جوامع في التعوذ من السنة
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 4 من 11

الموضوع: جوامع في التعوذ من السنة

  1. #1
    محررة بيت حواء الصورة الرمزية بلا كثرة حكي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولأ فامشوا في مناكبها )
    المشاركات
    4,431
    معدل تقييم المستوى
    86

    جوامع في التعوذ من السنة





    د. محمد بن عبد الله القناص

    إن الحمدَ للهِ نحمَدهُ ونَسْتَعينهُ ونستغفِرُهُ ونَستهديه، ونَعوذُ بالله مِنْ شُرُور أنفُسنا ومِنْ سَيئاتِ أَعمالِنَا، مَنْ يَهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِل فَلا هَادِي له، وَأَشْهَدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، وَأَشْهَدُ أن محمداً عَبدهُ ورَسولهُ، أما بعد:
    فإن أَحسنَ الحَديثِ كتابُ اللهِ، وَخير الهَدي هَديُ محمد، وشَرَّ الأمُور مُحْدَثَاتُها، وكُل بِدعةٍ ضَلالةٌ، وبعد:
    فالدعاء له منزلة رفيعة، ومكانة سامية، يتجلى فيه إظهار العبودية والتذلل والافتقار إلى الله، وهو ملاذ المسلم في الشدة والرخاء، والعسر واليسر، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء هو العبادة (1)؛ وذلك لما فيه من إظهار الخضوع والانقياد لله لله عز وجل، وحلاوة المناجاة، وهذا من أعظم مقاصد الشريعة في مشروعية العبادات، قال الحسن البصري: ((تفقدوا الحلاوة في ثلاث: الصلاة والقرآن والدعاء، فإن وجدتموها فاحفظوا واحمدوا الله على ذلك، وإن لم تجدوها فاعلموا أن أبواب الخير عليكم مغلقة)) (2)، وإذا فتح الله على العبد باب الدعاء، فقد وفق للخير (3)، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (إني لا أحمل هَمَّ الإجابة، ولكن أحملُ هَمَّ الدعاء، فإذا وُفِّقْتُ للدعاء جاءت الإجابة) (4).
    وقد جمعتُ ما يحتاج إليه المسلم من آداب الدعاء وشروطه، وذكرتُ جوامع من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم العامة غير المقيدة بوقت ولا سبب، وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم في الدعاء استحباب الجوامع منه، وهذه الأدعية زاد للمسلم والمسلمة في جميع الأوقات والأحوال، حتى يتحقق لهما الفلاح في الدنيا والآخرة، وهذه الأدعية معين للأئمة والواعظين فهي أدعية مأثورة مخرجة في دواوين السنة المعتمدة، وقد أوردتُ بعض الأدعية وإن كان في أسانيدها ضعف، مع الإشارة إلى ذلك؛ لأنها أدعية مشهورة في كتب السنة، ومعانيها مستقيمة لا يوجد فيها ما يستنكر، وقد نشرت مستقلة في نفس الموقع سابقاً، وسيكون محور هذا الموضوع جوامع في التعوذ من السنة. هذا وأسأل الله أن يُلْهِمنَا الدُّعاء ويُوفقنا للإجابة، وأن يجعل لنا وللمسلمين من كل همٍ فرجا، ومن كل ضيقٍ مخرجا، ومن كل بلاءٍ عافية، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه، نافعاً لعباده، وما كان فيه من صواب فمن الله، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .

