أثناء تصفّحي لبعض الكتب, وجدت كتابا لامس شغاف قلبي
محتواه قيّم وكلامة على درجة عالية من الرّقي,
يتحدّث فيه الكاتب عن خلق المرأة المسلمة
بعبارات سلسة وتعبير جدّ مفهوم وشامل .
هو عبارة عن عدد من الوصايا .
وأحببت أن أطرحة في هذا القسم ,ولطوله أفضل تقسيمه
في كلّ يوم وصيّة أو إثنان
ولا أدري إن كان هذا ملائما وهل سبق طرح مثله
وفي هذه الصّفحة سأنزّل الوصية الأولى وأنتظر ردود المشرفات
حول المواصلة,ولكن الشكر مسبّقا.
إليكِ أختي الكريمة بيان كل ما يتعلق بخلق المرأة المسلمةفي جميع الدين
فإن عملت به حصل لك خير عظيم في الدنيا والآخرة
وكنت في عداد الصالحات القانتات, وقد جعلت ذلك في وصايا جامعة
وحرصت على التنبيه على بعض الأخطاء والتصرفات المخالفة للشرع المنتشرة في واقعنا .
والله يحفظك ويرعاك ويوفقك لما يحبه ويرضاه.
الكاتب(سأذكر اسمه في النّهايه)
الوصيّة 1
أخلصي في عباداتك كلّها وليكن هدفك منها وجه الله والدار الآخرة
ولا يكن همك نيل الشهرة والصيت الحسن
والمنصب أو المال أو شيئاً من أغراض الدنيا
قال تعالى:وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ (1)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم :
( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).
متفق عليه .
فإن أردتِ بعمل الآخرة شيئاً من الدنيا حبط عملك.
ولا حرج عليك إن عملت خيرا وأحسنت للخلق
وأنت محتسبة للثواب
ثم أثنى الناس عليك وذكروك بخير
لأن ذلك عاجل بشرى المؤمن في الدنيا كما جاء في الخبر.
ووحدي الله في جميع أنواع العبادة وتوجهي له وحده دون ما سواه
ولا تشركي به أحداً مهما كان قل أو كثر قال تعالى :
{ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً }. (2)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
(من مات وهو يشرك بالله دخل النار). رواه مسلم.
ولتكن حياتك وحركاتك وسكناتك متعلقة بالله تقدست أسماؤه
قال تعالى { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ }
(1)سورة النساء الآية (36).
(2) سورة الأعراف الآية (162).
الوصية 2
اعتقدي بوحدانية الله في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وألوهيته
اعتقاداً جازماً لا شك فيه وآمني بأصول الإيمان الستة ب
الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره .
قال تعالى : (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ
كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)(1),
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
(الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه واليوم الآخر ،
والقدر خيره وشره من الله تعالى).
رواه مسلم..
واعلمي أنه لا يصح إيمانك إلا بالإيمان بجميع هذه الأصول
واحرصي على تصحيح عقيدتك وتنقيتها
من جميع وسائل الشرك والشوائب والبدع
فإنه لا يصح العمل ولا يقبل عند الله إلا إذا صحت العقيدة
فهي أساس الدين وبها تنجين من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
فأكثري من البحث والقراءة والسؤال عنها
ولا تقنعي بالتقليد والاكتفاء بمحفوظاتك في الصغر
بل تعلمي تفاصيل العقيدة وتبصري بها.
وإذا نزل بك أمر فافزعي إلى الله وتوكلي عليه وعلقي قلبك به
ولا تتوجهين في دفع كربك وتفريج همك إلى طلب مخلوق وإغاثة غائب
مهما كانت منزلته لأنه عاجز عن دفع الضر عن نفسه فكيف عن غيره
كما قال تعالى: (وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّك).(2)
وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك
وشدد فيه في أخبار صحيحة وأحاديث مستفيضة ،
بل لم يعرف أنه شدد في شيء كما شدد
في صرف العبادة لغير الله واتخاذ أنداد لله.
(1):سورة البقرة الآية (285).
(2): سورة يونس الآية (106).
مواقع النشر