المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : و ماذا بعد الذنوب؟؟؟؟



lmaa
18-02-2007, 09:22 AM
عن جبير بن مطعم وكان جاء في أسارى بدر ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم قرأ في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الآية .... (( أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات و الأرض بل لا يوقنون * أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون )) كاد قلبي أن يطير ..... وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي .
أخرجه البخاري في كتاب التفسير ..سورة الطور م/8 ص 602
قال ابن كثير :ـ
وجبير بن مطعم كان قد قدم على النبي صلى الله عليه و سلم بعد وقعة بدر في فداء الأسارى ، وكان إذ ذاك مشركا فكان سماعه هذه الآية من هذه السورة من جملة ما حمله على الدخول في الإسلام بعد ذلك ))
(تفسير ابن كثير 6/437)
......... لقد انتقل ذلك الصحابي من حياة الكفر و العصيان إلى السعادة الأبدية بعد سماعه لآيات من سورة الطور. لقد هزت تلك الآيات مكامن دفينة في نفسه لقد حركت داعي الفطرة إلى عبادة الرحمن فلم يتمالك نفسه بعد فترة وجيزة من سماعه لها إلا أن يعلنها صيحةً مدويةً
بـ (أشهد أنّ لا إله إلا الله و أشهد أنّ محمدا رسول الله ).لتملأ الأفاق و لتصيره من رجل على هامش التاريخ إلى شخصية يسطر اسمها في القلوب قبل السطور.
فرحمة الله عليك يا جبير فقد علمتنا دروسا في التوبة و كيف نسعى لتحصيلها و تغيير أنفسنا ,

التوبة تجعل الإنسان يتبدل و يتغير ، تجعل حياة الإنسان بعد أن كانت حياة مليئة بالعصيان حياة مليئة بطاعة الرحمن، فما أجمل طاعة الرحمن وما أروع حياة الإيمان ... حياة الإيمان التي يشعر المسلم بالسعادة و الفوز و الحبور في لحظات حياته و عند مماته و يوم لقاء ربه .
والتوبة أول درجة تضعين عليها قدمك في سلم السائرين إلى الله ،
كما قال الكتاني : عندما سئل عن التوبة : ((التوبة هي البعد عن المذمومات كلها إلى الممدوحات كلها ثم المكابدات ثم المجاهدات ثم الثبات ثم الرشاد ثم يدرك من الله الولاية و حسن المعونة)) ولقد صدق ابو سليمان الداراني حيث قال : (( لو لم يبك العاقل فيما بقي من عمره إلا على تفويت ما مضى منه في غير الطاعة لكان خليقا أن يحزنه ذلك إلى الممات فكيف من يستقبل ما بقي من عمره بمثل ما مضى من جهله )) و إنما قال هذا لأن العاقل إذا ملك جوهرة نفيسة و ضاعت منه بغير فائدة، بكى عليها لا محالة ، و إن ضاعت منه و صار ضياعها سبب هلاكه كان بكاؤه عليها أشد، وكل ساعة من العمر بل كل نفس جوهرة نفيسة لا خلف لها ولا بدل منها فإنها صالحة أن توصلك إلى سعادة الأبد و تنقذك من شقاوة الأبد ، و أي جوهر أنفس من هذا فإذا ضيعتها في الغفلة و الذنوب فقد خسرت خسرانا مبينا
الذنوب حجاب عن المحبوب ، والإنصراف عما يبعد عن المحبوب واجب قال النبي صلى الله عليه و سلم " يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة " حديث صحيح

قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا "
(سورة التحريم /8)
التوبة النصوح أي توبة صادقة جازمة تمحو ما قبلها من السيئات وتلم شعث التائب و تجمعه و تكفه عما كان يتعاطاه من الدناءات ولهذا قال العلماء: التوبة النصوح هو أن يقلع صاحبها عن الذنب في الحاضر و يندم على ما سلف منه في الماضي ويعزم على أن لا يفعل في المستقبل ثم إن كان الحق لآدمي ، رده إليه بطريقه...
ويقول الحسن البصري : التوبة النصوح أن تبغض الذنب كما أحببته و تستغفر منه إذا ذكرته فأما إذا جزم بالتوبة و صمم عليها فإنها تجب ما قبلها من الخطيئات كما ثبت في الصحيح:"الإسلام يجب ما قبله و التوبة تجب ما قبلها "
(تفسير ابن كثير 4/418)



ولقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول في سجوده........
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة......... فلقد علمت أن عفوك أعظم ............ إن كان لا يرجوك إلا محسن ......فبمن يلوذ و يستجير المجرم .......... ادعوك ربي كما أمرت تضرعا .......... إذا رددت يدي فمن ذا يرحم ......... ما لي إليك وسيلة إلا الرجاء........ وجزيل عفوك ثم أني مسلم.
ولنحذر من تسويف التوبة لأننا لا ندري متى تقبض أرواحنا وما مثال المسوف إلا كمثال من احتاج إلى قلع شجرة فرآها قوية لا تنقلع إلا بمشقة شديدة، فقال أُأَخرها سنة ثم أعود إليها وهو لا يعلم أن الشجرة كلما بقيت ازداد رسوخها ، وهو كلما طال عمره ازداد ضعفه . .... فتعجب من عجزه مع قوته عن مقاومتها في حال ضعفها، كيف ينتظر الغلبة إذاضَعُفَ و قَويَت.. !
قال يحيى بن معاذ : " الذي حجب الناس عن التوبة طول الأمل, وعلامة التائب إسبال الدمعة وحب الخلوة ومحاسبة النفس عند كل همة "
.... يا خيبة من ضيع منه الليالي و الأيام
ويا حسرة من انسلخ عنه بقبائح الآثام
و يا خسارة من كانت تجارته فيه الذنوب
ويا ندامة من لم يتب إلى علام الغيوب...........
كيف يكون إذا برز الصادقون الأولون؟
وحين يكون الإبعاد إذا قرب المخلصون ؟
يالها من حسرة لا تنقضي أبد الآباد ؟
وندامة لا ينقطع كمدها يوم التناد.......


يا ويح قلبي ماله لا يلين قد أتعب القراء و الواعظين
يا نفس كم تبيتين من مرة و كم تقالين فلا ترجعين
وكم تنادي ولا تسمعي وكم تقالين فلا ترجعين
حتى متى يا نفس حتى متى يراك مولاك مع الغافلين
فاستغفري الله لما قد مضى ثم استحي من خالق العالمين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
المراجع
1- تفسير ابن كثير
2- فتح الباري
3- التبصرة
4ـ تهذيب موعظة المؤمنين
وغيرها .

زهرة الكادي
20-02-2007, 04:57 PM
. يا خيبة من ضيع منه الليالي و الأيام
ويا حسرة من انسلخ عنه بقبائح الآثام
و يا خسارة من كانت تجارته فيه الذنوب
ويا ندامة من لم يتب إلى علام الغيوب...........


جزاكي الله خير


موضوع راااااااائع



ولكن ينقل للمنتدى الاسلامي


بارك الله فيكِ

ونفع بك

غلا سعود
21-02-2007, 02:50 AM
بارك الله فيك