ترف
05-05-2004, 03:32 PM
حيث الألى أقسَموا أن يحفظوا دمَنا
ها هم قد اقتسَموه في دُجى الغَسَقِ
باعوه كَيْلاً .. كما تَقضي أمانتُهم
رطلاً من الدم عن ألفٍ من الورق ِ
سَما بكِ المجدُ فوق النجم فأتلقي
وزاحمي الشمسَ إن تاهتْ على الأفق ِ
وكابري أن يقالَ الشمسُ مشرقةٌ
فأنتِ أنصعُ من شؤبوبها فثِقي
والشمسُ ما الشمسُ إن عُدَّتْ فضائلُها
وأنتِ ما أنتِ من فضل ٍ ومن ألَق ِ !
وأنتِ والشمسُ لو قورنتما جَدَلاً
لكان وجهَ قِران ٍ غيرَ متَّفِقِ
لقد أضَأتِ قلوباً في أكِنّتِها
والشمسُ تشرقُ في الأجواء والطرُق ِ
وجُزتِ شأوَِ السماوات العُلى صُعُداً
والشمسُ أقصى مَداها دارةُ الأفُق ِ
و دُمتِ فينا مناراً باقياًً أبداً
وها هي الشمسُ تخبو في دُجى الغسَق ِ
والشمسُ نُعمى وبُؤسى للأنام ، فهم
مابين مقتبس ٍ منها ومحترقِ
و أنتِ كلُّكِ نفعٌ غامرٌ ... و يَدٌ
هي الضمانُ لما قد نتّقي ونَقي
يا صحوةً شرّفَ التاريخَ مبعثُها
و أرّجَ الكونَ بالأنوار والعَبَق ِ
بزغتِ من حَلَكِ الأهوالِ سامقةً
كمشعل ٍ من صَميم الليل منبثق ِ
فكنتِ عنوانَ فجر ٍ كان مندثِراً
معفراً بتراب الذلِّ و الفَرَق ِ
أرضعتِهِ عنفوانَ المجد من صِغَر ٍ
فشبَّ منطبعاً بالعنفِ و النَّزَق
و ثار ينفضُ عن أجفانهِ سِنَةَ ال
كَرى ، و يغسلُ وجهَ الليل بالفَلَقِ
و قال للنصر : كُنْ ، و للمنى : ابتسمي
و صاح في أذُنِ التاريخ أن : أفِق ِ
يا لحظةً في هباء العمر ماردةً
تسلّختْ أنَفاً من ثوبها الخَلَق ِ
تسوّلَتْ ألفَ عام ٍ ثم ماغنِمَتْ
من محسن ٍ كِسرةً تُبقي على الرَّمَق ِ
و استَرحَمَتْ لبنيها كلَّ ذي رَحِم ٍ
أحَلّهُمْ دَرَكاتِ البَخس ِ والرّهَق ِ
و حاولتْ بالهوَينى سَدَّ خَلّتِهم
و رَتْقَ جرح ٍ بعيد الغوْر منفتق ِ
و ناشدتْ كلَّ هاتيكَ الضمائر أن
تصحو ، فلم تصحُ من نوم ٍ ولم تُفِق ِ
فاستنجدتْ بالظُّبى من حيث قد علمتْ
أن العدالةَ بين السيفِ و الدَّرَق ِِ
حتى أحالت غَلالاتِ الدُّجى مِزَقاً
و أبدلَتْها بنور ٍ خالبِ الألَق ِ
ثم انجلَتْ كعروس ٍ عند جَلوتها
تختالُ تَيّاهةً بالوشي والسَرَق ِ
يُناغمُ التبرُ في أرساغها طَرَباً
قلائدَ اللؤلؤ المنظوم في العُنُق ِ
أهدَتْ جَنى ريقِها خمراً لمُرتشِف ٍ
و رَوْحَ أنفاسِها عطراً لِمنتشِق ِ
و بادلَتْ عاشقيها بعد صبوتِها
كأساً تفيضُ بمعنى العشقِ و الوَمَق ِ
يا ثورةً حمل الأطفالُ رايتَها
من كلِّ أهْيَسَ لا وَكْل ٍ ولا طَفِق ِ
راضوا خُطى الدهر حتى سار متَّسِقاً
و كان يعتادُ سَيْراً غيرَ متّسِق ِ
فأوطأوا الجيلَ دربَ المجدِ مفتَرَشاً
بالفُلِّ والغار والنسرينِ والحَبَق ِ
بوركتِ في عهدةِ الأبطالِ ، إنهُمُ
أكفاءُ عِزِّكِ في قَدْر ٍ وفي خُلُقِ
من عَزمهم قُدّتِ الأجبالُ شامخةً
قِلالُها، في تضاعبفِ العُلا السُّحُق ِ
ومن هُداهم أصاب الحقُّ مَقطَعَهُ
بين الورى ، و أضاءتْ غُرّةُ الشَّفَق ِ
و من نداهم هَمى عذباً يقلِّدهم
جَوْدُ السحابِ بغيث ٍ وابل ٍ غَدَق ِ
هم من تَدينُ ميادينُ الفَخار لهم
في كلِّ معتَرَك ٍ صَعب ٍ و مستَبَق ِ
و مَن أعزُّ حِمىً من شبلِ مأسَدَةٍ
بالعزم مُدَّرع ٍ بالحزم منتَطِق ِ !
