ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ
وَاعْلَمُـواْ أَنَّ اللّهَ يَحُـولُ بَيْـنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِـهِ وَأَنَّهُ إِلَيْـهِ تُحْشَرُونَ *
وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ
اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } الأنفال 24 - 25
يأمـــر تعــالى عباده المؤمنين بما يقتضيه الإيمان منهــم وهـــو
الاستجابة للّه وللرسول ، أي : الانقياد لمــا أمـرا بــه والمبادرة
إلى ذلك والدعوة إليــه ، والاجتناب لما نهيا عنـه ، والانكفاف
عنه والنهي عنه .
وقـولـه : { إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ } وصف ملازم لكل ما دعا اللّه
ورسوله إليه ، وبيان لفائدته وحكمته ، فإن حياة القلب والروح
بعبودية اللّه تعالى ولزوم طاعته وطاعة رسوله على الدوام .
ثم حذر عن عدم الاستجابة للّه وللرسول فقـال { وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ
يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } فإياكم أن تردوا أمر اللّه أول ما يأتيكم،
فيحال بينكم وبينه إذا أردتموه بعد ذلك ، وتختلف قلوبكم ، فـإن
اللّه يحول بين المرء وقلبه، يقلب القلوب حيث شاء ويصرفها
أنى شاء .
فليكثر العبد مــن قــول : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ،
يا مصرف القلوب ، اصرف قلبي إلى طاعتك .
{ وَأَنَّهُ إِلَيْـهِ تُحْشَرُونَ } أي: تجمعون ليوم لا ريب فيه ، فيجازي
المحسن بإحسانه ، والمسيء بعصيانه .
{ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً } بــل تصيـــب
فاعل الظلم وغيره ، وذلك إذا ظهر الظلم فلم يغير، فـإن عقوبته
تعم الفاعل وغيـــره ، وتقـوى هذه الفتنة بالنهي عـن المنكر ،
وقمع أهل الشر والفساد ، وأن لا يمكنوا من المعاصي والظلم
مهما أمكن .
{ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } لمن تعرض لمساخطه ،
وجانب رضاه .
الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
( ص 318 ) للشيخ : عبد الرحمن السعـدي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواقع النشر