية من الرحمن لمن شفه الألم ..
أو تعب من ظلم البشر ..
الحج ..
شفاء للجروح النازفة ..
وياليت العمر كله رحلة في صفاء الحج ..!
,
# الوقفة الخامسة :
رحلة الحج .. صورة مصغرة لرحلة الحياة على ظهر الأرض ..
العمر رحلة قصيرة .. بقصر أيام الحج ..
الناس في الحياة كالناس في الحج ..
مابين مسرف على نفسه ومقتصد ..ومسارع بالخيرات ..
النهاية يعرفها كل شخص ..
كل حاج يعلم أن الحج أيام معدودة ..
كما أن كلنا يعلم أن أنفاسه معدودة ..
الفرق ..
أن الحج موعظة لمن يملأ قلبه التدبر ..
لأن الوقت هو العامل الذي يحدد تعاملك مع الآخرين ..
أهدافك ..
أعمالك ..
بل وحتى هيئتك ...!
.
.
حين كنت على فراشي في منى ..
كان الوقت هو ما يحكم كل شيء ..
ترى ..
لو حرصت على رحلة الحياة وتعاملت معها كما أراد الله لي ولكل مسلم ..
لو كان العمر رحلة حج ..
هل كنت سأرى غلظة ً من قريب ..
أو إساءة ً من حبيب ..؟!
لو كان المسلم يرى العمر كما يراه في رحلة حجه ..
هل سيكون في القلب سوى الحب والسلام ..؟
.
.
في الحج ..
درس في فن التعامل مع الآخر ..
حب الخير والنقاء ..
ولذا حديث ٌ آخر لعل لي عودة إليه بإذن الله ..!
,

ام نونـا
16-12-2006, 11:07 PM
# الوقفة السادسة :
طلب المثالية مثلب يقع فيه البعض ..
وتصور الملائكية تصور مستحيل في دنيا البشر ..
رحلة الحج ..
تدربك بصورة عملية خلال أيام معدودة على أن الحياة يستحيل أن تكون صوابا ً لا خطأ فيه ..
وأن ثمة مفاجآت في الطريق تستلزم من السائر فيه قدرا ً كبيرا ً من المرونة حتى يصل ..
.
.
قبل الحج عقدت العزم على أن أفعل كذا وأرمي الجمرات بنفسي وأقوم بالسنة الفلانية وهكذا ..
كان عقلي يرفض مثلا ً أن اقرأ لصفة الإفراد في الحج لأني لا أقبل أن أحج إلا متمتعة ...!
وفي موسم الحج القليل في عدد ساعاته حدثت الكثير من المفاجآت ..
بدءا ً من تأخر رحلات حجاج الداخل بسبب تأخر الرؤية الشرعية للهلال ..
مما استدعى تحول النسك لأغلب الحجاج "وأنا من هؤلاء" إلى الإفراد أو القران نظرا ً لفوات وقت التمتع الشرعي ..!
ومن ثم الأمطار الشديدة التي تضررت منها بعض المخيمات في منى ..
مما لخبط سير اليوم الأخير وترتيب خطواته هناك ..
ثم الزحام الشديد على الجمرات وظروف الأمطار وبالتالي التأخر في الرمي ..
وهكــذا ..
في الحج صفعة قوية لمن يعتقد أن الحياة مجرد قوانين بحتة ومعادلات لا تقبل الخرق ..
في الحج تعليم لأدب التيسير ..
وأن الحياة لا تسير وفق التوقعات دائما ً ..
وأن المسلم الحق هو من يوطن نفسه على استقبال الأزمات ويعود روحه على ألا توقفها عثرات الطريق حتى يصل إلى الغاية ..
في الحج دروس عظام ..
وتنبيهات جسام ..
أرجو أن أكون استفدت منها ..وكذلكم أنتم ..!
.
.
إضاءة :
" منذ أسلمت ..تعلمت في أسبوعي الحج مالم أتعلمه في أربعين سنة "
مالكوم إكس

