ام-ليان
27-05-2007, 03:54 PM
يبدو أن هوس التجميل في عصرنا أصاب حتى البنات الصغيرات، فقد أصبح منظر الطفلة أو المراهقة التي تضع مساحيق التجميل وتحف حاجبيها وتصبغ شعرها عاديا وربما مقبولا لدى البعض. ولكن الا تفقد الوردة جمال براءتها عندما تصبغ بألوان صناعية؟ وألا يعد هذا الجمال المصطنع انتهاكا لمفهوم الجمال الطبيعي وتكريسا لقيمة المظهر على حساب العقل لدى فتيات مازلن يتفتحن على الحياة بكل قيمها ومفاهيمها؟
واذا كان مد التجميل وعملياته قد سحبت الكثيرات حتى انهن لكثرة ما بالغن فيها نسين اشكال وجوهن الحقيقية، الا تستحق الصغيرات انقاذهن للحفاظ على شيء يسمى بالجمال الطبيعي قبل ان ننسى شكل الصغيرة ذات الضفائر والوجه البريء؟!
اعتقد ان هذه التساؤلات تستحق التوقف عندها.
لنحاول أن نفهم هذه الظاهرة الجديدة التقينا بأيمن بودياب الكوافير في صالون للأطفال ليحدثنا عن الجديد في عالم تجميل الصغيرات بعد ان صرنا نشاهد طفلات في الروضة يصبغن شعورهن او يملسنها، فقال:
منذ ثماني سنوات تقريبا اصبحت الامهات يطلبن صبغ او تمليس شعور بناتهن وزاد الطلب على ذلك في الفترة الاخيرة وبدأت تأتي إلى الصالون زبونات في الثالثة من عمرهن لصبغ خصل الهاي لايت الشقراء او الحمراء او البلاتينية، بل ان بعض الامهات يحرصن كلما طال شعر البنت على اعادة صبغ جذوره من جديد وبعضهن يترددن على الصالون حوالي ثلاث مرات في الشهر للقص والسشوار. وعملية تمليس الشعر مطلوبة ايضا، ويمكن تمليس شعر طفلة عمرها سنتان، لان بعض البنات الصغيرات يغرن من الاخريات ذوات الشعر الناعم مما يجعل الام تفضل تمليس شعر بنتها، اما اكثر القصات المطلوبة هذه الايام فهي قصة شعر سعاد حسني. بنات اليوم واعيات وينتبهن للقصات الجديدة واحيانا يقلدن قصات صديقاتهن.
فاتن الربيعان صاحبة احد صالونات التجميل النسائية حدثتنا عن اهم طلبات زبوناتها المراهقات:
الفتيات في عمر الرابعة عشرة وما فوق يطلبن بحف حواجبهن ووجوههن من دون تغيير شكل الحاجب، ولكنهن يبدأن بطلب رسم الحاجب في عمر السابعة عشرة فما فوق. وقد لاحظت ان امهات الفتيات المراهقات يرضخن لطلب بناتهن بحف وجوههن بعد الحاح طويل من البنات اللواتي يطلب بعضهن ايضا وضع الماكياج الخفيف في الصالون فيبدون اكبر من اعمارهن.
اما اذا كانت هناك مناسبة كعرس مثلا فانهن يطلبن وضع ماكياج كامل فيبدون كالنساء.
وقد جاءتنا زبونات يطالبن تمليس شعور بناتهن الصغيرات وبعضهن في عمر الثامنة او التاسعة تقريبا لان الام لاحظت ان شعر ابنتها المجعد يؤثر في نفسيتها.
أمر واقع
لولوة ناصر شابة في بداية العشرينات من عمرها وهي بالطبع من هذا الجيل الذي بدأ مبكرا في استخدام مساحيق التجميل. قالت:
بدأت اضع الماكياج وصبغ شعري وانا في الصف الثاني ثانوي وقد لاقيت بالطبع معارضة من امي في البداية ولكنها رضخت للامر الواقع في النهاية لان كل صديقاتي وقريباتي اللواتي في عمري كن يتزين ويضعن الماكياج فنحن في هذا العمر نحب ان نكون جميلات وان نلفت انظار الاخرين الينا.
