الشتاء فضائل واحكام الشتاء غنيمة المؤمن الباردة
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 4 من 11

الموضوع: الشتاء فضائل واحكام الشتاء غنيمة المؤمن الباردة

  1. #1
    مشرفة الركن الإسلامي الصورة الرمزية ام سارة**
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    5,124
    معدل تقييم المستوى
    24

    الشتاء فضائل واحكام الشتاء غنيمة المؤمن الباردة




    الشتاء فضائل واحكام الشتاء غنيمة المؤمن الباردة

    نجتمع سوياً على الخير وهنا نغتنم من ثمرات فصل الشتاء ونتزود من خير زاد
    وتجميعى لفضائل واحكام الشتاء متمنية لكن الفائدة والظفر بغنيمة الشتاء

    الشتاء أحكام وآداب

    الحمد لله الذي يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، والصلاة والسلام على من جعل لكل زمان عبادته المناسبة له، ووظف العباد بأعمال تناسب أحوالهم زماناً ومكاناً، وقوة وضعفاً، فلم يكلف أمته بخلاف طباعها، ولا بما يتنافى مع قدراتها وإمكانياتها، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:

    فإن لله - تعالى - في دوران الزمان، وتقلب أحواله؛ حِكَماً بالغةً، وأسراراً عميقةً؛ قد ندرك بعضها ويغيب عنا الآخر، ومما ظهر لأهل العلم أن من حكم ذلك: أن تتهيأ للعبد في كل فصل من فصول السنة بما يميزه عن غيره من الفصول فرص العبادات قد لا تتهيأ له في غيره من الفصول، وقد يبتلى في بعضها بأمور وأحكام ليظهر صدق عبوديته، وكمال تسليمه لربه من سوى ذلك.
    ولنأخذْ فصل الشتاء مثالاً: فقد أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بعض ما فيه من الحكم، وقرر ما يتعلق به من أحكام وآداب، وكذلك السلف - رضي الله عنهم - قد ظهر لهم بعض ذلك، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - مبيناً بعض حكم فصل الشتاء من حيث طول ليله، وقصر نهاره: ((الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة))[1]
    وقال عمر - رضي الله عنه -: "الشتاء غنيمة العابدين"[2]، وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "مرحباً بالشتاء، تنزل فيه البركة، ويطول فيه الليل للقيام، والنهار للصيام"[3].


    ففي الحديث والآثار المذكورة الحث على قيام ليل الشتاء، أو جزء منه، وصيام نهاره، وأما الأحكام والآداب المتعلقة بالشتاء فكثيرة منها:
    1- لما كان بردُ الشتاء قارساً، ووقْعُ ماء الطهارة على الأجساد لاذعاً؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - رغب في إسباغ الوضوء؛ إذ يتوقع من بعض الناس التساهل في ذلك، وعدم الإسباغ فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتاني الليلة آت من ربي - وفي رواية - رأيت ربي في أحسن صورة، فقال لي: يا محمد قلت: لبيك رب وسعديك، قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى، قلت: لا أعلم، فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي أو قال في نحري، فعلمت ما في السموات وما في الأرض أو قال ما بين المشرق والمغرب، قال: يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم في الدرجات، والكفارات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في السبرات، وانتظار الصلاة، ومن حافظ عليهن عاش بخير، ومات بخير، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه، قال يا محمد!! قلت: لبيك وسعديك، فقال: إذا صليت قل: "اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون"، قال: والدرجات: إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام))[4]

    فقوله إسباغ الوضوء في السبرات يعني في شدة البرد، فهذا الحديث فيه الترغيب في إسباغ الوضوء في ليالي الشتاء الباردة.


    2- لشدة البرد قد يترخص البعض في التيمم بدلاً عن الوضوء أو الغسل، والرخصة هنا موجودة فقد فعلها عمرو بن العاص - رضي الله عنه - عندما كان في سرية في ليلة باردة في الخلاء، فغسل ما يمكن غسله، ثم تيمم للباقي، وأقره النبي - صلى الله عليه وسلم -[5] -، والرخصة هنا لا شك فيها، ولكنها لمن يمسه البرد ويتعبه، ولا يجد من وسائل تسخين الماء ولا التدفئة والكساء ما يدفع عنه ضرر البرد، أما من كان في بيته، أو في مكان يجد فيها تلك الوسائل؛ فلا يشرع له ذلك.
    3- ومن الأحكام التي نحتاج إليها في الشتاء: المسح على الخفاف والجوارب، وقد فصَّل الفقهاء أحكام المسح عليها، وشروط صحة المسح ومدته ونواقضه...الخ، فليرجع إليها هناك، وإنما غرضنا هنا الإشارة إلى ذلك.


    4- ولأن الناس يبالغون في اللباس، ويغطون كل ما يقدرون عليه من أجسادهم؛ ينبغي التنبيه على أنه قد نهى الرسول - صلى الله علية وسلم - عن التلثم في الصلاة [6] أي أن يغطي فمه وأنفه، فينبغي التنبيه لذلك، والحذر منه حتى لا ندخل في النهي.



