الحج بين الشعائر والجرائم
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 4 من 5

الموضوع: الحج بين الشعائر والجرائم

  1. #1
    مشرفة الركن الإسلامي الصورة الرمزية ام سارة**
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    5,124
    معدل تقييم المستوى
    24

    الحج بين الشعائر والجرائم





    الحج بين الشعائر والجرائم

    أوصيكم بوصية الله للأولين والآخرين تقواه في كل آن وحين: ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ) [النساء/131] الحج مشاعر وشعائر، ونرى في المقابل أكاذيب وجرائم
    نبقى في صورة من ظلال الإيمان الوارفة وآيات القرآن المطمئنة وتاريخ شعيرة الحج المعظمة لندرك نعمة الله - سبحانه وتعالى - ومنته على أمة الإسلام ومن جهة أخرى ننظر إلى أكاذيب باطلة وجرائم مفسدة تناقض ذلك وتعارضه والمسلم حي القلب يقظ الضمير متفتح الفكر عالم ومتصل بكتاب ربه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - فيكشف بذلك زيف الأباطيل
    ويتقوى بذلك على رد الجرائم والعدوان (
    الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) [البقرة/197]
    تأملوا كيف جعل الله - عز وجل - الشعيرة منزه من كل الأهواء وأسباب الشقاق والنزاع ومن كل الشهوات والنزوات التي تميل بها عن التعلق بربها والاستمساك بشعائر حجها فلا رفث وهو ما يراجع به النساء وكل أمر فيه قول باطل ولا فسوق ولا خروج عن حكم الله وشرعه بمعصيته وارتكاب ما حرم الله - جل وعلا - ولا جدال بمراء ونزاع يؤدي إلى خصومة وفرقه كل ذلك محرم في الإسلام عموماً لكن تحريمه بنص خاص في هذه الأيام المباركة وهذه الفريضة المعظمة لتأكيد أمر عظيم أراده الله - جل وعلا - وحكمة جليلة في تشريعه - سبحانه وتعالى - وهي أن تكون الأمة في هذا الموسم مجتمعة لا متفرقة مؤتلفة لا مختلفة بالله - جل وعلا - مرتبطة لا بالأهواء مرتبطة وذلك كله في أمر واضح جلي حتى إن أهل الجاهلية قبل الإسلام كان يدركون ذلك ودل عليه قول الحق - جل وعلا -: (
    وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) [البقرة/125]
    هذا البيت جعل مثابة يثوب إليه الناس قال أهل التفسير في شأن هذا إن البيت كان معاذاً لمن استعاذ به أي في الجاهلية حتى إن الرجل كان يرى قاتل أبيه فيه فلا يعرض له بسوء وجاء الإسلام بشعائره وأحكامه وهذه الفريضة؛ ليؤكد ذلك تأكيداً عظيماً منطلقاً من إيمان وإسلام لا مجرد جاهلية وأعراف كانت متبعة ولذلك من الله - جل وعلا - على رسوله ومن على قريش ومن أسلم من أهلها على وجه الخصوص
    (
    أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) [العنكبوت/67]
    قال ابن كثير في تفسيره: شرف الله البيت بوصفه شرعاً وقدراً بكونه مثابةً للناس وأمنا وجعله محلاً تشتاق إليه الأرواح وتحن إليه ولا تقضي منه وطراً ولو ترددت إليه كل عام؛ استجابة لدعاء إبراهيم الخليل - عليه السلام -: (
    فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ) [إبراهيم/37]
    وتأملوا معي كذلك قول الحج - جل وعلا -: (
    جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ ) [المائدة/97]
    وهذا مقصد شرعي ودلالة على حكم قدري جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس وقد جاءت هذه الكلمة في القرآن في هذا الموضع وفي موضع آخر في شأن قوله - جل وعلا -: (
    وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا) [النساء/5]
    والمقصود هنا أن ذلك ما يقوم به عيش الناس وتستقيم به حياتهم من رزقهم وأمنهم واقتضت حكمة الله ورحمته ونعمته أن جعل الكعبة البيت الحرام قياماً للناس
    أي كما قال القرطبي في تفسيره صلاحاً ومعاشاً لأمن الناس يعني يقوم بها عيش الناس عندما يقومون بشرائعها قال والحكمة في ذلك أن في طبيعة الناس من التحاسد والتنافس ما يقتضي أن ينزع ذلك فيما أراد الله - جل وعلا - من بلده وأشهره الحرم حتى إن لقطة المال لا تلتقط والصيد لا يصاد ولا يفزع والشجرة لا يخضب ولا يعضد لتكون سمة الأمن سبباً مع وفرة الرزق في قيام الحياة
    ولماذا تقوم الحياة ليتوجه الناس بقلوبهم وبجوارحهم لعبادة الله في أمن وطمأنينة قلبية ونفسية وفي عيش تستقيم به أمورهم المعيشية
    ولذلك جعلت هذه حكمة على هذا النحو وجاء الرد فيها على أهل الكفر في قوله - سبحانه وتعالى -: (
    وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [القصص/57]
    كفار قريش عندما دعاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام قال بعضهم لنا مزية في هذا البيت بها نذهب إلى كل مكان فنقول نحن من أهل الحرم فلا يعرض لنا أحد واليوم تدعونا لنسلم معك ونتبع أمرك فيزول عنا ذلك الأمن وتلغى تلك الحصانة فجاء قول الله - جل وعلا - بليغاً معجزاً واضحاً في الرد على هؤلاء كما قال أهل التفسير في ذلك بأنهم كما قالوا في هذا الشأن جعل الله لهم بلداً آمناً وحرماً معظماً كيف بهم وقد كانوا في الجاهلية فكيف تكون حينئذ هذه الصورة بعد إسلامهم وإيمانهم ودخولهم في هذا الدين العظيم بشرائعه المحكمة وآدابه الجليلة العظيمة فكيف لا يكون ذلك لهم وقد أسلموا وتابعوا الحق.