حلوة مثل اختي
دانه طلال في الصف الثالث الابتدائي، طفلة جميلة وبريئة تحلم كما قالت لي ان تكبر بسرعة كي تصبغ بعض خصلات شعرها باللون الاشقر وتضع الكحل والعدسات كما ترى الفتيات الاكبر منها يفعلن وقالت:
أحب ان اضع الماكياج كي 'يصير شكلي حلو' فكل صديقاتي يضعن الكحل وملمع الشفاه عندما يذهبن الى المارينا مول. . . .
وانا اضع ملمع الشفاه وظل الجفون في المنزل فقط، وقد طلبت من امي ان تصبغ شعري ولكنها رفضت ولكنني احب ان اصبح حلوة كأختي الكبيرة!
تلميذات متجملات
تهاني العازمي ام لابنتين في مرحلة المراهقة، ومدرسة في مدرسة بنات في المرحلة المتوسطة، وكما نعلم فان مشكلة الماكياج والصبغة اصبحت مشكلة اخرى تعانيها الادارات في مدارس البنات التي اصبحت تناضل من اجل فرض الالتزام في المظهر على التلميذات الصغيرات. عن هذا الموضوع قالت العازمي:
فصلت ادارة المدرسة طالبة في العام الماضي لانها كانت تأتي إلى المدرسة بماكياج كامل وحاجبين مرسومين وكأنها ليست تلميذة في مدرسة. وقد شددت ادارة المدرسة كثيرا على عدم صبغ الشعر او تشقيره ولكن بعض الطالبات لا يلتزمن بذلك وكثيرا ما ارى طالبات يضعن الماكياج او يرسمن حواجبهن او يصبغن شعورهن.
واعتقد ان احد اسباب هذه المشكلة هو تأثير الفضائيات على البنات، فهذه المحطات الجديدة تركز على ان الانثى الجميلة هي المرغوبة وان جمالها وليس ذكاؤها هو الذي سيحقق لها طموحها. وكثيرا ما اسمع من اولياء الامور شكاوى من برنامج مثل 'ستار اكاديمي' الذي اثر في مفاهيم البنات عن الحياة والنجاح والجمال.
ومن خلال تعاملي مع بنات هذا الجيل كمعلمة لاحظت انهن جريئات ومتمردات وان امهاتهن اصبحن لا يقدرن على تربيتهن خاصة ان دور الاب اصبح مفقودا في اسرنا.
ولكني كأم لن اسمح لابنتي ان تضع الماكياج قبل دخولها الجامعة لانني عندما ارى بنتا تتجمل كالنساء أشعر انها مشغولة بشيء آخر غير الدراسة.
ملابس غير بريئة
معصومة دشتي قالت ان براءة الاطفال اصبحت لا تشوه بالماكياج فقط وانما بالازياء ايضا واضافت:
- ملابس البنات الصغيرات المتوافرة في السوق اصبحت غير بريئة ايضا واشبه بملابس فتيات الفيديو كليب فبعضها قصير جدا والاخر يظهر البطن.
اما بالنسبة إلى صبغة الشعر فأنا 'يعورني قلبي' عندما ارى طفلة في السادسة مثلا تصبغ كل شعرها باللون الاشقر، وقد شاهدت هذا المنظر فعلا واثار امتعاضي واستغرابي.
وكأم اعتقد ان هذا الشكل غير مقبول ويشوه طفولة البنت وربما يشجعها في المستقبل على التجمل بشكل مبالغ فيه، فاذا كانت تصبغ شعرها وهي طفلة بريئة فماذا ستفعل عندما تصبح امرأة؟!
ألوم الأمهات
ليلى اكبر القت باللوم على الامهات غير الحازمات مع بناتهن وغير الصبورات على تربيتهن، وقالت:
- امهات اليوم لا صبر لهن على 'حنة' البنات ولا طاقة لديهن على تربيتهن. فبناتي يطلبن مني احيانا ان اصبغ لهن شعورهن ولكني ارفض بحزم وارفض ان يقلدن الاخريات.
