العشرة الحسنة

إن من المروءة وطيب العشرة، والوفاء بالعهد أن تحفظ لزوجتك الأولى طيب عشرتها لك، والتضحيات التي قدمتها في سبيل راحتك، فإن كنت تنوي الزواج عليها فتذكر أن المراة قارورة إن كُسرت سوف يصعب عليك جبر الكسر، فكن لطيفا معها بمصارحتك لها في أمر زواجك ولا تفاجئها. واحرص على اقناعها بالتي هي أحسن، نحن لا نقصد أن تطلب منها الأذن في الزواج، كلا، إنما نقصد اقناعها بقبول قرارك بالزواج عليها، والتأقلم معه وذلك بجبر خاطرها بكلمة شفافة صادقة تخفف من وقع الصدمة على نفسها، وتطمينها بحرصك على العدل. وإن كان زواجك عليها لنقص فيها فاحذر أن تصارحها بهذا، وحاول أن تذكر أسبابا أخرى مقنعة لها لا جارحة. وعن موعد ليلة زواجك فاخبار المرأة به من عدمه يعود إلى طبيعتها؛ فمن النساء من ترى أن اخبارها بموعد الليلة خير لها من أن تعيش في عذاب وقلق وبعضهن ترى إن كان لديها علم بزواجه ان تعلم الليلة وإن لم تكن تعرف أصلا أن زوجها سيتزوج عليها؛ فلعل من الأفضل ألا تخبرها بالليلة. حتى لا تتسبب في انهيارها لعظم ما ستجني على نفسها بالتفكير والتخيلات التي قد يكون لها أعظم الأثر على صحتها النفسية والعضوية، فقد سمعنا عن نساء فقدن الوعي في تلك الليلة، وبعضهن قد بدأت رحلتها في تعاطي الأدوية النفسية، وأخريات أصبن بهبوط حاد في الضغط. فكن حكيما في تعاملك معها حين تنوي الزواج عليها. وإن كنت معددا فاستعن بالله، وافتح صفحة جديدة مع زوجاتك وزينها بالعدل وحسن التعامل والرحمة وإن كلفك ذلك الرجوع عن بعض القرارات التي أضرت بإحدى زوجتيك أو كلتيهما، ليس عيبا أن تتراجع عن خطئك أو تصححه؛ فالمؤمن رجاع للحق. لقد خصك المولى جل وعلا بالقوامة لما جبلك عليه سبحانه من الحكمة والرزانة ورجاحة العقل، والصبر والجلد والقدرة على ضبط النساء- سواء كن زوجات أو أخوات أو بنات- فلا تفرِ ولا تفرّط في هذه المزية أو تغفل عنها، فاستخدمها الاستخدام الصحيح، واجعل للرحمة واللطف اهتماما وتقديرا. اعلم أيها الزوج أن الغيرة طبيعة في الزوجة-سواء كانت الأولى أو الثانية- ولقد صدرت من أمهات المؤمنين وهن أتقى وأشد ورعا وأعظم إيمانا فلا تعارض. صحيح أن التمادي فيها من قبل الزوجة مذموم، لكن لا تظن أن معددا كمتزوج بواحدة. فلابد من الهموم و المشكلات والغيرة، والحكمة تكمن في كيفية تهذيبك هذه الغيرة والحد من تماديها والتعامل معها بهدوء لتتجنبها الزوجة حياء وقناعة. ولا تظن أن بقاءك مع الأولى مدة من الزمن بمفردها لا يكون له أثر في رد فعلها تجاه زواجك عليها. لكن احذر أن يكون ارضاؤك أو مراعاتك لها يعود بالضرر على الزوجة الثانية ويؤدي إلى بخسك حقها. فلابد من الموازنة، فإن الزوجات متساويات في الحقوق والواجبات بغض النظر عن كون احداهن الأولى أو الثانية او الثالثة... ليكن تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع غيرة أمهات ام المؤمنين منهج وأساس لك في التعامل مع غيرة زوجاتك. لا تكسر خاطر احداهن بحديثك عن الأخرى وثنائك عليها او على أطفالها، فلا فائدة تُذكر من هذا، وإن كان قصدك تنبيهها إلى معالجتها أخطائها أم تأديبها فإن هذه الطريقة قد لاتكون مجدية. استخدم طرقا أخرى مقبولة، كأسلوب التعريض أو التلميح.. وإن من الحكمة حفظك أسرارهن وخصوصياتهن عن بعضهن، وإن من القوامة تأديب المخطئة منهم بحق الأخرى لكن بهدوء وبدون علم الأخريات بذلك. احرص على العدل بين اولادك وعدم تخصيص أحدهم بهبات أو اعطيات إلا أن يكون لذلك مسوغ شرعي كالعاطل والفقير.. وتذكر دوما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:( فاتقوا الله واعدلوا بين اولادكم) ردا على رجل خص أحد أبنائه بغلام-أي عبد- كان عنده ورد ذلك في صحيح مسلم والبخاري. واعلم ان عدم العدل بين الأولاد من اعظم أسباب الغيرة بين الضرائر. هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على الحبيب وقرة العين..



منقوووووووووول