بنت الرمال
26-04-2007, 11:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم أتعباه وأحرجاه !!!
علي بن صالح الجبر البطيّح
البيوت أسرار , وشاء الله أن أقف على معاناة رجل على مشارف الأربعين من عمره في إحدى المناسبات , تبادلنا
الأحاديث عن ذكريات الماضي , سألته عن آخر مؤهل حصل عليه , فكانت المفاجأة !! لم يتجاوز الصف الأول متوسط
فقط , بينما هو ناجح في وظيفته ومع مجتمعه وفي علاقاته مع الآخرين , بادرته : لم لم تكمل تعليمك ؟ فتنهّد وقال :
والداي – رحمهما الله وغفر لهما – منذ أن تفتّحت عيناي على هذه الدنيا وهما في خصام وشجار وعراك لم ينقطع ,
مشهد يتكرر يومياً على مرأى ومسمع مني , لم يراعيا ظروفي كطفل في سن السادسة أو أزيد قليلاً , أتأثر نفسياً
وينعكس ذلك سلباً على مستواي التحصيلي , فتشتت ذهني , ثم رسبت في الصف الأول أكثر من مرة , ورسبت في
الصف الثاني مرّة واحدة فقط واستمر مسلسل التعثر فتوقفت عن الدراسة بعد طلاق الوالد لوالدتي وذلك عندما
نجحت من الصف الرابع , لم أكمل تعليمي في البداية حيث انشغلت بإعالة والدتي ورعايتها والإنفاق عليها , أعمل هنا
وهناك وبأجور يومية للاحتياجات الضرورية كمؤونة طعام وشراب وملبس ونحوه أما السكن فتمّ تأمين أجرته من أهل
الخير عن طريق جمعية البرّ الخيرية , والحمد لله أنه لم تزلّ بي قدم , حفظني الله من رفقة سوء أو سلوك مشين
لانشغالي بأمر والدتي بعد فراقها من أبي , أكملت تعليمي في المدارس الليلية حتى الصف الأول متوسط فقط , ثم
تيسرت لي – بحمد الله تعالى – وظيفة متواضعة , تزوجت توفيت والدتي , ثم بعدها بسنوات توفي والدي في حادث ,
واصلت الطريق مع أسرتي أبذل ما أستطيع بذله لإسعادهم كما أسعدت والديّ في حياتهما , وأواصل البرّ بهما بعد
موتهما إن شاء الله تعالى , عندما تجمعني مناسبة بزملاء لي سابقين أجد أنهم قد سبقوني كثيراً في العلم والثقافة
والمكانة الاجتماعية والمنصب , لاأعترض على قضاء الله وقدره , فالحمدلله على كل حال , لكنني أوجّه رسالة خاصة
لكل أبوين : أن يتقيا الله تعالى في أولادهم , أرجو ألا يكونا سبباً في تعاسة أولادهم , فكم من ولد قد تعثّر كثيراً
بسبب تصرفات والديه وهما لايشعران بذلك , هل يليق بزوجين يتشاجران أمام الأولاد دون أن يراعيا أثر ذلك سلباً على
الأولاد ؟ أما آن لكل زوجين أن يحتويا مشاكلهما , وإذا كان لابد من ذلك فليكن في غرفة النوم , تصورا طفلاً في
السادسة يقول : أبي يمدّ يده على أمي , وأمي تدافع عن نفسها وقطرات الدم تخرج من فمها بعد أن قام أبي
بلطمها , أمي تهرب من أبي في نواحي البيت , تصورا – أن هذا الطفل ابنكما ؟ !!!
محبك / علي بن صالح الجبر البطيّح
كم أتعباه وأحرجاه !!!
علي بن صالح الجبر البطيّح
البيوت أسرار , وشاء الله أن أقف على معاناة رجل على مشارف الأربعين من عمره في إحدى المناسبات , تبادلنا
الأحاديث عن ذكريات الماضي , سألته عن آخر مؤهل حصل عليه , فكانت المفاجأة !! لم يتجاوز الصف الأول متوسط
فقط , بينما هو ناجح في وظيفته ومع مجتمعه وفي علاقاته مع الآخرين , بادرته : لم لم تكمل تعليمك ؟ فتنهّد وقال :
والداي – رحمهما الله وغفر لهما – منذ أن تفتّحت عيناي على هذه الدنيا وهما في خصام وشجار وعراك لم ينقطع ,
مشهد يتكرر يومياً على مرأى ومسمع مني , لم يراعيا ظروفي كطفل في سن السادسة أو أزيد قليلاً , أتأثر نفسياً
وينعكس ذلك سلباً على مستواي التحصيلي , فتشتت ذهني , ثم رسبت في الصف الأول أكثر من مرة , ورسبت في
الصف الثاني مرّة واحدة فقط واستمر مسلسل التعثر فتوقفت عن الدراسة بعد طلاق الوالد لوالدتي وذلك عندما
نجحت من الصف الرابع , لم أكمل تعليمي في البداية حيث انشغلت بإعالة والدتي ورعايتها والإنفاق عليها , أعمل هنا
وهناك وبأجور يومية للاحتياجات الضرورية كمؤونة طعام وشراب وملبس ونحوه أما السكن فتمّ تأمين أجرته من أهل
الخير عن طريق جمعية البرّ الخيرية , والحمد لله أنه لم تزلّ بي قدم , حفظني الله من رفقة سوء أو سلوك مشين
لانشغالي بأمر والدتي بعد فراقها من أبي , أكملت تعليمي في المدارس الليلية حتى الصف الأول متوسط فقط , ثم
تيسرت لي – بحمد الله تعالى – وظيفة متواضعة , تزوجت توفيت والدتي , ثم بعدها بسنوات توفي والدي في حادث ,
واصلت الطريق مع أسرتي أبذل ما أستطيع بذله لإسعادهم كما أسعدت والديّ في حياتهما , وأواصل البرّ بهما بعد
موتهما إن شاء الله تعالى , عندما تجمعني مناسبة بزملاء لي سابقين أجد أنهم قد سبقوني كثيراً في العلم والثقافة
والمكانة الاجتماعية والمنصب , لاأعترض على قضاء الله وقدره , فالحمدلله على كل حال , لكنني أوجّه رسالة خاصة
لكل أبوين : أن يتقيا الله تعالى في أولادهم , أرجو ألا يكونا سبباً في تعاسة أولادهم , فكم من ولد قد تعثّر كثيراً
بسبب تصرفات والديه وهما لايشعران بذلك , هل يليق بزوجين يتشاجران أمام الأولاد دون أن يراعيا أثر ذلك سلباً على
الأولاد ؟ أما آن لكل زوجين أن يحتويا مشاكلهما , وإذا كان لابد من ذلك فليكن في غرفة النوم , تصورا طفلاً في
السادسة يقول : أبي يمدّ يده على أمي , وأمي تدافع عن نفسها وقطرات الدم تخرج من فمها بعد أن قام أبي
بلطمها , أمي تهرب من أبي في نواحي البيت , تصورا – أن هذا الطفل ابنكما ؟ !!!
محبك / علي بن صالح الجبر البطيّح