إعلانات التلفزيون
دلال خالد كان لها ايضا الرأي السابق ذاته في ضرورة ان تكون الام حازمة مع رغبات ابنتها ولكنها اعتبرت ان اعلانات التلفزيون عامل محفز آخر على تشويه وجوه الاطفال بمساحيق التجميل:
- لم تكن على ايامنا هذه الوفرة من العاب تجميل الصغيرات، لذلك انا لا اشتريها لابنتي كل لا تعتبرها امرا عاديا وضروريا.
واود ان الفت الانتباه الى بعض الاعلانات التي تبثها احدى قنوات الاطفال عن العاب تجميل وتصفيف شعر تظهر بها طفلات جميلات ومتجملات تضر بمفهوم الطفلة عن الجمال وتجعلها ترغب في تقليدهن لانهن في مثل عمرها.
تقليد
سامية شعت تحدثت ايضا عن دور الاعلام والفيديو كليب وتأثيره في الصغيرات وقالت:
- بعض الفيديو كليبات تظهر فيها فتيات صغيرات مع المغني او المغنية وهن يرتدين ملابس كالنساء ويضعن الماكياج، وعندما ترى الطفلة الصغيرة ذلك تعتقد انه امر عادي وتحاول تقليدهن. . . .
ولكن كيف نلوم الصغيرات اذا كانت الامهات وهن القدوة الاولى لهن يبالغن في التجميل واجراء عمليات التجميل ، مما يشعر الطفلة بأن الاهتمام بالشكل له اولوية في حياتها.
مروان المطوع: وسائل الإعلام تدمر مفهوم الجمال الحقيقي
د. مروان المطوع استاذ علم النفس تحدث عن ضرورة تعريف مفهوم الجمال لدى الاطفال، بل طالب بأن يدرس علم الجمال بشكل مبسط للطفل للتفريق بين قشور الحبال الشكلية وبين جمال السلوك والعقل والابتكار وغيرها، واعتبر ان التربية الجمالية هي مسؤولية الاسرة والمدرسة والمجتعمع، واضاف:
عندما تجمل بعض الامهات بناتهن الصغيرات يشعرن كأنهن يجملن انفسهن، فقد اصبح الابناء وسيلة اخرى للتباهي بجمالهم او تفوقهم او نجاحهم، بالاضافة الى ان بعضهن قد يعوض عن جمالهن المتدني من خلال بناتهن، او انهن عن جهل وفراغ لا يوجهن بناتهن نحو الثقافة او القراءة او الاهتمام بممارسة النشاطات الرياضية وغيرها، فتشوه قيم الجمال لدى الام ينتقل إلى البنت. بالاضافة الى ان عامل التقليد والقدوة مهم، فبعض الامهات يجملن بناتهن تقليدا للاخريات.
ثم ان الطفلة كذلك تقلد قدوتها، فاذا كانت الام والخالة والعمة والاخت الكبرى وكل من حولها يتجملن ويتحدثن عن آخر عمليات التجميل وصيحات قصات الشعر والماكياج، فكيف نطلب منها الا تتجمل؟ بل ان المراهقة لو شذت عن هذا السلوك لاعتبرها البعض كئيبة او بها علة ما. ثم ان قدوة البنت قد تكون معلمتها في المدرسة، لذلك فمن الطبيعي ان تعتبر الطفلة التجميل امرا عاديا اذا كانت ترى معلمتها تضع الماكياج وتتزين.
بالاضافة الى ان وسائل الاعلام اصبحت تلعب دورا كبيرا ومهما في تعريف الجمال وتوجه رسالة بأن المجال الخارجي هو الاهم، وهو الذي يرشح الفتاة لان تكون متفوقة على قريناتها، فأغلفة المجلات تعرض صور الجميلات والصحف تفرد مساحة لمواضيع الرشاقة والتجميل والتلفزيونات تظهر الجميلات في ادوار البطولة في المسلسلات وهن ايضا المغنيات والفنانات المشهورات والمميزات.
