كيف أحافظ على مالي
المال
يعتبر المال من زينة الحياة الدّنيا ومتاعها المحبّب إلى نفوس النّاس، فقد جبل الله تعالى نفس الإنسان على حبّ المال والسّعي لجمعه، قال تعالى (وتحبّون المال حبًّا جمًّا)؛ فالمال هو وسيلة لتلبية رغبات الإنسان، وهو وسيلة لتحقيق الرّفاه الاقتصادي في المجتمعات، وبالتّالي فإنّ مسألة الحفاظ على المال تشكّل تحدّيًا كبيرًا للإنسان بسبب دوره الحيوي في الحياة، كما أنّ الإنسان مسؤول عن الإنفاق أمام الله تعالى؛ حيث يسأل يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، كما توعّد الله سبحانه وتعالى من يكنزون المال والذّهب والفضّة ولا ينفقونها في سبيله بالعذاب الأليم، وعدّ كذلك المسرفين في إنفاق المال وصرفه إخوانًا للشّياطين.
إنّ سعي الإنسان في الحفاظ على المال تتخلّله كثيرٌ من العقبات لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يتنبّأ بحدوث كثيرٍ من الأمور الغيبيّة التي تتطلّب مزيدًا من الإنفاق، فقد يصرف الإنسان ماله على المرض أو غير ذلك من ابتلاءات الدّنيا، وعموماً ينبغي على الإنسان أن يسلك منهجًا واضحًا في الحفاظ على ماله.
كيفيّة الحفاظ على المال
وضع برنامج واضح للصّرف والإنفاق يتضمّن الأولويّات والأمور الثّانوية والكماليّات، فكلّ إنسانٍ له في حياته أولويّات في الإنفاق على المأكل والمشرب، وكذلك توجد في حياته أمور ثانويّة وكماليّة تأتي في الدّرجة الثّانية من أولويّة الإنفاق، وبالتّالي على الإنسان أن يدرك كيفيّة التّعامل مع هذه المسألة؛ بحيث يحافظ على ماله ويتمكّن من ضبط إنفاقه، فالأمور الملحّة لا تؤجّل بينما الأمور الثّانوية والكماليّات قد تؤجّل أو يتم شراؤها وفق جدول زمني متباعد .
سياسة ادّخار المال ووضعه في مكانٍ آمن؛ فالإنسان بطبعه إذا رأى مالاً أمامه شجّعه ذلك على الإنفاق بينما يساعد ادّخار المال في البنوك على شكل ودائع أو حسابات جارية في ترشيد وضبط إنفاق المال، كما تكون في وضع المال على شكل أسهم في شركات معيّنة فرصة لزيادة المال ونمائه فضلًا عن الحفاظ عليه .
زرع ثقافة التّدبير والاقتصاد في نفوس الأبناء؛ فالأبناء بطبعهم يحبّون تلبية طلباتهم من قبل الوالدين وبالتّالي تكون تربية الأبناء على أنّ المال هو نعمة من عند الله تعالى يجب الحفاظ عليها مع حسن إنفاقها، وذلك يجعلهم يتحمّلون المسؤوليّة ويشعرون بقيمة المال وما يبذل في سبيل تحصليه من الجهد والتّعب .
على الإنسان أن يسعى للحفاظ على ماله بالإنفاق في سبيل الله تعالى من خلال الصّدقة والزّكاة التي تنمّي المال وتزيده، وفي الحديث الشّريف (ما نقص مالٌ من صدقة).
رد مع اقتباس
مواقع النشر