    ــــــــــــــــــــــــــــ
    جوامع في التعوذ:

    1 - عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ) (5).
    2- وعن أنس رضي الله عنه قال: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ) (6)، وزاد ابن حبان: (وَالقَسوةِ وَالغَفْلة وَالعَيْلَة، وَالذِّلّة وَالمَسْكنة، وَأَعوذُ بِكَ مِن الفقرِ وَالكُفرِ وَالفُسُوقِ وَالشِّقَاقِ وَالسُّمْعَةِ وَالرِّيَاءِ، وَأَعوذُ بكَ مِن الصَّمَمِ وَالبكم، وَالجُنون والجُذَام وَسَيّء الأَسْقَامِ) (7) .
    3- وعن أنس رضي الله عنه : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِأَبِي طَلْحَةَ: (الْتَمِسْ غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي حَتَّى أَخْرُجَ إِلَى خَيْبَرَ))، فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ مُرْدِفِي وَأَنَا غُلَامٌ رَاهَقْتُ الْحُلُمَ فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا نَزَلَ فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ كَثِيرًا يَقُولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ...) (8) .
    4- وعن زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه قَالَ: لَا أَقُولُ لَكُمْ إِلَّا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، كَانَ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا) (9).
    5- وعن مُصْعَبٍ قال: كَانَ سَعْدٌ رضي الله عنه يَأْمُرُ بِخَمْسٍ وَيَذْكُرُهُنَّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِهِنَّ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا - يَعْنِي فِتْنَةَ الدَّجَّالِ - وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ) (10) .
    6- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللهم أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي لا يموت والجن والإنس يموتون) (11).
    7- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تَعَوَّذُوا مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ) (12).
    8- وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ) (13) .
    9- وعَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: (كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلَتْهُ نَفْسِي) (14) .
    10- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ))، وعند أبي داود: ((وتحويل عافيتك)) (15) .
    11- وعن شَكَلِ بْنِ حُمَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي تَعَوُّذًا أَتَعَوَّذُ بِهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِكَتِفِي، فَقَالَ: (قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، ومِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي - يَعْنِي فَرْجَهُ)(16).
    12- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ) (17) .


    يتبــــــــــــــــــــــ ع


    مثال تولُّد الطاعة، ونموِّها، وتزايدها - كمثلنواة غرستها، فصارت شجرة، ثم أثمرت، فأكلتَ ثمرها، وغرستَ نواها؛ فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمره، وغرست نواه.
    وكذلك تداعي المعاصي؛ فليتدبر اللبيب هذا المثال؛ فمن ثواب الحسنةِ الحسنةُ بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئةُ بعدها.


  2. #2
    محررة بيت حواء الصورة الرمزية بلا كثرة حكي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولأ فامشوا في مناكبها )
    المشاركات
    4,431
    معدل تقييم المستوى
    86
    _________________

    13- وعن أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِدُعَاءٍ كَثِيرٍ لَمْ نَحْفَظْ مِنْهُ شَيْئًا، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعَوْتَ بِدُعَاءٍ كَثِيرِ لَمْ نَحْفَظْ مِنْهُ شَيْئًا فَقَالَ: ((أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَجْمَعُ ذَلِكَ كُلَّهُ ؟)) تَقُولُ: ((اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْتَ الْمُسْتَعَانُ، وَعَلَيْكَ الْبَلَاغُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ)) (18) .

