قديما كان حسن المظهر يقاس بدرجة السمرة التى تبدو على البشرة. فكان الناس يقضون ساعات طوال على الشواطىء القريبة أو برك السباحة أو حتى فى أفنية منازلهم الخلفية ، بغية تعريض أجسامهم لآشعة الشمس .وهكذا ظل الحال حتى ثبت ، لسوء الحظ ، أن التعرض الزائد لآشعة الشمس يؤذى البشرة وقد يسبب الإصابة بسرطان الجلد. فليس هناك ، فى الواقع ، طريقة صحية مضمونة لإكساب البشرة اللون الآسمر.فالسمرة مثلها مثل الحروق الشمسية جميعها علامات على احتراق الجلد.
لقد أصبح التعرض لآشعة الشمس أكثر خطرا على الجلد فى السنوات الآخيرة ، حيث أدى اضمحلال طبقة الآوزون فى الغلاف الجوى المحيط بالآرض إلى نفاذ كمية أكبر من أشعة الشمس فوق البنفسجية والوصول مباشرة إلى سطح الكرة الآرضية .وقد شكل التعرض الزائد للآشعة فوق البنفسجية تهديدا خطيرا على صحة الإنسان بوجه عام .فإلى جانب التأثير المباشر للحروق الشمسية ، يتسبب التعرض المفرط للإشعاع فوق البنفسجى ، بمرور الوقت ، فى الإصابة بسرطان الجلد وأمراض العيون وقصور جهاز المناعة والشيخوخة المبكرة.فى الولايات المتحدة ، يصيب سرطان الجلد واحدا من بين كل خمسة أمريكيين ، ويكتشف الآطباء أكثر من 500000 حالة سرطان جديدة فى كل عام . أما فى أستراليا يعد سرطان الجلد أكثر أنواع السرطان شيوعا ، حيث يودى بحياة 800 شخص سنويا.
من هو المعرض للآصابة بسرطان الجلد ؟؟
الآشخاص ذوى البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الآشقر أو الآحمر والوجوه ذات النمش ، هم أكثر الناس عرضة للإصابة بالحروق الشمسية وسرطان الجلد.و تلعب الوراثة دورا رئيسيا فى الاستعداد للإصابة بسرطان "الميلانوما"أخطر أنواع سرطان الجلد على الآطلاق . لذا ، يجب فحص جميع المقربين لمرضى سرطان الجلد ، كالإخوة و الآخوات والآباء والآمهات ، لدى الطبيب المختص ، مرة واحدة كل عام على الآقل ، للتأكد من عدم إصابتهم بالميلانوما .وبما أن هؤلاء الآقارب معرضون بنسبة أكبر لخطر الإصابة بسرطان الجلد ، فهم غير محصنين تماما ضد الإصابة بهذا المرض.حتى الآشخاص ذوى البشرة البنية والسوداء ليسوا بمنأى عن الإصابة بسرطان الجلد.
الآطفال ، على وجه الخصوص ، معرضون أيضا لآضرار الآشعة فوق البنفسجية ، حيث قدرت فترة التعرض لآشعة الشمس بنسبة 80 فى المائة من عمر الآنسان قبل بلوغه سن الثامنة عشرة.فمجرد إصابة الشخص فى طفولتك بحرق شمسى واحد، أو أثنين ، كفيل بمضاعفة احتمالات إصابته بالميلانوما فى مستقبل حياته.
الاعتدال فى التعرض للشمس
ابتعد عن أشعة الشمس المباشرة قدر المستطاع ، خاصة فيما بين العاشرة صباحا والثالثة عصرا.رتب للقيام بنشاطاتك الخارجية فى الصباح الباكر أو فى آخر النهار.ولا تأمن أخطار أشعة الشمس حتى فى الأيام الغائمة ، لأن 80 فى المائة من الإشعاع الشمسى لديه القدرة على النفاذ من خلال الغيوم .عندما تكون فى الخارج ، أبق فى أماكن الظل أو تحت مظلة.
ارتد الملابس الواقية من الشمس ، بحيث تغطى أكبر جزء من جسمك قدر الإمكان . استعمل الأقمشة فاتحة اللون المصنوعة من أنسجة طبيعية لأنها تعكس الأشعة بدلا من امتصاصها .ارتد ملابس فضفاضة ذات أكمام طويلة وسراويل أو تنانير واسعة وطويلة وكذلك قبعة ذات حافة عريضة.لا تنس حماية عينيك بنظارات شمسية عالية الجودة بحيث توفر لعينيك الوقاية بنسبة 100 فى المائة من الأشعة فوق البنفسجية التى تسبب الإصابة بالمياه البيضاء وأمراض العيون الأخرى.
