المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عقد الياسمين (قصة منقولة)



-asma-
13-05-2004, 10:20 AM
قصة رائعة..
تصور معنى الصداقة والأخوة الحقيقية..
قرأتها فاخذت بمجامع عقلي..
ونقلتها لكم...




توقفت السيارة أمام منزل السيد جلال......ونزلت منها فتاة تحمل في يدها علبة متواضعة غلفت بورق ملون

وربطت بشريط ذهبي له عقدة جميلة وضع على أحد طرفيها ورقة كتب عليها(..مبارك..) كان المنزل مضاء

الجوانب كثير الأنواركان يوم يعلن عن ليلة زفاف الابنة الكبرى للسيد جلال..تجاوزت أمل حديقة الفيلا ودخلت إلى

حجرة مجاورة للقاعة الكبيرة التي اجتمعت فيها المدعوات..وبعد قليل أقبلت ناهد وهي ترفل في ثوب طويل أرجواني

مزركش .لم تكن تعلم من هي الزائرة التي ترفض الدخول إلى القاعة..وما أن رأتها حتى هتفت بفرح وبسرور:
-أمل...؟؟!!
-ناهد.
وتعانقت الفتاتان بعد ان أمطرت كل منهما صديقتهابقبلات حارة مبعثها الانقطاع الطويل..والبعد..وفاضت عيناهما

بشىءمن الدموع وهما ما تزالان واقفتان..كانت نظرات ناهد حائرة يتناوب فيها الشك مع اليقين..والدهشة مع الحبور

.
-أمل..أهذه أنت ؟؟بعدكل هذه المدة ؟؟أكادلا أصدق يا إلهي ماأشد سعادتي..!!أين كنت؟؟لماذا غبت عنا؟؟
وردت أمل ضاحكة:
-مهلا..مهلاأرى كلماتك تتلاحق مسرعة كما لو كنت سأهرب..ألا فانظري إلى وجهك في المرآة..لقد أفسدت الدموع

زينته
-إن فرحتي برجوعك إلينا وبرؤياك أهم بكثير..أنت غالية علينا
ابتلعت أمل غصتها......وأغمضت عينيها لحظة كأنها تتذكر أمرا ما وراحت تعمل جاهدة كي تخفي بوادر حزن أخذ

يطوف على ملامحها ويرتسم فوق أساريرها..قالت:
-جئت مهنئة بزفاف منى..أتمى لها السعادة الدائمة وأرجو أن تقبل هديتي هذه.. لقد صنعتها بنفسي ..بلغيها تحياتي
تناولت ناهد الهدية شاكرة ...بينما دارت أسئلة كثيرةفي خلدهاولم تشأأن تضيع الفرصة
-أمل صارحيني..ماذا حدث بينك وبين أختي ؟ ما كان في الوجود أمتن من صداقتكما ولا أروع من صحبتكما

..حدثيني عما جرى ؟؟.
-إنه مجرّد سوء تفاهم زرعت بذوره زميلة لنا ملأالحسد قلبها ،وألمها أن يرفرف التفاهم والوئام على دنيا صديقتين

ولقد كانت لها محاولات سابقة لم تنجح...وأخيرا...أستطاعت أن تفرق بيننا...صدقيني لقد حاولت إزالة سوء التفاهم

بالهاتف...لكنها رفضت....بل أصرت على رفضها لصداقتي...ورغم تأخّرحالتي الصحية آنذاك فقد حاولت زيارتها

هنا... لكنها رفضت حتى أستقبالي...وهكذا أنتهى ...
وتوقفت الكلمات في حنجرةأمل...وساد الصمت فترة يسيرة أردفت بعدها قائلة :
-ثم أزدادت حالتي الصحية سوءا...واضطر عمي للسفربنا إلى مدينتهم حيث شفيت بعد أسبوعين...ثم أمّن لي

عملابسيطا بينما أكمل دراستي الجامعية .
-إذا فهذا ما حدث...أوه...لقدآلمني ماسببته لك منى يجب أن أصلح بينكما الآن...الآن
-لا ياناهد...ليس الآن ...أتركيها سعيدة ولا تعكري صفوها فالأيام لم تنتهي بعد ...إن الوقت الآن لايسمح بالعتاب

أو المناقشة
-آه...حقا هذا صحيح ...ولكن
-ولكن يجب أن تعودي للحفلة
-وانت ؟؟
-أعود إلى منزلي...لقد تأخّرت
-لا...لن أتركك تذهبين ...إنها زيارة قصيرة
-قد أعود
ونهضت إلى الباب ...وفتحته بمقدار ضئيل جدا وراحت تطوف بنظرها على الجميع ...ثم وقفت عند تلك الفتاة التي

تبدو كنجمة سقطت من السماء وهي تضج بالمرح والسعادة واغرورقت عيناها بالدموع وهي تلتفت إلى الوراء....
كانت علامات الدهشة والإعجاب والكآبة ترتسم جميعها على ملامح ناهد فابتدرتهاأمل قائلة:
-ماذا بك؟؟
-لا شيء...ولكن ما أشد إخلاصك...!!!