    5- قد يشتد البرد في بعض البلاد، وتنزل الثلوج أو تهب العواصف الباردة؛ فيحتاج الناس للجمع بين الصلاتين، وعندما يحصل ذلك فإنه قد ثبتت الرخصة في الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء، والجمع في هذه الأحوال مثل الجمع في المطر [7].



    6- الرخصة في التخلف عن صلاة الجماعة لشدة البرد في العشاء والفجر، وقد فعل ذلك بعض الصحابة، ورد عن النبي - صلى الله علية وسلم -، والحديث في البخاري ومسلم، ولكن هنا ينبغي التنبيه إلى أنه ينبغي للمؤذن في مثل المطر والبرد الشديد، والريح العاصف ونزول الثلوج ونحو ذلك أن يقول إما بعد قوله "حي على الفلاح"، أو بعد الانتهاء من الأذان: "صلوا في رحالكم" كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث عمر - رضي الله عنه -.

    الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 697
    خلاصة حكم المحدث: صحيح




    7- يكثر في الشتاء وعند اشتداد البرد استخدام التدفئة حيناً بالوسائل القديمة من الحطب والفحم ونحوهما، وحيناً بالوسائل الحديثة مثل: الكهرباء ونحوها، فأما النار فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإطفائها عندما يريد الإنسان أن ينام كما روى البخاري ومسلم، فلا ينبغي أن ينام أهل البيت وهي موقدة داخل البيت؛ حتى لا يحدث أن تشتعل فيما جاورها فيحصل حريق أو يحصل الاختناق حينما يكون المحل محكم الإغلاق، ومثل نار الحطب والفحم نار الغاز والكيروسين ونحوهما من الوقود، وأما الكهرباء فهي ألطف، ولكن إطفاء ذلك كله أولى وأهم، وقد حدثت حوادث كثيرة بسبب ترك ذلك.



    هذه بعض الحكم والأحكام والآداب التي تكون في الشتاء، وبقي أوان الأمر الأول: أن يكون تقلب الزمان بين صيف وشتاء وعظاً لنا، بأن ذلك من مراحل أعمارنا تنقضي؛ فيجب أن يذكرنا ذلك بالانتباه إلى الحفاظ على الأعمار من الضياع، واستغلالها قبل هجوم المنون.
    الثاني: أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الله - تعالى - أذن لجهنم بنَفَسين: نفسٍ في الصيف، ونفس في الشتاء، وذلك أشد ما تجدون من الحر والبرد أو كما قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي في الصحيحين، فينبغي أن نذكر بشدة البرد زمهرير جهنم حتى نحذرها، ونحذر أسبابها، ونستعيذ بالله - تعالى - منها.
    وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
    ـــــــــــــــــــــــ
    [1] رواه أحمد وحسنه الألباني.

    [2] رواه أبو نعيم باسناد صحيح.
    [3] الأثر ضعيف وإن كان معناه صحيحاً، فيه السري ابن إسماعيل ضعفه ابن عدي في الكامل وقال: إنه لا يتابع، وأحاديثه التي يرويها لا يتابعه أحد عليها وخاصة عن الشعبي فإن أحاديثه عنه منكرات لا يرويها عن الشعبي غيره وهو إلى الضعف أقرب الكامل في صفاء الرجال" (7/15)، تهذيب الكمال" (10/230).
    [4] رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم 408.
    [5] رواه أحمد وأبو داود والدراقطني، وصححه الألباني في الإرواء رقم 154.
    [6] حديث (النهي عن التلثم في الصلاة) رواه أبو داود وابن ماجه من حديث أبي هريرة، وحسنه الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (1/113) بلفظ: (نهى أن يغطي الرجل فاه في الصلاة) رواه الحاكم وصححه قال الخطابي هو التلثم على الأفواه.
    [7] من حديث عبد الله بن شقيق العقيلي قال: خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمس، وبدت النجوم، وجعل الناس يقولون: الصلاة الصلاة، قال فجاءه رجلٌ من بني تميم لا يفتر ولا ينثني الصلاة الصلاة فقال: ابن عباس أتعلمني بالسنة؟ لا أبا لك، ثم قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء قال عبد الله بن شقيق: فحاك في صدري من ذلك شيءٌ، فأتيت أبا هريرة فسألته فصدق مقالته، وفي حديث عمران بن حدير عن عبد الله بن شقيق قال: قال رجل ابن عباس: الصلاة فسكت، ثم قال: الصلاة فسكت، ثم قال: الصلاة فسكت، ثم قال: لا أم لك تعلمنا بالصلاة، وكنا نجمع بين الصلاتين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. متفق عليه، انظر لـ"للجمع بين الصحيحين " للحميدي رقم 1061.



