أختي المسلمة:
لا شكَّ أنَّ البعض يعاني من الفراغ، فالساعات تمرّ والأيام تمرّ وليس وراء ذلك غير الضجر والملل، فكيف نقطع الوقت، وكيف نستفيد من الوقت؟ إنَّها قضية كبرى وقضية عامة؛ فالوقت لا بدَّ أن يُملأ بشيء مفيد وشيء حسن، فقد يُملأ بالتفاهات والسخافات، بل بما لا يحمد عقباه، مثل الاكتئاب الذي هو من أمراض هذا العصر.
ما الدواء لهذا، وما العلاج؟ يقول علماء التربية وعلماء النفس: إنَّ أول خطوة في سبيل الحل هي أن نحسّ بالمشكلة، أن نشعر أنَّ هناك مشكلة فعلية وخطيرة، وأمَّا العلاج فليس هناك إلا علاجاً واحداً، وهو أن يحمل الإنسان رسالة في الحياة، أن يحمل غاية سامية، أن يحمل همَّاً يقيمه ويقعده ولا يرتاح حتى يعمل لتحقيقه، وإنَّ أعظم رسالة يحملها الإنسان هي رسالة الإسلام، علماً وعملاً وتبليغاً للنَّاس. وإنَّ هذا الدين يسر (ولقد يسَّرنا القرآن للذكر)
المسلمة التي تحمل همّ القرآن لن تشعر بالفراغ أبداً، بل تتمنى مزيداً من الوقت لتقوم بالواجبات، وهل يليق بالمسلمة أن تكون تطلعاتها مادية بحتة، تتأوه وتتحسَّر كلما رأت شيئاً من زخارف الدنيا، كلما رأت سيارة فارهة أو (فيلا) واسعة، أو محلات ملابس لأرقى الأزياء الأوربية.. هل تقول (ياليت لنا مثل قارون)وإن كان الإسلام يجمع بين الدين والدنيا، ولكن المسلم لا يكون أبداً عبداً للأثاث والرياش.
إنَّ من مميزات الإسلام الفريدة؛ أنَّ الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بخاتم الرسالات، وهيأ له جيلاً كاملاً يحمل الرسالة، أمة إسلامية وسطاً، يقول أحد أفرادها: "ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله". فلم يكن لنبي قبله مثل هذا الجيل ومثل هذه الأمة، نحن أمَّة تحمل رسالة، لها مركز خطير بين الأمم والشعوب، وليس حمل الرسالة حكراً على جيل دون جيل، ولا على الرجال دون النساء، فقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها أول من أسلم، وكانت سميَّة أمَّ عمار أول شهيدة في الإسلام، وتاريخ الإسلام حافل بأسماء العالمات كالســيدة كريمــة المروزية (365ـ463هـ) كانت تروي صحيح البخاري، قال ابن الأثير: "انتهى إليها علو الإسناد للصحيح، ويقال لها: أمَّ الكرام، وبنت الكرام".
ارجعي ـ أختي المسلمة ـ إلى كتب التراجم، فسترين حشداً كبيراً من النساء اللائي حملن رسالة الإسلام.
الكاتب : محمد العبدة
:: تعليق ::
ياترى كم من النساء تحلم بحمل هـذه الرساله .. !!
هيا أخيّه شمرى ..فمازال هناك وقت لحملها ونشرها ..
قارنى بين نشاط المسلمين فى الدعوه وبين نشاط المنصرين ..؟
فهل نعتبر ..فهل نعتبر .. فهل نعتبر ..
أمل الدعوة0
مواقع النشر