تاسوعاء فضائل وأحكام
تاسوعاء هو اليوم التاسع من شهر محرم، وهو يوم فاضل عزم النبي صلى الله عليه وسلم على صيامه مع عاشوراء إن أحياه الله عاماً آخر ، قال النووي رحمه الله : " يُسْتَحَبّ صوم التَّاسِع وَالْعَاشِر جَمِيعًا ; لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ الْعَاشِر , وَنَوَى صِيَام التَّاسِع " وهو قول جمهور العلماء . المجموع (6/383) ، المغني (3/178) ، مواهب الجليل(2/406)، حاشية ابن عابدين (2/375)، فتاوى اللجنة الدائمة (10/401)
* وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه عزم في آخر حياته على صيام اليوم التاسع مع العاشر، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ) فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . رواه مسلم (1134)
* و"ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ أَوْجُهًا:
أَحَدُهَا: أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ.
الثَّانِي: أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَصْلُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ بِصَوْمٍ (حتى لا يفرد بالصيام), كَمَا نَهَى أَنْ يُصَامَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ .
الثَّالِثَ: الاحْتِيَاطُ فِي صَوْمِ الْعَاشِرِ خَشْيَةَ نَقْصِ الْهِلالِ , وَوُقُوعِ غَلَطٍ فَيَكُونُ التَّاسِعُ فِي الْعَدَدِ هُوَ الْعَاشِرُ فِي نَفْسِ الأَمْرِ" المجموع (6/383 )
* وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" لماّ قيل له قبيل وفاته: إِنَّهُ يَوْمٌ [عاشوراء] تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ، أمر بمخالفتهم، بضم يوم آخر إليه، وعزم على ذلك، ولهذا استحب العلماء أن يصوم تاسوعاء وعاشوراء وبذلك علّلت الصحابة رضي الله عنهم" اقتضاء الصراط المستقيم (1/284)، مجموع الفتاوى (25/311) ، (21/170)، ورجحه ابن حجر في الفتح (4/245)
* فَعَلَى هَذَا [التعليل] ، لَوْ لَمْ يَصُمِ التَّاسِعَ مَعَهُ ، اسْتُحِبَّ أَنْ يَصُومَ الْحَادِي عَشَرَ" روضة الطالبين للنووي( 2/ 387 )
* ومن كان عليه قضاء من رمضان فالأولى أن ينوي بصيام يوم تاسوعاء القضاء ، فيكون قد بادر بقضاء الواجب لأنه أهمّ، وحصّل مقصود الشرع وخالف اليهود.
* ولا كراهة في ترك صوم التاسع وصوم عاشوراء وحده، قال شيخ الإسلام : "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ ، وَلا يُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ ". الفتاوى الكبرى(5/378)
* " فيجوز صيام يوم عاشوراء يوماً واحداً فقط ، لكن الأفضل صيام يوم قبله أو يوم بعده ، وهي السُنَّة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ".اللجنة الدائمة ( 11/401 )
الشيخ محمد صالح المنجد
مواقع النشر