    أحمد بن حسن المعلم

  2. #2
    مشرفة الركن الإسلامي الصورة الرمزية ام سارة**
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    5,124
    معدل تقييم المستوى
    24

    حِكم وأحكام في الشتاء


    الحمد لله أهل الحمد والثناء، المتفرد برداء الكبرياء، المتوحد بصفات المجد والعلاء.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أيَّد عباده الأولياء بقوة الصبر على السراء والضراء، والشكر على البلاء والنعماء، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد الأنبياء. صلى الله وسلم عليه، وعلى أصحابه سادة الأصفياء، وآله البررة الأتقياء، صلاة وسلاما لا انقطاع فيهما ولا انقضاء، ولا تصرم ولا فناء.

    أما بعد:
    فاتقوا الله حق تقواه، واعتصموا بحبله ففيه النجاة. كتب الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وصية يوصي بها رعيته، وهو يرأف بهم من كل ما يهمهم فقال: إن الشتاء قد حضر وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف، والخفاف، والجوارب، واتخذوا الصوف شعاراً، ودثاراً، فإن البرد عدو سريع دخوله، بعيد خروجه.

    وكتب بذلك إلى أهل الشام لما فتحت في زمانه، وكان يخشى على من بها من الصحابة الذين كانوا عاشوا في هذه الجزيرة ولم يكن لهم عهد بالبرد الطويل الذي كان بالشام مما لم يعتادوا عليه من قبل، وهذا من تمام نصيحته، وحسن نظره، وشفقته على رعيته رضي الله عنه.

    عباد الله:
    يقلب الله الزمان صيفا وشتاءا، ربيعا وخريفا، وليلا ونهارا؛ ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [آل عمران: 13].

    أيها المؤمنون:
    امتن الله علينا بأن خلق لنا من جلود الأنعام وأصوافها وأوبارها ما نستدفئ به؛ ﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ ﴾ [النحل: 5] ﴿ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ ﴾ [النحل: 80].

    الشتاء والبرد بل والثلج لم يمنع الصحابة - رضي الله عنهم - من طاعة الله - عز وجل -؛ فهذا عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جاهد حتى وصل أذربيجان شمال تركيا ثم حبسه الثلج ستة أشهر فلم يرجع حتى ذاب الثلج، فكيف يمنع - بعضنا - برد يسير مع كثرة المدفئات من الحضور لصلاة الفجر؟!
    بل كانت أمنية خالد بن الوليد يقول
    - رضي الله عنه -: ما ليلة تُهدى إلي فيها عروس، أنا لها محب مشتاق، أحب إليّ من ليلة شديد قرّها - يعني: بردها - كثير مطرها، أصبّح فيها العدو فأقاتلهم في سبيل الله.


    ألا وإن المؤمن محتاج في كل أحواله أن يكون على بصيرة بشرع الله وأحكامه؛ ليكون له نصيب من قوله - صلى الله عليه وسلم -: ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين).
    الراوي: معاوية بن أبي سفيان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6612
    خلاصة حكم المحدث: صحيح


    أما وقد حل بنا فصل الشتاء؛ فإنه يجدر بنا أن نعلم شيئا من الأحكام التي يكثر السؤال عنها فيه.


    أيها المسلمون:
    يعظم الأجر عند الله بقدر مشقة العبد، وللشتاء من هذا نصيب؛ فإتمام الوضوء وإحسانه في البرد، أو التعرض للبرد حين الخروج للصلاة بعد الوضوء مما تكرهه النفوس، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -لأصحابه: ألا أدلُكم على ما يمحو اللهُ بهِ الخطايا ويرفعُ بهِ الدرجاتِ؟ قالوا: بلى. يا رسولَ اللهِ! قال إسباغُ الوضوءِ على المكارهِ. وكثرةُ الخطا إلى المساجِدِ. وانتظارُ الصلاةِ بعدَ الصلاةِ. فذلكمْ الرباطُ.

    ومن الأحكام في الشتاء التي يكثر السؤال عنها والخوض فيها مسألة الجمع بين الصلاتين للبرد أو المطر أو الريح الشديدة، وهذا مما رخصت فيه الشريعة لكن بعض الناس يتساهل في ذلك؛ ولهذا سئل العلامة ابن عثيمين - يرحمه الله - فقال: إذا اشتد البرد، مع ريح تؤذي الناس: فإنه يجوز للإنسان أن يجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، لما ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جمع في المدينة من غير خوف ولا مطر، قالوا لابن عباس: ما أراد بذلك؟ قال: أراد ألا يحرج أمته) وهذا يدل على أن الحكمة من مشروعية الجمع إزالة المشقة عن المسلمين، وإلا فإنه لا يجوز الجمع. والمشقة في البرد إنما تكون إذا كان معه هواء وريح باردة، وأما إذا لم يكن معه هواء فإن الإنسان يتقي البرد بكثرة الملابس ولا يتأذى به، ولهذا لو سألنا سائل: هل يجوز الجمع بمجرد شدة البرد؟
    لقلنا: لا يجوز، إلا بشرط أن يكون مصحوباً بريح باردة تؤذي الناس، أو إذا كان مصحوباً بنزول الثلج، فإن الثلج إذا كان ينزل فإنه يؤذي بلا شك، فحينئذ يجوز الجمع، أما مجرد البرد فليس بعذر يبيح الجمع، فمن جمع بين الصلاتين لغير عذر شرعي، فإنه آثم وصلاته التي جمعها إلى ما قبلها غير صحيحة، وغير معتد بها، بل عليه أن يعيدها.


