fata-ariyadh
23-04-2004, 04:56 PM
عن على بن المحسن التنوخي قال : كان عندنا بجبل اللكام رجل يسمى أبو عبدالله المزابلي يدخل البلد بالليل فيتتبع المزابل فيأخذ مايجده ويغسله ويقتاته ولايعرف قوتا غيره ، أو يتوغل في الجبل فيأكل من الثمرات المباحات ، وكان صالحا مجتهدا الا أنه كان قليل العقل ، وكان بأنطاكية موسى الزكوري صاحب المجون ، وكان له جار يغشى المزابل ، فجرى بين موسى الزكوري وجاره شر ، فشكاه الى المزابلي فلعنه في دعائه فكان الناس يقصدونه في كل جمعة فيتكلم عليهم ويدعوا ، فلما سمعوه يلعن ابن الزكوري جاء الناس الى داره لقتله فهرب ونهبت داره ، فطلبه العامة فاستتر فلما طال استتاره قال اني سأحتال على المزابلي بحيلة أتخلص بها فأعينوني ، فقالوا ماذا تريد ؟ قال أعطوني ثوبا جديدا وشيئا من مسك ونارا وغلمانا يؤنسوني الليلة في هذا الجبل ، قال فأعطيته ذلك ، فلما كان نصف الليل صعد فوق الكهف الذي يأوي فيه المزابلي فبخر بالند ونفخ المسك فدخلت الرائحة الى كهف ابي عبدالله المزابلي ، فلما أشتم المزابلي تلك الرايحةوسمع الصوت قال : مالك عافاك الله ومن أنت ؟ قال أنا جبرائيل ارسلني ربي، فلم يشك المزابلي في صدق القول وأجهش بالبكاء والدعاء ، فقال ياجبرائيل ومن أنا حتى يرسلك الله الي ؟ فقال الرحمن يقرئك السلام ويقول لك موسى الزكوري غدا رفيقك في الجنة ، فصعق ابو عبدالله فتركه موسى فرجع ، فلما كان من الغد كان يوم الجمعة أقبل المزابلي يخبر الناس برسالة جبرائيل ويقول تمسحوا بابن الزكوري وسألوه أن يجعلني في حل وأطلبوه لي ، فأقبل العامة الى دار الزكوري يطلبونه ويستحلونه