تَبَوّأوا الدارَ و احتاطت بهم أمَمٌ
لمجدِها كاحتياطِ الدِّرع بالحَلَق ِ
لن يَصلَحَ المُلْكُ إلا تحت رايتهم
و لن يُضاءَ سوى من لَمعِها الخَفِق ِ
يا أيها الطفلُ ، يا مُوف ٍ بهمَّتِهِ
على أسُودِ الغَضا محمَرّةَ الحَدَق ِ
يا أنتَ يا وَعدَ أجيال ٍ ، تواطَأتِ ال
دنيا لتَطمِسَهُ يوماً فلم تُطِق ِ
زمجِِر فما في ربوع الدار من أسد ٍ
إلاكَ يغسلُ رَيْنَ الذلِّ بالعَلَق ِ
أعِدْ لنا القِبلةَ الأولى ، فقد فزعتْ
إليك عن كل ديّوث ٍ و مرتزق ِ
أعِد لنا الثقةَ الأولى ، بأمتنا
و جذرنا ، و تراثاً بالدماء سُقي
أعرابُكَ اليومَ - إلا من رسمتَ له
خَطَّ الهدايةِ - جَمع ٌ ضائعٌ و شَقي
تَخَطَّفَتْهُمْ أحابيلُ الغُواةِ فهم
في هجمةِ السيل ِ .. من طافٍ .. ومن غَر ِق ِ
و فَرّقَتْهم أراجيفُ العِدا بَدَداً
عَوْماً على السطح لاغوصاً إلى العُمُق ِ
يَدرون أن لأسبابِ العُلى طُرُقاً
و ليس يَدرون أياً سالكُ الطُرُقِ
ناداهم القدسُ فاجتازوه وانهمَروا
على خِوان ٍ كثير اللحم والمَرَق ِ
فعاش من لم يَعِشْ في القَحْطِ ،
في دَعَة ٍ و ماتَ من لم يَمُت بالسيفِ بالشَّرَق ِ
يناضلون بكأس ٍ عند غانيةٍ
فتستهل دواعي النصر في الشُّقق ِ
و يهجمون إذا ثارت غرائزُهم
كما العُجولُ على حُمْر ٍ من الخِرَق ِ
و يُذعر الموتُ إن يَهدِر خطيبُهُمُ
و يضحكُ الجُبْنُ ، للتهديدِ من نَفَق ِ
و منهمُ ثُلَلٌ دانوا لمُركِِسِهمْ
من المهانةِ في مستنقَع ٍ طَرَق ِ
و منهمُ شِلَلٌ قَوّادةٌ مُسِخوا
ثعالباً كَمَنَتْ في كلِّ مُفتَرَق ِ
تَبَطَّنوا فتنةً لاثَتْ ضَمائرَهُم
واستمسَكوا كذِباً بالمَظهَر اللَّبِق ِ
وآخرون .. استعاضوا عن تقحُّمِها
ضرباً على الطبل ِ أو عزفاً على البُزُق ِ
شادوا من التِّبر حِصناً حولَ أنفُسهم
و فَجّروا فيه أنهاراً من ( العَرَق ِ )
قالوا أعاريبُ إسلامٌ ، و قد ركنوا
لمنتمىً آخر ٍ دونٍ .. و معتَنَق ِ
كالمومس انقسمت ما بين توبتها
و بين ما أدمنتْ من لذة الشبَق ِ
و باع أرضَ فلسطينَ الوصيُّ على
أيتامِها ، و تراثاً بالدماء سُقي
لم يبقَ في الساح ِ إلاّ صِبْيَةٌ ..
