المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آداب النظر وأحكامه (4)



همام
28-08-2003, 09:07 AM
نظرة فتكت بفؤاده فأصبح لا يألو على شيء ، بل لا ينظر إلا صورتها التي ارتسمت على صفحات فؤاده المكلوم المسموم ... تعلق نظره .. لا بل قلبه بالشمس .. متى تغيب ؟!! نعم .. واعدتني عند المغرب يجيء أبوها ... ياه !! ما أطولك يا نهار !!

وما إن حل المغرب إلا وهو عند بابهم ، أدخله أبوها .. وجلس الشاب صريع النظرة ، والسم يعتمل بين جنبيه .. جلس عند أبيها وطلبها منه ..
وذهب الأب إلى ابنته ... أخبرها بأن مؤذن المسجد جاء ليخطبك فما قولك ؟
قالت : أوافق بشرط أن يتنصر .
يتنصر !!! يترك دينه !!! يتردى على عقبيه !! ، أترون صاحبنا سيوافق ؟!! ، أخبره أبوها بشرطها ...فوافق الشاب على الشرط .. وافق أن ينسلخ من دينه لأجلها .. نسأل الله العافية والسلامة ...

وزفت إليه الفتاة ، وقد لبس الصليب على صدره إيذاناً بدخوله دينهم ...
ثم أصبح الشاب بعد أن دخل بها في فراشه ميتاً ... ميتاً عند الفتاة التي تنصر من أجلها ، جراء السهم المسموم الذي أصابه فخسر دنياه وآخرته ....

يا لله !! ما الذي نقوله في هذا المقام .
شَقَى المؤمِّلَ يومَ الحرَّةِ النظرُ ---------------- ليْتَ المؤمِّلَ لم يُخلقْ له بصرُ !!

وذُكر عن أحدهم وكان صاحب قرآن وعبادة ، ذهب من أصحاب له في رحلة لطلب العلم ... وكان لا ينفتل عن القراءة والمذاكرة والعبادة ...
أتى مع أصحابه على حصن نصارى فحانت منه التفاتة .... وإذا بالسهم يصيبه ، فتاة جميلة وضيئة أصابت قلبه ، فأضحى صريعاً حزيناً ...

كابَدَ الهمومَ ، وقاسى الأَمرَّين ... ولا حيلة له ، طلب الزواج بها فرفضت إلا بأن يتنصر ، غالبه داعي الهوى فالتحق بها وتردى على عقبيه وأصبح على دينها ..
حاول أصحابه أن يثنوه عما أراد ... فأبى .. وسم النظرة يسري في قلبه وجسده ..

تركه رفقته ، قالوا : لعله يعود ... انتظروه ليعود فلم يعد ... وأشرف عليهم من أعلى الحصن والصليب على صدره .... ومضى الأصحاب لشأنهم .

وبعد أن قضوا شغلهم رجعوا ومروا بالحصن فرآهم ورأوه ..... ، التقت عيون التُّقى بعيونٍ أصابها السمُّ الزعاف ... التقت قلوب طاهرة جاءت من عبادة .. بقلب معلول مريض سقيم ...
تبادلوا النظرات ... وأعقبتها الحسرات ، وسأله أحدهم : يا فلان ! أما زلت تحفظ القرآن ؟ قال : نسيته كلَّه إلا آية { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } ..
أَثَّر فيهم الموقف ... تألموا لما أصاب صاحبهم .... دعوه ليأتي معهم فقال لهم : هيهات هيهات !!! لقد مضى ما هنالك .

نعم ... إنها نظرة ، أعقبت حسرة وألماً وغصصاً يكابدها المكلوم في قلبه .

إن من الواجب علينا أجمعين غضَّ البصر والكف عما حرم الله تعالى امتثالاً لأمره سبحانه ، وحفاظاً على قلوبنا .

يحدثني العقيد الدكتور خالد الجبير الداعية المعروف واستشاري جراحة القلب ....

يتبع

نسيبه
29-08-2003, 01:32 AM
نسال الله السلامه

بارك الله فيك
وفي انتظار التكملة

جهادية
30-08-2003, 10:19 AM
بوركت .. وننتظر تكملة الموضوع ..

همام
30-08-2003, 11:08 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمة صوت الأمل ..
اللهم آمين ..أشكرك أختي المباركة على مشاركتك ، بارك الله فيك .

طالب علم
31-08-2003, 02:25 PM
اخي المبارك همام

سلسلة رائعه
ولقد اثرت في هذه القصص ,, نعم فالمرء مهما عظم قدره فيبقى ضعفه واردا ونسأل ان يثبت قلوبنا على دينه حتى نلقاه,,
قرأت هذه القصة من قبل في كتاب الإشبيلي(( المستظرف ))
ولكننا نحتاج الى تكرار مانقرأه والتمعن في هذه القصص لكي نتعظ بها

بارك الله فيك
وفي انتظار التكملة

همام
01-09-2003, 07:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حمداً لله على سلامتك أخي الحبيب ..
وأشكرك على مرورك الكريم ..

أخي .. هل تعني كتاب (المستطرف في كل فن مستظرف) ، هو للأبشيهي ، وقد طبع عدة طبعات .. هو كتاب جمع صاحبه فأوعى ، لا يخلو من ملح وطرائف ، لكنه قد حشاه بالواهيات والموضوعات .. ولذا أنصح بعدم قراءته ..

والقصة الأخيرة -قصة الشاب مع الفتاة التي في الحصن- مما علق في ذهني مما قرأت ولا أتذكر مصدرها .. وعموماً هي مواعظ لا يترتب عليها حل أو حرمة ..

أخي الحبيب أشكرك على الإطلالة الكريمة ، ونحن بانتظار جديدك .. بارك الله فيك ..

Miss.Reem
06-09-2017, 05:34 PM
جزاك الله خير الجزاء