المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تمر على الإنسان فترات يكون فيها حزيناً مهموماً



ام انس
02-09-2003, 01:52 AM
تمر على الإنسان فترات يكون فيها حزيناً مهموماً ، أو غاضباً مثاراً ، أو خائفاً قلقاً ، وعندما يكون هذا هو حله فإنه يكون بين خيارين ، أما أحدهما فهو أن يكبت همه وغضبه فلا يظهرهما لأحد ، فتكون النتيجة الضيق والألم ، وقد يصل الحال عند بعض الناس إلى المرض النفسي أو الجسدي ، وأحياناً إلى الانهيار التام أو الاختلال العقلي ، ولكن ايضاً قد يتحمل بعض الناس هذه الآلام ويصبروا عليها فلا يصيبهم شيء مما ذكرناه .

أما الخيار الثاني فهو أن ينفس الإنسان عما في نفسه وذلك بالتحدث إلى الآخرين وبث همومه وأحزانه لهم ، فتكون النتيجة الارتياح النفسي لا سيما إذا وجد تجاوباً من قبل الآخرين ومشاركة له بشعورهم وعواطفهم ، لذا يقول الشاعر :

إذا ما عراكم حادث فتحدثوا 00000 فإن حديث القوم ينسي المصائبا

ومن هنا ، إذا أردت أن توثق العلاقة بينك وبين الآخرين فاترك لهم مجالاً لينفسوا عما في صدورهم ، وانصت لهم جيداً وأشعرهم بالتعاطف معهم ، ولا تخطئهم في تصرفاتهم وتلقي اللوم عليهم ، فليسوا في حال تمكنهم من قبول ، ذلك ولكن حاول أن تصبرهم وأن تعرض عليهم مشورتك ومعونتك ، ثم حاول بعد ذلك أن تصلح الخطأ وأن توجههم إلى العلاج بأدب وحكمة .

إن التنفيس ( غالباً ما يكون ) دليل على المحبة والثقة ، إذ لا ينفس الإنسان إلا إلى من أحبه ووثق به ، كما وأن خطورة الكبت وعدم ترك المجال للتنفيس كبيرة جداً ، إذ يتحول هذا الكبت إلى حقد وحسد وضغينة وترصد وتحد مذموم .

ومع أهمية ترك المجال للآخرين لينفسوا عن أنفسهم إلا أننا نذكر بعدة أمور هامة ، وهي :

1- احذر من الإثارة والاستدراج ، فالذي ينفس عن ما في صدره لا يكون في الغالب ذا نفسية متزنة ، لذا ينبغي تغليب العقل على العاطفة ، رغم أهمية وضرورة إبداء التعاطف الظاهري .

2- لا تتخذ موقفاً أو تقوم بعمل سريع دون أن تفكر فيه ملياً ، ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة .

3- لا تظلم الآخرين ولا تصدق كل ما تسمع حتى تتثبت ، وصدق الله تعالى إذ يقول : ( يا أيها الذين امنوا إذا جاءكم فاسق بنأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) الحجرات 1 .

4- لا تشارك المهموم ، الذي ينفس عن ما في نفسه ، في غيبة الآخرين ، والتكلم في أعراضهم ، فإنه إثم ومعصية ، بل ينبغي أن تخفف حدة ذلك عنده ، وأن تذكره بخطورة الغيبة والتكلم في أعراض الناس .

5- وجّه المهموم والمغموم إلى اللجوء إلى الله عز وجل ، وأكثر من تذكيره بالآيات والأحاديث التي تناسب هذا المقام ، وطالبه بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، وانصحه بالوضوء والصلاة ، فإن ذلك هو السبيل لإزالة همه وغمه وغضبه .

6- الحق أحق أن يتبع ، فلا تركن إلى الباطل ولا إلى الذي ظلموا ، ولا تقول إلا حقاً ، فلا بركة ولا توفيق إلا مع الحق ، ومن ثم فلا تجامل صاحبك المهموم على حساب الحق ، ولا تزين له الباطل والخطأ ،ولكن مع هذا ينبغي أن تحسن اختيار الأساليب التي يتم بها توضيح وإيصال الحق .

7- حاول أن تترك الفرصة كاملة للمهموم كي يتكلم ويخرج ما في صدره ، ولا تقاطعه كثيراً ، ولا تمنعه من توضيح ما يريد إيضاحه ، وكن مستمعاً أكثر منك متكلماً ، فإن ذلك نصف العلاج ، إذ أن بعض الناس يكفيهم أن يجدوا من يستمع إليهم ويشاطرهم همومهم ويشاركهم مشاعرهم .

نقل للفائدة ...المرجع : وإذا غلا شيء علي تركته .

الشهد
02-09-2003, 04:35 AM
نصائح قيمة بارك الله فيك

جات في وقتها;)

أبوعبدالله
02-09-2003, 07:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
جزاك الله خير اختي الخنساء ...

همام
02-09-2003, 09:41 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيك عل هذا النقل الطيب ...
وما أحوجنا إلى العدل والقسط ..
اللهم ارزقنا كلمة الحق في الغضب والرضا ..

وإلى كل مهموم .. لا تنس دعاء الهم ، الذي جاء في مسند الإمام أحمد وابن حبان والحاكم : (( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ فيَّ حكمك ، عدل فيَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به فيعلم الغيب عندك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي وجلاء همي وحزني وشفاء لما في صدري))

أمل عمري
02-09-2003, 10:33 AM
يسلموا الأيادي حبيبتي .. نصائح في منتهى الروعة

شكرا أخي همام على الأضافة وجزيت خيرا

تحياتي

أوقاتكم أمل :)

الخزامى
02-09-2003, 11:38 AM
جزاك الله خير الجزاءاختي الغاليه الخنساء

ام انس
03-09-2003, 01:02 PM
جزكم الله خير الجزاء

ليدي الامورة
10-10-2019, 12:34 AM
http://all-best.co/wp-content/uploads/2018/01/4087-4.gif