الدرس الخامس والعشرون ✿ محمد صل الله عليه وسلم ✿
نسب الرسول صل الله عليه وسلم: هو سيدنا أبو القاسم محمد بن عبد الله ، بن عبد المطلب ، بن هاشم ، بن مناف ، بن قصي ، بن كلاب ، بن مرة ،بن كعب ، بن لؤي ،بن غالب ، بن فهر ، ابن مالك ، بن النصر ، بن كنانة ، بن خزيمة ، بن مدركة ، بن إلياس ، بن مضر، بن نزار ، بن معد ، بن عدنان ، وينتهي نسبة الشريف إلى سيدنا إسماعيل ابن سيدنا إبراهيم عليهما السلام لما بلغ سيدنا محمد رسول الله صل الله عليه وسلم أربعين سنه بعثه الله تعالى رحمة للعالمين ، وكافه للناس بشيرا . عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت :" إن أول ما بدى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين أراد الله كرامته ، ورحمة العباد به ، الرؤيا الصادقة، لا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا في نومه إلا جاءت كفلق الصبح ، وحبب الله تعالى إليه الخلوة فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه ( يتعبد ) الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء . فجاءه الملك فقال " اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال:
( اقرأ باسم ربك الذي خلق 0 خلق الإنسان من علق 0 اقرأ وربك الأكرم ) العلق:1-3).
وعندما رجع رسول الله صل الله عليه وسلم وفؤاده يرجف دخل على خديجة وأخبرها الخبر:
(لقد خشيت على نفسي، فقالت له خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق)
http://forum.hawahome.com/clientscri...es/extra98.gif
فانطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة وكان امرءا قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي . فقالت له خديجة : يا ابن عم اسمع من ابن أخيك : فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما أرى . فقال له ورقه : هذا الناموس الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم ؟ قال: " نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وأن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا .
ثم لم يلبث ورقة أن توفي وفتر الوحي
https://www.youtube.com/watch?v=Qebo75plRCE
منذ ذلك الوقت ظهر له ما يراد به ، فلم يكن ما جاءه في غار حراء إلا إيذانا له بأن مهمة ثقيلة خطيرة قد ألقيت على عاتقه ، وأن عليه أن يؤديها صبورا جلدا محتملا في سبيل أدائها ما قد يعرض من المشقة والتعب والأذى. وقد تجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كالداء ما كلف من مهمة وما حمل من أمانة ، فأخذ نفسه بأشد ما يأخذ الرجل به من الجهد والمشقة في ذات الله ، وأنفذ أمر الله في نفسه فيما اختصه به من التكاليف كما انفذ أمر الله في كل ما كلف أن يأمر الناس به. وانتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم هداية الوحي في أمره فإذا أمين الوحي جبريل لا ينزل عليه ، حتى شق ذلك عليه فأحزنه، وإذا ما حوله سكينة صامتة جعلته في وحدة من الناس ومن نفسه .. وإنه لكذلك إذ جاءه جبريل بسورة الضحى، يقسم له ربه وهو الذي أكرمه بما أكرمه ربه ، ما ودعه وما قلاه .
فقال تعالى : والضحى 0 والليل إذا سجى 0 ما ودعك ربك وما قلى 0 وللآخرة خير لك من الأولى 0 ولسوف يعطيك ربك فترضى 0 ألم يجدك يتيما فآوى 0 ووجدك ضالا فهدى 0 ووجدك عائلا فأغنى 0 فأما اليتيم فلا تقهر 0 وأما السائل فلا تنهر 0 وأما بنعمة ربك فحدث
ابتدأ رسول الله صل الله عليه وسلم بشكواه في مرضه الذي قبضه الله فيه بعد تجهيز أسامه بن زيد في أول شهر ربيع الأول ، وذلك بعد رجوعه من زيارة لبقيع الغرقد في جوف الليل ، وبعد أن دعا لأهل البقيع من الموتى واستغفر لهم ثم رجع إلى أهله . فلما أصبح فاجأه الوجع من يومه ذلك . ولما أشتد الوجع برسول الله صل الله عليه وسلم استأذن أزواجه أن يمرض في بيت عائشة-رضي الله عنها-فأذن له فأخرجه أهله إلى بيتها، وكان يستعين برش الماء على وجهه ورأسه وجسده ليقلل من حرارة جسده وليستطيع أن يكلم الناس أو أن يصلي بهم ، أو يوصيهم. وكان من وصاياه في مرض موته وصيته بأبي بكر وذكر فضله عليه ، ووصيته بالأنصار ، ودعوته إلى عبادة الله ونبذ الشرك
قبيل وفاته صل الله عليه وسلم لم يستطع الخروج إلى المسجد والصلاة بالناس .
فأرسل إلى أبي بكر - رضي الله عنه-أن يصلي بالناس ، فصلى بهم أبو بكر سبع عشرة صلاة قبل موته صل الله عليه وسلم.
وفي أثناء صلاة أبي بكر أحس رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة بنشاط ، فخرج لصلاة الظهر بين العباس وعلي -رضي الله عنهما- فوجد أبا بكر يصلي بالناس وأراد أبو بكر أن يتأخر لرسول الله صل الله عليه وسلم فأمره ألا يفعل وصلى عن يسار أبي بكر جالسا وأبو بكر يصلي واقفا مقتديا برسول الله صلى الله عليه وسلم
بينما كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يؤم الناس في صلاة الفجر من يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول في الحادي عشر من الهجرة، والنبي صل الله عليه وسلم يمرض في بيت عائشة رآه المسلمون يطل من باب الحجرة وهم يصلون ويبتسم لهم. فأراد أبو بكر رضي الله عنه أن يتنحى له عن الإمامة فأومأ له أن استمر واطمأن رسول الله صل الله عليه وسلم أنهم على صلاتهم يحافظون، وودعهم الوداع الأخير وأرخى ستر الحجرة، وعاد إلى فراشه رضي النفس مطمئنا
http://forum.hawahome.com/clientscri...es/extra98.gif
http://forum.hawahome.com/clientscri...es/extra17.gif