انسانه
30-03-2004, 06:20 PM
كيف تحمي أختك من الانحراف(قصة جميلة)
قصة اعجبتني ونقلتها اليكم لانى وجدتها مفيدة اتمنى ان تعجبكم
======= منقوله ============
ان فتاتي بطلة هذه القصة ، تعيش لوحدها في منزلها مع أخوتها الأولاد ، و كانت تشعر بالوحدة رغم اهتمامهم بها ، و قربهم الدائم منها ، لكن الظروف السيئة قد اجتمعت عليها من كل الاتجاهات...... وحده ، عزلة و فراغ .
فتاتي كانت طالبة في الجامعة ، تخرج منها فتقوم بإعداد وجبة غداء بسيطة لها ، لأن أخوتها كانوا يأتون متأخرين من أعمالهم ، فكان عليها أن تأكل وجبتها وحيدة ، وفي أحيان كثيرة كانت تفقد الرغبة بالأكل بمجرد انتهائها من إعدادها ، فتتركها مكانها وتخلد للنوم .
استمر وضع فتاتي على هذا الحال طويلاً ، خاصة و أنها لم يكن لديها علاقات واسعة مع الفتيات ، فكانت لا تجد من تحدثها حتى ولو بالهاتف .
كانت تقصي أوقات فراغها غالباً بالقراءة ، فهي لا تحب مشاهدة التلفاز ، و لا تجد شيئاً يقطع عليها وقت الفراغ سوى القراءة ، و تدوين ملاحظاتها على الكتب التي تُعجب بها .
في أحد أيام عطلة نهاية الأسبوع ، كانت فتاتي تشعر بالملل ، رغم حرص أخوتها على قضاء الأوقات معها في مثل هذا اليوم ، لكن ذلك المساء كان أخوتها مدعوين على حفل عشاء ، ما عدا واحد منهم كان خارج المنزل لظروف العمل .
عاد هذا الأخ فوجد أخته تنظر للسماء و حيدة ، فتعجب من وجودها لوحدها في يوم الخميس ، أقترب منها و سألها :
وش تطالعين فيه ؟
قالت : الجو رائع اليوم ، شكلها بتمطر الحين بإذن الله .
رد عليها وقال : فعلاً الظاهر بتمطر ، لكن تعالي هنا ، ليش قاعده بروحك ؟ وين أخواني ؟
أجابت قائله : معزومين على العشاء .
قال : هذه أول مره تقعدين فيها لوحدك في البيت يوم الخميس !
قالت : صحيح لكن وش أسوي ، الظروف أقوى مني .
صمت أخيها قليلاً و ذهب ، وبعد برهة عاد إليها و قال :
وش رأيك نطلع أنا و أنت اليوم ؟
أجابته باستغراب : لكن الحين الساعة 8 معاد فيه وقت للطلعه !
قال : لا ! فيه وقت ، بس أنتِ أخري وقت نومك اليوم و خليه يوم استثنائي في التاريخ المعاصر ! ............... ذهب و هو يضحك منها ، وطلب منها أن تستعد خلال دقائق .
فرحت بهذه الدعوة المفاجئة ، ومن أخيها هذا بصفة خاصة ، لأنها نادراً ما كانت تخرج معه لظروف عمله .
ركبت السيارة ، و علق على سرعتها في الخروج قائلاً :
ما شاء الله عليك ، أربع دقائق بالضبط ، شكلك متحمسة للطلعه !
انطلقا في شوارع الخبُر الجميلة ، و أخذت تتأمل السماء و تنتظر هطول الأمطار فتلك اللحظات عندها لا تقدر بثمن ، عندما تسقط قطرات المطر على الشوارع ، و تسمع صوته على زجاج السيارات ، وتشاهده من خلال الأضواء المسلطة من السيارات .
بدأا في تجاذب أطراف الحديث ، فأخذ يسألها عن دراستها و زميلاتها و كل أخبارها ، فكانت تجيبه بصراحة و صدق وعفوية ، و هو يستمع و يعلق على بعض المواقف ، فإن لم يعجبه تصرف منها ، نصحها و بين لها وجهة نظره ، و ترك لها فرصة للتفكير ، كان يعطيها المجال لتتحدث بما تريد دون خوف من قول حتى الأخطاء التي وقعت فيها ، و من بين تلك الحكايات ، ذكرت له موقف حدث معها في الجامعة صباح ذلك اليوم ، حيث اقترحت عليها بعض الزميلات الخروج معهن ( للسيفوي ) ، لكنها رفضت الخروج ، فسألها أخيها مستفسراً عن سبب موقفها معهن قائلاً :
وش السبب اللي خلاك ترفضين تروحين معاهن ، مع أن الأجواء تساعدك على الطلعة ؟
قالت : صحيح البنات قالوا نفس الكلام ، قالوا لي محد حولك من اهلك لو طلعتِ ، فتعالي وسعي صدرك معانا احسن لك ، المحاضرات خلاص انتهت وش تقعدين تسوين الحين ؟ ليش ما تطلعين ؟ قلت لهن معليه بنتظر اخوي لين يجي ويأخذني ، و ما ابغى اطلع معاكن ، لأنه ماله داعي لطلعاتكم بالأساس و أنا عن نفسي توني جايه من السيفوي من يومين و كنت رايحه مع اخوي ، فليش أروح له الحين و أنا مالي حاجة .
