دعِ الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها
==============================


إِذا اسْتغنى النَّاس بالدنيا
فاستغن أَنْت بِالله ،

وَإِذا فرحوا بالدنيا فافرح أَنْت بِاللَّه ،

وَإِذا أَنِسوا بأحبابهم فَاجْعَلْ أُنسك بِاللَّه ،

وَإِذا تعرفوا إِلَى مُلُوكهمْ وكبرائهم وتقربوا إِلَيْهِم لينالوا بهم الْعِزَّة والرفعة

فتعرف أَنْت إِلَى الله وتودد إِلَيْهِ تنَلْ بذلك غَايَة الْعِزّ والرفعة.

قَالَ بعض الزهاد: مَا علمت أَن أحدا سمع بِالْجنَّةِ وَالنَّار
تَأتي عَلَيْهِ سَاعَة لَا يُطِيع الله فِيهَا بذكر وَصَلَاة أَو قراءة أَو إِحْسَان.

فَقَالَ لَهُ رجل: إِنِّي أَكثر الْبكاء.
فَقَالَ: إِنَّك إِن تضحك وَأَنت مقرّ بخطيئتك خير من أَن تبْكي وَأَنت مُدِلٌ بعملك ،

وَإِن المُدِلّ لَا يصعد عمله فَوق رَأسه.
فَقَالَ: أوصني
فَقَالَ: دع الدُّنْيَا لأَهْلهَا كَمَا تركوا هم الآخرة لأَهْلهَا ،

وَكن فِي الدُّنْيَا كالنحلة: إِن أكلت أكلت طيباً ، وَإِن أطعمت أطعمت طيباً ،
وَإِن سَقَطت على شَيْء لم تكسره وَلم تخدشه.

الفوائد لابن القيم