اذا فوسائل الاعلام تقوم بدور تحريضي وتدميري لمفهوم الجمال الحقيقي، فكيف اطالب الطفلة بعد ذلك بألا تتجمل؟
موسى جبر: الماكياج ممنوع للأطفال والصبغات تضر بشعورهن
د. موسى سلامة جبر - اخصائي الامراض الجلدية والتناسلية، وجه بعض التحذيرات والنصائح الى الفتيات الصغيرات المهتمات بالتجميل وقال:
ليست هناك صبغة شعر غير مضرة، وما يقال عن بعض الصبغات من انها بالاعشاب او لا تسبب الحساسية غير صحيح، فكل الصبغات تحتوي على مادة دايفينالين دايمين التي تزيل لون الشعر الاصلي وتصبغه بلون آخر. وهذه المادة قد تسبب حساسية الجلد وتؤدي الى انتفاخ الوجوه والجفون واغلاق العيون لفترة حتى تجري معالجتها، وبالطبع هذه الصبغات تكون اخطر على الطفلة لان مناعتها اقل.
اما بالنسبة الى الماكياج فهو ممنوع نهائيا للطفلة تحت سن البلوغ لان طبقة الادمة او طبقة الجلد السطحية تكون ضعيفة في هذا العمر ويتغلغل الماكياج في مساماتها بسهولة، وقد يضر بجلدها. اما بالنسبة إلى البنات البالغات في سن المراهقة فأنصحهن بعدم المبالغة في وضع الماكياج لانه مضر بالبشرة وقد يسد الغدد الدهنية مما يؤدي الى ظهور حب الشباب.
ثم تحدث د. جبر عن خطورة الحنة السوداء على البشرة:
- تأتينا حالات كثيرة بعد حفلات التفوق والتخرج في المدارس، وفي مناسبات الاعياد بسبب وضع بعض الرسومات على اليد او الرجل بواسطة الحنة السوداء، فهذه الحنة قد تسبب احمرارا وحكة في الجلد ويستمر علاجها لشهور، لانها صبغة قد تؤدي لتسمم الجلد وليست كالحنة الحمراء التي لا ضرر منها اطلاقا، بل انها قد تعالج الفطريات في فروة الرأس.
منقول من موقع
واذا كان مد التجميل وعملياته قد سحبت الكثيرات حتى انهن لكثرة ما بالغن فيها نسين اشكال وجوهن الحقيقية، الا تستحق الصغيرات انقاذهن للحفاظ على شيء يسمى بالجمال الطبيعي قبل ان ننسى شكل الصغيرة ذات الضفائر والوجه البريء؟!
اعتقد ان هذه التساؤلات تستحق التوقف عندها.
لنحاول أن نفهم هذه الظاهرة الجديدة التقينا بأيمن بودياب الكوافير في صالون للأطفال ليحدثنا عن الجديد في عالم تجميل الصغيرات بعد ان صرنا نشاهد طفلات في الروضة يصبغن شعورهن او يملسنها، فقال:
منذ ثماني سنوات تقريبا اصبحت الامهات يطلبن صبغ او تمليس شعور بناتهن وزاد الطلب على ذلك في الفترة الاخيرة وبدأت تأتي إلى الصالون زبونات في الثالثة من عمرهن لصبغ خصل الهاي لايت الشقراء او الحمراء او البلاتينية، بل ان بعض الامهات يحرصن كلما طال شعر البنت على اعادة صبغ جذوره من جديد وبعضهن يترددن على الصالون حوالي ثلاث مرات في الشهر للقص والسشوار. وعملية تمليس الشعر مطلوبة ايضا، ويمكن تمليس شعر طفلة عمرها سنتان، لان بعض البنات الصغيرات يغرن من الاخريات ذوات الشعر الناعم مما يجعل الام تفضل تمليس شعر بنتها، اما اكثر القصات المطلوبة هذه الايام فهي قصة شعر سعاد حسني. بنات اليوم واعيات وينتبهن للقصات الجديدة واحيانا يقلدن قصات صديقاتهن.