    14- وعن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: ((كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ خَمْسٍ: مِنْ الْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَسُوءِ الْعُمُرِ، وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ)) (19).
    15- وعن أَبِي الْيَسَرِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَدْمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ التَّرَدِّي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْغَرَقِ وَالْحَرَقِ وَالْهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِرًا، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا)) (20).
    16- وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات:(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعوذُ بَك مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَغلبةِ العَدُوِّ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ)(21).
    17- وعن أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ عَيْنِ الْجَانِّ، وَعَيْنِ الْإِنْسِ، فَلَمَّا نَزَلَتْ الْمُعَوِّذَتَانِ أَخَذَ بِهِمَا، وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ) (22) .
    18- وعن زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ وَالْأَهْوَاءِ) (23) .
    19- وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَارِ السَّوْءِ فِي دَارِ الْمُقَامِ، فَإِنَّ جَارَ الْبَادِيَةِ يَتَحَوَّلُ عَنْكَ) (24) .
    20- وعن أبي سَعِيدٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمَ يَقُولُ: ((أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْكُفْرِ وَالدَّيْنِ))، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَعْدِلُ الدَّيْنَ بِالْكُفْرِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((نَعَمْ)) (25).
    21- وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم إني أسألك علما نافعا، وأعوذ بك من علم لا ينفع) (26) .
    22- وعن أنسٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَعَمَلٍ لَا يُرْفَعُ، وَقَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَقَوْلٍ لَا يُسْمَعُ) (27) .
    23- وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أَنَّ النبيَ صلى الله عليه وسلم أَقبلَ عَلينَا بِوجههِ فَقالَ: ((تَعوَّذُوا باللهِ مِن عَذابِ النَّارِ))، قُلنا: نَعوذُ باللهِ مِن عَذابِ النَّارِ، قَالَ: ((تَعوَّذُوا باللهِ مِن الفِتَن مَا ظَهرَ مِنها وَمَا بَطَنَ))، قُلنا: نَعوذُ باللهِ مِن الفِتنِ مَا ظهرَ مِنها وَما بَطنَ، قَالَ: ((تَعوُّذوا بالله من فتنةِ الدَّجَّالِ))، قالوا: نَعوذُ بالله من فتنةِ الدَّجالِ (28) .
    24- وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنِّي عَلى حَوْضي حتى أَنظرَ مَنْ يَردُ عَليَّ منكم، وَسُيؤخذُ ناسٌ دُوني، فَأقولُ: يا ربِّ مِنِّي وَمِنْ أُمَّتي، فَيُقالُ: هَلْ شَعَرْتَ مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ، وَاللهِ مَا بَرِحُوا يَرجعُونَ عَلى أَعقابهم ))، فكان ابن أبي مليكة يقول: ((اللَّهُمَّ إِنا نَعوذُ بِك أَنْ نَرجعَ عَلى أَعْقَابِنَا، أَو نُفْتَنَ عَنْ دِيْننَا)) (29) .
    25- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الشَّيْطَانِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ، فَهَمْزُهُ:الْمُوتَةُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ وَنَفْخُهُ: الْكِبْرُ)) (30) .
    26- وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى طَبْعٍ، وَمِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى غَيْرِ مَطْمَعٍ و، َمِنْ طَمَعٍ حَيْثُ لَا طَمَعَ) (31).
    27- وعن أبي التَّيَّاحِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَنْبَشٍ رضي الله عنه كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمَ حِينَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ؟ قَالَ: جَاءَتْ الشَّيَاطِينُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْأَوْدِيَةِ، وَتَحَدَّرَتْ عَلَيْهِ مِنْ الْجِبَالِ، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يُحْرِقَ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَرُعِبَ قَالَ جَعْفَرٌ: أَحْسَبُهُ قَالَ: جَعَلَ يَتَأَخَّرُ قَالَ: وَجَاءَ جِبْرِيلُ عليه السلام فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ قُلْ، قَالَ: ((مَا أَقُولُ؟)) قَالَ: قُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ، إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يَا رَحْمَنُ، فَطَفِئَتْ نَارُ الشَّيَاطِينِ وَهَزَمَهُمْ اللَّهُ لله عز وجل (32) .
    28- وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي ثُمَّ أَشَارَ إِلَى الْقَمَرِ فَقَالَ: ((يَا عَائِشَةُ اسْتَعِيذِي بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا، فَإِنَّ هَذَا هُوَ الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ)) (33)
    _________________
    يتبــــــــــــــــــــــــــع


    مثال تولُّد الطاعة، ونموِّها، وتزايدها - كمثلنواة غرستها، فصارت شجرة، ثم أثمرت، فأكلتَ ثمرها، وغرستَ نواها؛ فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمره، وغرست نواه.
    وكذلك تداعي المعاصي؛ فليتدبر اللبيب هذا المثال؛ فمن ثواب الحسنةِ الحسنةُ بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئةُ بعدها.


