عشـــر ذي الحجـــة ( أفضــل أيـــام الدنيـــا فضلهــا ،
والأعمــال الصـالحــة التـي يستحـب العمــل فيهــا )

=============================


العشر تطلق على التسع ،
ويوم العيد لا يحسب من عشر ذي الحجة ،
يقال عشر ذي الحجة والمراد التسع فيما يتعلق بالصيام،
ويوم العيد لا يصام بإجماع المسلمين، بإجماع أهل العلم،
فإذا قيل صوم العشر، يعني معناها التسع التي آخرها يوم عرفة ، وصيامها مستحب وقربة ،
روي عن النبي أنه كان يصومها -عليه الصلاة والسلام-، وقال فيها:
إن العمل فيها أحب إلى الله من بقية الأيام، فإنه عليه الصلاة والسلام قال:
( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر،
قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟،
قال: (ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلاً خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء)
رواه الترمذي وصححه الألباني
فهذه العشر مستحب فيها الذكر والتكبير والقراءة والصدقات ومنها العاشر ،
أما الصوم لا ، ليس العاشر منها ،
الصوم يختص بعرفة وما قبلها ،
فإن يوم العيد لا يصام عند جميع أهل العلم،
لكن فيما يتعلق بالذكر والدعاء والصدقات فهو داخل في العشر يوم العيد ،
وأيام العيد ثلاثة غير يوم العيد ،
الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر،
الجميع أربعة، يوم العيد وثلاثة أيام التشريق هذا هو الصواب عند أهل العلم ،
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:
( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله ) صححه الألباني
فهي أربعة بالنسبة إلى ذي الحجة ، يوم النحر، وأيام التشريق الثلاثة ،
أما في رمضان فالعيد يوم واحد فقط ، وهو أول يوم من شوال،
هذا هو العيد،
وما سواه ليس بعيد، له أن يصوم الثاني من شهر شوال،
فالعيد يختص باليوم الأول في شوال فقط .
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز



فضـل عشـــر ذي الحجـــة :
وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها:
1- قال تعالى:
{وَالْفَجْرِ(1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ(2)}[الفجر:1-2]،
قال ابن كثير رحمه الله: "المراد بها عشر ذي الحجة


كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم".
2- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما العمل في أيّام العشر أفضل من العمل في هذه، قالوا:
ولا الجهاد، قال: ولا الجهاد إلاّ رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشئ».


[رواه البخاري].
3- قال تعالى:
{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}[الحج:28]،


قال ابن عباس وابن كثير يعني : "أيام العشر".

4- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مامن أيّام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر،


فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد».[رواه الطبراني في المعجم الكبير].


5- كان سعيد بن جبير - رحمه الله - إذا دخلت العشر

اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدَر ُ عليه. [الدارمي].
6- قال ابن حجر في الفتح: "والذي يظهر أنّ السبب في امتياز عشر ذي الحجة،


لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه ،

وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يأتي ذلك في غيره".
الشيخ محمد بن صالح العثيمين


الأعمــال الصــالحــة التــي يستحـــب الإكثــار منهــا في هذه الأيام:


1- الصلاة:
يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل فإنّها من أفضل القربات.
روى ثوبان رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«عليك بكثرة السجود لله فإنّك لا تسجد لله سجدة
إلاّ رفعك إليه بها درجة، وحط عنك بها خطيئة ».
[رواه مسلم]، وهذا في كل وقت.


2- الصيام:
لدخوله في الأعمال الصالحة،
فعن هنبدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
« كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة،
ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيّام من كل شهر
».
[رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم].
وقال الإمام النووي عن صوم أيّام العشر أنّه مستحب استحباباً شديداً.



3- التكبير والتهليل والتحميد:
لما ورد في حديث ابن عمر السابق:
« فأكثروا من التهليل والتكبير والتحميد » ،
وقال الإمام البخاري - رحمه الله -:

" كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيّام العشر
يكبران ويكبر النّاس بتكبيرهما


وقال أيضا : "وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد

فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً ".
وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيّام، وخلف الصلوات وعلى فراشه،
وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيّام جميعا،
والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين ..
وحري بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد أضيعت في هذه الأزمان،
وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير - وللأسف - بخلاف ما كان عليه السلف الصالح ..


4- صيام يوم عرفة:
يتأكد صوم يوم عرفة ، لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنّه قال عن صوم يوم عرفة:
«أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ».

[رواه مسلم].
لكن من كان في عرفة حاجاً فإنّه لا يستحب له الصوم،
لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة مفطراً.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين

ومــن الأعمــال المستحــب فعلهـــا فــي أيـــام عشــر ذي الحجــة

- التوبة والإقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب
حتى يترتب على الأعمال المغفرة والرحمة ، فالمعاصي سبب البعد والطرد ،



والطاعات أسباب القرب والود ، وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه



أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( ان الله يغار وغيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه ) متفق عليه .




**********************************


ــ كثرة الأعمال الصالحة من نوافل العبادات



كالصلاة والصدقة والجهاد وقراءة القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك



فانها من الأعمال التي تضاعف في هذه الأيام ، فالعمل فيها


وان كان مفضولاً فأنه أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيرها.

- يشرع في هذه الأيام التكبير المطلق
في جميع الوقت من ليل أو نهار إلى صلاة العيد
ويشرع التكبير المقيد وهو الذي بعد الصلوات المكتوبة التي تصلى في جماعة ،



ويبدأ لغير الحاج من فجر يوم عرفة ، وللحجاج من ظهر يوم النحر ،



ويستمر إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق .


**********************************

- تشرع الأضحية في يوم النحر وأيام التشريق
وهو سنة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين فدى الله ولده بذبح عظيم ،



( وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين


ذبحهما بيده وسمى وكبّر ووضع رجله على صفاحهما ) متفق عليه .

**********************************

- من أراد أن يضحي يمسك عن شعره وأظافره
روى مسلم رحمه الله وغيره عن أم سلمة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضّحي فليمسك عن شعره وأظفاره )



وفي رواية ( فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي )
ولعل ذلك تشبهاً بمن يسوق الهدي ،
فقد قال الله تعالى : ( وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ )
وهذا النهي ظاهره انه يخص صاحب الأضحية ولا يعم الزوجة ولا الأولاد



إلا إذا كان لأحدهم أضحية تخصه ،


ولا بأس بغسل الرأس ودلكه ولو سقط منه شيء من الشعر .



الشيخ ابن جبرين رحمه الله