    وإذا كان جمع تأخير: كانت صلاته الأولى في غير وقتها، وهو آثم بذلك" اهـ. بل آكد من الجمع بين الصلاتين، وهي سنة مهجورة: أن ينادي المؤذن بعد الانتهاء من الأذان أن يصلي الناس في بيوتهم عند وجود العذر؛ فعن ابنِ عمرَ؛ أنَّهُ نادى بالصلاةِ في ليلةٍ ذاتِ بردٍ وريحٍ ومطرٍ. فقال في آخرِ ندائِه: ألا صلُّوا في رحالكم. ألا صلُّوا في الرِّحالِ. ثم قال: إنَّ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - كان يأمرُ المؤذنَ، إذا كانت ليلةً باردةً أو ذاتِ مطرٍ، في السفرِ، أن يقول: ألا صلُّوا في رِحالكم.

    ومن الأحكام التي ترد في الشتاء: تلثم بعض المصلين حين صلاتهم، وهذا أمر نهت عنه الشريعة؛ فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يغطي الرجل فاه في الصلاة. لكن إن كان هناك عذر، أبيح له التلثم كالصلاة في المكان البارد. عباد الله! لنحمد الله على أن جعلنا مسلمين، ويسر لنا هذا الدين، ولنتذكر قول الحق - عز وجل -: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78].

    الشيخ مشاري بن عيسى المبلع





  3. #3
    مشرفة الركن الإسلامي الصورة الرمزية ام سارة**
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    5,124
    معدل تقييم المستوى
    24

    حال المؤمن مع الشتاء


    إنَّ الحمدَ لله، نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُه.


    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].



    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً[ النساء: 1].


    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً[ الأحزاب: 70، 71].



    أما بعد: فإن خيرَ الكلامِ كلامُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.


    إنّ العبدَ المؤمن يعلم أنَّ كلَّ شيء بأمر الله جلَّ جلاله، فإذا تأخَّر المطرُ علم أنَّ تأخُّرَه لحكمة، وإن زادت الأمطار وكثُرت فغرّقت وأهلكت، آمن أنها لِعبرة، فالرياح لا تتحرك عابثة، والسحب لا تجري لاعبة، قال سبحانه: ﴿ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا ﴾ =أي قطعا= ﴿ فَتَرَى الْوَدْقَ ﴾ =أي حبات المطر= ﴿ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ * فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[ الروم: 48- 50].



    إن عبدَ الله المؤمن يسألُ اللهَ جلَّ جلالُه في كل أحوالِه، ويلجأُ إليه سبحانه في حِلِّه وترحالِه، ويتوكلُ عليه وحده سبحانه لا على غيره؛ في جَلْبِ المنافعِ والخيرات، ودفعِ الشرورِ والمضرات، فعند تأخُّر الغيثِ وجدب الأرض، تكون صلاةُ الاستسقاء، أو الإكثار من الاستغفار والدعاء، في خطبة الجمعة أو في الصلوات، أو في جوفِ الليل الآخر، وقتَ التنزُّلِ الإلهيِّ، وعند رؤية السحبِ المتكاثفة، واختباء الشمس خلف الغيوم، والرياح العاصفة، فيا عباد الله! [لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ؛ فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا مَا تَكْرَهُونَ، فَقُولُوا: [ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الرِّيحِ، وَخَيْرَ مَا فِيهَا وَخَيْرَ مَا أُرسلت بِهِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرِّيحِ، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ ما أرسلت به].


    وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَالْعَذَابِ، فَلَا تَسُبُّوهَا، وَلَكِنْ سَلُوا اللَّهَ مِنْ خَيْرِهَا، وتعوذوا بالله من شرها". صحيح الأدب المفرد (719، 729)



    المؤمن لا يفرحُ ولا يضحكُ لكثرة الغيوم، أو تكاثف السحب، حتى تنكشف من غير سوء، أو تُسقِطَ ما فيها من الغيث، اقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: ... كَانَ إِذَا رَأَى غَيْمًا أَوْ ريحاً عُرِف في وجهه (وفي طريق: إِذَا رَأَى مَخِيلَةً وهي السحابة الخليقةُ بالمَطَر دَخَلَ وَخَرَجَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَإِذَا أمطرت سُرِّيَ عنه). فَقَالَتْ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا؛ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَت فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهَةُ؟) فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ! مَا يُؤْمِنِّي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ؟ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ مِنْهُ. فَقَالُوا: ﴿ هذا عارض ممطرنا ﴾" [ الأحقاف: 24]
    (ومن الطريق الأخرى: "وَمَا أَدْرِي لَعَلَّهُ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عارضاً مستقبل أوديتهم ﴾" الآية. صحيح الأدب المفرد (189/251).