فاتن الربيعان صاحبة احد صالونات التجميل النسائية حدثتنا عن اهم طلبات زبوناتها المراهقات:
الفتيات في عمر الرابعة عشرة وما فوق يطلبن بحف حواجبهن ووجوههن من دون تغيير شكل الحاجب، ولكنهن يبدأن بطلب رسم الحاجب في عمر السابعة عشرة فما فوق. وقد لاحظت ان امهات الفتيات المراهقات يرضخن لطلب بناتهن بحف وجوههن بعد الحاح طويل من البنات اللواتي يطلب بعضهن ايضا وضع الماكياج الخفيف في الصالون فيبدون اكبر من اعمارهن.
اما اذا كانت هناك مناسبة كعرس مثلا فانهن يطلبن وضع ماكياج كامل فيبدون كالنساء.
وقد جاءتنا زبونات يطالبن تمليس شعور بناتهن الصغيرات وبعضهن في عمر الثامنة او التاسعة تقريبا لان الام لاحظت ان شعر ابنتها المجعد يؤثر في نفسيتها.
أمر واقع
لولوة ناصر شابة في بداية العشرينات من عمرها وهي بالطبع من هذا الجيل الذي بدأ مبكرا في استخدام مساحيق التجميل. قالت:
بدأت اضع الماكياج وصبغ شعري وانا في الصف الثاني ثانوي وقد لاقيت بالطبع معارضة من امي في البداية ولكنها رضخت للامر الواقع في النهاية لان كل صديقاتي وقريباتي اللواتي في عمري كن يتزين ويضعن الماكياج فنحن في هذا العمر نحب ان نكون جميلات وان نلفت انظار الاخرين الينا.
حلوة مثل اختي
دانه طلال في الصف الثالث الابتدائي، طفلة جميلة وبريئة تحلم كما قالت لي ان تكبر بسرعة كي تصبغ بعض خصلات شعرها باللون الاشقر وتضع الكحل والعدسات كما ترى الفتيات الاكبر منها يفعلن وقالت:
أحب ان اضع الماكياج كي 'يصير شكلي حلو' فكل صديقاتي يضعن الكحل وملمع الشفاه عندما يذهبن الى المارينا مول. . . .
وانا اضع ملمع الشفاه وظل الجفون في المنزل فقط، وقد طلبت من امي ان تصبغ شعري ولكنها رفضت ولكنني احب ان اصبح حلوة كأختي الكبيرة!
تلميذات متجملات
تهاني العازمي ام لابنتين في مرحلة المراهقة، ومدرسة في مدرسة بنات في المرحلة المتوسطة، وكما نعلم فان مشكلة الماكياج والصبغة اصبحت مشكلة اخرى تعانيها الادارات في مدارس البنات التي اصبحت تناضل من اجل فرض الالتزام في المظهر على التلميذات الصغيرات. عن هذا الموضوع قالت العازمي:
فصلت ادارة المدرسة طالبة في العام الماضي لانها كانت تأتي إلى المدرسة بماكياج كامل وحاجبين مرسومين وكأنها ليست تلميذة في مدرسة. وقد شددت ادارة المدرسة كثيرا على عدم صبغ الشعر او تشقيره ولكن بعض الطالبات لا يلتزمن بذلك وكثيرا ما ارى طالبات يضعن الماكياج او يرسمن حواجبهن او يصبغن شعورهن.
واعتقد ان احد اسباب هذه المشكلة هو تأثير الفضائيات على البنات، فهذه المحطات الجديدة تركز على ان الانثى الجميلة هي المرغوبة وان جمالها وليس ذكاؤها هو الذي سيحقق لها طموحها. وكثيرا ما اسمع من اولياء الامور شكاوى من برنامج مثل 'ستار اكاديمي' الذي اثر في مفاهيم البنات عن الحياة والنجاح والجمال.