تبسم أخيها من ردها و أرتاح لهذه الإجابة التي كان بانتظارها ، فهو يدرك جيداً أن خير أسلوب للتعامل مع الفتيات هو عدم الحرمان من كل شئ ، فالضغط يولد الانفجار ، و الكبت يسبب الانحراف ، فلا بأس من تلبية رغبات الفتيات طالما أنها لا تخرج عن حدود الشرع ، وليس فيها تجاوزات أخلاقية ، ففي هذه الحالة من المهم تلبية طلباتها فهذا خير من حرمانها من امور بسيطة قد تلجأ إلى تحقيقيها بطرق ملتوية .
ما قلت لي وين بروح ؟
قطع صوتها المفاجئ حبل افكاره ، و رد عليها قائلاً :
بخليها مفاجأة !
قالت : طيب قل لي يمكن تودين مكان رحت له من قبل .
قال : أبداً ما أظن انك رحت لهالمكان أبداً ، و بتشوفين بعد شوي .
أخذت تفكر بالامكان التي لم تذهب إليها ، ولم تتذكر مكان معين ، خاصة و أنا المناطق الترفيهية محدودة ، و عندما تعبت من التفكير نسيت أمر المكان وعادت لتجاذب أطراف الحديث مع أخيها .
و صلا عند عمارة من تسعة طوابق ، تقع أمام الكورنيش مباشرة ، في الدور التاسع منها مطعم فخم ، دُهشت ولم تصدق أنها ستنزل لهذا المطعم ، فلقد سمعت عنه من زميلاتها لكنها لم تزوره يوماً .
نزلت من السيارة و نظرت للسماء بحزن ! لأن حلمها لم يتحقق برؤية المطر في هذه الليلة .
دخلا للمطعم و أخذت تنظر بدهشة لما حولها ، فكل شئ غريب بالنسبة لها ، الأشخاص و الوجوه و الأجواء ، لم تتعود الذهاب لمطاعم بهذا المستوى ، فتعجبت مما رأت و تسألت بصوت غير مسموع : كيف تتغير أوضاع البشر من مكان لمكان آخر بهذه الطريقة ؟
أختار أخيها طاولة في زاوية المطعم التي تطل على البحر مباشرة ، فرحت بهذا الاختيار الموفق لأخيها ، رغم أن أجواء المطعم لم ترق لها ، و توجها لتلك الطاولة ، لكن قبل جلوسهما طلب أخيها من النادل ، أن يُحضر الحاجز لكي يضعه حول طاولتهم ، و في أثناء انتظارهما أخترق سمعهما كلمات وجهت إليهما من فتيات بالقرب منهما : شوفوا الفرق بين شكلها و شكل هالجذاب اللي معاها !!
ضحكت الفتاة بصمت من تفاهة عقول بعض الفتيات ، التي لم يكلفن أنفسهن عناء تغطية وجوههن عن الرجال ، فقد استغربن من نقابها الضيق و عباءتها الواسعة ، و أن هذا يدل على سوء المظهر بزعمهن !
تم تثبيت الحاجز ، و جلسا في مكانهما و اختارت الكرسي القريب من النافذة ، و نظرت نحوها لتشاهد أمواج البحر الهائجة و هي تضرب بقوة على صخور كورنيش الخُبر ، ابتسمت من قوة موج البحر ، لكن سرعان ما تذكرت حلمها القديم فزاد الشوق في نفسها مرات ومرات لرؤية قطرات المطر و هي تهطل لتلتحم مع هذه الأمواج العاتية .
طلب أخيها الطعام ، و سألها عن رأيها في المكان ، فقالت :
حلو ، و موقعه ممتاز ، لكن الأجواء اللي فيه مش مريحه !
قال : فعلاً ، انتبهت لهالأمر ، لكن عموماً جمال المكان ، يهون الموضوع .
