لعالم وحاجته لهدي الرسول.
صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 4 من 13

الموضوع: لعالم وحاجته لهدي الرسول.

  1. #1
    محررة بيت حواء الصورة الرمزية بلا كثرة حكي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولأ فامشوا في مناكبها )
    المشاركات
    4,431
    معدل تقييم المستوى
    86

    لعالم وحاجته لهدي الرسول.



    أكرم الله البشرية جميعًا بالرسالة الخاتمة التي بعث بها نبيَّه محمد بشيرًا ونذيرًا للناس كافة، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: 28]؛ ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها.
    يجب أن نقف وقفة متأنية مع أنفسنا، ونتساءل قائلين: لماذا يحارب البعض من غير المسلمين الإسلام؟ رغم قيمه الرائعة وإنسانيته العظيمة، ورغم الأدلَّة الباهرة على صدق نبوة محمدr، وهؤلاء لا يكتفون بمجرَّد التكذيب والإنكار بل يتجاوزونها إلى مرحلة سبٍّ وقذفٍ وطعنٍ وتجريح!
    ويقف المسلم أحيانًا حائرًا مدهوشًا أمام هذه التيارات المهاجمة للإسلام، والطاعنة في خير البشر، وسيد ولد آدم ، ويتساءل متعجبًا: كيف لم تَرَ أعينهم النور الساطع؟! وكيف لم تدرك عقولهم الحقَّ المبين؟!
    وإن هذه الحيرة وتلك الدهشة لتزول، ويتلاشى معها العجب والاستغراب عندما ننظر في أحوال هؤلاء المنكرين المكذبين الطاعنين اللاعنين..
    إنهم ما بين حاقد وجاهل..
    أمَّا الأول: فلا ينقصه علم ولا دراية؛ إنه رأى الحقَّ بوضوح، ولكنه آثر -طواعيةً- أن يتَّبع غيره، أمَّا لماذا خالف وأنكر فلأسباب كثيرة: فهذا محبٌ لدنياه، وذاك مؤثرٌ لمصالحه، وهؤلاء يتبعون أهواءهم، وأولئك يغارون ويحسدون. إنها طوائف منحرفة من البشر لا ينقصها دليل، ولا تحتاج إلى حجة، وفيهم قال ربنا I: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [النمل: 14].
    وهذه الطائفة -التي تقاتل الدين عن رغبةٍ وقصد، وتحارب الفضيلة والأخلاق عن عمدٍ ودراية- قليلة بالقياس إلى الفريق الثاني (عموم الناس)، الذين لم يعرفوا الدين من مصادره الصحيحة، إنما صُوِّر لهم على أنه بدعٌ منكرة، أو تقاليد بالية، إنهم فريق الجُهَّال الذين ينقصهم العلم، أو البسطاء الذين يفتقرون إلى شرحٍ وتوضيح، أو حتى العقلاء الذين يحتاجون إلى دليلٍ وبرهان.
    إن هذا الفريق الثاني يحتاج ببساطة إلى (العلم)؛ ليعرف حقيقة الإسلام كما عرفه شعب فارس وشعوب الشام ومصر وشمال أفريقيا، بل نصارى الأندلس والأناضول وشرق أوربا، وشرق وغرب أفريقيا، وإندونيسيا وأرض الملايو والهند وغيرها، ويحتاج أن نعرض عليه رسالة الإسلام التي أنزلها الله I على محمد ، وأن نشرح أحوال وأخلاق وطبائع النبي العظيم رسول الله ؛ فيكون هذا سبيلاً لهداية السواد الأعظم من الناس.
    فما أحوج العالم في ظلِّ ما يعانيه من مشكلات رهيبة وضلال مبين إلى هدي رسول الله الرباني، وخاصة أن عالمنا اليوم شبيه كل الشبه بما كان عليه العالم وقت بعثته ، وإنه ما من شكٍّ أن منهج الرسول r سيُخْرِجنا من ظلمات الجهل والغفلة إلى نور الإسلام، كما أخرج العالم من قَبْلُ ممَّا يعانيه، كما أن الإنسان في عصرنا الحاضر فَقَدَ القدوة والمَثَل، بل وفقد إنسانيته وأصبح يعيش لاهيًا عابثًا بلا هدف؛ لذلك فهو دائم البحث عن المَثَل الأعلى والقدوة الحسنة، ولن يجد ذلك إلاَّ في رسولنا ، وليس عجيبًا أن يدرك ذلك عظماء الغرب، فها هو ذا برنارد شو وجوته.. وغيرهما يتَّخذون من النبي القدوة والمثل؛ لأن رسول الله كان كذلك.

