ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقـد شاع في كثير من الناس أخلاق سيئة من حصـائد
اللسان فكثير من الناس لا يبالون بالكذب ولا يهتمون
به و لم يَحْذَروا من قول النبي صلى الله عليه و سلم
" إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلـى
النــــار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتـى
يكتب عند الله كذابًا " رواه البخاري
كثيـر مــن النــاس يظنون ظنونًا كاذبةً فيشيعها فـــي
الناس من غير مبالاة بها وربما كانت تسيء إلى أحد
مـن المسلمين و تشوه سمعته وليــس لهــــا حقيقة
فيـبوء بإثــم الكذب و إثـم العدوان عـلى أخيه المسلم
ويخشى أن يكون ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه
و سلم " إن الرجل يتكـلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا
يهـــــوي بها سبعيـــن خريفًا في النار "(1)
هؤلاء الذين ينقلون للناس ما يفكرون بــه من أوهام
لا حقيـــقة لهـا ربما يكون في كلامهم إلقاءً للعداوة
والبغضاء بين المسلمين فيتفكك المجتمع و تتفرق
الجماعة من أجل أمور وهمية وظنون كاذبة .
كثيــر مــن الناس ينقــلـون الكلام عن غيرهم بمجرد
الإشاعات وربما لو بحثت عن هذا النقل لوجدته كذبًا
لا أصـل له أو محرفًا أو مزيدًا أو منقوصًا والمؤمن
والعاقل هــو الــذي يتثبت فــي الأخبار ويتحرى فـــي
نقلها حتى لا ينقل إثمًا ولا كذبًا وفي الحديث الصحيح
عن النـبي صـلى الله عليه وسلم " إن الرجل ليتكلم
بالكـلمة ما يتبيــن فيها ـ أي ما يتـثبت ولا يعلـم هل
هي خير أو شر صدق أو كـــذب ـ يزل بها في النار
أبعد مما بين المشرق " رواه البخاري
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
" كفى بالمرء إثمًا و في رواية كـذبًا أن يحـدث بكل
ما سمع " رواه مـسلم
فيـا أيها المسلمون احفظوا ألسنتكم لا تطلقوا عنانها
فتهـلككم إذا أردتم الكلام فــي شيء فتذكروا قول الله
تعالى (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وقوله
صــلـى الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم
الآخـــــــر فليقل خيرًا أو ليصمت " رواه البخــاري
و اعلموا أنكــم محاسبون على كـل كلمة تخـرج من
أفواهكم فما جوابكم يـوم القيامة إذا سئلتم ألم تتكلم
بكذا وكـذا فمــن أين وجدت ذلك وكيـف تكلمت ولم
تتبين الأمر أيهـــا المسلــم لا تطلق لسانك بالقـــول
لمجرد ظـن توهمته أو خبـر سمعته فلعلك أن يكون
ظنك كاذبًا ولعل الخبر أن يكون كاذبًا وحينئذ تكون
خاسرًا خائبا قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَقُـولُوا قَوْلاً سَــدِيداً70 يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ )
سورة الأحـزاب
كتاب : الضياء اللامع من خطب الجوامع
للشيخ محمد العثيمين ( بتصرف )
(1) رواه الترمذي و ابن ماجه وصححه الألباني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواقع النشر