قَبِلوا عنفَ التحدّي ، فهزّوا حَلْبَةَ السَّبَقِ
مَلّوا صَوافِنَ لم تَركبْ فوارسُها
لدرء سيل ٍ عَتيِِّ المَوج مصطفِِق
و استهجنوها قراراتٍ مدوِّيَةً
لا في الميادين ِ ، بل حِبراً على ورق ِ
فاستنهضوا حجراً طفلاً كهيأتهم
عن ألفِ ألفِ حسام ٍ غير ممتَشَقِ
طيراً أبابيلَ تُزجي صَوْبِ خاتِلِها
سِجّيلَها دُفَقاً تَهمي على دُفَق ِ
يُمدُّها عزمُك المشبوبُ يا أمَلاً
ما غيرَهُ أمَلٌ للنائباتِ بَقي
شربتَ من كوثر الإيمانِ منفرداً
و عِفتَ وحدَكَ شُربَ الآجِن ِ الرَّنَق ِ
و قمتَ تَخطِرُ والأخطارُ محْدِقَةٌ
حُرّاً ، فأربقتَها في أسوأ الرُّبَق ِ
حيث الألى أقسَموا أن يحفظوا دمَنا
ها هم قد اقتسَموه في دُجى الغَسَقِ
باعوه كَيْلاً .. كما تَقضي أمانتُهم
رطلاً من الدم عن ألفٍ من الورق ِ
إن الحُماةَ التي شَدّتْ مآزرَها
للثأر ، أسكرَها الساقي فلم تُفِق ِ
سقَتهُمُ أمَريكا من أناملِها
كأساً من المَكر و التضليل و المَلَق ِ
هاموا بها عندما ذاقوا حلاوتَها
كما يَهيمُ ذُبابُ المَحْل ِ بالدَّبَق ِ
حتى إذا أخذَت منهم مآخذَها
حَطّوا السيوفَ وقد ناموا على نَسَق ِ
ما عادَ للعُرب في التاريخ مأثَرَة ٌ
إلاّ صمودكَ ، دون القوم و الرُّفَق ِ
فانهض ، فما لبلوغ الثأر من أحد ٍ
سِواكَ ، إن تكُن ِ البلوى وإن تُحِق ِ
و مَن سِواكَ يُجَلّيها إذا حَلَكَتْ
و أنتَ رمزُ العُلا .. و السؤدُدِ الغَلِق !.
قلم / إبراهيم الأسود
ها هم قد اقتسَموه في دُجى الغَسَقِ
باعوه كَيْلاً .. كما تَقضي أمانتُهم
رطلاً من الدم عن ألفٍ من الورق ِ
سَما بكِ المجدُ فوق النجم فأتلقي
وزاحمي الشمسَ إن تاهتْ على الأفق ِ
وكابري أن يقالَ الشمسُ مشرقةٌ
فأنتِ أنصعُ من شؤبوبها فثِقي
والشمسُ ما الشمسُ إن عُدَّتْ فضائلُها
وأنتِ ما أنتِ من فضل ٍ ومن ألَق ِ !
وأنتِ والشمسُ لو قورنتما جَدَلاً
لكان وجهَ قِران ٍ غيرَ متَّفِقِ
لقد أضَأتِ قلوباً في أكِنّتِها
والشمسُ تشرقُ في الأجواء والطرُق ِ
وجُزتِ شأوَِ السماوات العُلى صُعُداً
والشمسُ أقصى مَداها دارةُ الأفُق ِ
و دُمتِ فينا مناراً باقياًً أبداً
وها هي الشمسُ تخبو في دُجى الغسَق ِ
والشمسُ نُعمى وبُؤسى للأنام ، فهم
مابين مقتبس ٍ منها ومحترقِ
و أنتِ كلُّكِ نفعٌ غامرٌ ... و يَدٌ
هي الضمانُ لما قد نتّقي ونَقي
يا صحوةً شرّفَ التاريخَ مبعثُها
و أرّجَ الكونَ بالأنوار والعَبَق ِ
بزغتِ من حَلَكِ الأهوالِ سامقةً
كمشعل ٍ من صَميم الليل منبثق ِ
فكنتِ عنوانَ فجر ٍ كان مندثِراً
معفراً بتراب الذلِّ و الفَرَق ِ
أرضعتِهِ عنفوانَ المجد من صِغَر ٍ
فشبَّ منطبعاً بالعنفِ و النَّزَق
و ثار ينفضُ عن أجفانهِ سِنَةَ ال