    لقد [شَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُحُوطَ الْمَطَرِ، فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ فَوُضِعَ لَهُ فِي الْمُصَلَّى وَوَعَدَ النَّاسَ يَوْمًا يَخْرُجُونَ فِيهِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَبَّرَ وَحَمِدَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ، وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ الله عزَّ وجلَّ أَنْ تَدْعُوهُ وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ». ثُمَّ قَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، ملك يَوْمِ الدِّينِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ». ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمْ يَتْرُكِ الرَّفْعَ حَتَّى بَدَا بَيَاضُ إِبِطَيْهِ، ثُمَّ حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، وَقَلَبَ أَوْ حَوَّلَ رِدَاءَهُ وَهُوَ رَافِعُ يَدَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، وَنَزَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَنْشَأَ اللَّهُ سَحَابَةً، فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ، ثُمَّ أَمْطَرَتْ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَلَمْ يَأْتِ مَسْجِدَهُ حَتَّى سَالَتِ السُّيُولُ، فَلَمَّا رَأَى سُرْعَتَهُمْ إِلَى الْكِنِّ، =ما يسترهم من المطر= ضحكَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه، فَقَالَ: «أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُد (1173) وحسنه في إرواء الغليل (3/ 135، ح 668)، ومشكاة المصابيح (1/ 477، ح 1508).


    إنَّ المؤمنَ إذا تساقطت أوَّلُ حباتٍ من المطر، عرَض نفسه لها، وشمر عن ساقيه، وكشف عن رأسه وصدره، ليصيب جسمَه أوائلُ ما ينزلُ من قطرات الغيث لأنه حديث عهد بربه، كما أخبر صلى الله عليه وسلم. قَالَ أَنَسٌ: أَصَابَنَا مَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ، فَحَسَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ عَنْهُ أي كشف ثوبه عن بعض بدنه حَتَّى أَصَابَهُ الْمَطَرُ. قُلْنَا: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: "لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ". صحيح الأدب المفرد (571).



    المسلم إذا ضايقته الأمطار، وأخَّره عن عمله كثرةُ السيول، لم يدعُ على المطر، بل يلتزم ما جاء في الحديث؛ فقد دخل رَجُلٌ (يَوْمَ الجُمُعَةِ مِنْ بَابٍ كَانَ وِجَاهَ المِنْبَرِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا، فَقَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلَكَتِ المَوَاشِي، =أي من قحوط المطر وتأخُّرِ نزوله وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا)، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا» قَالَ أَنَسُ: (وَلاَ وَاللَّهِ! مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ، وَلاَ قَزَعَةً وَلاَ شَيْئًا، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ جبل غرب المدينة مِنْ بَيْتٍ، وَلاَ دَارٍ)
    قَالَ: (فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ، انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ
    )، قَالَ: (وَاللَّهِ! مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ البَابِ فِي الجُمُعَةِ المُقْبِلَةِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا)، فَقَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلَكَتِ الأَمْوَالُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا)، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالجِبَالِ وَالآجَامِ وَالظِّرَابِ وَالأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» قَالَ: (فَانْقَطَعَتْ، وَخَرَجْنَا نَمْشِي فِي الشَّمْسِ). صحيح البخاري (1013)، مسلم (897).




    يتأفَّف كثير من الناس من الجوِّ المحيط به فيقول: [ الجو حار الجو بارد]، (تأخر المطر، غرق الناس) والأصل أن يدعو الإنسان بالخير، [قَامَ زُبَيْدٌ اليامي ذَاتَ لَيْلَةٍ لِلتَّهَجُّدِ، فَعَمَدَ إِلَى مَطْهَرَةٍ لَهُ، فَغَسَلَ يَدَهُ، ثُمَّ أَدْخَلَهَا فِي الْمَطْهَرَةِ، فَوَجَدَ الْمَاءَ فِيهَا بَارِدًا شَدِيدًا كَادَ أَنْ يَجْمُدَ، فَذَكَرَ الزَّمْهَرِيرَ، وَيَدُهُ فِي الْمَطْهَرَةِ، ذكر الزمهرير فنسي يده في المطهرة فَلَمْ يُخْرِجْهَا مِنْهَا حَتَّى أَصْبَحَ، فَجَاءَتِ الْجَارِيَةُ وَهُوَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْحَالِ، فَقَالَتْ: (مَا شَأْنُكُ؟! لَمْ تُصَلِّ اللَّيْلَةَ كَمَا كُنْتَ تُصَلِّي؟!) قَالَ: (وَيْحَكِ! إِنِّي أَدْخَلْتُ يَدِي فِي هَذِهِ الْمَطْهَرَةِ، فَاشْتَدَّ عَلَيَّ بَرْدُ الْمَاءِ، فَذَكَرْتُ بِهِ الزَّمْهَرِيرَ، فَوَاللَّهِ! مَا شَعَرْتُ بِشِدَّةِ بَرْدِهِ عَلَيَّ حَتَّى وَقَفْتِ عَلَيَّ، انْظُرِي لَا تُخْبِرِي بِهَذَا أَحَدًا مَا دُمْتُ حَيًّا]. قَالَ: فَمَا عَلِمَ بِذَلِكَ أَحَدٌ، حَتَّى مَاتَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ). العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (1/ 310، رقم 53].



