همام
01-09-2003, 09:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كلنا يذكر قول أبي الطيب :
وزائرةٍ كأنَّ بها حياءً -------------------فليس تزور إلا في الظلامِ !!
إنها الحمى .. وما أدراك ما الحمى !! ثم ما أدراك ما الحمى !!
ولهمام قصة معها لا ينساها .....
إن أشد الحمى ما كانت معروفة به دار الهجرة طيبة الطيبة ..
هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابُه إلى المدينة طيبة الطيبة ، فأصابت الحمى أبا بكر و بلالاً رضي الله عنهما ، تقول عائشة رضي الله عنها-كما في الصحيح- : فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى قال :
كل امرئ مصبَّحٌ في أهله -------------------والموت أدنى من شراك نعله !!
والموت أدنى من شراك نعله !!!
وكان بلال رضي الله عنه إذا أقلعت عنه الحمي يصيح قائلاً :
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً ----------------بوادٍ وحولي إذخرٌ وجليلُ
وهل أردنْ يوماً مياه مجنَّةٍ --------------------- وهل يبدونْ لي شامةٌ وطفيلُ ؟
وكانت هذه مواطن بمكة ..
فقال صلى الله عليه وسلم : (( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ، اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا وصححها لنا وانقل حماها إلى الجحفة ))
فاستجاب الله تعالى له ، فرأى في المنام أن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة ، فأولها بالحمى تخرج من المدينة ...
وأحمد الله أن اتصل بنا مده المبارك صلى الله عليه وسلم ..
نعم هي الحمى ، وما أدراك ما الحمى ؟
جاء في الصحيح عن ابن عمر وعائشة ورافع بن خديج رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((الحمى من فيح جهنم ، فأطفئوها بالماء))
وجاء النهي عن لعن الحمى ..
الحمى زارت ذات ليلة هماماً ، فأخذ يتلوى في فراشه كمن بات على شوك !! ولله الحمد أولاً وآخراً ، فلعلها تكون تكفيراً للذنوب وما أكثرها ، أسأل الله السلامة والعافية ..
همام ما اشتكى من الحمى ، ولكن من مشورة صديق له حميم ، أحرقه بالحميم !!
اتصل بي وسمع صوتي متهدجاً ، فسألني ما حالك ؟
قلت : الحمد لله ، إنها حمى ، وزكام أجارك الله ومن تحب ...
وتذكرتُ قول ذاك الأعرابي الذي عاده النبي صلى الله عليه وسلم و قال له : طهور ، قال الأعرابي : طهور !! بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور !!
صاحبي الحميم قال لي : الزكام سهل ، عليك بعد الاستعانة بالله بالماء الحار و (الفكس) علاج ما بعده علاج ...
قلت له : بارك الله فيك من أخ حميم ..
وما دريتُ بأن كلمة حميم لها شأن في القصة !! والبلاء موكول بالمنطق ..
سارع همام ، وأعد العدة ..
وجاء بالماء يغلي ويفور يتميز غيظاً ،، ورائحة (الفكس) تنفذ منه ,, وهمام يمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل !! رويداً رويداً محافظاً على هدوء الماء الذي تميز غيظاً ...
وها هو همام يدير بلسانه على شفته العليا ،، ويضع طست الماء ويأتي (ببطانيته) فيخلو بالماء ،، وليته ما فعل .. ليته ما فعل .. ليته ما خلا بالماء !!!؛ إذ حضر الشيطان بينهما ...
لم يقطع السكون إلا صوت همام : اححححححححح ..
وانطلق كالمسعور يبحث عن الماء البارد ..
أعاذنا الله من نار جهنم ... ، ولله أمر ذاك الصديق (الحميم) ...
هدأ ما أصاب هماماً وقد احمرَّ جلده وانتفخ ، فأمسك الورقة والقلم ليبث سخطه على صديقه فقال :
و وسوسَ لي بحرٍّ الماءِ كيما --------أُعالجَ ما استكنَّ بجانبيَّا
ويقسمُ أنَّ ذلك نُصْحُ حِبٍّ -------------- ولا يبغي على المعروف شيَّا
فبادرتُ النصيحة بامتنانٍ --------------- وقمتُ لذلك الإبراءِ جريا
فحرقني غليُّ الماء حتى ---------------أتى مني الجَوانحَ ذي غشياً
وقد أُنسيتُ أن أخاه أوحى ------------ لجدي مثل ما أوحى إليَّا
فقد أغواه أن يأتي حراماً ----------------عليه بزعمه ثمراً شهياً
وتلك جنانُ خلدكَ وارفاتٌ ---------------فهيا آدمٌ للخلدِ هيا
وأضحى بعدها يقتاتُ قهراً ------------وتذرفُ عينه دمعاً سخياً
فيا لله كم جرَّتْ علينا -------------------غواية ذلك الملعون غيَّا
حميم أنت يا خلِّي حميم ---------------ووجهك قد أتى بالشر سعياً
ومن عجب بأن تُدعى صلاحاً ---------فأين الخير من ذاك المحيا ؟!!-
لم أملك نفسي بعد أن كتبتُ الأبيات إلا أن أتصل عليه وأخبره .. وكان وفقه الله شاعراً مجيداً .. فلم يمكث إلا أن رد علي قائلاً ....
