لفيتامين "د" العديد من الفوائد الصحية المتنوعة بداية من تعزيز قوة وصحة العظام، ونمو العضلات وصولاً إلى خفض ضغط الدم المرتفع. كما تشير الدراسات إلى أنه من الممكن أن يساعد فيتامين "د" في تخفيف الآلام المصاحبة لمرض فيبروميالغيا (متلازمة الألم العضلي المتفشي)، كما يعمل على إبطاء تفاقم وتطور مرض التصلب المتعدد. وبناء على ذلك، فإن العكس أيضاً صحيح. فعدم حصول جسمك على كمية كافية من فيتامين "د"، يمكن أن يؤثر على حالتك الصحية بطرق قد يصعب عليك توقعها.
وفيما يتعلق بأعراض الإصابة بنقص مستوى فيتامين "د" في الجسم، فإنها تشمل: آلام العظام، ضعف العضلات، ارتفاع مستوى ضغط الدم، والاكتئاب. علاوة على ذلك، فإنه يرتبط ببعض الحالات المرضية الأكثر خطورة والتي سنستعرضها خلال الأسطر التالية:
1- الخرف
توصلت دراسة نُشِرت في دورية علم الأعصاب في العام 2014، إلى أن النقص المتوسط والحاد بمستوى فيتامين "د" لدى كبار السن يضاعف مخاطر الإصابة ببعض أنواع الخرف بما في ذلك مرض الزهايمر. ومن المتعارف عليه أن مرض الزهايمر يؤدي إلى إصابة المريض بمشكلات متعلقة بالسلوك، الذاكرة، والقدرة على التفكير، مما يؤثر بشكل سلبي على حياته اليومية. وتشير الجمعية الأمريكية لمرض الزهايمر إلى أن مرض الزهايمر هو الشكل الأكثر شيوعاً للخرف، حيث يمثل حوالي 80% من حالات الإصابة بالخرف.
يُذكر أن الدراسة قد أجريت على 1600 شخص لا يعانون من الخرف، ممن تبلغ أعمارهم 65 سنة فيما فوق. وقد أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من نقص مستويات فيتامين "د"، تزيد مخاطر إصابتهم بالخرف بنسبة 53%. أما من يعانون من نقص حاد في مستوي فيتامين "د" فإنهم أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 125% وذلك مقارنة بمن لديهم مستويات طبيعية من فيتامين "د". فضلاً عن ذلك، فإن من يعانون من نقص مستوى فيتامين "د" يكونون أكثر عرضة بنسبة 70% للإصابة بالزهايمر، وتصل هذه النسبة إلى 120% لدى من يعانون من نقص حاد في فيتامين"د".
إلى الآن لم يتوصل الخبراء إلى معرفة كيفية ارتباط فيتامين "د" بالإصابة بالخرف، لكنهم يعتقدون أنه يساعد في الحد من تراكم اللويحات، التي يرتبط تواجدها في المخ بالإصابة بالخرف. وبالتالي، فإن اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية من الأمور التي قد تساعد في الحد من مخاطر الإصابة بالخرف.
2- سرطان البروستاتا
أفادت دراسة نُشرت في مجلة أبحاث السرطان السريرية في العام 2014، بوجود ارتباط بين انخفاض مستوى فيتامين "د" في الجسم والإصابة بسرطان البروستاتا العدواني لدى الرجال الأمريكيين الأوروبيين والرجال الأمريكيين الأفارقة.
أجريت هذه الدراسة على 667 رجل تتراوح أعمارهم ما بين 40 و79 عاماً، حيث تم إخضاعهم لفحوصات للكشف عن سرطان البروستاتا، والتعرف على مستوى فيتامين د في الجسم. وقد كشفت الدراسة عن وجود ارتباط قوي بين فيتامين "د" وسرطان البروستاتا خاصة لدى الأمريكيين الأفارقة. وقد أظهرت الدراسة أن الرجال الأمريكيين الأفارقة ممن يعانون من نقص فيتامين "د" يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا مقارنة بمن يتمتعون بمستويات طبيعية من فيتامين "د".