    قد ينزل مع الغيث البرَدُ ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ[ النور: 43].



    هذه السحب تحمل الجبال التي تزن مئات الأطنان من البرد والأمطار، ﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ [ الرعد: 12، 13]



    ﴿ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ﴾، و«الرعد ملك من ملائكة الله، موكل بالسحاب، معه مخاريقُ من نار، يسوق بها السحابَ حيثُ شاء الله». (حسن)... [ت] عن ابن عباس. الصحيحة 1872: صحيح الجامع (3553).


    إن السحاب نطق أحسن النطق، قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ يُنْشِئُ السَّحَابَ، فَيَنْطِقُ أَحْسَنَ الْمَنْطِقِ، وَيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ". مسند أحمد ط الرسالة (39/ 91، ح 23686)، الصحيحة (1665).


    وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "بَيْنَمَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ؛ إِذْ سَمِعَ رَعْدًا فِي سَحَابٍ سَمِعَ فِيهِ كَلَامًا: [ اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ بِاسْمِهِ، فَجَاءَ ذَلِكَ السَّحَابُ إِلَى حَرَّةٍ فَأَفْرَغَ مَا فِيهِ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى ذُنَابِ شَرَجٍ"أي مسيل وقنوات، "فَانْتَهَى إِلَى شَرَجِهِ قَدِ اسْتَوْعَبَ الْمَاءَ، وَمَشَى الرَّجُلُ مَعَ السَّحَابَةِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الرَّجُلِ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ، يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ: (يَا عَبْدَ اللَّهِ! مَا اسْمُكَ؟) قَالَ: (وَلِمَ تَسْأَلُ؟!) قَالَ: (إِنِّي سَمِعْتُ فِي سَحَابٍ هَذَا مَاؤُهُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، بِاسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا إِذَا صَرَمْتَهَا؟) قَالَ: (أَمَا إِذْ قُلْتَ ذَلِكَ؛ فَإِنِّي جَعَلْتُهَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَثْلَاثٍ: أَجْعَلُ ثُلُثًا لِي وَلِأَهْلِي، وَأَرُدُّ ثُلُثَا فِيهَا، وَأَجْعَلُ ثُلُثَا فِي الْمَسَاكِينِ وَالسَّائِلِينَ وَابْنِ السَّبِيلِ". التوحيد لابن منده (1/ 164، ح 43) وانظر الصحيحة (1197).


    المؤمن يعلم أنّ الأرزاق بيدِ الله الرزاقِ سبحانه، لا بالأمطارِ ولا غيرها، فإنه سبحانه إن شاء جعل الأمطار سببا للأرزاق، وإن شاء أنزلها بلا أرزاق فيها، لقوله رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَتِ السَّنَةُ القحط والجدب بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا، وَلَكِنِ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا وَتُمْطَرُوا، وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا». صحيح مسلم (2904).


    يقولون: (إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة)، هذا القول على العموم صحيح، أما على الخصوص فهذه الأمطار من السماء سبب من أسباب الحصول على الذهب والفضة، بما تضعه في الأرض من البركات، وقد حدث أن أمطرت ذهبا وفضة على نبيِّ أيوب عليه السلام عندما ابتلاه الله فوجده صابرا فعوَّضه، كما ثبت في الحديث الصحيح عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ أَيُّوبَ نبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم لَبِثَ فِي بَلائِهِ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، إِلاَّ رَجُلَيْنِ مِنْ إِخْوَانِهِ كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَانِ، فَقَالَ أحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: (تَعْلَمُ وَالله! لَقَدْ أذْنَبَ أَيوبُ ذَنْباً مَا أذْنَبَهُ أحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ)، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: (وَمَا ذَاكَ؟!). قَالَ: (مُنْذُ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ الله فَيَكْشِفُ مَا بِهِ!). فَلَمَّا رَاحَ إِلَيْهِ لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذكر ذلِكَ لَهُ، فَقَالَ أَيُّوبُ: (لا أَدْرِي مَا تَقُولُ، غَيْرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ أَنِّي كنْتُ أَمُرُّ عَلَى الرَّجُلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ فَيَذْكُرَانِ الله"، أي يحلفان ويقسمان "وَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَأكُفِّرَ عَنْهُمَا؛ كَرَاهِيةَ أَنْ يُذْكَرَ الله إِلاَّ فِي حَقٍّ)
    قَالَ: وَكَانَ يَخْرُجُ إِلَى حَاجَتِهِ، فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ أمْسَكَتِ امْرَأتُهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أبْطَأَ عَلَيْهَا، فَأَوْحَى اللهُ إِلَى أيُّوبَ فِي مَكَانِهِ ﴿
    ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴾ [ص: 42] فَاسْتَبْطَأَتْهُ، فَبَلَغَتْهُ، فَأقْبَلَ عَلَيْهَا قَدْ أَذْهَبَ اللهُ مَا بِهِ مِنَ الْبَلاَءِ، فَهُوَ أَحْسَنُ مَا كَان، فَلَمَّا رَأَتْهُ، قَالَتْ: (أَيْ بَارَكَ اللهُ فِيكَ! هَلْ رَأَيْتَ نَبِيَّ اللهِ. هذَا الْمُبْتَلَى؟ وَاللهِ عَلَى ذلكَ مَا رَأَيْتُ أَحَداً كان أَشْبَهَ بِهِ مِنْكَ إِذْ كَانَ صَحِيحاً). قَالَ: (إِنِّي أنَا هُوَ). وَكانَ لَهُ أَنْدَرَانِ: أَنْدَرُ الْقَمْحِ وَأنْدَرُ الشَّعِيرِ، فَبَعَثَ اللهُ سَحَابَتَيْنِ، فَلَمَّا كانَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى أنْدَرِ الْقَمْحِ، أفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَتْ، وَأفْرَغَتِ الأُخْرَى عَلَى أنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَتْ". التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (4/ 448، ح 2887)، والصحيحة (17)