-نعم ياناهد إلى الأبد ...فقد عاهدتها على ذلك يوماولن أخون عهدي
-يالك من وفية .!!.ألا ليت منى تدرك أي جوهرة تلك التي تخلت عنها وخسرتها .
وتشابكت الأيدي من جديد ...والتقت نظرتهما المضطربة
-إلى اللقاء
-إلى اللقاءيا أمل
وقفت ناهد بالباب تلوّح لها وهي تغالب دموعا تصطرع في عينيها ثم أسرعتلانضمام للحفل ثانية ....ولم يلحظ

التغيير أحدمن الموجودين إلا منى التي أحست به ولكنها أخفت رغبتها في معرفة الأمر ...
وفي صباح اليوم التالي ...انهمك الرجال في القسم المخصص لهم بقبول التهاني والمهنئين بينما أخذت أم العروس

وابنتاها وبعض القريبات بفتح الهدايا التي أرسلت للعروسين عندها تظاهرت ناهد بفتح بعض الهدايا و أخفت هدية

امل ...حتى تسنى لها الخروج بها وما كانت من منى إلا ان تبعتها متذرعة بحجة ما...وعند باب غرفتها قالت

لأختها ناهد في استغراب :
-ماذا أخذت من الهدايا ...؟هاتها
-وهل كنت موضع مراقبة مني ...إن أحدا لم يشعر بي
-رأيت البارحة تغييرا على وجهك...وأردت ان أعرف السبب بواسطة مراقبة تصرفاتك اليوم ...ما هذه

العلبة؟؟أعطنيها
-إنها يا منى مجرد هدية ..أردت لك أن تفتحيها أنت وحدك
-لماذا ..؟ممّن هي..؟؟
وفتحت الهدية ..فرأت فيها عقدان من الياسمين ..أحدهما طبيعي والآخر اصطناعي..صنعت أزهاره الناصعة بإتقان

شديد يخطئ المرء في التفريق بينهما ..قالت منى في لهفة :
-لابد أن صاحب الهدية يعرف قدر حبي للياسمين..آه ما أروعه..!!
وراحت تبحث في البطاقة المرفقة عن هويته ..كانت البطاقة معطرة بعطرالياسمين ..نظرت إلى أسفلها فلم تر توقيعا

ولا اسما فازدادت عجبا ..عادت إلى مطلعها لتجد خطا جميلا معروفا في ذاكرتها ..ولم يعد بها حاجة للبحث عن

الاسم فقد عادت إلى مخيلتها ذكريات حميمة في ثنايا حروف ذلك الخط الجميل..وغشّىالاضطراب يديها وغطت

عينيها غلالة رقيقة من الدموع ..حجبت عنها الكلمات المكتوبة ..وبعد لحظات مضطربة دامعة ..عادت إلى عبارات

صديقتهاأمل..لتقرأفيها الأمنيييات الطيبة ..مذيلة بعهد جديدو دائم على الوفاء و الإخلاص
واجتاحت عاصفة من الدموع عينيها مرة أخرى .....فألقت بنفسها بين ذراعي أختها قائلة:
-إنها وفية ..مخلصة..أكثر مني بكثير ..وأنا لم أكن لها محبة كبيرة لكني أخطئت في حقها وندمت كثيرا ..ولكن بعد

فوات الأوان اكتشفت خطئي..فأخذت أبحث عنها في كل مكان اعتدت أن أراها فيه ...ولم أجدها ..شعرت بالحزن

والندم بمرارة حرماني منها وبعدي عنها ...أردت أن أبوح لك بما يعتلج في صدري من عذاب لكن كبريائي

الزائفة منعتني أن أخبرك أنني أنا المخطئة ..كنت أريد مساعدتك في العثور عليها ولم أجرؤعلى ذكر ذلك..ثم آثرت

الصمت ،و الأيام لا تزيد صورتها في مخيلتي إلا وضوحا وتألقا..ولا تزيدني إليها إلا شوقا و حنينا .
وصمتت منى ..و انسلت من بين ذراعي أختها لترى عباراتها المتدفقة ،وخيم على المكان صمت ثقيل .. قطعته منى

فجأة وبعجلة من استدرك شيئا:
-من أوصل هدية أمل إلينا ..؟؟؟
ونظرت إلى أختها الصامتة ..وألحت:
-من أوصل الهدية يا ناهد ؟؟أجيبي .
-إنها ....إنها هي .
-يا إلهي ..كيف لم تخبريني؟؟لماذا لم تقولي لي ؟؟كنت أود رؤياها حقا..لماذا لم تخبريني ؟؟لماذا لم تفعلي ؟؟.
-لقد رفضت أن أخبرك .....فهي تعتقد بأنها قد فقدت مكانتها عندك وأنت لم تخبريني برجوعك عن الخطألأزيل

