المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأطفال والعنف



نوره11
22-03-2004, 01:20 PM
محمد بن صالح الحمادي
جريده الرياض

تولي الأسر عناية كبيرة بصحة أطفالها، سواء من حيث الوقاية أو العلاج، وإن تباينت هذه العناية من أسرة الى أخرى، وهناك بعض الأسر تهمل صحة أبنائها فيتعرضون لإصابات وحروق، أو ما يؤدي لاصابتهم بأمراض قد تلازمهم حتى يكبروا.
ويمارس المجتمع من أهل وأقارب وجيران دور الناقد والناصح والموجه، حينما يلمسون قصوراً من جانب أي أسرة تجاه أبنائها، بدءاً بما يلحظونه من ملابس لا تقي برد الشتاء، أو الاشارة الى خطورة ما يقوم به الطفل من حركات او عبث بأجهزة كهربائية، أو قربه من مصدر خطورة كماء أو كهرباء.
ولكن هناك أمر آخر غير محسوس ولا ملموس، ولا يمكن ملاحظته أو تقويمه مباشرة، ألا وهو التأثيرات النفسية والسلوكية على الطفل جراء ما يلقاه من معاملة من أهل بيته، أو من المحيطين به من حيث الاضطهاد النفسي، الذي يؤدي الى آثار عكسية، ونتائج سلبية في مستقبل حياة هذا الطفل، فيجعله معقداً أو ناقماً على مجتمعه، يقدم العدوانية على المحبة، ويعشق الأنانية مقابل الإيثار، وكل ذلك من ترسبات الاضطهاد الذي وجده الطفل في صغره.
والاضطهاد النفسي يأتي حينما يفضل الآباء والأمهات الاولاد على البنات في المعاملة، أو حين يُفضّلُ ولدٌ على آخر، مما يولد الكراهية بينهم والغيرة، وكذلك الطفل الذي يُترك للخادمة طوال الوقت، فهو يفتقد الحنان، ولن يعرف له الحنان سبيلاً، ولن ننتظر منه براً بوالديه، فهو للعقوق أقرب، والأب الذي يعنّف ابنه بالكلام القاسي والجارح والمثبط، فلن يخلق فيه إنساناً طموحاً، بل سيكون يائساً قانطاً، وكذلك انعكاسات خلافات الوالدين في المنزل.
وهذه نماذج لما قد يجده بعض الأطفال من آبائهم أو أمهاتهم، مما يؤثر عليهم في المستقبل، وانظروا الى العيادات النفسية، والى المتخلفين دراسياً، وإلى من وقع منهم مشكلات وانتهوا في السجون، ستجدون آثاراً من ترسبات الاضطهاد في الطفولة، وسوء المعاملة التي عايشوها في صغرهم.
بقي أن أشير الى نعمة الإسلام، وما ينعم به مجتمعنا - ولله الحمد - من قيم إسلامية، وعادات حميدة، خلاف المجتمعات الأخرى التي يعاني فيها الطفل من الاعتداء ليس البدني فحسب، بل حتى الاعتداءات الجنسية، والعياذ بالله.

ام انس
23-03-2004, 01:16 AM
مشكورة على النقل القيم

نسيبه
26-03-2004, 01:39 AM
جزاك الله خير الجزاء