    الخطبة الثانية
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين وبعد؛ [إن مياه الأمطار قال الله تعالى بشأنها: ﴿ وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً ﴾ [الفرقان: 48]، فيجوز الوُضوء منها.



    أما ما ينشأ من طين الشوارع الذي يكثر في فصل الشتاء، فتصاب به الثياب، فلا يجب غَسل ما أصاب الثوب من هذا الطين؛ لأن الأصل فيه الطهارة.


    كذلك في الشتاء والبرد يحتاج الناس للتيمم، فمن لم يجد الماء، أو عَجَزَ عن استعماله لبُعد أو مرض أو شدة برد مع عدم القدرة على تسخينه يجوز له أن يتيمم، ولا إعادة عليه.


    والتيمم ضربة واحدة للوجه والكفين. ومن التيسير على المصلين في الشتاء المسح على الخفين والجوربين،.. ولا فرق من حيث الحكم بين الجوربين وبين الخفين.


    والأذان في المطر أو البرد ينبِّه المؤذنُ الناسَ قائلا: «صلوا في بيوتكم.. ». "ألا صلوا في الرّحال".. «صلوا في رحالكم». ومن التيسير في الشتاء الجمع بين الصلاتين: الظهر والعصر، والمغرب والعشاء.


    ومما ينبغي التنبيه له هذه الأيام ما يفعله بعض المصلين من تغطية الفم؛ ومنه التَّلثُّم، وهو مكروه في الصلاة.


    وكذلك السَّدل و«هو أن يَلتحف بثوبه، ويُدخِلَ يديه مِن داخل، ويركع ويسجُد وهو كذلك»، والمعنى ظاهر، وهو وضع الملابس -كالمعطف والعباءة مثلاً- على الكتفين دون إدخال الأيدي في الأكمام.


    وعند الضرورة الصلاة على الراحلة أو السيارة خشية الضرر: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وتصح صلاةُ الفرض على الراحلة خشية الانقطاع عن الرِّفقة، أو حصول ضررٍ بالمشي».


    ألا واعلموا أن من علامات الساعة، مطر يدخل كل بيت ولا يمتنع منه مكان روى أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يُمطر الناسُ مطراً لا تُكِنُّ منه بيوت المَدَر، ولا تُكِنُّ منه إلا بُيوتُ الشَّعَر». تُكِنُّ: تقي، المـَدَر: هو الطين المتماسك اليابس.


    وروى أحمد أيضا في مسنده عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى لا تُمطرَ السماءُ، ولا تُنبت الأرض..» وسنده صحيح.


    وروى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري قال: احترق بيتٌ بالمدينة على أهله، فحُدِّث بشأنهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن هذه النار إنما هي عدو لكم، فإذا نِمتُم فأطفئوها عنكم».
    وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تتركوا النارَ في بيوتكم حين تنامون».




    قال الحافظ في فتح الباري: (قيّده بالنوم لحصول الغفلة به غالباً، ويُستنبط منه أنه متى وُجِدت الغفلة حصل النهي).


    وقال القرطبي: (في هذه الأحاديثِ أن الواحد إذا بات ببيت ليس فيه غيرُه وفيه نارٌ، فعليه أن يٌطفئها قبل نومه، أو يفعل بها ما يُؤْمَن معه الاحتراق، وكذا إنْ كان في البيت جماعةٌ، فإنّه يتعين على بعضهم، وأَحقُّهم بذلك آخرهم نوماً، فمَن فرّط في ذلك كان للسُّنة مخالفاً، ولأدائها تاركاً».