  3. #3
    محررة بيت حواء الصورة الرمزية بلا كثرة حكي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولأ فامشوا في مناكبها )
    المشاركات
    4,431
    معدل تقييم المستوى
    86

    المصادر وسجة الاحاديث

    ([1]) أخرجه أبو داود ح (1479)، والترمذي ح (3372)، من حديث النعمان بن بشير، وقال الترمذي: ((حديث حسن صحيح)) .(2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/171)، والبيهقي في شعب الإيمان (5/447) .(3) أخرج الترمذي ح (3548) من حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ فُتِحَ لَهُ مِنْكُمْ بَابُ الدُّعَاءِ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ ....))، قال الترمذي: ((هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي وهو ضعيف في الحديث ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه))، وقال الحافظ في الفتح (11/141): ((أخرجه الترمذي بسند فيه لين)) .(4) ذكره شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم (2/229)، وأورده الحافظ في الفتح (11/141)، فقال: ((قال بعض السلف: لأنا أشد خشية أن أحرم الدعاء من أن أحرم الإجابة)) .(5) أخرجه البخاري ح (6368)، ومسلم ح (589) قوله: ((اللهم إني أعوذ ...))، أصل العَوْذ والعياذ: الالتجاء والاعتصام، قوله: ((من الكسل)): هو ترك الشيء مع القدرة عليه، أما العجز فهو: عدم القدرة على فعل الشيء، قوله: ((الهرم)): الزيادة في كبر السن، قوله: ((المأثم)): الوقوع فيما يقتضي الإثم، أو الذنب الذي يكون بعده آثماً، قوله: ((المغرم)): هو الدين، يقال: غرم بكسر الراء أي: أدان وعجز عن أدائه، وقد استعاذ صلى الله عليه وسلم من غلبة الدين، وفي حديث عائشة الآخر ذكر صلى الله عليه وسلم الضرر اللاحق من المغرم فعن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ التَّعَوُّذَ مِنْ الْمَغْرَمِ وَالْمَأْثَمِ فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُكْثِرُ التَّعَوُّذَ مِنْ الْمَغْرَمِ وَالْمَأْثَمِ ؟ فَقَالَ: ((إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ))، قوله: ((ومن فتنة القبر)): أصل الفتنة الامتحان والاختبار، والمراد ما يحصل للعبد في قبره من سؤال الملكين له عن ربه ورسوله ودينه، وفي هذا إثبات عذاب القبر، وقد تظاهرت عليه دلائل الكتاب والسنة، قوله: ((ومن شر فتنة الغنى)): فتنة الغنى: وذلك بالحرص على جمع المال وحبه حتى يكتسبه من غير حله، ويمنعه من واجبات إنفافه وحقوقه، أو يوقعه الغنى بالأشر والبطر والبخل، قوله: ((ومن شر فتنة الفقر)): وذلك بأن يوقعه الفقر بالسخط وقلة الصبر والتورط فيما لا يحل له من الحرام، ولا يليق بأهل الدين والمروءة، وقيل المراد به فقر النفس الذي لا يرده ملك الدنيا بحذافيرها، قوله: ((وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال)): المسيح بفتح