وما ادراك ما ليلة القدر
العباد الصادقون يتلهفون لإدراكها
فقد أنزل الله في فضلها سورة كاملة ، وجزءا من سورة أخرى ، وسماها الله أيضا بالليلة ( المباركة ) التي ( يفرق فيها كل أمر حكيم ) ويقدر فيها مقادير السنة مرة أخرى كما قدرت من قبل ، فالليلة عظيمة الشأن ( سلام ) من بدايتها إلى نهايتها
الأمم السابقة كان الناس فيها يعمرون سنين طويلة منهم من يبلغ الألف عام أو يزيد ، ومنهم العباد والقانتون ، أما أمتنا فقليل من يتجاوز السبعين عاما ، ولهذا أكرم الله هذه الأمة بليلة خير من ألف شهر ، أي تزيد على الثمانين عاما ، فأي كرم هذا وأي فضل من رب العالمين علينا
ليلة القدر هي ليلة تنتقل بين هذه الليالي العشر ، قد تكون السابعة والعشرين كما قال بعض الأولين ، وقد تكون في ليلة أخرى ، هي في الغالب إحدى الليالي الوتر إن أصبنا في أيامنا ومواقيتنا ، لكن الذي يضمن قيامه لهذه الليلة هو من قام بالعشر كلها ، وهذا هو الهدي النبوي ، بل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقوم العشر كلها ، ويعتكف في مسجد لا يخرج منه إلا ليلة العيد ، ليله ونهاره عبادة ، وكان يأمر أهله بالعبادة في هذا الشهر ، وكان إذا دخل العشر «شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله» رواه البخاري ، وكان يعلم زوجته الصديقة عائشة رضي الله عنها أن تقول في دعائها «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» صححه الألباني
ينبغي على من أدرك هذه العشر أن يغير حاله ، فمن كان مجتهدا في العبادة فليزد إجتهادا ، ومن كان مقصرا فليتوقف عن تقصيره وليبدأ صفحة جديدة بينه وبين الله ، فمن قام ليلة القدر إيمانا وإحتسابا غفر الله ما تقدم من ذنبه ، وعباد الرحمن يبيتون هذه الليالي سجدا وقياما ، ودعاء وقنوتا ، وبكاء وخشوعا ، وذكرا واستغفارا
مساكين والله من ضيعوا هذه الليالي في لهوهم وتسكعهم ، محرومون من انشغلوا بالمسلسلات والمشي في الأسواق والجلوس في المقاهي عن الإعتكاف والجلوس في المساجد والإخلاص في العبادة ، مهملون من تركوا أهاليهم في هذه الليالي فلم يشجعوهم على الصلاة والقيام وترك الذنوب والمنكرات ، هذه العشر الغالية قد بدأت ، والسباق الآن في آخره ، والصالحون قد بلغوا المنازل العالية ، فماذا نحن فاعلون؟! ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) المطففين : 26
اضغط لقراءة المزييييييييييييييييييييييد ×××××××××××××
مواقع النشر