بسـم الله الـرحمـن الـرحيـم

السـلام عليكـم ورحمـة الله وبـركـاتـه
فضــل صيــام عاشــوراء


صيام يوم
عاشوراء يكفر السنة الماضية ، فهل هذا صحيح ؟
وهل يكفر كل شيء حتى الكبائر ؟ ثم ماهو السبب في تعظيم هذا اليوم ؟.
أولاً : صيام يوم عاشوراء يكفر السنة الماضية لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ
وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ"
رواه مسلم 1162.
وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير
ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم .
وقد كان النبي صلىالله عليه وسلم يتحرى صيام يوم عاشوراء ؛
لما له من المكانة ، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ
إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ. "
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2006
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

ومعنى " يتحرى " أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه.
ثانياً : وأما سبب صوم النبي صلى الله عليه وسلم ليوم عاشوراء
وحث الناس على صومه
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَعَاشُورَاءَ
فَقَالَ مَا هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ ،
هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى،
قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2004
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

قوله : ( هذا يوم صالح ) في رواية مسلم
" هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرّق فرعون وقومه " .
قوله : ( فصامه موسى ) زاد مسلم في روايته " شكراً لله تعالى فنحن نصومه " .
وفي رواية للبخاري " ونحن نصومه تعظيما له" .
قوله : ( وأمربصيامه ) وفي رواية للبخاري أيضا :
" فقال لأصحابه أنتم أحق بموسى منهم فصوموا" .


ثالثاً : تكفيرالذنوب الحاصل بصيام يوم عاشوراء المراد به الصغائر ،
أما الكبائر فتحتاج إلى توبة خاصة .
قال النووي رحمه الله :
يُكَفِّرُ ( صيام يوم عرفة ) كُلَّ الذُّنُوبِ الصَّغَائِرِ ,
وَتَقْدِيرُهُ يَغْفِرُ ذُنُوبَهُ كُلَّهَا إلا الْكَبَائِرَ .
ثم قال رحمه الله : صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ ,
وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُسَنَةٍ ,
وَإِذَا وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَاتَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ .

كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ صَالِحٌ لِلتَّكْفِيرِ فَإِنْ وَجَدَ مَا يُكَفِّرُهُ مِنْ الصَّغَائِرِ كَفَّرَهُ ,
وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً كُتِبَتْ بِهِ حَسَنَاتٌ وَرُفِعَتْ لَهُبِهِ دَرَجَاتٌ ,
.. وَإِنْ صَادَفَ كَبِيرَةً أَوْ كَبَائِرَ وَلَمْ يُصَادِفْ صَغَائِرَ ,
رَجَوْنَا أَنْ تُخَفِّفَ مِنْ الْكَبَائِرِ .( المجموع شرح المهذب ج6
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وَتَكْفِيرُ الطَّهَارَةِ , وَالصَّلاةِ , وَصِيَامِ رَمَضَانَ , وَعَرَفَةَ , وَعَاشُورَاءَ لِلصَّغَائِرِ فَقَطْ .
الفتاوى الكبرى ج5 .




مراتب صيام عاشوراء
أكمله : أن يصام يوم قبله ويوم بعده ( يعني يوم التاسع والعاشر والحادي عشر)
ويلي ذلك : أن يصام التاسع والعاشر
ويلي ذلك : إفراد العاشر وحده بالصوم