    وانتقل إلى صورة أخرى لأن المقابلة بعد ذلك ستبدو جلية واضحة صورة لا تتعلق بالمكان وإنما تتعلق بالزمان: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) [التوبة/36]
    حرمة كذلك في هذه الأشهر التي ثبت في الروايات أنها رجب الفرد وأنها ثلاثة متتالية ذو القعدة وذو الحجة ومحرم وجعلت لها خصائص تزيد في الحرمة وفي العظمة في مراعاة حرمات الله - عز وجل - ولذلك قال الله - جل وعلا -: (
    فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) قال الطبري فلا تعصوا الله فيها ولا تحلوا فيها ما حرم الله عليكم فتكسبوا أنفسكم مالا قبل لكم بها من سخطه وعقابه - سبحانه وتعالى -
    وعن عبد الرحمن بن زيد قال في هذا المعنى الظلم العمل بمعاصي الله وترك طاعته وقال قتادة الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها
    وقال غيره وفي هذه أي الأشهر تعظيماً للظلم باختصاصها باستشهاد قوله - جل وعلا - (
    فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) [البقرة/197]
    وتلك أمور محرمة وورد النهي عنها خصوصاً في أشهر الحج ولذلك نحن في أشهر حرم فكل ما يتعلق بانتهاك حرمة الله - عز وجل - فيها يكون أعظم جرماً ووزرا فكيف إذا جاء الأمر مقترناً بين الزمان والمكان ولذلك جاء قوله - سبحانه وتعالى - لنربط بين الأمرين فيه (
    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الحج/25]
    وكلكم يحفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي وضح فيه الحرمة المضاعفة عندما قال: (
    فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا اللهم هل بلغت اللهم فشهد) فانظروا إلى حرمة الزمان والمكان لتروا أن انتهاكها أمر عظيم من جهات كثيرة ليس في مجرد زيادة الإثم والوزر والسيئات وإنما لأمر أخطر وأعظم ضرراً وهو مناقضة حكمة الله - عز وجل - ومخالفة مقتضيات وثمار شريعته التي اقتضت أمناً لا خوفاً وألفة لا نزاعاً ووحدة لا خصومة وفرقة وهكذا ثم لأمر ثالث وهو يتعلق بعموم الأمة وجمهورها فإن الأمر إن كان خاصاً محدوداً بين اثنين أو فئتين محدودتين يختلف عما يتعلق ضرره بالأمة في مجموعها وفي أثناء أداء فرائضها
    وفي ظلال بيتها الحرام وفي أداء ركن من أركان دينها فإن الأمر حينئذ يعظم ضرره ويتضاعف خطره وبالتالي يكون جرماً أعظم وأكبر من كل قد يكون مثله في غير ذلك الزمان والمكان والفرض ومن هنا نذكر كذلك قوله - جل وعلا - (
    وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الحج/25]