امسح جلدك بالدهان الواقى من أشعة الشمس ، وتذكر أن هذا الدهان ليس مبررا لزيادة تعريض جلدك لأشعة الشمس المباشرة ، لأنه لا يوفرالحماية الكاملة.اتبع تعليمات الشركة المنتجة بشأن طريقة الاستعمال ، واختر الدهان الذى يحمل عبارة "حماية شاملة broad spectrum" وهو الدهان الواقى من الأشعة فوق البنفسجية بنوعيها (ألف) و (باء).يوصى معظم أطباء الأمراض الجلدية باستعمال الدهان الواقى الذى يزيد عامل الوقاية فيه على 15 درجة (spf-15). أما بالنسبة لذوى البشرة الأكثر بياضا ، فعليهم استعمال دهان لا يقل عامل الوقاية فيه عن 30 درجة.ابحث عن الدهان المبين عليه عبارة " ثابت ضوئيا photostable" التى تعنى عدم تحلل مواده الكيميائية الواقية بفعل تعرضها للأشعة فوق البنفسجية.استعمل الدهان قبل خروجك بحوالى 15 دقيقة ، وكرر استعماله بصفة مستمرة بعد زوال الدهان نتيجة العرق أو البلل بالماء أو حتى بعد زوال الدهان نتيجة العرق أو البلل بالماء أو حتى بعد تجفيف جسمك بالمنشفة.
توخ المزيد من الحذر عند استعمال الأدوية الموصوفة طبيا ، لأن بعضها يجعلك أكثر عرضة لأضرار الشمس .راجع طبيبك إن كنت ممن يخضعون للعلاج بالمضادات الحيوية أو أدوية معالجة حب الشباب أو العقاقير المضادة للاكتئاب أو مضادات الحساسية أو حبوب تنظيم النسل . واقرأ ايضا التحذيرات الواردة فى النشرة المرافقة بالعبوة.
احم أطفالك من أضرار أشعة الشمس منذ مولدهم ، فقواعد الوقاية الخاصة بالكبار تنطبق أيضا على الصغار . استخدم الدهانات المخصصة للأطفال أو للبشرة الحساسة. عندما يكبر أطفالك لدرجة تمكنهم من الاستيعاب والفهم ، علمهم كيف يحمون أنفسهم من أضرار أشعة الشمس . أكد لهم أن السلامة من أخطار أشعة الشمس هى مفتاح اجتناب المخاطر الصحية فى المستقبل.
افحص بشرتك مرة كل شهر على الأقل ، وتحقق من كل شامة أو علامة خلقية لملاحظة ما أذا كانت قد طرأت عليها أية تغيرات أو ظهرت علامات جديدة لم تكن موجودة من قبل.تعرف إلى العلامات التخذيرية المبكرة لسرطان الجلد ، واطرح الأسئلة الأولية عن سرطان الميلانوما :
التشابه : هل يختلف نصف الشامة عن نصفها الآخر؟
الحواف : هل الحواف ناتئة وغير مستوية وغير واضحة المعالم والحدود؟؟
اللون : هل يظهر اللون واحدا أم تتعدد درجاته؟
القطر : هل يزيد حجمها على حجم ممحاة قلم الرصاص؟
إذا أجبت بنعم عن سؤال واحد فقط ، فعليك بزيارة الطبيب فورا.علما بأن الحكة الجلدية تعتبرأيضا إحدى العلامات المنذرة بالخطر.
ومع أن الوقاية تعتبر من أهم عوامل محاربة سرطان الجلد ، إلا أنه يلزم الانتباه أيضا إلى أن أغلب أنواع السرطان يمكن معالجتها عند اكتشافها فى مراحلها الأولى .وبعد سرطان الخلية القاعدية وسرطان الخلية الحرشفية من أكثر أنواع الأورام الجلدية شيوعا التى حققت نسبة نجاح عالية فى معالجتها ، تراوحت بين 95 و 97 فى المائة. بينما يبلغ معدل وفيات سرطان الميلانوما -الآشد فتكا بين سرطانات الجلد قاطبة - من 20إلى 25 فى المائة على أقل تقدير.أما إذا تم الكشف المبكر عن سرطان الميلانوما ، فقد تصل نسبة الشفاء منه إلى 100فى المائة تقريبا. فكلما طالت غفلتك عن هذا الوباء ، تضاءلت فرص الشفاء منه.
بقليل من العناية والجهد ، يمكنك حماية نفسك وعائلتك من معظم الأمراض الجلدية التى تسببها أشعة الشمس . حقا ، سلامتك تستحق بذل قصارى الجهد.
منقوول
رد مع اقتباس
مواقع النشر