كَرى ، و يغسلُ وجهَ الليل بالفَلَقِ
و قال للنصر : كُنْ ، و للمنى : ابتسمي
و صاح في أذُنِ التاريخ أن : أفِق ِ
يا لحظةً في هباء العمر ماردةً
تسلّختْ أنَفاً من ثوبها الخَلَق ِ
تسوّلَتْ ألفَ عام ٍ ثم ماغنِمَتْ
من محسن ٍ كِسرةً تُبقي على الرَّمَق ِ
و استَرحَمَتْ لبنيها كلَّ ذي رَحِم ٍ
أحَلّهُمْ دَرَكاتِ البَخس ِ والرّهَق ِ
و حاولتْ بالهوَينى سَدَّ خَلّتِهم
و رَتْقَ جرح ٍ بعيد الغوْر منفتق ِ
و ناشدتْ كلَّ هاتيكَ الضمائر أن
تصحو ، فلم تصحُ من نوم ٍ ولم تُفِق ِ
فاستنجدتْ بالظُّبى من حيث قد علمتْ
أن العدالةَ بين السيفِ و الدَّرَق ِِ
حتى أحالت غَلالاتِ الدُّجى مِزَقاً
و أبدلَتْها بنور ٍ خالبِ الألَق ِ
ثم انجلَتْ كعروس ٍ عند جَلوتها
تختالُ تَيّاهةً بالوشي والسَرَق ِ
يُناغمُ التبرُ في أرساغها طَرَباً
قلائدَ اللؤلؤ المنظوم في العُنُق ِ
أهدَتْ جَنى ريقِها خمراً لمُرتشِف ٍ
و رَوْحَ أنفاسِها عطراً لِمنتشِق ِ
و بادلَتْ عاشقيها بعد صبوتِها
كأساً تفيضُ بمعنى العشقِ و الوَمَق ِ
يا ثورةً حمل الأطفالُ رايتَها
من كلِّ أهْيَسَ لا وَكْل ٍ ولا طَفِق ِ
راضوا خُطى الدهر حتى سار متَّسِقاً
و كان يعتادُ سَيْراً غيرَ متّسِق ِ
فأوطأوا الجيلَ دربَ المجدِ مفتَرَشاً
بالفُلِّ والغار والنسرينِ والحَبَق ِ
بوركتِ في عهدةِ الأبطالِ ، إنهُمُ
أكفاءُ عِزِّكِ في قَدْر ٍ وفي خُلُقِ
من عَزمهم قُدّتِ الأجبالُ شامخةً
قِلالُها، في تضاعبفِ العُلا السُّحُق ِ
ومن هُداهم أصاب الحقُّ مَقطَعَهُ
بين الورى ، و أضاءتْ غُرّةُ الشَّفَق ِ
و من نداهم هَمى عذباً يقلِّدهم
جَوْدُ السحابِ بغيث ٍ وابل ٍ غَدَق ِ
هم من تَدينُ ميادينُ الفَخار لهم
في كلِّ معتَرَك ٍ صَعب ٍ و مستَبَق ِ
و مَن أعزُّ حِمىً من شبلِ مأسَدَةٍ
بالعزم مُدَّرع ٍ بالحزم منتَطِق ِ !
تَبَوّأوا الدارَ و احتاطت بهم أمَمٌ
لمجدِها كاحتياطِ الدِّرع بالحَلَق ِ
لن يَصلَحَ المُلْكُ إلا تحت رايتهم
و لن يُضاءَ سوى من لَمعِها الخَفِق ِ
يا أيها الطفلُ ، يا مُوف ٍ بهمَّتِهِ
على أسُودِ الغَضا محمَرّةَ الحَدَق ِ
يا أنتَ يا وَعدَ أجيال ٍ ، تواطَأتِ ال
دنيا لتَطمِسَهُ يوماً فلم تُطِق ِ
زمجِِر فما في ربوع الدار من أسد ٍ
إلاكَ يغسلُ رَيْنَ الذلِّ بالعَلَق ِ
أعِدْ لنا القِبلةَ الأولى ، فقد فزعتْ
إليك عن كل ديّوث ٍ و مرتزق ِ
أعِد لنا الثقةَ الأولى ، بأمتنا
و جذرنا ، و تراثاً بالدماء سُقي
أعرابُكَ اليومَ - إلا من رسمتَ له
خَطَّ الهدايةِ - جَمع ٌ ضائعٌ و شَقي
تَخَطَّفَتْهُمْ أحابيلُ الغُواةِ فهم
في هجمةِ السيل ِ .. من طافٍ .. ومن غَر ِق ِ
و فَرّقَتْهم أراجيفُ العِدا بَدَداً
عَوْماً على السطح لاغوصاً إلى العُمُق ِ