الميم وتخفيف المهملة المكسورة وآخره حاء مهملة يطلق على الدجال وعلى عيسى بن مريم لكن إذا أريد الدجال قيد به، واختلف في تلقيب الدجال بالمسيح فقيل لأنه ممسوح العين، وقيل: لأنه يمسح الأرض إذا خرج، وأما عيسى فقيل سمي بذلك لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ، قوله: ((اللهم اغسل عني خطاياي)): المراد مغفرة الذنوب وسترها بأنواع الرحمة والألطاف، قوله: ((بماء الثلج والبرد)): ذكر الثلج والبرد تأكيد لطلب محو الذنوب والخطايا وهما ماءان لم تمسهما الأيدي ولم يمتهنهما الاستعمال، قوله: ((ونق قلبي من الخطايا)): أي: طهر قلبي على وجه التمام والكمال، قوله: ((الثوب الأبيض من الدنس))، ذكر الثوب الأبيض؛ لأن الدنس فيه أظهر من غيره من الألوان، والدنس هو: الأوساخ، قوله: ((وباعد بيني وبين خطاياي)): المراد بالمباعدة محو ما حصل منها، والوقاية عما سيأتي منها، قوله: ((كما باعدت بين المشرق والمغرب)): المعنى: باعد بيني وبين خطاياي مثل مباعدتك بين المشرق والمغرب، ووجه التشبيه أن التقاء المشرق والمغرب مستحيل، فكأنه أراد أنه لا يبقى للذنوب منه اقتراب بالكلية . (6) أخرجه البخاري ح (2823)، ومسلم ح (2706) .قوله: ((العجز)): عدم القدرة على الخير، وقوله: ((الكسل)): التثاقل عنه، قوله: ((الجُبْن)): الخوف، وضعف القلب عن القيام بالواجبات الشرعية، قوله: ((والهرم)): الكِبَر والضعف في العقل، قوله: ((البخل)): ضد السخاء، وهو إمساك المال وعدم إنفاقه في الواجبات والحقوق الشرعية، قوله: ((من فتنة المحيا والممات)): المحيا والممات مصدران ميميان بمعنى الحياة والموت وفتنة المحيا أن يفتتن بالدنيا ويشتغل بها عن الآخرة، وفتنة الممات: ما يخاف على العبد من سوء الخاتمة وأضيفت للموت لقربها منه، أو المراد فتنة القبر أي سؤال الملكين .(7) أخرجه ابن حبان كما في الإحسان ح (1023)، قوله: ((والقسوة)) غلظ القلب وصلابته بحيث لا يلين ولا يتأثر عند سماع آيات الله، قوله: ((والغفلة)): أي: عن ذكر الله، قوله: ((والعيلة)): الفقر والحاجة، قوله: ((والذلة)) الهوان على الناس، قوله: ((والقلة)): قلة المال بحيث لا يجد كفافاً، قوله: ((والمسكنة)): سوء الحال مع قلة المال، قوله: ((والفسوق)) الخروج عن الاستقامة وارتكاب المعاصي، قوله: ((والشقاق)): النزاع ومخالفة الحق بأن يصير كل من المتنازعين في شق، قوله: ((والسمعة)): التنويه بالعمل ليسمعه الناس، قوله: ((والرياء)): إظهار العبادة لترى فيحمد عليها، قوله: ((وأعوذ بك من الصمم)) بطلان السمع أو ضعفه، قوله: ((والبكم)): الخرس أو أن يولد لا ينطق ولا يسمع، قوله: ((والجنون)): زوال العقل، قوله: ((والجذام)): مرض يسقط الشعر ويفتت اللحم ويجري الصديد منه، قوله: ((والبرص)): علة تحدث في الأعضاء بياضا، قوله: ((وسيء الأسقام)): الأمراض المعضلة .(8) أخرجه البخاري ح (2893)، ومسلم ح (1345) .