,
# الوقفة السابعة :
الحج رحلة حقيقية مع الصبر ..
فالحج ليس مشاعر روحانية لا تعترضها الأكدار ..
أوصفحة نقية لاتنغص صفائها مشاكل الحياة ..!
في الحج ..
سنرى اشتداد الجدال لتأخر وصول الحافلات للمشاعر ..
وسنعيش ساعات من القلق حتى لا تغيب الشمس ونحن على أرض منى ..!
وسنعاني من قلة ذوق بعض المسلمين الذين يعترضون الطرقات .. أو الذين لايخافون من مغبة زحام أخوان لهم في الله !
في الحج ..
قد نعيش ساعات متوترة حتى نصل لعرفات الخير ونشم جزيئات الهواء ونحن على أرضها..
في الحج سلسة من الضغوط ..
ماكان الله ليبتلي بها أولئك الذين حفتهم المهالك حتى يصلوا لبيت الله ..في معاناة جسيمة وشهور عديدة ..
في حجنا هذا ..
درس في اجتراع الصبر ..
ليس الصبر على خوف الطريق ..أو نقص الغذاء ..أو قلة اللباس ..
لا ..بل الصبر على أذى الناس وعقبات الطريق المفاجئة ..
هذا النوع من الصبر هو مايحتاجه مسلم اليوم في وقت شبعت فيه الأجساد وجاعت فيه الأرواح ..
فما أحكم المولى جل جلاله ..
شرع لنا هذا المنسك المليء بالدروس والعبر ..
جعلني الله وإياكم من المعتبرين ..
,
# الوقفة الثامنة :
الناس في الحج تتلبسهم وشائج وراوبط عجيبة ..!
في مناسبات الحياة تتلى الألقاب وتتوسط الكنى أو المسميات أهمية لدى الناس ..
لكن في الحج الأمر مختلف ..
الحج يعلمك أن لا يهم اسم من هو بجانبك ..
ولا يهم من أين بلد هو ..
لايهم عمره ..أو عمله ..أو هيئته ..أو تخصصه ..أو حتى درجته العلمية ..
كلاكما سائر في طريق واحد ..
الطريق إلى الله ..
.
.
تبتسم في وجهه ..
تقدم له مايشربه ..
تغطيه إن وجدته نائما ً ..
وتكتشف بعد مرور أيام الحج انك لا تعرف اسمه ..
ولا أين يسكن ..!
لكنك قطعا ً عرفت قلبه ..
رأيته في حواره مع الله ..
في ابتهالاته ..
رأيت اشفاقه في يوم عرفة ..
وفرحته في يوم العيد ..
رأيت أنه مثلك تماما ً ..
له آلام وأحلام ..أبناء وأهل ..
اسم وكنية ..وظيفة أو مركز ..
ولكنه تركها جميعا ً هناك .. في بلده ..
هو مثلك الآن ..
نسي من يكون وماذا يريد ..
وهو مثلك الآن ..
في أنه فهم الحياة ..
وكم هي صغيرة حقيرة ..
هو مثلك لأنه يسجد وهو يدعو بالجنة ..
وينام وهو يدعو بها ..
وأنت مثله ..
وحدتكما الغاية ..
فكليكما فهم الحياة كرحلة من خلال الحج ..
,
# الوقفة التاسعة :
في الحج .. تصغر ملذات الدنيا ..
تترآءى لك الحياة من عدسة الحقيقة الصافية ..
في سجودك ..
تسبيحك ..
وحين تردد التلبية ..
تتجرد روحك من كل شيء ..
من كل أمل سوى الجنة ورضا الله ..
وتنسى كل هم سوى هم ذنوبك ..
في الحج ..
تصبح الحياة بعيدة عن مغريات الدنيا ..
أو ضغوط الآلام ..
تتضح الأهداف ..
ولذا ...
تهون الدنيا في عيني الحاج ..
الله أكبر من كل هم ..
الله أكبر من كل ألم ..
الله أكبر من كل خوف ..
الله أكبر تخرج بزفراتها أكدار الدنيا ..
خلت ُ أن عيناي في منى ابدلتا ..
وأن الكدر الذي يعلو بصيرتي أزاحته الحقيقة..
في منى لا يهمك أن تكون بلباس جميل ..
لأنك أدركت أن لا قيمة للباس إن بليت النفس ..
ولا جمال للثوب إن خربت الروح ...!
أرايتم كيف هي الحقيقة التي نتجاهلها هنا ..
الحج ليس تنسكا ً وانقطاعا ً ..
هو قرصة لأذن المنغمسين في بحر الحياة ..
أن ثمة رؤيا تحتاجكم وتحتاجونها ..
وياليت قومي يعلمون ...!
,
# الوقفة العاشرة :
الآخرة ..
الصراط والميزان ..
تطاير الصحف ..
حشر الجمع المهول على الأرض ..
صور تتراءى لك في الحج ..
على صعيد منى ..
وعلى أرض عرفات ..
يتراءى لك يوم الحشر ..
بهوله ..وبأرض ٍ صغيرة تحمل مئات الألوف من البشر ..
من كل أرض اجتمعوا على صعيد واحد ..
فلا يلبث أن يردد اللسان ..
رباه ارحمني في يوم ٍ عظيم ..
رباه ثبت حجتي يوم ألقاك ..
رباه لا تخزني يوم يبعثون ..
.
.
هول الموقف في يوم عرفة ..
وذاك الصمت المهيب في ساعات المغيب فيه ذكرى لأصحاب القلوب النيرة ..
ذكرى تقرع القلوب أن تبصري .. هناك يوم قادم ليس هذا إلا نموذجا ً مصغرا ً لهوله ..
في الحج لفتة تذكّـر الحاج بهول المطلع ..
وبأرض المحشر سيما مع اشتداد الزحام ..
.
.
وفي الحج تذكرة بالموت ..
الذي يستوي فيه الكبير والصغير ..
والذكر والأنثى ..
والغني والفقير ..
وفيه درس ٌ عظيم في المساواة والعدل ..
فيغدوا جمع الحجيج كأسنان المشط الواحد ..
الكل يطوف ببيت الله ..
الكل يرمي الجمار ..
الكل ..يسعى ويحلق رأسه أو يقصر ..
ليس للشريف أن يتخطى ركنا ..أو يفعل محظورا ..
الكل أمام الله برداء أبيض ..
وكأنما هو كفن الميت ..
لا تميز ..
لا تفاخر ..
لا ترف ..
هي الدنيا ..يكفيك منها خرقة بالية ..
فالحياة فيها للروح لا للجسد الفاني ..!
,
# الوقفة الأخيرة :

الأرواح في الحج تسمو ..
لأنها تيقنت الحقيقة ..
تعاملات الحاج يملؤها الصفاء .. ويغلفها النقاء ..
ابتسامة الود ترتسم على وجوه الحجاج ..
كيف لا ..
وقد هانت الدنيا في أعينهم ..
أبصروا الباقية فملأت أراوحهم بحب مايقربهم لها ..
لو كنا نرى الدنيا كما نراها في رحلة الحج لما وقع بين الأحبة كدر .. وما نزل بينهم شر ..
كيف وهم يبحثون عن رضا الله في كل بسمة ..
يلتمسون رحمته في رحمتهم لبعضهم ..
تجود أنفسهم بخدمة الغير لأنهم يطبقون "خير الناس أنفعهم للناس" ..
وحين ينطق أحدهم "أحبك في الله" ..
تحس بها تنحت عروق قلبك صدقا ً ..
لأنك تراها قبل نطقها ..
تراها في يد تمسح جبينك خوفا ً من اصابتك بالحمى ..
تراها في نداء يوقظك لقيام الليل رغبة ً لك بأعالي الفردوس ..
تراها في دمعة ترافق دعوة لك في جوف الليل ..
وتراها في قلب مشفق عليك من الوصب والتعب ..
.
.
يالله كم هي الأنفس تعانق السماء طيبا ً في رحلة الحج ..
كم تعطر الأجواء بعبير الإسلام الحق ..
كم تكون قريبة ً من آي الله ورحماته ..
كم تكتسب من عظات الأخلاق ودروس التربية ..
فتبذل حين تبذل لله ..
لا لجاه
ولا لاسم
ولا لمكانة
ولا لشهوات الدنيا ورغباتها ..
تبذل لأنها تريد الله ..
وتحب ماعنده ..
تبذل بصدق المؤمن ..
لذا تكافئ بحلاوة المؤمن الحق ..
ولو جعلت الأنفس الحج رحلة أبدية لعاشت نعيم الدنيا قبل الآخرة ..
.
.
في الحج ..
آلاف الدروس ..
وملايين العظات ..
في الحج ..
مئات الوقفات ..
هنا وهناك ..
لا تحتاج إلا للقلب المؤمن ..
.
.

"اسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا من المقبولين ..
وأن نكون ممن أبصر عظات الحج فاستفاد وأفاد ..
وعمل وطبق فكانت حياته رحلة حج ..
رحلة عبادة وطاعة لا يوقفها شيء حتى تصل لجنات الفردوس ..
اللهم آمين "
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،
,

ام نونـا
16-12-2006, 11:08 PM
مكتبة الحج ..

كتب أوصيكِ بقرائتها:
1-تفسير آيات الحج من سورة البقرة (الحج أشهر معلومات..) ومن سورة الحج(وأذن في الناس...) من تفسير {في ظلال القرآن} لسيد قطب يااااااااه معاني عظيمة ..

2- كتاب (ابهاج الحاج) للدكتور ناصر الزهراني... من جد من أندر ما قرأت ..وهو خير رفيق بعد كتاب الله.

3- كتيب صغير (حج ببساطة) وما أدراك ما حج ببساطة 20 صفحة فائدتها بآلاف الصفحات للداعية علي أبو الحسن ان استطعت أن تشتري منه نسخ وتوزعيها فجيد..

4- كتيب (في عرفات تسكب العبرات).

5- (فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء) للغزالي.