    وهذه من خصائص البيت الحرام كما ذكر أهل التفسير وأشار إليه وبينه ابن القيم - رحمه الله - أن البيت الحرام مخصوص بأن من أراد فيه الذنب فإنه يكتب عليه وزره وإن لم يعمله فكيف إن عمله وعمله في وقت تؤدى فيه فريضة الحج ولذلك ننتقل في المقابل إلى الوعيد الرباني نذقه من عذاب أليم حتى ذكر بعض الصحابة أن من أراد فيه سوءاً وإن كان في أبين عدن أي من بعيد قبل أن يتوجه إليه استحق عذاب الله - عز وجل - في الآخرة وما قد يكون كذلك من تعجيل العقوبة الدنيوية
    وخذ المقابل لأننا نريده لأنفسنا لأنه نريده لأمتنا لأن الله - سبحانه وتعالى - حضنا وحثنا عليه ورغبنا فيه ووعدنا عليه بالأجر الجزيل والثواب العظيم وجعل فيه ورتب عليه الفوائد المحمودة والثمار النافعة لأمتنا في قوتها ووحدتها وألفتها وعبادتها وطاعتها لربها وخروجها من أهواءها وإعلانها لتجردها من كل شيء في حياتها لأمر خالقها وإعلانها للتلبية لأنها أمة الاستجابة لله - سبحانه وتعالى - (
    ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) [الحج/30]
    (
    وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) [الحج/25]
    (
    وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) [الحج/30]
    والمؤمن المسلم الذي يخشى ربه ويرجوا ثوابه والذي يريد نصرة دينه وخير أمتها يختار تعظيم حرمة الله لاجتراحها ويختار أمن أمة الإسلام لا إخافتها وترويعها وذلك كله واضح
    حتى قال مجاهد من أئمة التابعين المفسرين في هذه الآية مقالة جميلة في قوله: (من يعظم حرمات الله) قال الحرمة مكة والحج والعمرة وما نهى الله عنه وهذه هي الحرمة بما لعمومها
    وقال ابن القيم - رحمه الله - المناسك ومشاعر الحج زماناً ومكاناً والرحمات تعم هذا كله ولذلك كل من يسعى إلى أمن هذا الحج وتعظيم الحرمات ومن الإفساد فهو خير له عند ربه في آخرته وهو خير له في دنياه لأنه يسعى لتحقيق حكمة تشريع الله - عز وجل - ولأنه يسعى لما فيه خير هذه الأمة (
    وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) [التين/1-3]
    هكذا سماه الله - عز وجل - قال أهل التفسير الأمين أي الآمن من أعداءه أن يحاربوا أهله أو يغزوه والعبر ليست بالتاريخ الذي قد يصدق ويكذب لكنها في القرآن والسنة
    (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) [الفيل/1-5]
    وروى الحاكم في مستدركه وصححه عن ابن عباس أن تبعاً تحركت إلى البيت يريد إساءة فجاءته ريح عظيمة منعته فجاء بكهنته فسألهم قالوا أتؤمننا قال أؤمنكم قالوا إنك قصدت بيتاً ممنوعاً منه من يقصده بسوء والله - جل وعلا - يخبرنا في القرآن على لسان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين) فاللهم اجعلنا من المسلمين ولحرماتك من المعظمين ولأمن هذا البلد الحرام من العاملين ورد اللهم عنا كيد الكائدين وعدوان المعتدين وإرجاف المبطلين وكذب المنحرفين برحمتك وعزتك وقدرتك يا رب العالمين.