قوله: ((أعوذ بك من الهم والحزن)): الهم: يكون على أمر يتوقع في المستقبل، والحزن يكون على أمر قد وقع، قوله: ((وضلع الدين)): ثقل الدين وشدته، وذلك حيث لا يجد من عليه الدين وفاء لاسيما مع المطالبة، وغلبة الرجال: تسلطهم وشدتهم . (9) أخرجه مسلم ح (2722) والترمذي ح (3482)، والنسائي ح (5458) .قوله: ((اللهم آت نفسي تقواها)): أي: ألهمها التقوى التي يحصل بها امتثال الأوامر وترك النواهي، والاحتراز من متابعة الهوى وارتكاب الفجور، قوله: ((وزكها)): أي: طهرها من كل خلق ذميم، قوله: ((أنت خير من زكاها))، أي: أنت خير من جعلها زاكية، قوله: ((أنت وليها)): أي: متولي أمرها في الدارين، قوله: إني أعوذ بك من علم لا ينفع)): أي: علم لا يعمل به، ولا يزكي النفوس، قوله: ((من قلب لا يخشع)): أي: لا يسكن ولا يطمئن بذكر الله، قوله: ((ومن نفس لا تشبع)): أي: لا تقنع بما آتاها الله وبما رزقها، لما فيها من الحرص والشره على متاع الدنيا، قوله: ((ومن دعوة لا يستجاب لها)): أي: من دعوة ترد ولا تستجاب .(10) أخرجه البخاري ح (2822)، قوله: ((من أن أرد إلى أرذل العمر)): أرذل كل شيء الرديء منه، والمراد بأرذل العمر: الهرم، وقيل هو الخرف . (11) أخرجه البخاري ح (7383)، ومسلم ح (2717) .قوله: ((اللهم لك أسلمت وبك آمنت)): معناه: انقدت لك وصدقت بك، قوله: ((وعليك توكلت)): أي: فوضت أمري إليك، قوله: ((وإليك أنبت)): أي: أقبلت على طاعتك، قوله: ((وبك خاصمت)): أي: بما أعطيتني من الحجة والبرهان أخاصم، قوله: ((أن تضلني)): أي: تهلكني بعدم التوفيق للرشاد، قوله: ((أعوذ بعزتك)) أي: أعوذ وألتجئ بك، والعزة صفة من صفات الله، وهي في الأصل: المنعة وشدة الغلبة والقوة .(12) أخرجه البخاري ح (6616)، ومسلم ح (2707) . قوله: ((جهد البلاء)): المشقة وما لا طاقة للإنسان به، وقيل: قلة المال وكثرة العيال، قوله: ((ودرك الشقاء)): الوقع في المهلكات، قوله: ((وسوء القضاء)): أي: ما يكون في المقضي من سوء وهو عام في النفس والمال والأهل والولد والخاتمة والمعاد، قوله: ((وشماتة الأعداء)): فرح العدو ببلية ومصيبة تنزل بعدوه، وفي الحديث: مشروعية الاستعاذة من سوء القضاء؛ لأن القضاء قد يرد بالدعاء، وفي الدعاء إظهار لفاقة العبد وتضرعه إليه والأخذ بالأسباب . (13) أخرجه مسلم ح (2716)، وأبو داود ح (1550)، والنسائي ح (1307) قوله: ((اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت .. )): فيه استعاذة من شر ما عمله العبد من المعاصي والقبائح، قوله: ((ومن شر ما لم أعمل)): أي: في المستقبل مما لا يرضاه الله، وذلك بأن يحفظه الله من الوقوع في المعاصي والذنوب، أو من شر أن يصير معجبا بنفسه في ترك القبائح، فإنه يجب أن يرى ذلك من فضل ربه أو لئلا يصيبه شر عمل غيره قال تعالى: “وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً”[الأنفال: 25]، ويحتمل أنه استعاذ بأن يُحمد بما لم يفعل .