6- (التفكر من المشاهدة الى الشهود) لمالك بدري.

7- (الحج المبرور) لمحمد الشعراوي.

8- (الفضائل الإيمانية) لأحمد حسن كرزون.

9- (حديث جابر ابن عبدالله في الحج) بفقه ابن عثيمين.

10- (الحج المبرور) للندوي.

11- (الدرة في فضائل الحج) لعبداللطيف بن هاجس الغامدي.

12- نشرة (كم مرة قصدت بيت الله الحرام) أزهري محمود، دار ابن خزيمة.

# في فقه الحج:

- كتيب (المنهج لمريد الحج والعمرة)للشيخ بن عثيمين.
- كتيب (كيف يحج المسلم ويعتمر) تأليف: د.عبدالله الطيار وتعليق الشيخ ابن باز.. وهو كتيب قيم أخذته معي للحج حتى أراجع ماقد يشكل علي.
- كتيب (إرشاد الحاج والمعتمر) إعداد دار ابن خزيمة.
- كتاب التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة لابن باز.
- مناسك الحج والعمرة والمشروع في الزيارة لابن عثيمين.

صوتيات الحج:

1- شريط: كنوز الحج.
2-شريط: دمعة في الحج ، للشنقيطي.
3- شريط: يا راحلين الى منى.
4- شريط: لبيك، للعريفي.
5- شريط : عرفات عبر وعبرات، للدويش.
6- شريط : الحج خطوة بخطوة للشيخ ابن عثيمين.
,
مواقع وملفات وصفحات ومقالات وفتاوى عن الحج :

مختارات الحج في صيد الفوائد:
http://saaid.net/mktarat/hajj/index.htm
http://www.saaid.net/mktarat/hajj/

موقع الحج :
http://www.tohajj.com/

موقع الحج مشاعر وشعائر:
http://www.islameiat.com/hajj/

موقع الحج والعمرة:
http://hajj.al-islam.com/arb/

الشرح الفقهي المصور للحج بمراجعة الشيخ الجبرين الله يحفظه يااارب:
http://www.saaid.net/rasael/alhaj/index.htm

شريط فيديو يشرح الحج والعمرة :
http://www.gulffactory.com/47.html

تسجيلات صوتية عن الحج لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله:
http://www.tohajj.com/tree_1.asp?ID=1473

تسجيلات صوتية عن الحج لسماحة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
http://www.tohajj.com/tree_1.asp?ID=1493

صفحة الحج بموقع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وفيها كل ماقاله أو كتبه عن الحج (صوتيات وكتب) :
http://www.ibnothaimeen.com/all/ind...cle_17576.shtml

كتاب الحج من صحيح البخاري:
http://hadith.al-islam.com/Display/H...p?Doc=0&n=2405

ملف الحج 1426هـ (طريق الإسلام):
http://www.islamway.com/hajj26/?section=maps

استشارات الحج (إسلام أون لاين):
http://www.islamonline.net/servlet/S...ajjCounselingA

أثر أداء المسلم للحج:
http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&QR=2807

الحج فضله ومنافعه:
http://www.albr.org/articles/act028.htm

الفتاوي الجامعة للمرأة المسلمة في الحج:
http://geoan99.tripod.com/M12.htm

ملف الحج المتكامل (إسلام أون لاين):
http://www.islam-online.net/iol-arabic/alhaj/

ملف الحج (رائع) من الإسلام اليوم لعام 1426هـ:
http://www.islamtoday.net/haj26/haj26.htm

لبيك اللهم (إسلام أون لاين):
http://www.islamonline.net/Arabic/hajj/index.shtml

بحوث ومقالات عن الحج والعمرة:
http://www.makkahhere.com/editor.mkh?category=8

الحج وجو مشبّع بالإيمان (حوار مع الشيخ عصام العويد-لها أون لاين):
http://www.lahaonline.com/index-livedialouge.php?id=47

كتاب (كيف يؤدى المسلم مناسك الحج والعمرة) لفضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
http://www.binothaimeen.com/ebook-37.shtml

كتاب (أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في الحج) لفيصل بن علي البعداني:
http://www.albayan-magazine.com/mont...ajj/iindex.htm

شعيرة الحج (حوار مع د.سلطانة المشيقح- لها أون لاين):
http://www.lahaonline.com/index-livedialouge.php?id=19

دليل إرشاد الحجيج 1426هـ:
http://www.ezzitouna.org/haj/

دليل الحاج والمعتمر إلى بيت الله الحرام:
http://dalil-alhaj.com/

صفة الحج:
http://www.eyelash.ps/islamic/islamic_hajj.htm

نشرات ومطويات في الحج والعمرة:
http://www.kalemat.org/search.php

صفحة الحج :
http://www.alnadwa.net/haj/MAhaj.htm

وأذن في الناس بالحج (ملف متكامل من الإسلام اليوم):
http://www.islamtoday.net/HAJJ25/

ضيوف الرحمن (صفحة شاملة للحاج):
http://www.almajara.com/arabic/hajj.html

ملف الحج :
http://www.albayan-magazine.com/hajj/index.htm

ستون سؤال في الحج والعمرة
للشيخ محمد محمد المختار الشنقيطي :
http://www.umrahworld.com/seton.htm

كتاب مناسك الحج والعمرة للشيخ الألباني رحمه الله:
http://www.khayma.com/mahadja/hadj1.htm

رحلة العمر :
http://www.islam-online.net/Arabic/hajj2002/index.shtml

خصوصيات النساء في الحج:
http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&QR=36619

مكتبة الحج (عشرات الكتب للتحميل):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...readid=161 46

الحج والعمرة-شبكة الإسلام:
http://www.elislam.net/hajj/

ملف الحج (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) 1426هـ من إسلام أون لاين:
http://www.islamonline.net/Arabic/Hajj/1426/index.shtml

كتب وسائل في الحج (من الإسلام اليوم):
http://www.islamtoday.net/newhaj/ahkam.htm

ملف (مع الحاج) للشيخ سلمان العودة -الإسلام اليوم-:
http://www.islamtoday.net/haj-s/index.html

ملف الحج والعمرة -شبكة السنة الإسلامية-:
http://www.asunnah.net/hajj1427/haj_2nwa3.html

ملف الحج (لهاأون لاين):
http://www.lahaonline.com/static/hij/hij-1426/index.htm

ام نونـا
16-12-2006, 11:09 PM
,
"الحج .. دروس مستفادة "ناهـد الخراشي
.