    ... يُستفاد مِن ذلك كلِّه الحذَرُ الشديدُ مِن إبقاء المدافئ بأنواعها كافةً مشتعلةً حالةَ النوم، لما في ذلك من خطر الاحتراق، أو الاختناق، وحوادثُ مأساويةٌ كثيرةٌ وقعت بسبب التساهل في ذلك، فتنبه.


    واعلموا أن البرد والحر ما هو إلا تذكير بالآخرة، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب أكل بعضي بعضاً، فَأَذِنَ لها بنفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف؛ فأشدُّ ما تجدون من الحرِّ، وأشد ما تجدون من الزمهرير» بتصرف من كتاب: (أحكام الشتاء، للحلبي).

    عباد الله! ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً[ الأحزاب: 56]


    اللهمَّ صلِّ على عبدك ورسولِك محمَّد،.. =وآله بيته الطيبين الطاهرين=، وارض اللهم عن الأربعةِ الخلفاءِ الراشدين، والأئمةِ المهديين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر، وعثمان وعليٍّ، وعن الصحابةِ والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك وإحسانك يا أرحم الراحمين.


    اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، وانصرْ عبادَك الموحدين.


    اللهم ادفع عنا الغلاءَ والوباءَ، والربا والزنا، والزلازلَ والمحنَ، وسوءَ الفتن، ما ظهرَ منها وما بطنَ، عن بلدِنا هذا خاصة، وعن سائرِ بلادِ المسلمين عامة، يا ربَّ العالمين.


    ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[ البقرة: 201].


    ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[ الأعراف: 23].



    عباد الله! ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[ النحل: 90]... فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾. [ العنكبوت: 45]. [مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار. للسلمان(2/ 253].



    الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد







  4. #4
    مشرفة الركن الإسلامي الصورة الرمزية ام سارة**
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    5,124
    معدل تقييم المستوى
    24

    الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة




    أخرج الإمام أحمد عن عامر بن مسعود - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
    "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة" (صحيح الجامع: 3868).


    قال البيهقي - رحمه الله -:
    هذا موقوف على كلام أبي هريرة - رضي الله عنه -، وقال السخاوي: وهو أصح.


    وفي "حلية الأولياء" وكتاب "الزهد" للإمام أحمد عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال:
    " الشتاء غنيمة العابدين".


    وقال الحسن - رحمه الله -:
    نعم. زمان المؤمن الشتاء، ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه.


    وقال قتادة - رحمه الله -:
    إن الملائكة تفرح بالشتاء للمؤمن، يقصر النهار فيصومه، ويطول الليل فيقومه.


    وكان عبيد بن عمير الليثي - رحمه الله - إذا جاء الشتاء يقول:
    يا أهل القرآن، قد طال الليل لصلاتكم، وقصر النهار لصومكم.


    وقال المناوي - رحمه الله - في "فتح القدير" في شرح حديث:
    "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة"
    أي: الغنيمة التي تحصل بغير مشقة، والعرب تستعمل البارد في شيء ذي راحة، والبرد ضد الحرارة؛ لأن الحرارة غالبة في بلادهم، فإذا وجدوا برداً عدُّوه راحة.


    فبادر أخي... إلى الصيام في الشتاء تحصّل الغنائم وتكن من السعداء
    الشيخ ندا ابو احمد



صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الشتاء الغنيمة الباردة
    بواسطة زهور 1431 في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 25-01-2020, 11:35 PM
  2. نصائح لتستمتعي بليالي الشتاء الباردة
    بواسطة هدي دودي في المنتدى الحياة الزوجية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-04-2019, 12:19 AM
  3. الصوم في الشتاء: الغنيمة الباردة
    بواسطة ،.،مِ ـسْكْ،.، في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-09-2018, 06:54 PM
  4. الشتاء غنيمة العابدين وربيع المؤمنين
    بواسطة بسمة غلا في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 08-11-2008, 12:57 PM
  5. السوائل الباردة تدفيء الجسم في الشتاء
    بواسطة gskd,vm في المنتدى الطب النبوي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-01-2007, 03:52 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أهم المواضيع

المطبخ

من مواقعنا

صفحاتنا الاجتماعية

المنتديات

ازياء | العناية بالبشرة | رجيم | فساتين زفاف 2017 | سوق نسائي | طريقة عمل البيتزا | غرف نوم 2017 | ازياء محجبات | العناية بالشعر | انقاص الوزن | فساتين سهرة | اجهزة منزلية | غرف نوم اطفال | صور ورد | ازياء اطفال | شتاء | زيادة الوزن | جمالك | كروشيه | رسائل حب 2017 | صور مساء الخير | رسائل مساء الخير | لانجري | تمارين | وظائف نسائية | اكسسوارات | جمعة مباركة | مكياج | تسريحات | عروس | تفسير الاحلام | مطبخ | رسائل صباح الخير | صور صباح الخير | اسماء بنات | اسماء اولاد | اتيكيت | اشغال يدوية | الحياة الزوجية | العناية بالطفل | الحمل والولادة | ديكورات | صور حب | طريقة عمل القرصان | طريقة عمل الكريب | طريقة عمل المندي |