    يتبـــــــــــــــــــ ع


    مثال تولُّد الطاعة، ونموِّها، وتزايدها - كمثلنواة غرستها، فصارت شجرة، ثم أثمرت، فأكلتَ ثمرها، وغرستَ نواها؛ فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمره، وغرست نواه.
    وكذلك تداعي المعاصي؛ فليتدبر اللبيب هذا المثال؛ فمن ثواب الحسنةِ الحسنةُ بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئةُ بعدها.


  4. #4
    محررة بيت حواء الصورة الرمزية بلا كثرة حكي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولأ فامشوا في مناكبها )
    المشاركات
    4,431
    معدل تقييم المستوى
    86
    (14) أخرجه مسلم ح (2716) .(15) أخرجه مسلم ح (2739)، وأبو داود ح (1545)، والنسائي في الكبرى (4/ 463) .قوله: ((اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك))، أي: ذهابها، وهي مفرد بمعنى الجمع، يُعم جميع النعم الظاهرة والباطنة، قوله: ((وتحوّل))، وفي رواية: ((تحويل عافيتك)) أي: مفارقتها وتبدلها، وتحول العافية إبدال الصحة بالمرض، والغني بالفقر، والاستعاذة من زوال النعم متضمن طلب الوقاية من الوقوع في المعاصي؛ لأنها تزيلها، وقد قيل:إذا كنت في نعمة فارعها . . . فإن المعاصي تزيل النعم قوله: ((وفجاءة نقمتك)): بالضم والمدّ ويفتح ويقصر: البغتة بغير مقدمات، خص فجاءة النقمة بالاستعاذة؛ لأنها أشد وقعاً على النفس من المصيبة التي تأتي متدرجة، قوله: ((نقمتك)): أي: غضبك، قوله: ((وجميع سخطك)): أي: سائر الأسباب الموجبة لذلك وإذا انتفت حصلت أضدادها، ففيه الاستعاذة من مباغتة غضب الله، وذلك بالوقوع في الأسباب الموجبة لذلك. (16) أخرجه أبو داود ح (1551)، والترمذي ح (3492)، والنسائي ح (5456)، وأحمد (3/429)، والحاكم في المستدرك (1/715)، وصححه، وقال الترمذي: ((حسن غريب)) .قوله: ((علمني تعوذا)): أي ما يتعوذ به، قوله: ((إني أعوذ بك من شر سمعي)): وشر السمع هو سماع ما لا يجوز ولا يحل، قوله: ((شر بصري)): أن ينظر إلى ما لا يجوز ولا يحل، قوله: ((وشر لساني)): أي: أن يتكلم بما هو محرم أو يتكلم بما لا يعنيه، قوله: ((وشر قلبي)): وذلك بأن يعتقد اعتقادا فاسدا، أو ينطوي القلب على حقد وحسد ونحوهما، قوله: ((وشر منيي)): وهو أن تطغى عليه شهوته حتى يقع في الزنا أو مقدماته .(17) أخرجه أبو داود ح (1544)، والنسائي ح (5461)، وابن ماجه ح (3832)، وأحمد (2/305)، وابن حبان كما في الإحسان (1030)، والحاكم في المستدرك (1/725) وصححه .قوله: ((اللهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة)): قلة المال بحيث لا يجد كفافاً وقد لا يصبر، قوله: ((وأعوذ بك من أن أَظْلم)): بالبناء للفاعل أي: أجور أو أعتدي على غيري، قوله: ((أو أُظلم)) بالبناء للمفعول، أي يقع علي الظلم من غيري، والظلم وضع الشيء في غير محله .(18) أخرجه الترمذي ح (3521)، وقال: ((حسن غريب)) .قوله: ((ألا أدلكم)) أي: أرشدكم على دعاء يجمع كل ما دعوت به من الدعاء الكثير، قوله: ((وعليك البلاغ)): البلاغ ما يتبلغ ويتوصل به إلى الشيء المطلوب، وهذا دعاء جامع نافع؛ فما من خيرٍ في الدنيا والآخرة إلا قد سأله النبي صلى الله عليه وسلم ربه، وما من شرٍ إلا وقد استعاذ منه، فمن سأل الله عز وجل من خير ما سأله منه نبيه صلى الله عليه وسلم واستعاذ من شر ما استعاذ منه نبيه صلى الله عليه وسلم فقد حصل له خير الدنيا والآخرة .(19) أخرجه أبو داود ح (1539)، والنسائي ح (5443)، وابن ماجه ح (3834)، وأحمد (1/22)، وابن حبان كما في الإحسان ح (1024)، والحاكم في المستدرك (1/712) وصححه .قوله: ((وسوء العمر)): بضم الميم ويسكن أي: سوء الكبر، أو أن يضيع العمر في غير طاعة الله، وقوله: ((فتنة الصدر)): أي: ما يقع في القلب من فتنة الشبهات والشهوات والقسوة وعدم الانشراح للهدى .(20) أخرجه أبو داود ح (1552)، والنسائي ح (5531)، وأحمد (3/427)، والحاكم في المستدرك (1/713)، وصححه، وفي روايته ورواية لأبي داود: ((والغم))، وفي إسناده اختلاف . قوله: ((اللهم إني أعوذ بك من الهدم))، الهدم: بسكون الدال وهو سقوط البناء ووقوعه على الشيء، والمراد أن يسقط علي البناء، قوله: ((وأعوذ بك من التردي)): أي: السقوط من مكان عال كالجبل والسطح أو الوقوع في مكان سفلي كالبئر، قوله: ((ومن الغرق)): بفتحتين مصدر غرق في الماء، قوله: ((والحرق)): أي: بالنار، وقد جاء الاستعاذة من الهلاك بهذه الأسباب مع ما فيه من نيل الشهادة؛ لأنها محن شديدة موجعة قد لا يحصل معها الصبر وتكون مباغتة فلا يحصل للإنسان توبة ورجوع إلى الله، والعافية أوسع للعبد، قوله: ((والهرم)): أي: سوء الكبر وأرذل العمر، قوله: ((وأعوذ بك من أن يتخبطني الشيطان)): أي: أن يضلني الشيطان عند الموت بنزغاته ووساوسه فيختم لي بخاتمة سيئة، قوله: ((وأعوذ بك من أن أموت في سبيلك مدبرا)): أي: مرتدا أو فاراً من الزحف، وهذا من باب تعليم الأمة، قوله: ((وأعوذ بك من أن أموت لديغا)): لديغاً: فعيل بمعنى مفعول من اللدغ وهو يستعمل في ذوات السم من العقرب والحية ونحوهما .(21) أخرجه الحاكم في