    كيف نصحح رؤية العالم للإسلام؟


    ولكن العالم لن يفهم ويدرك عظمة الإسلام إلاَّ إذا قمنا بتصحيح رؤيته لنا، ولا نعني بكلامنا هذا أن نتنازل عن ثوابت الإسلام وقيمه من أجل ذلك، ولكننا نعني بذلك أن نبذل الجهد والطاقة في سبيل تقديم قيم الإسلام وحضارته لكل العالمين، وهناك وسائل عديدة:
    أوَّلها: أن نعمل على فتح آفاق الحوار البنَّاء مع المنصفين من مفكري وعلماء الغرب، بل شعوبه التي لا تعرف شيئًا عن الإسلام، ومحاولةِ إقناعهم بالحُجة العقلية والبيان الواضح الهادئ، والسلوك القويم الرائع.
    وثانيها: أن ننفق الأموال في إنشاء وتطوير المؤسسات الإعلامية التي تَصِلُ بالإسلام إلى كل العالم، وكذلك استغلال كل المنافذ المتاحة من فضائيات وإنترنت وصحافة لنشر قيمنا وحضارتنا وتعريف العالم برسولنا محمد ، ووضع منهجية ملائمة للخطاب الإسلامي الموجَّه للشعوب الغربية والآسيوية والأفريقية وغيرها، وأن تكون هذه السياسة مبنية على دراسات واقعية تتمُّ لهذه المناطق؛ لنَعْلَم مواطن الشبهات، ومواطن الاتفاق والاختلاف، ومتابعة ما تُثيره وسائل الإعلام عن الرسول من أقوال منافية للحقيقة، والردّ السريع عليها بأسلوب حاسم دون فحش في القول، أو تعدٍ في الأسلوب.
    أمَّا ثالثها: وهو من الأهمية بمكان فيتعلَّق بالمؤسسات والجامعات الشرعية، التي يجب عليها أن تُخْرِج لنا علماء ودعاة عصريين، وذلك بتغيير النمطية التي تُدَرَّس بها العلوم الإسلامية، لتناسب العصر الحديث، وتتناغم مع أسلوب الحياة، وذلك من باب خاطبوا الناس على قدر عقولهم، بل ويجب علينا تغيير مناهج التعليم في مدارسنا؛ حتى ينشأ الطفل والشاب وهو يدرك عظمة الإسلام وعظمة رسوله ، فيتحرَّك بهذه المبادئ والقيم ناشرًا للإسلام في صورة حية حركية، وتحميس هؤلاء الشباب لقراءة حياة نبينا محمد ، ولعل مثل هذه المسابقة تكون فاتحة خير تُشَجِّع القادرين ماديًّا وعلميًّا لدعم مثل هذه المسابقات على مستوى العالم الإسلامي.
    ورابعها: إنشاء مؤسسات للترجمة إلى كل لغات العالم الحية؛ حيث نترجم الكتب التي تشرح الإسلام بطريقة سهلة ميسرة، بل وإرسال دعاة يتحدثون بهذه اللغات إلى بلاد العالم أجمع.
    أمَّا خامسها: فيتعلق بالجاليات الإسلامية في الخارج، التي يجب عليها أن تعمل معًا على تحقيق أهداف مُوَحَّدة تخدم فيها الإسلام؛ تنشر صورته الرائعة ومبادئه الراقية، كما يجب على العالَمِ الإسلامي أن يُنْشِئ أوقافًا لدعم هذه الجاليات الإسلامية في العالم أجمع؛ مادِّيًّا بتوفير المبالغ التي تساهم في تبوُّأ المسلمين للمناصب العلمية المؤثِّرة داخل هذه المجتمعات لتقديم صورة رائعة عن الإسلام، وعلميًّا عبر تقديم المراجع المهمَّة والضرورية التي تُقَدِّمالحضارة الإسلامية للغرب تقديمًا بحسب عقليته وخلفياته.
    هذه بعض الأفكار لتحسين صورة الإسلام ورسوله في الغرب، التي لا يتسع المجال للإسهاب والتفصيل فيها، ولكن ينبغي التنبيه على أن ذلك لن يجدي في تغيير صورة الإسلام في الغرب إذا لم نُعِدْ بناء بيتنا من الداخل؛ بتصحيح المفاهيم الأساسية لَدَيْنَا؛ والاتجاه نحو الوسطية والاعتدال؛ مصداقًا لقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]. ثم السير قُدمًا نحو تحقيق دعائم الاستخلاف الحضاري، وتنمية المجتمعات الإسلامية تنميةً قائمةً على مبادئنا وأهدافنا، والأخذ بأسباب القوة بالتقدم المعرفي والعلمي والتقني، وتطوير المنظومة التربوية والتعليمية.
    فلو لم نعش الإسلام بقيمه الإنسانية في العدل والحرية والمساواة، وانعكس ذلك في ضروب سلوكنا الاجتماعي والسياسي والثقافي لدى الشعوب والحكام؛ فسنكون فتنة لغيرنا من غير المسلمين ولندعو الله جميعًا قائلين: {رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} [الممتحنة: 5].
    وَصَلِّ اللهم وسَلِّم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين.