سألته عن المطعم وصاحبه ، فدار الحديث عنه ، ثم اخذ يحدثها عن طبيعة الشعب التي ينتمي إليها صاحب المطعم ، و دخلا في موضوعات عن البلدان التي زاراها أخيها ، و كانت تلح عليه بأن يحكي لها عن كل شعب من تلك الشعوب .
في أثناء تناولها للعشاء كانت تنظر بين الحين والآخر للبحر و السماء ، و تفكر في جمال هذا التمازج العجيب بينهما في هذه الظلمة ، ولولا أن الليلة تصادف منتصف الشهر لما رأت ذلك المنظر الرائع ، والذي يعكس ضوء القمر مباشرة على البحر لينير الآفاق البعيدة .
أخذت تتأمل بهدوء و كأنها تشاهد مسرحية طبيعية نفذها و صنعها و ابدعها خالق السموات والأرض ، و قام كل بدوره المرسوم له بدقة ، القمر يضئ المكان ، و البحر مسرح الأحداث ، و الموج العاتي البطل المتمرد على الأحداث ، و كان ينقصها البطل الحقيقي ( المطر ) .
في هذه الأجواء تناولا طعامهما ، و لما انتهيا منه ، سألها أخيها عن نوع الحلى المفضل عندها ليطلبه لها ، فأجابته :
آيس كريم !
ضحك بصوت عالي هذه المرة ، وقال لها بتعجب : وش معنى الآيس كريم ! الدنيا برد .
شعرت بالحرج من طلبها لكنها أصرت عليه ، و اشترطت أن يكون بالفراولة .
تأملها أخيها و أحس بأنها تشعر بالسعادة و الراحة ، وتريد أن تكتمل سعادتها بأكل الآيس كريم ، ففكر أن يجعلها تشعر بالمرح أكثر و يدخل السرور إلى نفسها ، فقال لها :
يا لله قومي بنمشي .
نظرت له بتعجب و قالت : والآيس كريم !
قال : لا تخافين بناكل آيس كريم و أنا بأكله معك بس في مكان ثاني عنده آيس كريم رائع !
فرحت بهذا الاقتراح و لبست نقابها و أخذت حقيبتها ، وقبل أن يسيرا خطوة واحدة ، ألقت النظرة الأخيرة على البحر ، فرأت أمراً أدهشها و أستوقفها مكانها فأخيرا تحقق حلمها !
قصة اعجبتني ونقلتها اليكم لانى وجدتها مفيدة اتمنى ان تعجبكم
======= منقوله ============
ان فتاتي بطلة هذه القصة ، تعيش لوحدها في منزلها مع أخوتها الأولاد ، و كانت تشعر بالوحدة رغم اهتمامهم بها ، و قربهم الدائم منها ، لكن الظروف السيئة قد اجتمعت عليها من كل الاتجاهات...... وحده ، عزلة و فراغ .
فتاتي كانت طالبة في الجامعة ، تخرج منها فتقوم بإعداد وجبة غداء بسيطة لها ، لأن أخوتها كانوا يأتون متأخرين من أعمالهم ، فكان عليها أن تأكل وجبتها وحيدة ، وفي أحيان كثيرة كانت تفقد الرغبة بالأكل بمجرد انتهائها من إعدادها ، فتتركها مكانها وتخلد للنوم .
استمر وضع فتاتي على هذا الحال طويلاً ، خاصة و أنها لم يكن لديها علاقات واسعة مع الفتيات ، فكانت لا تجد من تحدثها حتى ولو بالهاتف .
كانت تقصي أوقات فراغها غالباً بالقراءة ، فهي لا تحب مشاهدة التلفاز ، و لا تجد شيئاً يقطع عليها وقت الفراغ سوى القراءة ، و تدوين ملاحظاتها على الكتب التي تُعجب بها .
في أحد أيام عطلة نهاية الأسبوع ، كانت فتاتي تشعر بالملل ، رغم حرص أخوتها على قضاء الأوقات معها في مثل هذا اليوم ، لكن ذلك المساء كان أخوتها مدعوين على حفل عشاء ، ما عدا واحد منهم كان خارج المنزل لظروف العمل .
عاد هذا الأخ فوجد أخته تنظر للسماء و حيدة ، فتعجب من وجودها لوحدها في يوم الخميس ، أقترب منها و سألها :
وش تطالعين فيه ؟
قالت : الجو رائع اليوم ، شكلها بتمطر الحين بإذن الله .
رد عليها وقال : فعلاً الظاهر بتمطر ، لكن تعالي هنا ، ليش قاعده بروحك ؟ وين أخواني ؟
أجابت قائله : معزومين على العشاء .