لكل شئ في الحياة أهمية، ولكل عمل يؤديه الإنسان فائدة واستفادة يتأثر بها وتؤثر في جوانب حياته تأثيراً فعالاً حيث يدرك أن كل لحظة في حياته تشهد تغيراً مؤثراً يعود على حياته بالارتقاء في طريق الله.
.
وعطاء الله .. فياضٌ ممدود لا ينتهي ولا يقف عند حد ..
ولقد جعل سبحانه عطاءه يختلف من شخص إلى آخر، ومن شيء إلى آخر بما يسمح به الله ويأذن حتى يأخذ كل إنسان من عطاء الله كل على قدر درجة إيمانه بالله، وحبه لله، وإخلاصه في طريق الله.
.
وإذا سمحنا لأنفسنا أن نتحدث عن الله، وتركنا لأقلامنا العنان لتسطر عطاء الله، وفتحنا لقلوبنا الطريق لتنبض بحب الله وتلمس حنان الله فستشعر بالرهبة والخشوع والنور يملأ وجداننا والصفاء يحيط بنا ونصل في النهاية إلى العجز .. العجز عن الحديث عن الله .. والعجز عن وصف عطاء الله .. العجز عن التعبير عن فيض الله وعظمة آيات الحب الرباني وروعة لمسات الحنان الإلهي مما يقودنا إلى الإيمان بالله والسجود لله الواحد القهار حامدين شاكرين الله مؤمنين عارفين ذاكرين فضل الله علينا ولولا فضل الله علينا ورحمته لكنا من الخاسرين.
.
يسجد القلب الإنساني لله الواحد الرحمن، ويلهث وتعلو صوت دقاته التي تنبض بسرعة شديدة متسابقاً مع الزمن في حب الله محاولاً أن يسبق القلم ويقفز فوق السطور، وكأنه يريد أن يحفر بداخله ويحفظ الكلمات التي تهبط عليه خائفاً من فقدانها متمنياً أن يسجل ويثبت المشاعر والأحاسيس التي يتفاعل بها ويهتز لها ويذوب معها سابحاً في إشراقات النور التي هي هبة من عند الله .. وفيضاً من فيوضات عطائه.
.
والحج هو إحدى العبادات التي تتميز بعطاء يختلف من شخص إلى آخر.. وفيه تتجلى الفيوضات الربانية.. وبه يتغير العبد المؤمن سلوكاً وخلقاً فيمنحه الله عز وجل البركة في حياته هبة ومنحة منه سبحانه.
.
وللحج خصوصية.. فهو تجمع عقدي فذ ومؤتمر عالمي فريد دعا إليه رب واحد، وحدد دوراته في زمان واحد، ورسم منهجه بكتاب واحد على رسول واحد، واستجاب له المؤمنون بزي واحد وقصد واحد، وفي جلال هذه الوحدة انصهرت الأجناس والألوان واللغات، وذابت العصبيات والبيئات والطبقات، فلا نسب إلا إلى الإسلام ولا حسب إلا في الإيمان.
.
وتلك خصوصية يحب أن تستغل تعارفاً يربط الشعوب بالمودة وتآلفاً بين الأجناس والتراحم، وحتى يقف كل مسلم على وضع إخوانه في كل بلد وعلى خط دينه في كل إقليم وحينئذ تتعاون الطاقات وتتكامل الإمكانات، يصبح المسلمون كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً.
وهناك معنى ذو قيمة يجب أن يستوعبه الحاج في رحلته إلى الأراضي المقدسة وهو:
أن الحج رحلة واحدة في الحياة الإيمانية يكفي المسلم أن يقوم بها في العمر مرة واحدة ليترك نعمة المنعم نفسه وقد تساوى مع غيره من عباد الله الذين جاءوا لتلبية نداء الحق:
(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً)
(آل عمران:97)
فلا يعرف أحد غيره بمقادير وألقاب، فلقد أصبح الخفير بجوار الوزير، الغني مع الفقير، فقد صار الكل سواء في بيت الحق ولا فرق بين أحد وآخر إلا من اتقى وعمل عملاً صالحاً.
.
فالتقوى هي الميزان .. وهي ما يميز عبد عن آخر بصرف النظر عن لقبه أو مركزه أو حسبه أو نسبه.
وللحج فوائد نفسية عظيمة الشأن ودروس مستفادة إذا استفاد منها الإنسان حق الاستفادة مما يؤثر على حياته وسلوكه وأخلاقه وطريقه في هذه الدنيا فينال ثواب الله في الحياة الدنيا والآخرة.. يستطيع أن يحقق لنفسه ولمن حوله الحياة الكريمة الآمنة المطمئنة، ويصل إلى سر السعادة الكاملة وينعم بالأمن النفسي والسكينة، ويرفرف السلام الروحي أجنحته على قلبه وفؤاده فيهرب الضياع والقلق من حياته ويمن الله عليه بالبركة في كل شيء في حياته فيشعر بالرضا يملأه، والقناعة تحتويه، والسلامة تسكنه.

