سأروي لكم حكاية فتاة صغيره اسمها أماني
وقصتي هذه ليست من نسج الخيال.. بل هي قصه واقعيه حدثت بالفعل منذ بضع سنين..فهلم معي واسمعوا حكايتي..
أماني..فتاة صغيره لم تبلغ الحلم بعد..كانت كبياض الثلج..وشعرها كان بلون الشمس تقريبا..أما عينيها فتلونت بلون الرماد.هي الثانيه بين إخوتها.
كانت أماني طفله كباقي الأطفال مرتبطه بعالمها الملائكي..محبوبه من الكل لخفة دمها وفطنتها .
في يوم من الأيام وبدون سابق إنذار ومن غير سبب محدد أخذت أماني في البكاء بشكل هستيري،فحاولت الأم تهدئتها ولكن من دون فائده ،فلم تشأ الإنصات لكلام والدتها واستمرت في بكائها ولم تهدأ إلا بعد أن طلبت الأم من أختها الكبرى الذهاب معها إلى "البقاله" لتشتري ما طاب لها وتسهو عن بكائها.
وبالفعل ذهبت أماني برفقة أختها إلى "البقاله"وكانت ملتصقه ببيتهم فلم تكونا بحاجه لقطع الشارع من أجل الوصول إليها.
وبعدما انتهت أماني من تبضعها همت بالخروج من البقاله والعوده لمنزلها وإذ بها تلمح والدها من بعيد يقف على الناصيه الأخرى وقد أتى مبكرا من عمله على غير العاده.
وعندما رأته لم تتمالك نفسها من الفرحه وتركت شقيقتها وقطعت الشارع بسرعة البرق للإلتحاق بوالدها .
وهنا تتدخل يد القدر ..فتقع عين الأب على أختها الكبرى والتي حاولت قطع الشارع المليء بالسيارت المسرعه كما فعلت شقيقتها لرؤية والدها ومعانقته؛وعندما تنبه لها أشار بيده ناحيتها ومنعها من عبور الشارع،وغشي على بصره فلم يرَ أماني عندما عبرت الشارع.
وما هي إلا لحظات وبلمح البصروبينا هي تقطع الشارع وإذ بسيارة الإطفاء تأتي مسرعه من بعيد وتصطدم بأماني وتدوس على جسدها الصغير فتهشمه؛وعندها تنبه الوالدللكارثه وكشف عن بصره ولكن بعد فوات الأوان..
ركض مسرعا نحوها وضمها بين ذراعيه وحملها إلى أقرب مستوصف وقد تلطخت ملابسه بالدماء النازفه من صغيرته الحلوه.
عندما وصل إلى المستوصف حاول الطاقم الطبي إنقاذ حياتها و إنعاشها ولكن بدون فائده،لقد آثرت أماني الإلتحاق بالعالم العلوي وتركت والدها المكلوم يعتصر من الألم لفراقها..ألا ساعد الله قلبه ما أقساها و أصعبها من لحظه وهو يرى بأم عينيه فتاته الصغيره تحتضر ويداس على جسدها النحيل!
لم يفكر في تلك اللحظه إلا بوالدتها وكيف سيتمكن من إخبارها بموت طفلتها التي فارقت الحياه متأثره بإصاباتها المتعدده من نزيف في الدماغ ورضوض مختلفه في أنحاء جسدها .
لقد بنى مع والدتها أحلاما ورديه وكانا ينتظران ساعة تخرجها وزواجها ولكن رجل الإطفاء وبسرعته الجنونيه وأد أحلامهما وأشعل النار في قلبيهما؛ والمضحك المبكي أن الإطفائي المتسبب في قتل أماني كانت زوجته قد وضعت له أنثى قبل بضعة أيام من الحادث.
وهاهي أماني وبعد أن كانت تحوم كالفراشه محلقه في عالمها البريء باتت جسدا مسجى لا حراك فيه.
وبرحيلها و ارتحالها تبددت آمال والديها في رؤيتها عروسا كباقي قريناتها .
وعوضا عن زفافها على عريسها زفت إلى لحدها..وأصبح حلمهما هشيما تذروه الرياح .
رحلت أماني بدون وداع!
رحلت بدون سابق إنذار!
استعجلت نوم التراب!
إختارت السكنى في اللحود!
فارقت الخلان و الأحباب
وتركتهم يتجرعون كأس المصاب
فوا أسفاه على قمر غيب تحت التــــــــــــــــــــــراب!!
منقول ...
رد مع اقتباس
مواقع النشر