ومن خلال تعاملي مع بنات هذا الجيل كمعلمة لاحظت انهن جريئات ومتمردات وان امهاتهن اصبحن لا يقدرن على تربيتهن خاصة ان دور الاب اصبح مفقودا في اسرنا.
ولكني كأم لن اسمح لابنتي ان تضع الماكياج قبل دخولها الجامعة لانني عندما ارى بنتا تتجمل كالنساء أشعر انها مشغولة بشيء آخر غير الدراسة.
ملابس غير بريئة
معصومة دشتي قالت ان براءة الاطفال اصبحت لا تشوه بالماكياج فقط وانما بالازياء ايضا واضافت:
- ملابس البنات الصغيرات المتوافرة في السوق اصبحت غير بريئة ايضا واشبه بملابس فتيات الفيديو كليب فبعضها قصير جدا والاخر يظهر البطن.
اما بالنسبة إلى صبغة الشعر فأنا 'يعورني قلبي' عندما ارى طفلة في السادسة مثلا تصبغ كل شعرها باللون الاشقر، وقد شاهدت هذا المنظر فعلا واثار امتعاضي واستغرابي.
وكأم اعتقد ان هذا الشكل غير مقبول ويشوه طفولة البنت وربما يشجعها في المستقبل على التجمل بشكل مبالغ فيه، فاذا كانت تصبغ شعرها وهي طفلة بريئة فماذا ستفعل عندما تصبح امرأة؟!
ألوم الأمهات
ليلى اكبر القت باللوم على الامهات غير الحازمات مع بناتهن وغير الصبورات على تربيتهن، وقالت:
- امهات اليوم لا صبر لهن على 'حنة' البنات ولا طاقة لديهن على تربيتهن. فبناتي يطلبن مني احيانا ان اصبغ لهن شعورهن ولكني ارفض بحزم وارفض ان يقلدن الاخريات.
إعلانات التلفزيون
دلال خالد كان لها ايضا الرأي السابق ذاته في ضرورة ان تكون الام حازمة مع رغبات ابنتها ولكنها اعتبرت ان اعلانات التلفزيون عامل محفز آخر على تشويه وجوه الاطفال بمساحيق التجميل:
- لم تكن على ايامنا هذه الوفرة من العاب تجميل الصغيرات، لذلك انا لا اشتريها لابنتي كل لا تعتبرها امرا عاديا وضروريا.
واود ان الفت الانتباه الى بعض الاعلانات التي تبثها احدى قنوات الاطفال عن العاب تجميل وتصفيف شعر تظهر بها طفلات جميلات ومتجملات تضر بمفهوم الطفلة عن الجمال وتجعلها ترغب في تقليدهن لانهن في مثل عمرها.
تقليد
سامية شعت تحدثت ايضا عن دور الاعلام والفيديو كليب وتأثيره في الصغيرات وقالت:
- بعض الفيديو كليبات تظهر فيها فتيات صغيرات مع المغني او المغنية وهن يرتدين ملابس كالنساء ويضعن الماكياج، وعندما ترى الطفلة الصغيرة ذلك تعتقد انه امر عادي وتحاول تقليدهن. . . .
ولكن كيف نلوم الصغيرات اذا كانت الامهات وهن القدوة الاولى لهن يبالغن في التجميل واجراء عمليات التجميل ، مما يشعر الطفلة بأن الاهتمام بالشكل له اولوية في حياتها.
مروان المطوع: وسائل الإعلام تدمر مفهوم الجمال الحقيقي
د. مروان المطوع استاذ علم النفس تحدث عن ضرورة تعريف مفهوم الجمال لدى الاطفال، بل طالب بأن يدرس علم الجمال بشكل مبسط للطفل للتفريق بين قشور الحبال الشكلية وبين جمال السلوك والعقل والابتكار وغيرها، واعتبر ان التربية الجمالية هي مسؤولية الاسرة والمدرسة والمجتعمع، واضاف:
عندما تجمل بعض الامهات بناتهن الصغيرات يشعرن كأنهن يجملن انفسهن، فقد اصبح الابناء وسيلة اخرى للتباهي بجمالهم او تفوقهم او نجاحهم، بالاضافة الى ان بعضهن قد يعوض عن جمالهن المتدني من خلال بناتهن، او انهن عن جهل وفراغ لا يوجهن بناتهن نحو الثقافة او القراءة او الاهتمام بممارسة النشاطات الرياضية وغيرها، فتشوه قيم الجمال لدى الام ينتقل إلى البنت. بالاضافة الى ان عامل التقليد والقدوة مهم، فبعض الامهات يجملن بناتهن تقليدا للاخريات.