    الخطبة الثانية:
    معاشر المؤمنين أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله فإنها أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه وإن من أعظم تقوى الله تعظيم حرمات الله وحفظ شعائر الله من كل ما يعرضها إلى الفساد والإفساد
    وإن الأمر جد واضح وبين فيما ذكرت لكم من هذه المقابلات أشهر حرم العدوان فيها مضاعف في وزره وخطيئته وهؤلاء المتسللون المعتدون يأتون في الأشهر الحرم وفي مقارنة الحج ليعتدوا فحق أن يرد عدوانهم وأن يردوا على أعقابهم خائبين وأنهم مع ذلك كما نعلم في عقائدهم منحرفين
    ومن جهة أخرى تأتي المطالبات المرجفة التي تنبني على عقائد فاسدة بالبراءة من المشركين وبإعلان تلك البراءة في الحج ليحصل ما يحصل من جراء ذلك لأن الفئة القليلة الشاذة في الوسط العظيم من أهل السنة تحدث حينئذ مزيداً من الفرقة والنزاع إضافة إلى أن هذه البراءة منهج إسلامي قلبي عملي واقعي ليس في صورة معينة لم يثبت بها عمل الصحابة والخلفاء الراشدين أجمعين بلا استثناء ولا من بعدهم ثم ننظر كذلك إلى تهديد مبطن ووعيد مغلف
    وكل ذلك يدلنا على ما أشرنا إليه من مخالفات لمقاصد الشريعة من الأمن والأمان والألفة والوحدة وذلك ليس بكلام موارد بل صريح بل قد جاء القول بحمد الله - عز وجل - واضحاً بالدعوة إلى أن يحج المسلمون إلى غير الكعبة
    وقد تقولون إن هذا مبالغة لكنه ثابت حديث والتاريخ يشهد به فالشاه عباس الصفوي قد دعا إلى ذلك من قبل وسار بأقدامه ثلاث أشهر وحج إلى مشهد وأمر الناس أن يكون معه ومنعهم من الخروج إلى بيت الله الحرام
    فالأمور حينئذ واضحة جلية والمسلم لا يهمه بلد ولا دولة ولا حكومة يهمه القرآن الذي يتلوه والسنة التي يراها والتاريخ الإسلامي الذي يخبرنا فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    كما روى البيهقي في سننه وفي رواية البخاري في صحيحه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يحكي لنا سورة موسى - عليه السلام - وهو يجري نحو البيت يحجه بل إن البيت المعمور كما سماه الله - عز وجل - سيظل معموراً إلى قيام الساعة بالطائفين والعاكفين والقائمين والركع السجود
    لأن الله أراده كذلك وقد وردت الرواية كذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يخبر فيها عن ابن مريم وهو يهل من الروحاء وذلك سيكون في آخر الزمان فالبيت معمور برسل الله وأنبيائه والمسلمين الموحدين غير المرجفين والمبطلين وغير المفسدين والمعتدين ولذلك وجب على المسلم أن يعرف دينه وأن يرتبط بتوحيد الله - عز وجل - بعيد عن تلك الأهواء والانحرافات وأن يدرك أن تحريكاً عسكرياً وتحريضاً قولياً من جهة أخرى وتهديداً في صياغة ثالثة إنما هو إفساد في موسم الحج وفي البيت الحرام
    وتأملوا حينئذ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ابن عباس (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام يعني عشر ذي الحجة قالوا ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع من ذلك بشيء)
    أين العمل الصالح في هذه الأفعال القبيحة والنداءات الشنيعة والتأليبات التي تشق الصفوف وتزيد الثغرات والنعرات وتهدف بشكل واضح إلى إضعاف الأمة وتفريق صفوفاً في وقت هي في حال من الضعف والتشرذم كم هي في حاجة على أقل تقدير في البلد الحرام
    وفي الفريضة العظيمة أن تأتلف القلوب وتتوحد الصفوف كما تتوحد شعارات الألفاظ بالتلبية وشعارات الملابس بالإحرام وتتوحد في الحركات والسكنات أن تكون موحدة في وجهتها نحو ربها وموحدة في ألفتها ووحدتها بين أفرادها ومجتمعاتها
    ومن هنا فإننا لكي نعمل العمل الصالح ولكي نحفظ حرمة الحرمين الشريفين ولكي نؤيد ما يجب علينا ينبغي أن نكون على يقظة من أمرنا وينبغي أن نعرف الحق من الباطل فنحن نؤيد دحر العدوان ورده على أعقابه مع تلك الحكمة التي لا تريد توسعة الأمور ولا شق الصفوف ونحن كذلك مع الحكمة التي لم ترد على كل قول بقول وإنما تهدف أن يكون عملها أمام الناس وبتعاون المسلمين محققاً لهذه الغايات العظيمة فنسأل الله - عز وجل - أن يحفظ المسلمين أجمعين وأن يسلم الحجاج والمعتمرين وأن يجعل موسم الحج آمناً مطمئناً على أتم وأكمل وجه يا رب العالمين.