يَدرون أن لأسبابِ العُلى طُرُقاً
و ليس يَدرون أياً سالكُ الطُرُقِ
ناداهم القدسُ فاجتازوه وانهمَروا
على خِوان ٍ كثير اللحم والمَرَق ِ
فعاش من لم يَعِشْ في القَحْطِ ،
في دَعَة ٍ و ماتَ من لم يَمُت بالسيفِ بالشَّرَق ِ
يناضلون بكأس ٍ عند غانيةٍ
فتستهل دواعي النصر في الشُّقق ِ
و يهجمون إذا ثارت غرائزُهم
كما العُجولُ على حُمْر ٍ من الخِرَق ِ
و يُذعر الموتُ إن يَهدِر خطيبُهُمُ
و يضحكُ الجُبْنُ ، للتهديدِ من نَفَق ِ
و منهمُ ثُلَلٌ دانوا لمُركِِسِهمْ
من المهانةِ في مستنقَع ٍ طَرَق ِ
و منهمُ شِلَلٌ قَوّادةٌ مُسِخوا
ثعالباً كَمَنَتْ في كلِّ مُفتَرَق ِ
تَبَطَّنوا فتنةً لاثَتْ ضَمائرَهُم
واستمسَكوا كذِباً بالمَظهَر اللَّبِق ِ
وآخرون .. استعاضوا عن تقحُّمِها
ضرباً على الطبل ِ أو عزفاً على البُزُق ِ
شادوا من التِّبر حِصناً حولَ أنفُسهم
و فَجّروا فيه أنهاراً من ( العَرَق ِ )
قالوا أعاريبُ إسلامٌ ، و قد ركنوا
لمنتمىً آخر ٍ دونٍ .. و معتَنَق ِ
كالمومس انقسمت ما بين توبتها
و بين ما أدمنتْ من لذة الشبَق ِ
و باع أرضَ فلسطينَ الوصيُّ على
أيتامِها ، و تراثاً بالدماء سُقي
لم يبقَ في الساح ِ إلاّ صِبْيَةٌ ..
قَبِلوا عنفَ التحدّي ، فهزّوا حَلْبَةَ السَّبَقِ
مَلّوا صَوافِنَ لم تَركبْ فوارسُها
لدرء سيل ٍ عَتيِِّ المَوج مصطفِِق
و استهجنوها قراراتٍ مدوِّيَةً
لا في الميادين ِ ، بل حِبراً على ورق ِ
فاستنهضوا حجراً طفلاً كهيأتهم
عن ألفِ ألفِ حسام ٍ غير ممتَشَقِ
طيراً أبابيلَ تُزجي صَوْبِ خاتِلِها
سِجّيلَها دُفَقاً تَهمي على دُفَق ِ
يُمدُّها عزمُك المشبوبُ يا أمَلاً
ما غيرَهُ أمَلٌ للنائباتِ بَقي
شربتَ من كوثر الإيمانِ منفرداً
و عِفتَ وحدَكَ شُربَ الآجِن ِ الرَّنَق ِ
و قمتَ تَخطِرُ والأخطارُ محْدِقَةٌ
حُرّاً ، فأربقتَها في أسوأ الرُّبَق ِ
حيث الألى أقسَموا أن يحفظوا دمَنا
ها هم قد اقتسَموه في دُجى الغَسَقِ
باعوه كَيْلاً .. كما تَقضي أمانتُهم
رطلاً من الدم عن ألفٍ من الورق ِ
إن الحُماةَ التي شَدّتْ مآزرَها
للثأر ، أسكرَها الساقي فلم تُفِق ِ
سقَتهُمُ أمَريكا من أناملِها
كأساً من المَكر و التضليل و المَلَق ِ
هاموا بها عندما ذاقوا حلاوتَها
كما يَهيمُ ذُبابُ المَحْل ِ بالدَّبَق ِ
حتى إذا أخذَت منهم مآخذَها
حَطّوا السيوفَ وقد ناموا على نَسَق ِ
ما عادَ للعُرب في التاريخ مأثَرَة ٌ
إلاّ صمودكَ ، دون القوم و الرُّفَق ِ
فانهض ، فما لبلوغ الثأر من أحد ٍ
سِواكَ ، إن تكُن ِ البلوى وإن تُحِق ِ
و مَن سِواكَ يُجَلّيها إذا حَلَكَتْ
و أنتَ رمزُ العُلا .. و السؤدُدِ الغَلِق !.
قلم / إبراهيم الأسود