.
.
ولكن ما هي هذه الدروس التي يتعلمها ويستفيدها الإنسان من رحلة الحج، وما هي الفوائد التي تجلب له كل هذا الخير وهذه المنافع الجميلة؟
.
إن زيارة المسلم لبيت الله الحرام في مكة المكرمة، ولمسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة، ولمنازل الوحي، وأماكن البطولات الإسلامية تمد المسلم بطاقة روحية تزيل عنه كرب الحياة وهمومها، وتغمره بشعور عظيم من الأمن والطمأنينة والسعادة.
.
ويدرب الحج الإنسان على تحمل المشاق والتعب وعلى التواضع حيث يتساوى جميع الناس الغني فيها والفقير، والسيد والمسود والحاكم والمحكوم، وهو يقوي روابط الأخوة في جميع المسلمين من مختلف الأجناس والأمم والطبقات الاجتماعية حيث يجتمعون جميعاً في مكان واحد وزمان واحد يعبدون الله ويبتهلون إليه ويتضرعون.
.
وفي الحج تدريب للإنسان على ضبط النفس والتحكم في شهواتها واندفاعاتها إذ يتنزه الحاج على الجدل والخصام والشحناء والسباب عن المعاصي وكل ما ينهي الله عنه، وفي ذلك تدريب للإنسان على ضبط النفس وعلى السلوك المهذب، وعلى معاملة الناس بالحسنى وعلى فعل الخير.
قال الله تعالى:
(الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب)
(البقرة: 197)
.
فالحج على هذا الأساس هو جهاد للنفس يجتهد فيه الإنسان حيث يهذب نفسه، ويقاوم أهواءه واندفاعاته، ويدرب نفسه على تحمل المشاق وعلى فعل الخير وحب الناس.
.
إن الحج فرصة عظيمة للنفس اللاهية، والقلب الغافل، وللإنسان لكي يغير من مألوفات العادات والطباع الرذيلة والمستقبحة ويغسل نفسه من أوحال الرفث والفسوق والعصيان والجدال.
.
كما أنه باب مفتوح للنفس لكي تعيد حساباتها، وترجع عن غيها، ليعتدل أمرها، وتهجر فسوقها، وعنادها لتدخل في طاعة الله.
.
وفي عمل الحاج بأمر الله تنزيه لشعائره ومناسكه تعالى فضلاً عن أن طاعة الله تساعد الإنسان على الابتعاد تماماً عن الآثام والخطايا في هذه الفترة الزمنية، الأمر الذي يكسبه عادات جديدة وأخلاقاً طيبة، وفريضة الحج تلعب دوراً عظيماً في التوازن والاعتدال والقسط والقصد والقوامة.
.
كما أن الحج يفرغ المسلم من الهموم، إذ يقف أمام الله مجرداً عن حظوظ نفسه فيسكن قلبه، ويطمئن بذكر الله كما تفرغ النفس من الهوى عندما تنصرف بالكلية إلى الله وتلتفت عن ما دونه.
وكذلك تطالب النفس في الحج بالبذل والإيثار والإنفاق وتنزيه الله بإخلاص النية، وهذا من أفضل ثمرات الحج على النفس.
.
ويتعلم الإنسان من الحج الصبر والشكر حيث يصبر الإنسان على أذى الآخرين، فمن الممكن أن يتعرض أثناء الحج إلى الأذى من الغير سواء بالقول أو بالفعل ومن شدة الزحام يتعرض إلى الدفع أو الضرب بالأيدي، ولكي يحصل على مرضاة الله وحتى لا يفسد حجه، عليه ألا يعترض أو يتأفف وأن يصبر على ذلك صبراً جميلاً حباً لله، والصبر على الأذى درجة من درجات الإحسان.
.
وفي الصبر فائدة عظيمة في تربية النفس وتقوية الشخصية وزيادة قدرة الإنسان على تحمل المشاق.
فالصبر هو القوة الدافعة والشحنة الواقية لنا في السلوك فهو يدفعنا إلى العمل الصالح والخير الفاضل ويقينا من الوقوع في حبائل الشيطان فنقع في الإثم والخطأ والعدوان فنضل ونشقى.
.
إن الصبر هو المعرفة الحقة والمسلك الواقعي الذي إذا اتخذه الإنسان في حياته شعر بقوة كبرى تسري في كيانه كله يستمدها من الله عز وجل وتمنحه الإحساس بأنه في طريق الصبر حباً في الله.. وطاعة له تعالى وطمعاً في رحمته وثوابه حيث قال الله عز وجل في كتابه الكريم: (وَبَشّرِ الصَابرين)
فيهنأ بالرضا والأمان والاستقرار النفسي وينعم بالسكينة والطمأنينة القلبية فيشعر بالسعادة النفسية والروحية.
.
ففي الحج جهاد يسعى إليه الإنسان تقرباً إلى الله ولمرضاة الله، ومن صفات الجهاد الصبر والهدوء والحكمة والثبات وقدرة التحكم على الانفعال وكلها مواصفات تتطلب سلوكيات خاصة وأخلاقيات عالية.. وهذا هو ما يتطلبه الحج ومن أخلاقياته وسماته.
.
وكما يدرب الحج الإنسان على الصبر يدربه أيضاً على الشكر، والصبر برضا يكون مقروناً دائماً بحمد وشكر الله عز وجل في السراء والضراء.
ويربط الله سبحانه وتعالى الشكر بالصبر في قوله:
(إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) (إبراهيم: 5)
والشكر سلوك عظيم ينطوي على إيمان كامل بالله ووحدانيته وقدرته وكماله، وتصديق كامل بنعمة الله وإحسانه المطلق على عبده المؤمن.
فالشكر إذن هو ثمرة من ثمرات التقوى والإيمان وسبيل من سبل القرب إلى الله.
.
ومن أكبر وأجمل لمسات الحنان الإلهي على عبده المؤمن توفيق الله وهدايته سبحانه له كي يشكره ويحمده على نعمه وفضله، وبالرغم من شكر هذا العبد الدائم لله على فضله وإحسانه إلا أنه يشعر ويحس بالعجز عن شكر الله، وأن كل ما يؤديه من أقسام الشكر لله غير كاف وعاجز عن التعبير عن شكره الحقيقي الكامن في فؤاده.. في كيانه كله.. ولقد قيل أن داوود عليه السلام قال:
"إلهي كيف أشكرك وشكري لك نعمة من عندك"
فأوحى الله إليه: "الآن قد شكرتني"
فإن العجز عن الشكر سلوك طبيعي يحس به العبد المؤمن الشكور لله لأنه يشعر بأن كل شيءيسلكه في الحياة شكراً لله أقل بكثير من حقيقة الشكر التي يجب أن يقدمها ويؤديها لله عز وجل...!
.
وفي الحقيقة أن حمد الله وشكره من الصفات التي يحرص العبد المؤمن أن يطبع نفسه بها إيماناً منه بأن الإنسان الذي يسير في طريق الله ويتمتع وينعم الله عليه ويشهد بآثار نعمة الله في كل لحظة، ويشعر بلمسات الحنان الإلهي عليه ويشهد بآثار نعمة الله في كل لحظة، وفي كل جانب من جوانب حياته فإنه ولابد أن يشكر الله سبحانه وتعالى في كل لحظة.
.
ولم يكتف العبد المؤمن بشكر الله في السراء ولكن يشكره أيضاً في الضراء ويرى أن الله تلطف معه ويشعر بلمسات تلطفه له فيحمده على هذا التلطف الإلهي وحفظه له من هلاك كان من الممكن أن يودي بحياته لولا تلطف الله به ورحمته عليه ولمسات حنانه له.
.
ويعرف العبد المحب لله بأن شكر الله لا يكون فقط باللسان والقلب والجوارح وإنما بسلوكه وعمله، فإن فضل الله عليه عظيم وأقل شئ ممكن أن يقدمه شكراً لله هو محافظته على عبادته وحرصه على حمد الله وشكره في كل لحظة ثم سلوكه إلى الله الذي يعتبر نوعاً من أنواع الشكر لله فيجب أن يرتقى بسلوكه ويرتفع فوق الأحداث ويتعامل مع جميع الأمور بما يُرضي الله آملاً في حبه، طامعاً في رحمته، ناشداً رضاه.
.
ويوجه الله سبحانه وتعالى العبد ذو القلب المحب لله الشاكر له على الدوام إلى طريقه ويهديه إلى سبيله ويجد هذا العبد دون أن يدري أن الله فتح له أبواب في سبيله ليسلكها ويسير في هداها حتى يفوز بثواب الله له ويحمد الله كثيراً على فضله ونعمته الكبرى.
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) (العنكبوت: 69)
.
وفي الحج تتجلى آيات الشكر وحمد الله سبحانه وتعالى حيث يكثر الحاج من حمد الله عز وجل على نعمه وفضله ومن أكبر النعم التي يحرص الحاج فيها على شكر الله نعمة الحج حيث أعانه الله وفتح له باب الدعوة إلى الحج ووفقه وأعانه على الحج.
.
وعندما يصل الحاج إلى درجة الصبر على الأذى وشكر الله في السراء والضراء يتسم بالهدوء ويشعر بالود مع كل شيء يبدأ يسعى إلى محاولة التحلي بالأخلاق القرآنية والآداب الإسلامية ويجب أن يكون المسلم قدوة في سلوكه ما دام أصبح مقروناً بدين الإسلام.
.
ويتعلم الإنسان من رحلة الحج الصدق وتشعر أيها الحاج بالراحة والطمأنينة عندما يكون سلوكك قولاً وفعلاً هو الصدق لأنك لا تعبأ بأي شيء.. ولا تهتم ولا تخاف ولا تخشى إلا الله سبحانه وتعالى.
.
والصدق هو الإخبار عن الشيء بما هو عليه، وإظهاره على حقيقته وهو من الأخلاق الحميدة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان حتى يكتب عند الله صادقاً، صديقاً ويفوز بالقرب منه سبحانه وتعالى فالعباد المقربون هم العباد الصادقون.
.
والصدق على الحقيقة هو الفضيلة الأساسية للحياة الإنسانية، ولقد كان خلق الرسول صلى الله عليه وسلم الصدق، وكان الصحابة يؤثرون الصدق مهما كان وراءه من الألم والصعاب لأن الكذب لا يدعم الإنسان ولا يُنشئ الأخلاق، ولا يُقيم الأمم ولا المجتمعات.
.
والصادق من صدق في أقواله، والصديق من صدق في جميع أقواله وأفعاله وأحواله.. ومن أراد أن يكون الله تعالى معه فليلزم الصدق.
قال الله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) (التوبة: 119)