    يتبـــــــــ ع


    مثال تولُّد الطاعة، ونموِّها، وتزايدها - كمثلنواة غرستها، فصارت شجرة، ثم أثمرت، فأكلتَ ثمرها، وغرستَ نواها؛ فكلما أثمر منها شيء جنيت ثمره، وغرست نواه.
    وكذلك تداعي المعاصي؛ فليتدبر اللبيب هذا المثال؛ فمن ثواب الحسنةِ الحسنةُ بعدها، ومن عقوبة السيئة السيئةُ بعدها.


صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. جوامع الذكر في كلمات رووووووووعة
    بواسطة عيون روحي في المنتدى محاضرات , دروس
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 19-12-2016, 02:41 AM
  2. جوامع من الاستغفار...
    بواسطة ××تولين×× في المنتدى ركن المواضيع المكررة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-07-2009, 03:27 PM
  3. التعوذ عند رؤيه الريح
    بواسطة ام بدر ابراهيم في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18-02-2009, 07:03 AM
  4. جوامع الاستغفار
    بواسطة أحلا أم في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 25-05-2008, 12:31 AM
  5. من جوامع الدعاء
    بواسطة ميمي,,, في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-09-2006, 02:43 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أهم المواضيع

المطبخ

من مواقعنا

صفحاتنا الاجتماعية

المنتديات

ازياء | العناية بالبشرة | رجيم | فساتين زفاف 2017 | سوق نسائي | طريقة عمل البيتزا | غرف نوم 2017 | ازياء محجبات | العناية بالشعر | انقاص الوزن | فساتين سهرة | اجهزة منزلية | غرف نوم اطفال | صور ورد | ازياء اطفال | شتاء | زيادة الوزن | جمالك | كروشيه | رسائل حب 2017 | صور مساء الخير | رسائل مساء الخير | لانجري | تمارين | وظائف نسائية | اكسسوارات | جمعة مباركة | مكياج | تسريحات | عروس | تفسير الاحلام | مطبخ | رسائل صباح الخير | صور صباح الخير | اسماء بنات | اسماء اولاد | اتيكيت | اشغال يدوية | الحياة الزوجية | العناية بالطفل | الحمل والولادة | ديكورات | صور حب | طريقة عمل القرصان | طريقة عمل الكريب | طريقة عمل المندي |