يُذكر أن سرطان البروستاتا غالباً ما يصيب الرجال كبار السن، إذ يصل متوسط العمر عند التشخيص حوالي 66 سنة، وفقاً للجمعية الأمريكية للسرطان. وسرطان البروستاتا هو أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال، وثاني أكبر سبب للوفاة بالسرطان بين الرجال الأمريكيين.
3- الضعف الجنسي
توصلت دراسة نُشرت في مجلة الطب الجنسي في عام 2014، إلى أن الرجال ممن يعانون من الضعف الجنسي (ضعف الانتصاب) الشديد، لديهم مستويات منخفضة بشكل ملحوظ من فيتامين "د"، مقارنة بمن يعانون من ضعف الانتصاب البسيط.
ويعتبر ضعف الانتصاب المشكلة الجنسية الأكثر شيوعاً بين الرجال، وتؤثر على ما يقرب من 30 مليون رجل أمريكي. وقد تعود الإصابة بضعف الانتصاب إلى مشاكل صحية أخرى مثل السكري، سرطان البروستاتا وارتفاع مستوى ضغط الدم. وتشمل العلاجات الشائعة لضعف الانتصاب: العلاج بالهرمونات البديلة، العلاج بالمشورة، وتغيير نمط الحياة المتبع كالإقلاع عن التدخين، تجنب تناول الكحوليات واتباع نظام غذائي متوازن.
4- الفصام
الأشخاص الذي يعانون من نقص فيتامين "د" عرضة مرتين أكثر للإصابة بالفصام مقارنة بمن لديهم مستويات كافية من فيتامين "د"، وذلك وفقاً لدراسة نُشرت في العام 2014 في مجلة علم الغدد الصماء والأيض. خلال هذه الدراسة، قام الباحثون باستعراض النتائج التي توصلت لها 19 دراسة قامت برصد العلاقة بين الفصام وفيتامين "د".
والفصام هو اضطراب عقلي حاد يصيب أكثر من 2 مليون أمريكي بالغ، وفقاً للتحالف الوطني للأمراض العقلية. وتشمل أعراض الإصابة بالفصام، والتي عادة ما تبدأ ما بين سن ال 16 وال30: الهلوسة، الكلام غير المترابط، العزلة والابتعاد عن الآخرين، وعدم القدرة على التركيز والانتباه. ويشمل علاج الفصام: الأدوية، العلاج النفسي، العلاج المعرفي السلوكي، العلاج الأسري، ومجموعات الدعم.
5- أمراض القلب
أشار بحث قدمته الكلية الأمريكية لأمراض القلب، إلى أن نقص فيتامين "د" يرتبط بالعديد من حالات الإصابة بأمراض القلب الحادة.
حيث وجد الباحثون أنأكثر من 70% من المرضى ممن خضعوا لتصوير الأوعية التاجية، نوع من الفحوصات المستخدمة لرؤية كيفية ونسبة تدفق الدم عبر الشرايين، يعانون من نقص فيتامين "د".
يُعرف فيتامين "د" باسم فيتامين أشعة الشمس نظراً لأن الجسم ينتجه بشكل طبيعي عندما يتعرض الجلد لأشعة الشمس. علاوة على ذلك، فإنه يمكنك الحصول على الكمية اللازمة يومياً من الفيتامين من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية. فمن الأطعمة الغنية بفيتامين "د": اللبن، الجبن والأسماك الدهنية مثل التونة، السلمون والماكريل. في بعض الأحيان تكون بعض الأطعمة معززة بفيتامين "د" مثل الحبوب، عصير البرتقال، منتجات الصويا، الزبادي، والسمن النباتي.
وتنصح معاهد الصحة الوطنية الأمريكية بضرورة أن يحصل البالغون على ما يقرب من 600 وحدة دولية من فيتامين "د" يومياً.
مواقع النشر