ويرتبط الصدق دائماً بالإخلاص والصبر ارتباطاً قوياً، وإذا صدق الإنسان في النية والقول والعمل فهو بالتالي سيتمتع بالإخلاص في النية والقول والعمل، والإخلاص والصدق يقودان بلا شك إلى الصبر لأن من صدق أخلص، ومن صدق وأخلص أصبح الصبر صفة ملازمة له حيث أن الصبر يستلزم أن يكون الإنسان صادقاً مخلصاً.
.
.
وفي الحج ينعم الإنسان بالرضا حيث يرضى بكل شيء يأتيه أو يعتريه .. ويصاحب الرضا دائماً الشعور بالسكينة ويحتوى السلام نفس الإنسان ويغلب على جوانحه ويتعجب لماذا كان ينفعل ويثور..؟!
لماذا كان يغضب ويترك لانفعالاته الجامحة العنان مما يجعله يؤذي غيره..؟!
لماذا كان يعترض.. ويتأفف..؟!
لماذا لم يشعر بالألم نحو إخوانه الذين كانوا في حاجة إليه..؟! كيف سولت له نفسه أن يغضب الله ويظلم غيره..؟
لماذا كان حاله عدم الرضا عن أي شيء..!
.
هنا في الحج، وفي عرفة، وعند طواف بيت الله الحرام، وفي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف الحاج معنى الرضا وقيمته وحلاوته والرضا لمن يرضى.
.
ومن الدروس المستفادة الجميلة في رحلة الحج التي يتعلمها الإنسان وتؤثر على جميع جوانب حياته إسقاط التدابير لله.. نعم فلا تدبر لشيء وتسلم نفسك وأمرك لله وحده.. وترضى بكل ما يأتيك من عند الله برضى وحب وقبول، وتصبر على ابتلائه.. وتحمد نعمة فهو سبحانه مالك الأمر وبيده الأمر كله وإليه يرجع كل شيء فأمرك كله منه وإليه.
.
وكلمة حق تقال أن إسقاط التدابير لله.. سلوك عظيم وصعب ولا يقدر عليه إلا المحبون لله.. وأنت في الحج تهيأت نفسياً وقلبياً وروحياً لأن تسعى في طريق الله فلتحظى بأن تكون ممن يسقطون التدابير لله فتنعم بالرضا والأمان.
ولو أعددنا الدروس المستفادة من الحج فلن تكفينا السطور ولا الصفحات ولكن نستطيع أن نحصرها في كلمة واحدة هي طريق إلى الخلق القرآني.
.
والجدير بالذكر أن كل منا يستفيد من رحلة الحج بأشياء ودروس تؤثر على حياته يختلف عن الآخر كل حسب درجة إيمانه وحبه وإخلاصه لله عز وجل
وإني على يقين بأن حب الله هو جوهر الأشياء وكلما ازددت حباً لله.. ازددت إخلاصاً له باحثاً عن الطريق إليه.. ساعياً إلى رضاه.
.
فكن مع الله عز وجل تكن غنياً عزيزاً.. ومن استغنى بالله عز وجل احتاج إليه كل شيء.. وهذا شيء لا يأتي بالتحلي والتمني ولكن بشيء وقر في القلب، وصدقه العمل.
والإخلاص هو أساس العبد المؤمن المحب لله، وهو سر من أسرار الله أودعه قلب من أحبه من عباده.
قال تعالى:
(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) (البينة: 5)
.
والحج المبرور يصاحبه دائماً الإخلاص هبة ومنحة من الله سبحانه وتعالى.
والإخلاص من الدروس العظيمة المستفادة في الحج التي يتعلمها الإنسان ويتخذها مسلكاً في حياته.
والإخلاص صفة لازمة في كل عمل يؤديه الحاج في رحلة الحج، ويصبح ضرورة في رحلة عمره الباقية لا يستطيع الاستغناء عنها بعد أن تذوق حلاوتها وقيمتها عند الله وهي هبة من الله فحافظ عليها ولا تضيعها بالأنانية والطمع ومتاع الدنيا والظلم والإساءة للغير.
.
ويستفيد الحاج من مناسك الحج بوجوب الثقة بالله، وأن على الإنسان أن يسعى قدر جهده وأن يخلص في سعيه ويعرف بأنه في الوقت الذي تتذكر فيه الأسباب تذكر أيضاً المسبب فالجوارح تعمل والقلوب تتوكل.
.
ومن الدروس المستفادة في الحج ولها أثر كبير على الإنسان والآخرين "التعاون"، ففي الحج نعرف معنى التعاون وقيمته حيث يتحد الجميع في مساعدة أي حاج يحتاج إلى العون سواء كان مريضاً أو مسناً أو أي امرأة أو أي حاج يحتاج إلى الإرشاد والعون في أي شيء.
.
وفي التعاون تتجلى أمامنا قيمة الحب والمودة والسلام والبعد عن الكراهية والحقد والغيرة والإخاء وللتعاون أهمية كبرى في نشر الوحدة بين الأجناس والأمم والطبقات مما يخلق جو من الألفة بين الناس.
قال الله تعالى:
(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)
(المائدة: 2)
.
ويدرب الحج الإنسان على العفو والصفح الجميل فأنت في الحج تتجاوز عن أخطاء البشر، وترتفع بالعفو إلى درجة من درجات الإحسان.
ويعتبر الصفح ـ العفو من أقرب الطرق والسلوكيات التي يسلكها الإنسان في طريقه إلى الله.
.
كما يدرب الحج الإنسان على كظم الغيظ والصبر على الأذى حيث يتعرض في رحلة الحج من شدة الزحام إلى أفعال كان من الممكن أن ينفعل فيها ويعترض ويتأفف ولكنه حباً لله ومرضاة له وحده يتعلم كيف يكظم غيظه ويصبر على من أذاه.
.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
"من كظم غيظه وهو يقدر على انفاذه ملأ الله قلبه أمناً وإيماناً".
ونستفيد من الحج ألا نقول إلا الطيب ولا نعمل إلا الصالح الذي يرضى الله، فالصفح والعفو والكلمة الطيبة أبواب الحب والرحمة والنورانية والشفافية والصفاء.
قال الله تعالى:
(وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم)
(النور: 22)
.
.
ومن أجمل الفضائل التي يتعلمها الحاج في رحلة الحج الإحسان وهو فضيلة كبرى وسلوك إنساني عظيم يسلكه العبد المؤمن في طريقه إلى الله، يتأكد به معنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه من نقاء النفس وإخلاصها في العمل والعبادة ، وفي ذلك يقول الله تعالى :
(إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها) (الإسراء: 7)
.
والإحسان في الظاهر يبدو في الأعمال والأفعال، فإذا أتقن الإنسان عمله، وما كلف به بأمانة من حقوق وواجبات، وإذا قام بأفعال البر، وأحسن إلى الغير، أو عمل عملاً خيراً، فإنه ينسب إليه هذا الفعل ويلقى من الله أفضل الجزاء وهذا يتأكد من الآية الكريمة :
(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) (الرحمن: 60)
.
والإحسان إيثار وتضحية، وعطاء وبذل للغير عن رضا، لأن المحسن لا يطالب بثواب يستحقه في الدنيا، وإنما يتركه اختياراً لله تعالى الذي عنده الجزاء الأوفى على إحسانه.
.
وبالإحسان يشعر المؤمن شعوراً ملازماً إن الذي يعطي هو الله تعالى وحده، وأن المال والصحة والجاه وكل ما في الدنيا إنما هو منه وإليه فلا يحس المؤمن في الإحسان بذاته إلا كوسيلة استخارها الله تعالى لفعل الخير وعمل المعروف.
.
والنفس المتسامحة هي النفس القادرة على توقيع الجزاء والقصاص العادل لكنها تنشد الخير فهي نفس محسنة.
.
وفي الحج يتنافس الحجاج على أعمال البر والإحسان ويكثر الإحسان في موسم الحج وليس الإحسان فقط بالمال وذبح الذبائح، ولكن الكلمة الطيبة إحسان، والعمل الصالح إحسان، والتعاون إحسان، ومساعدة المريض إحسان، ونصرة المظلوم إحسان، وعون الضعيف إحسان، وخدمة المسن إحسان، والعفو عن الناس إحسان، والتصدق إحسان، والمجاهدة إحسان، والعطاء إحسان.
.
لابد أن تؤثر فيك رحلة الحج وتعود منها صافياً.. نقياً.. طاهراً حاملاً مسئولية كبرى هي مسئولية حب الله والسعي في طريقه، وتبدأ في تطبيق ما استفدته من هذه الرحلة على نفسك أولاً ثم تدعو به غيرك، وهكذا تكن نموذجاً للإنسان المؤمن الصالح الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
.
واعرف أن الشيطان لن يتركك وسيفعل قصارى جهده معك ليغريك بمتاع الدنيا وشهواتها، ويزين لك المعصية ويبعدك عن طريق الله.
.
وإنها فرصتك للتغلب عليه ولتنتصر على نفسك الأمارة بالسوء متسلحاً بحب الله وذكر الله وما تعلمته من رحلة عبادة العمر فترتقي إلى مقام النفس المطمئنة التي يرضى عنها الله والمجاهدة في سبيل الله.
.
وفي رحلة الحج تكثر لحظات الصفاء حيث يصفو الإنسان ويرتقي بقلبه وينشغل بالله وينعم بحب الله وطريق الله فيصل إلى كل ما يتطلبه طريق الصعود والإرتقاء من التوبة والصدق والصفاء والإخلاص والنقاء والرضا والعفو وكظم الغيظ والصبر والشكر والبر والإحسان والتقوى بما يقربه إلى الله.
وتبدأ هذه المشاعر الصافية النورانية توجهه على ما هو خير وفاضل وكريم .. توجهه إلى العفو.. وإلى الكرم.. وإلى الرحمة.. وإلى الارتقاء فوق الأحداث.. وإلى الصبر وإلى الشكر فيحمد الله كثيراً على الهُدى ونعمة الإيمان وغيرها من النعم التي أفاض الله بها عليه.
.
وختاماً أدعو الله أن يقبل حجنا، ويغفر ذنوبنا سالكين طريقه آملين رضاه.. ناشدين رحمته.. طامعين في حبه.. مجتهدين مجاهدين في سبيله.. راجين لأن يهيئ لنا من أمرنا رشداً وخيراً ساعين إلى أن نتوج أنفسنا بأخلاقيات الحج وآدابه المستمدة من توجيهات الله عز وجل وسلوكيات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
,
ناهـد الخراشي
-بتصرف يسير مني- مو من ام نونا من صاحبه الملف الله يجزاها بالخير

