السلام ورحمة الله وبركاته...
يتعرض الناس في هذه الحياة للكثير من المواقف والظروف والابتلاءات, وتتفاوت ردود الفعل تفاوتاً عجيباً, فمنهم من يبتليه الله بمصائب وأمراض تسبب له الأذى والتعب ذهنياً وجسدياً لكنك تجدينه يتمتع بنفس مطمئنة وراحة نفسية, ومنهم من رزقه الله بالمال الوفير والسعة في أمور الدنيا لكنه يحمل بين جنبيه هماً وطفشاً وكآبة ونكداً, فما السر إذاً ؟
إنها الروح.. قد يكون الإنسان معاقاً جسدياً بشلل بأطرافه وقد تعتبر المرأة معاقة إذا كانت عقيماً لكن المهم ألا تكون الروح معاقة أن تبقى الروح منطلقة في سماء الإبداع, صحيح أن العقم يعتبر إعاقة كبيرة لأداء دور مهم في حياة الإنسان للذكر والأنثى على حد سواء لكن إذا قدّر على الإنسان العقم فهل يعني ذلك انتفاء دوره وأهميته في الحياة ؟ هل معنى ذلك أن يستسلم لهذه الإعاقة ويظل حبيس أحزانه ؟ هل معنى ذلك أن يترقب بخوف ووجل, ماذا سيقول الناس عنه؟ ويلوم نفسه من أجلهم؟ ألا توجد مجالات في الحياة يؤكد فيها الإنسان من خلالها دوره وأهميته؟
إن المرأة التي لا تستطيع الإنجاب يمكن لها أن تتزوّج, لأنّ الزواج له غايات وأهداف من حصول السكن والطمأنينة وليس فقط للإنجاب إضافة إلى أنه يمكن من خلاله كفالة يتيم أو أكثر وتربيته ...
يجب أن تكون صورتك عن ذاتك صورة مشرفة ( بغض النظر عن نظرة الناس ) لأنها هي الخطوة الأهم لتتغلبي على الإحساس بالعجز والكآبة . إن هذه النظرة التي ملؤها الاحترام والتقدير لذاتك ستكسبك الثقة بقدراتك ومواهبك للانطلاق في ميادين الحياة, إنك بهذه النظرة تقدّرين أن لديك الكثير من المزايا والإيجابيات كما أن لك في الوقت ذاته قصورا وضعفا في جوانب معينة فهي نظرة متوازنة لا تركز على جوانب القصور فقط فيكون الانطباع النهائي هو انطباع سيّء وهذا بدوره سينعكس على نفسيتك وعطائك ...
من جهة أخرى فإن هذا الانطباع الجيد عن ذاتك سيكون واقياً وحاجزاً من الأثر النفسي السلبي لمواقف التهميش والإهمال التي تصدر من الغير
من فوائد هذه النظرة المتوازنة لنفسك أيضاً أنك ستتعاملين مع الناس بطريقة متوازنة
حاولي طلب العلاج لحالتك , عليك أن تأخذي من طبيبك جميع تفاصيل الحالة ومضاعفاتها وتأثيرها على الزواج والإنجاب ...الخ حتى تكون لديك صورة متكاملة عن الحالة, وفي حال تقدم أحد لخطبتك لابد أن يخبر عن العقم إن أكُد ذلك طبيبك المعالج .
وأخيراً أختي الكريمة إن احترامك وتقديرك لذاتك يجعلك تضعين رضا الله سبحانه وتعالى أمام عينيك وتعملين من أجل تحقيقه, وستجدين بإذن الله أن الكثير من الضيق والكآبة التي لديك ستتلاشى كما أن الخوف والقلق المبالغ فيه عن كلام الناس ونظرتهم سيقل بشكل كبير لأن احترامك لذاتك جعلك تنشدين هذه الغاية الأسمى عن جميع البشر وهي رضا الله وحبه والذي لا يعجزه أن يشفيك وأن يفتح في وجهك أبواب الرزق والتوفيق في أمور دينك ودنياك .
وفقك الله وأعانك،
منقول مع بعض التّعديلات
مواقع النشر