لأعتقادها هذا
-وهل ذهبت دون أن تخبرك بموعد زيارتها لنا ؟
-نعم ..فقط.. قالت...قد أعود.
-متى ..متى ؟أنا لن أستطيع الإنتظار ..بل ربما لن تعود
وأخذت منى تذرع الغرفة جيئة وذهابا ..وخطواتها هادئة تنم عن تفكير منسق غير مضطرب

..وفجأة..صاحت(تذكرت كل شيء...نعم ..في عقد الياسمين)وبدت وكأنها تحدّث نفسها (لا بد أنها هناك ...إن

الشمس لم تشتد حرارتها بعد و القت ما زال مناسبا ..ولكن كيف الوصول إليها؟من سيذهب ؟إنّ وضعي لا يسمح لي

بذلك والفرصة لا تفوّت )
وأجابت ناهد :
-أنا.
-أنت ماذا؟..آ..أنت تذهبين..نعم..هيا أسرعي في إرتداء ملابسك.
وبعد دقائق..خرجت ناهد بصحبة أخيها .. تستبين العنوان الذي كتبته أختها وفي لحظات كانت ناهد تخترق الديقة

مسترشدة بمخطط يهدف إلى مكان معين ..وسرعان ماوصلت إليه يسبقها الترقب وو القلق،لترى الصديقة أمل جالسة

على المقعد في حديقة المنزل وهي تتفحص كتابا ....بينما كانت أغصان شجرة الياسمين تتمايل فوق رأسها مراقصة

النسيم العليل.
..والتقت بأمل ..
في المنزل كانت منى مضطربة ..حائرة الفؤاد تتعثر بالكلام وتتصنع الإبتسام ..وهي تعيش في صراع من الانتظار

و الخوف ليس أشد منه ولا أصعب ..وهاهي الدقائق تمر عليها ببطء الشهور والسنين
وأخيرا ..تناهى إلى سمعها الذي أرهفته صوت توقف مكابح السيارة وكان الانتظار قد نال منها ..فأسرعت بالهبوط

إلى الطابق الأرضي لكنها توقفت ذاهلة عندما رأت ناهد تقف بالباب دون أن تدخل
-ناهد..أأنت وحدك؟وأمل..ألم.....
وبحركة سريعة من ناهد أدخلت أمل ..لتقابل يدين سارعتا إلى عناقها ......
-أمل ..يا صديقتي ال......
وانهمرت الدموع من عينيهما بغزارة بينما كانت ناهد تبتسم فرحة برجوع الوئام إلى صداقة الفتاتين






منقول من موقع الفوائد..

:) :) :) :) :) :) :)

سنا البرق
13-05-2004, 02:24 PM
الله يفظك

رغم أنها رواية ... إلا أن ملامستها للواقع يجعل القارئ يزداد إنسجاماً

* الغزيل *
13-05-2004, 07:28 PM
جزاك الله خير صدووووووو الغاليه :)

-asma-
14-05-2004, 11:08 AM
سنا البرق

غزولة



أسعددني تواجدكم :)

ترف
17-05-2004, 10:19 PM
http://hawaaworld.net/files/23270/bar.gif

الصداقة اسطورة حب لا ينتهي ...........
ووثيقة عهدا لا تضيع ........
الصداقة ....... حب لا يسمح للايدي المخربة ان تعبث به ......
الصداقة حبل متين بين الاثنين .... كل منهما يحاول الا يقطعه .... فإن شد احدهما ارخى الاخر ...... ويبقى الحب والعهد الكبير بينهما ...... مهما تباعدت الاجساد والاوطان .........
حبيبتي (صــــــــــدى ) ابدعتي ... ووفقتي بنقلك الرائع الذي جعلنا نعيش لحظات مع ابطال القصة ..... والتي الكثير منا قد عاشها في يوما ما ...
لا حرمنا الله منك ولا من تميزك ..........
اختك ( تـــــــــــــروفه )

http://hawaaworld.net/files/23270/bar.gif

hala
19-05-2004, 04:40 PM
أختي صدى قصتك رائئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئئ ئعععععععععة جدا وبالفعل وانا أقرأها عشت فيها وكأنها واقع وتخيلت نفسي بطلة لهذه القصة والتي حدثت معي يوما ما ولكن للاسف لم التقي بعد بصديقتي والتي رغم انها جرحتني وخذلتني ابحث عنها واتمنى ان اراها واضمها ونعيد ذكريات الماضي الجميل.

اللهم لاتؤاخذا ان نسينا أو أخطأنا

-asma-
20-05-2004, 07:38 AM
ترف

هالة


سعيدة لتواجدكن أخواتي :)