قال : هذه أول مره تقعدين فيها لوحدك في البيت يوم الخميس !
قالت : صحيح لكن وش أسوي ، الظروف أقوى مني .
صمت أخيها قليلاً و ذهب ، وبعد برهة عاد إليها و قال :
وش رأيك نطلع أنا و أنت اليوم ؟
أجابته باستغراب : لكن الحين الساعة 8 معاد فيه وقت للطلعه !
قال : لا ! فيه وقت ، بس أنتِ أخري وقت نومك اليوم و خليه يوم استثنائي في التاريخ المعاصر ! ............... ذهب و هو يضحك منها ، وطلب منها أن تستعد خلال دقائق .
فرحت بهذه الدعوة المفاجئة ، ومن أخيها هذا بصفة خاصة ، لأنها نادراً ما كانت تخرج معه لظروف عمله .
ركبت السيارة ، و علق على سرعتها في الخروج قائلاً :
ما شاء الله عليك ، أربع دقائق بالضبط ، شكلك متحمسة للطلعه !
انطلقا في شوارع الخبُر الجميلة ، و أخذت تتأمل السماء و تنتظر هطول الأمطار فتلك اللحظات عندها لا تقدر بثمن ، عندما تسقط قطرات المطر على الشوارع ، و تسمع صوته على زجاج السيارات ، وتشاهده من خلال الأضواء المسلطة من السيارات .
بدأا في تجاذب أطراف الحديث ، فأخذ يسألها عن دراستها و زميلاتها و كل أخبارها ، فكانت تجيبه بصراحة و صدق وعفوية ، و هو يستمع و يعلق على بعض المواقف ، فإن لم يعجبه تصرف منها ، نصحها و بين لها وجهة نظره ، و ترك لها فرصة للتفكير ، كان يعطيها المجال لتتحدث بما تريد دون خوف من قول حتى الأخطاء التي وقعت فيها ، و من بين تلك الحكايات ، ذكرت له موقف حدث معها في الجامعة صباح ذلك اليوم ، حيث اقترحت عليها بعض الزميلات الخروج معهن ( للسيفوي ) ، لكنها رفضت الخروج ، فسألها أخيها مستفسراً عن سبب موقفها معهن قائلاً :
وش السبب اللي خلاك ترفضين تروحين معاهن ، مع أن الأجواء تساعدك على الطلعة ؟
قالت : صحيح البنات قالوا نفس الكلام ، قالوا لي محد حولك من اهلك لو طلعتِ ، فتعالي وسعي صدرك معانا احسن لك ، المحاضرات خلاص انتهت وش تقعدين تسوين الحين ؟ ليش ما تطلعين ؟ قلت لهن معليه بنتظر اخوي لين يجي ويأخذني ، و ما ابغى اطلع معاكن ، لأنه ماله داعي لطلعاتكم بالأساس و أنا عن نفسي توني جايه من السيفوي من يومين و كنت رايحه مع اخوي ، فليش أروح له الحين و أنا مالي حاجة .
تبسم أخيها من ردها و أرتاح لهذه الإجابة التي كان بانتظارها ، فهو يدرك جيداً أن خير أسلوب للتعامل مع الفتيات هو عدم الحرمان من كل شئ ، فالضغط يولد الانفجار ، و الكبت يسبب الانحراف ، فلا بأس من تلبية رغبات الفتيات طالما أنها لا تخرج عن حدود الشرع ، وليس فيها تجاوزات أخلاقية ، ففي هذه الحالة من المهم تلبية طلباتها فهذا خير من حرمانها من امور بسيطة قد تلجأ إلى تحقيقيها بطرق ملتوية .
ما قلت لي وين بروح ؟
قطع صوتها المفاجئ حبل افكاره ، و رد عليها قائلاً :
بخليها مفاجأة !
قالت : طيب قل لي يمكن تودين مكان رحت له من قبل .
قال : أبداً ما أظن انك رحت لهالمكان أبداً ، و بتشوفين بعد شوي .
أخذت تفكر بالامكان التي لم تذهب إليها ، ولم تتذكر مكان معين ، خاصة و أنا المناطق الترفيهية محدودة ، و عندما تعبت من التفكير نسيت أمر المكان وعادت لتجاذب أطراف الحديث مع أخيها .
و صلا عند عمارة من تسعة طوابق ، تقع أمام الكورنيش مباشرة ، في الدور التاسع منها مطعم فخم ، دُهشت ولم تصدق أنها ستنزل لهذا المطعم ، فلقد سمعت عنه من زميلاتها لكنها لم تزوره يوماً .
