السلام عليكم ورحة الله
لو نظرتي معي إلى برنامج تلك الداعية لرأيتي الهمة العالية والإعداد الجيد
وجودة الأسلوب وحسن الخلق.. وغير ذلك من صفات وآداب الداعية.
ولكن لعل عينك أن تدمع، ولعل قلبك أن يحزن إذا علمت
أن كل تلك الصفات لا تخرج من تلك الداعية
إلا في تعاملها مع الآخرين لا الأقربين.
نعم.. بكل صدق وصراحة وبعيداً عن المدح والثناء،
إننا نلاحظ بعض من لها مشاركات في العمل الدعوي
أياً كان نوعها نراها مقصره مع أقاربها مجتهدة مع غيرهم.
ولو رجعنا إلى المصدر الرباني والمنهج السوي لرأينا (( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ )) [الشعراء:214].
وعندما نتأمل حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
نرى أن من الأولويات عندهم دعوة الأقربين (( إذ قال لقومه )) (( يا قوم )) مما يؤكد لك العناية بالأقربين.
وهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم يقف على الجبل ويعلنها لأقاربه: ( لا أغني عنكم من الله شيئاً ) صحيح البخاري
وانظري في زيارته لعمه أبي طالب عند موته وتبليغه للدعوة، ولكن عمه مات كافراً والعياذ بالله.
وتأملي في لقائه بقريش ورؤسائهم من الأقربين وغيرهم مما يبين لك الحرص على الأقربين.
وهنا إشارات متفرقة:
- لا بد أن يكون من الأولويات دعوة الأقارب.
- الحرص على إتقان الوسيلة في دعوتهم.
- مراعاة جانب المصلحة والمفسدة في ذلك، فقد تري عندهم عادات متأصلة ولكنها مخالفة للشريعة،
فلا يحملك رؤيتك لهذا الخطأ من إغفال جانب المصالح والمفاسد.
- قد تشاهدي منهم سخرية واستهزاء فلا تبالي بذلك؛ لأنهم في الغالب لا يقدرون الداعية التي منهم،
ولكن لو جتهم ضيفه داعية لاحترموها وقدروها ، وكما قيل : أزهد الناس في العالم أهله.
. قد لا تجدي نتيجة بل قد تجدي الرفض الكامل لدعوتك فلا تحزني،.
- احرصي على ترتيب برامج في دعوتك مع أقاربك وضعي آلية مناسبة.
- ابحثي عن من يعينك من الأقارب في هدفك الدعوي ليسهل لك الأمر (( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي ))[طه:29] .
- لا تستعجلي النتائج وكوني متفائلة وأبشري بخير.
منقول
رد مع اقتباس
[/QUOTE][/img]
مواقع النشر