ام نونـا
16-12-2006, 11:12 PM
.
لاشك أن شعائر ومناسك الحج محدودة ومعروفة لكل حاجة وهي محببة إلى النفس لدرجة أن كل حاجة ستحرص كل الحرص على أن تؤديها بكل الدقة والإخلاص وأن تؤديها على أكمل وجه ولا ينقصها شيء، ولا يشوبها شيء طامعةً في مرضاة الله ومغفرته ورحمته.
.
ورحلة الحج لا تستغرق بشعائرها ومناسكها سوى أياماً معدودات لتعود بعدها الحاجة إلى أعمال الدنيا... ولتواجه السؤال الكبير:
كيف تحافظين على معاني الحج وثوابه؟ .
ويا لها من جملة قد تبدو بسيطة ولكنها عميقة المعنى والأثر..!
نعم فالحج ليس مجرد شعائر وعبادات أديتها وانتهيت منها، إذا كان هذا المقصود فاعلمي أيتها الحاجة إنك قد حججتِ فعلاً إلى أرض الله وفي سبيل الله.
.
ولكن كيف تحجين إلى الله بقية عمرك؟
كيف تعيشين حياتك حاجةً على الدوام؟
هذا السؤال الذي ينبغي أن تعدي نفسك منذ الآن -وقبل حجك- للإجابة عليه.
يجب علينا أن نتعلم كيف يمتد أثر الحج إلى البقية الباقية من عمرنا.
لا نريد بشراً انتهت صلتهم بمعاني الحج بمجرد أن خلعوا ملابس الإحرام. بل نريد أناساً يعيشون معاني الحج وأخلاقه بقية عمرهم... هذا هو الحج الصحيح.. وهذا هو الحج الأبدي الخالد.
.إن الإجابة على ذلك هو أن يخرج الإنسان من إحرام المظهر إلى إحرام الجوهر ..
كيـــــف؟؟
أنت أيها الحاجة بمجرد أن لبست ملابس الإحرام امتنعتِ عن الكثير من المظاهر الدنيوية السائدة.. امتنعت عن لغو الحديث.. امتنعت عن النظرة المختلسة.. امتنعت عن الغيبة ... عن النميمة... عن الحقد... عن الحسد... عن كل آفات القلب الدنيوي.
.
فاستمري في ذلك بعد خلعك ملابس الإحرام... !
عيشي محرمةً في سلوكك...
عيشي محرمةً في أخلاقياتك...
عيشي محرمةً في لسانك... عيشي محرمةً في قلبك...
ولا بأس عليك عندئذ أن تكون قد خلعت ملابس الإحرام لأنك عندها تنتقلين من إحرام المظهر الزائل إلى إحرام الجوهر الباقي...!
.
هذا هو ما نريده من الحج، وهذا هو ما ينبغي أن ننشده من هذه الرحلة العظيمة...
.
ولكي نساعد أنفسنا على ذلك ينبغي علينا ما يلي:
1. أن يستحضر الإنسان الله دائماً في قلبه حتى وهو مشغول بأعماله الدنيوية فيصبح كل عمل دنيوي مخلصاً لله وتاماً بعون الله..
.
2. أن يداوم العبد على شكر الله على عونه الدائم.. فلا حول ولا قوة إلا بالله... ولا فضل إلا لله أولاً وأخيراً.
.
3. أن يستشعر الإنسان دائماً بأنه لا زال في ملابس الإحرام.. في معية الله..
فما لا ترضي أن تعمليه وأنتِ بملابس الإحرام في كنف الكعبة وبين يدي الله...
حتماً لن ترضي أن تفعليه وأنت أيضاً تستشعرين أنك لا زلت محرمةً ويراقبك الله...
ولما سئل رسول الله مرة عن الإيمان قال صلى الله عليه وسلم:
[الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وهو ما وقر في القلب وصدّقه العمل].
وعن الإحسان قال عليه الصلاة والسلام:
[الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك].
والإخلاص سر من أسرار الله استودعه الله قلب من أحبه من عباده...
.لقد ذهبت أيتها الحاجة. . حاجةً إلى الله مخلصةً في ذلك، فلتعودي كذلك.. في حياتك مخلصةً لله.
بعد الحج...
ستعودين إلى منزلك... فلتتقي الله في أهلك...
علميهم مكارم الأخلاق وأفضلها... علميهم كتاب الله...
حببيهم في الإيمان بالله... علميهم حب الله ودوام ذكره...
علميهم أن المودة والرحمة والألفة والمحبة هي كلها وسائل إلى الله ومن الله...
علميهم كيف يشكرون نعمته بالصلاة والزكاة وصلة الرحم، وعلميهم أن الإنسان مهما طال عمره فهو إلى الله.
.
بعد الحج...
ستعودين إلى عملك... فتذكري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم [إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه].
اتقي الله في عملك وأتقنيه مهما صغر شأنه ..
لأن العمل ليس بحجمه ولكن بإتقانه...
العمل الكبير هو كذلك بمدى إتقانك له ودون ذلك يصبح عديم الفائدة...
عملك أمانة فلتؤديها على أكمل وجه كما أديتِ فريضة الحج... وتذكري أن كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته...
في بيتك راعية، وفي عملك راعية ومسؤولة أمام الله عن رعيتك، وتذكري أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
.
بعد الحج...
ستعودين إلى جيرانك، فتذكري حق الجار عليك من مودة وألفة وحسن الجوار..
وبعد الحج...
ستعودين وقد تحتاجين للسير في شوارع المدينة فتذكري حق الطريق... وآدابه وتذكري أن من الإيمان إماطة الأذى عن الطريق..
.
بعد الحج...
ستعودين إلى والديك فتذكري قول الله سبحانه وتعالى:
{فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً}
(الإسراء: 23)
{واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمها كما ربياني صغيراً} (الإسراء: 24)
واتقي الله فيهما كما اتقوه فيك...
.
بعد الحج...
ستعودين إلى مخالطة الناس من صديقات وزميلات ومعارف... فليكن عنوانك بينهم مكارم الأخلاق وأفضلها ولتتذكري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على آذاهم].
تحلي بالصبر والعفو عند المقدرة وأحسني يحسن الله إليك ولتكوني كما وصف الله المؤمنين في كتابه الحكيم:
{أشداء على الكفار رحماء بينهم} (الفتح: 29)
.
لن تكفينا صحف الأرض لكي نعد ما يمكن أن نكون عليه بعد الحج ولكننا نلخص ذلك بالقول...
" فلنكن محرمين "
.
ولقد ذهبتِ وأنت حريصة كل الحرص على أن تكوني محسنةً في كل ما تفعلينه...
فلتعودي بعد الحج كذلك بقية حياتك محسنةً خلوقةً... تعبدين الله كأنك ترينه.
هذا هو الحج الحقيقي.. سلوكاً وخلقاً ومعنى.
وهذا هو الحج الأبدي الخالد.
.
فهل تحبين أن يكون حجك كذلك؟
الإجابة بك ومنك وإليك.
,
وهنا تجدين رقم فتاوى الحج الموحد :http://www.islamtoday.net/haj26/hotline26.html