يتبع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كلنا يذكر قول أبي الطيب :
وزائرةٍ كأنَّ بها حياءً -------------------فليس تزور إلا في الظلامِ !!
إنها الحمى .. وما أدراك ما الحمى !! ثم ما أدراك ما الحمى !!
ولهمام قصة معها لا ينساها .....
إن أشد الحمى ما كانت معروفة به دار الهجرة طيبة الطيبة ..
هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابُه إلى المدينة طيبة الطيبة ، فأصابت الحمى أبا بكر و بلالاً رضي الله عنهما ، تقول عائشة رضي الله عنها-كما في الصحيح- : فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى قال :
كل امرئ مصبَّحٌ في أهله -------------------والموت أدنى من شراك نعله !!
والموت أدنى من شراك نعله !!!
وكان بلال رضي الله عنه إذا أقلعت عنه الحمي يصيح قائلاً :
ألا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً ----------------بوادٍ وحولي إذخرٌ وجليلُ
وهل أردنْ يوماً مياه مجنَّةٍ --------------------- وهل يبدونْ لي شامةٌ وطفيلُ ؟
وكانت هذه مواطن بمكة ..
فقال صلى الله عليه وسلم : (( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ، اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا وصححها لنا وانقل حماها إلى الجحفة ))
فاستجاب الله تعالى له ، فرأى في المنام أن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة ، فأولها بالحمى تخرج من المدينة ...
وأحمد الله أن اتصل بنا مده المبارك صلى الله عليه وسلم ..
نعم هي الحمى ، وما أدراك ما الحمى ؟
جاء في الصحيح عن ابن عمر وعائشة ورافع بن خديج رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((الحمى من فيح جهنم ، فأطفئوها بالماء))
وجاء النهي عن لعن الحمى ..
الحمى زارت ذات ليلة هماماً ، فأخذ يتلوى في فراشه كمن بات على شوك !! ولله الحمد أولاً وآخراً ، فلعلها تكون تكفيراً للذنوب وما أكثرها ، أسأل الله السلامة والعافية ..
همام ما اشتكى من الحمى ، ولكن من مشورة صديق له حميم ، أحرقه بالحميم !!
اتصل بي وسمع صوتي متهدجاً ، فسألني ما حالك ؟
قلت : الحمد لله ، إنها حمى ، وزكام أجارك الله ومن تحب ...
وتذكرتُ قول ذاك الأعرابي الذي عاده النبي صلى الله عليه وسلم و قال له : طهور ، قال الأعرابي : طهور !! بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور !!
صاحبي الحميم قال لي : الزكام سهل ، عليك بعد الاستعانة بالله بالماء الحار و (الفكس) علاج ما بعده علاج ...
قلت له : بارك الله فيك من أخ حميم ..
وما دريتُ بأن كلمة حميم لها شأن في القصة !! والبلاء موكول بالمنطق ..
سارع همام ، وأعد العدة ..
وجاء بالماء يغلي ويفور يتميز غيظاً ،، ورائحة (الفكس) تنفذ منه ,, وهمام يمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل !! رويداً رويداً محافظاً على هدوء الماء الذي تميز غيظاً ...
وها هو همام يدير بلسانه على شفته العليا ،، ويضع طست الماء ويأتي (ببطانيته) فيخلو بالماء ،، وليته ما فعل .. ليته ما فعل .. ليته ما خلا بالماء !!!؛ إذ حضر الشيطان بينهما ...
لم يقطع السكون إلا صوت همام : اححححححححح ..
وانطلق كالمسعور يبحث عن الماء البارد ..
أعاذنا الله من نار جهنم ... ، ولله أمر ذاك الصديق (الحميم) ...
هدأ ما أصاب هماماً وقد احمرَّ جلده وانتفخ ، فأمسك الورقة والقلم ليبث سخطه على صديقه فقال :
و وسوسَ لي بحرٍّ الماءِ كيما --------أُعالجَ ما استكنَّ بجانبيَّا
ويقسمُ أنَّ ذلك نُصْحُ حِبٍّ -------------- ولا يبغي على المعروف شيَّا
فبادرتُ النصيحة بامتنانٍ --------------- وقمتُ لذلك الإبراءِ جريا
فحرقني غليُّ الماء حتى ---------------أتى مني الجَوانحَ ذي غشياً
وقد أُنسيتُ أن أخاه أوحى ------------ لجدي مثل ما أوحى إليَّا
فقد أغواه أن يأتي حراماً ----------------عليه بزعمه ثمراً شهياً
وتلك جنانُ خلدكَ وارفاتٌ ---------------فهيا آدمٌ للخلدِ هيا
وأضحى بعدها يقتاتُ قهراً ------------وتذرفُ عينه دمعاً سخياً
فيا لله كم جرَّتْ علينا -------------------غواية ذلك الملعون غيَّا
حميم أنت يا خلِّي حميم ---------------ووجهك قد أتى بالشر سعياً
ومن عجب بأن تُدعى صلاحاً ---------فأين الخير من ذاك المحيا ؟!!-
لم أملك نفسي بعد أن كتبتُ الأبيات إلا أن أتصل عليه وأخبره .. وكان وفقه الله شاعراً مجيداً .. فلم يمكث إلا أن رد علي قائلاً ....
يتبع