نزلت من السيارة و نظرت للسماء بحزن ! لأن حلمها لم يتحقق برؤية المطر في هذه الليلة .
دخلا للمطعم و أخذت تنظر بدهشة لما حولها ، فكل شئ غريب بالنسبة لها ، الأشخاص و الوجوه و الأجواء ، لم تتعود الذهاب لمطاعم بهذا المستوى ، فتعجبت مما رأت و تسألت بصوت غير مسموع : كيف تتغير أوضاع البشر من مكان لمكان آخر بهذه الطريقة ؟
أختار أخيها طاولة في زاوية المطعم التي تطل على البحر مباشرة ، فرحت بهذا الاختيار الموفق لأخيها ، رغم أن أجواء المطعم لم ترق لها ، و توجها لتلك الطاولة ، لكن قبل جلوسهما طلب أخيها من النادل ، أن يُحضر الحاجز لكي يضعه حول طاولتهم ، و في أثناء انتظارهما أخترق سمعهما كلمات وجهت إليهما من فتيات بالقرب منهما : شوفوا الفرق بين شكلها و شكل هالجذاب اللي معاها !!
ضحكت الفتاة بصمت من تفاهة عقول بعض الفتيات ، التي لم يكلفن أنفسهن عناء تغطية وجوههن عن الرجال ، فقد استغربن من نقابها الضيق و عباءتها الواسعة ، و أن هذا يدل على سوء المظهر بزعمهن !
تم تثبيت الحاجز ، و جلسا في مكانهما و اختارت الكرسي القريب من النافذة ، و نظرت نحوها لتشاهد أمواج البحر الهائجة و هي تضرب بقوة على صخور كورنيش الخُبر ، ابتسمت من قوة موج البحر ، لكن سرعان ما تذكرت حلمها القديم فزاد الشوق في نفسها مرات ومرات لرؤية قطرات المطر و هي تهطل لتلتحم مع هذه الأمواج العاتية .
طلب أخيها الطعام ، و سألها عن رأيها في المكان ، فقالت :
حلو ، و موقعه ممتاز ، لكن الأجواء اللي فيه مش مريحه !
قال : فعلاً ، انتبهت لهالأمر ، لكن عموماً جمال المكان ، يهون الموضوع .
سألته عن المطعم وصاحبه ، فدار الحديث عنه ، ثم اخذ يحدثها عن طبيعة الشعب التي ينتمي إليها صاحب المطعم ، و دخلا في موضوعات عن البلدان التي زاراها أخيها ، و كانت تلح عليه بأن يحكي لها عن كل شعب من تلك الشعوب .
في أثناء تناولها للعشاء كانت تنظر بين الحين والآخر للبحر و السماء ، و تفكر في جمال هذا التمازج العجيب بينهما في هذه الظلمة ، ولولا أن الليلة تصادف منتصف الشهر لما رأت ذلك المنظر الرائع ، والذي يعكس ضوء القمر مباشرة على البحر لينير الآفاق البعيدة .
أخذت تتأمل بهدوء و كأنها تشاهد مسرحية طبيعية نفذها و صنعها و ابدعها خالق السموات والأرض ، و قام كل بدوره المرسوم له بدقة ، القمر يضئ المكان ، و البحر مسرح الأحداث ، و الموج العاتي البطل المتمرد على الأحداث ، و كان ينقصها البطل الحقيقي ( المطر ) .
في هذه الأجواء تناولا طعامهما ، و لما انتهيا منه ، سألها أخيها عن نوع الحلى المفضل عندها ليطلبه لها ، فأجابته :
آيس كريم !
ضحك بصوت عالي هذه المرة ، وقال لها بتعجب : وش معنى الآيس كريم ! الدنيا برد .
شعرت بالحرج من طلبها لكنها أصرت عليه ، و اشترطت أن يكون بالفراولة .
تأملها أخيها و أحس بأنها تشعر بالسعادة و الراحة ، وتريد أن تكتمل سعادتها بأكل الآيس كريم ، ففكر أن يجعلها تشعر بالمرح أكثر و يدخل السرور إلى نفسها ، فقال لها :
يا لله قومي بنمشي .
نظرت له بتعجب و قالت : والآيس كريم !
قال : لا تخافين بناكل آيس كريم و أنا بأكله معك بس في مكان ثاني عنده آيس كريم رائع !
فرحت بهذا الاقتراح و لبست نقابها و أخذت حقيبتها ، وقبل أن يسيرا خطوة واحدة ، ألقت النظرة الأخيرة على البحر ، فرأت أمراً أدهشها و أستوقفها مكانها فأخيرا تحقق حلمها !