----------------------------------- انتهى الملف...


أدعو الله أن يتقبل منا ، ويغفر ذنوبنا سالكين طريقه آملين رضاه.. ناشدين رحمته.. طامعين في حبه.. مجتهدين مجاهدين في سبيله


اختكم ام عبدالله ونورااااا

وسامحووونا لو قصرنا

همسة احساس
17-12-2006, 01:13 PM
مجهود رائع أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتك يوم القيامة

جزاك الله خير

ام نونـا
17-12-2006, 08:31 PM
واياااااااكم ياقلبي وياهلا فيك

al anood
17-12-2006, 11:02 PM
بارك الله فيك يا العزيزة على معلوماتك القيمة
أنا عن نفسي مسوية عمرة و انشاء الله يارب يرزقنا و يسهل لنا و اياكم و لجميع المسلمين بالحج
و مثل ما قلت يا العزيزة ايام الحج و ايام العمرة بسرعة تمر " و سبحان الله مسهل كل شيء ما تحسين لا بتعب و لا شي و تنسين الدنيا و همها من مال و بيت و كل ما تملك و تستشعرين بروحانية المكان الطاهر و تتمنين تظلين هناك تتفرغ للعبادات و الصلات و قيام الليل و قراءة القرآن و تحسين بالنشاط في اداء العبادات و تقل و سوسة الشيطان
فلا تعجزين في قيام الليل و لا تملين وأنت تطوفين الكعبة و في الآخر لن تقولي الا يا سبحان الله
مشكورة عزيزتي على الموضوع الرائع المفيد

ام نونـا
21-12-2006, 10:09 PM
هلا فيك ياقلبي وربي يكتب لجميع المسلمين الحج يارب


مشكوووووووووووره على طلتك الحلوه حبيبتي