تـأخير الأذكـار عقب أداء السنة البعـدية
===========================
الأصل في التسبيح والأذكار المطلوبة أدبار الصلوات أن تكون عقب الصلاة المكتوبة ،
وليس عقب السنة البعدية ،
لأن هذا ما تدل عليه ظواهر الأحاديث الشريفة الواردة في هذا الباب ،
ومن أصرحها حديث ثوبان رضي الله عنه قَالَ :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا
وَقَالَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ ، وَمِنْكَ السَّلَامُ ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) رواه مسلم
وكذلك حديث كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( مُعَقِّبَاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ - أَوْ فَاعِلُهُنَّ - دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ :
ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَسْبِيحَةً ، وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً ، وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ تَكْبِيرَةً )
رواه مسلم
يقول الشيخ الألباني رحمه الله :
" ( معقِّبات ) أي : كلمات تقال عقب الصلاة ، والمعقب ما جاء عقب قبله .
والحديث نص على أن هذا الذكر إنما يقال عقب الفريضة مباشرة ،
ومثله ما قبله من الأوراد وغيرها ، سواء كانت الفريضة لها سنة بعدية أو لا ،
ومن قال من المذاهب بجعل ذلك عقب السنة فهو مع كونه لا نص لديه بذلك ،
فإنه مخالف لهذا الحديث و أمثاله مما هو نص في المسألة " انتهى.
وذلك لا يعني نفي الأجر عن الذي يؤخر الأذكار بعد السنة البعدية ،
بل هو مأجور إن شاء الله ،
إلا أن الأولى هو الالتزام بظاهر السنة في هذا الشأن لتحصيل الأجر الكامل .
ثم إن في إتباع الفريضة بالذكر تحقيقا لسنة أخرى ،
وهي الفصل بين الفريضة والراتبة ،
فعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال :
( إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا بِذَلِكَ
أَنْ لَا تُوصَلَ صَلَاةٌ بِصَلَاةٍ حَتَّى نَتَكَلَّمَ أَوْ نَخْرُجَ ) رواه مسلم
يقول ابن باز رحمه الله :
" يدل على أن المسلم إذا صلى الجمعة أو غيرها من الفرائض
فإنه ليس له أن يصلها بصلاة حتى يتكلم أو يخرج من المسجد ،
والتكلم يكون بما شرع الله من الأذكار كقوله :
أستغفر الله . أستغفر الله . أستغفر الله .
اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ، حين يسلم ،
وما شرع الله بعد ذلك من أنواع الذكر ،
وبهذا يتضح انفصاله عن الصلاة بالكلية
حتى لا يظن أن هذه الصلاة جزء من هذه الصلاة .
الإسلام سؤال وجواب
مواقع النشر