    الشيخ على بن عمر بادحداح



  2. #2
    إدارية ومشرفة الركن الإسلامي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    19,702
    معدل تقييم المستوى
    10
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    بلرك الله فيك ونفع بك وبالشيخ ووفقكما للخير كله عزيزتي
    دخول متقطع ،، ارجو المعذره ،،
    نسأل الله العفو والعافيه في الدنيا والاخره
    (رحمك الله ياأبتاه وغفر لك وجعل مأواك جنة الفردوس الاعلى وجمعنا بك فيها )

    للمحتشمات ( أعجبني )
    هذا البهاءُ الذي يزدانُ رونقُـــــــهُ
    فيكن من يا تُرى بالطهـر حلاه ؟
    هل مثلكن نساء الارض قاطبـة
    أم خصكن بهذي الفتنــــةِ الله ؟
    (د. فواز اللعبون )


  3. #3
    مساعدة ادارية الصورة الرمزية Miss.Reem
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    الدولة
    حضرموت نبض قلبي و جدة أنفاس صدري
    المشاركات
    45,067
    معدل تقييم المستوى
    10







  4. #4
    ضيف مهم الصورة الرمزية عطر الشرق
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    19,754
    معدل تقييم المستوى
    10

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. وتبقين يا مصر فوق الصغائر
    بواسطة Miss.Reem في المنتدى قصائد , خواطر , لـــــ لمنقول ( مما راق لي )
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-06-2016, 06:06 PM
  2. كيف تتحول الصغائر الى كبائر
    بواسطة فراشة القنديل في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-04-2009, 12:25 AM
  3. كيف تتحول الصغائر الى كبائر ؟؟؟؟
    بواسطة ..تذكار.. في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 30-04-2006, 12:05 PM
  4. كيف تتحول الصغائر إلى كبائر؟!!
    بواسطة الطيرالمهاجر في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 30-07-2005, 08:38 AM
  5. كيف تتحول الصغائر إلى كبائر
    بواسطة ميساء في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-07-2004, 04:30 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أهم المواضيع

المطبخ

من مواقعنا

صفحاتنا الاجتماعية

المنتديات

ازياء | العناية بالبشرة | رجيم | فساتين زفاف 2017 | سوق نسائي | طريقة عمل البيتزا | غرف نوم 2017 | ازياء محجبات | العناية بالشعر | انقاص الوزن | فساتين سهرة | اجهزة منزلية | غرف نوم اطفال | صور ورد | ازياء اطفال | شتاء | زيادة الوزن | جمالك | كروشيه | رسائل حب 2017 | صور مساء الخير | رسائل مساء الخير | لانجري | تمارين | وظائف نسائية | اكسسوارات | جمعة مباركة | مكياج | تسريحات | عروس | تفسير الاحلام | مطبخ | رسائل صباح الخير | صور صباح الخير | اسماء بنات | اسماء اولاد | اتيكيت | اشغال يدوية | الحياة الزوجية | العناية بالطفل | الحمل والولادة | ديكورات | صور حب | طريقة عمل القرصان | طريقة عمل الكريب | طريقة عمل المندي |