ثم ان الطفلة كذلك تقلد قدوتها، فاذا كانت الام والخالة والعمة والاخت الكبرى وكل من حولها يتجملن ويتحدثن عن آخر عمليات التجميل وصيحات قصات الشعر والماكياج، فكيف نطلب منها الا تتجمل؟ بل ان المراهقة لو شذت عن هذا السلوك لاعتبرها البعض كئيبة او بها علة ما. ثم ان قدوة البنت قد تكون معلمتها في المدرسة، لذلك فمن الطبيعي ان تعتبر الطفلة التجميل امرا عاديا اذا كانت ترى معلمتها تضع الماكياج وتتزين.
بالاضافة الى ان وسائل الاعلام اصبحت تلعب دورا كبيرا ومهما في تعريف الجمال وتوجه رسالة بأن المجال الخارجي هو الاهم، وهو الذي يرشح الفتاة لان تكون متفوقة على قريناتها، فأغلفة المجلات تعرض صور الجميلات والصحف تفرد مساحة لمواضيع الرشاقة والتجميل والتلفزيونات تظهر الجميلات في ادوار البطولة في المسلسلات وهن ايضا المغنيات والفنانات المشهورات والمميزات.
اذا فوسائل الاعلام تقوم بدور تحريضي وتدميري لمفهوم الجمال الحقيقي، فكيف اطالب الطفلة بعد ذلك بألا تتجمل؟
موسى جبر: الماكياج ممنوع للأطفال والصبغات تضر بشعورهن
د. موسى سلامة جبر - اخصائي الامراض الجلدية والتناسلية، وجه بعض التحذيرات والنصائح الى الفتيات الصغيرات المهتمات بالتجميل وقال:
ليست هناك صبغة شعر غير مضرة، وما يقال عن بعض الصبغات من انها بالاعشاب او لا تسبب الحساسية غير صحيح، فكل الصبغات تحتوي على مادة دايفينالين دايمين التي تزيل لون الشعر الاصلي وتصبغه بلون آخر. وهذه المادة قد تسبب حساسية الجلد وتؤدي الى انتفاخ الوجوه والجفون واغلاق العيون لفترة حتى تجري معالجتها، وبالطبع هذه الصبغات تكون اخطر على الطفلة لان مناعتها اقل.
اما بالنسبة الى الماكياج فهو ممنوع نهائيا للطفلة تحت سن البلوغ لان طبقة الادمة او طبقة الجلد السطحية تكون ضعيفة في هذا العمر ويتغلغل الماكياج في مساماتها بسهولة، وقد يضر بجلدها. اما بالنسبة إلى البنات البالغات في سن المراهقة فأنصحهن بعدم المبالغة في وضع الماكياج لانه مضر بالبشرة وقد يسد الغدد الدهنية مما يؤدي الى ظهور حب الشباب.
ثم تحدث د. جبر عن خطورة الحنة السوداء على البشرة:
- تأتينا حالات كثيرة بعد حفلات التفوق والتخرج في المدارس، وفي مناسبات الاعياد بسبب وضع بعض الرسومات على اليد او الرجل بواسطة الحنة السوداء، فهذه الحنة قد تسبب احمرارا وحكة في الجلد ويستمر علاجها لشهور، لانها صبغة قد تؤدي لتسمم الجلد وليست كالحنة الحمراء التي لا ضرر منها اطلاقا، بل انها قد تعالج الفطريات في فروة الرأس.
منقول من موقع