    د. راغب السرجاني.


    مثال تولُّد الطاعة، ونموِّها، وتزايدها - كمثلنواة غرستها، فصارت شجرة، ثم أثمرت، فأكلتَ ثمرها، وغرستَ نواها؛ فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمره، وغرست نواه.
    وكذلك تداعي المعاصي؛ فليتدبر اللبيب هذا المثال؛ فمن ثواب الحسنةِ الحسنةُ بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئةُ بعدها.


  2. #2
    إدارية ومشرفة الركن الإسلامي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    19,702
    معدل تقييم المستوى
    10
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    مقال قيم نفع الله به ... وجعلك مباركة اينما كنتِ عزيزتي ...
    دخول متقطع ،، ارجو المعذره ،،
    نسأل الله العفو والعافيه في الدنيا والاخره
    (رحمك الله ياأبتاه وغفر لك وجعل مأواك جنة الفردوس الاعلى وجمعنا بك فيها )

    للمحتشمات ( أعجبني )
    هذا البهاءُ الذي يزدانُ رونقُـــــــهُ
    فيكن من يا تُرى بالطهـر حلاه ؟
    هل مثلكن نساء الارض قاطبـة
    أم خصكن بهذي الفتنــــةِ الله ؟
    (د. فواز اللعبون )


  3. #3
    مساعدة مشرفة بالركن الإسلامي الصورة الرمزية طامحة للمعالي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    المشاركات
    753
    معدل تقييم المستوى
    29
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
    بارك الله فيك اختي،،،،،
    كلام قيم ومهم اجزل لك العطاء ونفع به،،،،،

  4. #4
    مشرفة الركن الاسلامي الصورة الرمزية دموع التوبة
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    11,240
    معدل تقييم المستوى
    124
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

    ولكن ينبغي التنبيه على أن ذلك لن يجدي في تغيير صورة الإسلام في الغرب إذا لم نُعِدْ بناء بيتنا من الداخل؛ بتصحيح المفاهيم الأساسية لَدَيْنَا؛ والاتجاه نحو الوسطية والاعتدال؛ مصداقًا لقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]. ثم السير قُدمًا نحو تحقيق دعائم الاستخلاف الحضاري، وتنمية المجتمعات الإسلامية تنميةً قائمةً على مبادئنا وأهدافنا، والأخذ بأسباب القوة بالتقدم المعرفي والعلمي والتقني، وتطوير المنظومة التربوية والتعليمية.
    فلو لم نعش الإسلام بقيمه الإنسانية في العدل والحرية والمساواة، وانعكس ذلك في ضروب سلوكنا الاجتماعي والسياسي والثقافي لدى الشعوب والحكام؛ فسنكون فتنة لغيرنا من غير المسلمين ولندعو الله جميعًا قائلين: {رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا}

    كلام جميل فعلا لابد من ان نبدأ بانفسنا حتى نعكس تعاليم ديننا و اخلاقنا على غيرنا سواء كانوا مسلمين او غير مسلمين و لابد من تكثيف الجهود سواء بالعلم او المال او الجهد لنشر الدعوة و خاصة عند الدول الغربية و غيرها كثير,و جزاك الله خير اختي الغالية في الله و بارك الله فيك و نفع بك غاليتي و جعلها في ميزان حسناتك على هذا الانتقاء القيم و الطيب ,حاولت ان اقيم لكن ميزانك عاند معي و بانتظار المزيد بكل شوق.
    مواضيع قد تهمك


    ما هو شرك الارادة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و خاصة عند تفريج الهم و الكربة الدنيوية


    افساد المرأة لاخرى عن طريق تقديم النصائح انتبهوا فالامر خطير




    عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(ما لي و للدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ، ثم راح و تركها )



    صحيح الجامع - صححه الالباني


    و هذه حالنا في الدنيا فالسعيد من عمل للاخرة و الخاسر من اركن للدنيا و مفاتنها















صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أنا ضيفه عالمنتدى جديده وجايبه لكم جديد البسبوسه..
    بواسطة إشراقة حب في المنتدى الحلويات
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 08-04-2017, 01:39 PM
  2. جيتكم بعد غيبه وجايبه فكره جميلة
    بواسطة دلع شرقي في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 31-08-2010, 02:04 AM
  3. جايه وجايبه حلا الساهون معاياأتفضلوااااااااا
    بواسطة البراءه في المنتدى الحلويات
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-05-2010, 12:56 AM
  4. الكل يموت وحاجته لم تنته000
    بواسطة بنت حائل في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10-05-2005, 04:15 PM
  5. الدلووووعه جايه وجايبه لكم حلى الزبادي ...
    بواسطة دموع الصمت في المنتدى الحلويات
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 13-12-2004, 08:40 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أهم المواضيع

المطبخ

من مواقعنا

صفحاتنا الاجتماعية

المنتديات

ازياء | العناية بالبشرة | رجيم | فساتين زفاف 2017 | سوق نسائي | طريقة عمل البيتزا | غرف نوم 2017 | ازياء محجبات | العناية بالشعر | انقاص الوزن | فساتين سهرة | اجهزة منزلية | غرف نوم اطفال | صور ورد | ازياء اطفال | شتاء | زيادة الوزن | جمالك | كروشيه | رسائل حب 2017 | صور مساء الخير | رسائل مساء الخير | لانجري | تمارين | وظائف نسائية | اكسسوارات | جمعة مباركة | مكياج | تسريحات | عروس | تفسير الاحلام | مطبخ | رسائل صباح الخير | صور صباح الخير | اسماء بنات | اسماء اولاد | اتيكيت | اشغال يدوية | الحياة الزوجية | العناية بالطفل | الحمل والولادة | ديكورات | صور حب | طريقة عمل القرصان | طريقة عمل الكريب | طريقة عمل المندي |