تخرج ذلك الشاب الوسيم من الثانوية العامة وطمع في الجامعة فاهتدى لقبول في إحدى الجامعات المعروفة
فأرسله أبواه مطمئمين لتربيته "المحافظة" في إنتظار عودته مظفراً بسلاح العلم الذي سيعم خيره الجميع.
ذهب أخونا مدفوعاً بالأمل ومتحصناً بالدعــــاء وبدأ الدراسة .وما أن أتم عاماً دراسياً واحداً حتــــــى
قرر أن يستجيب لدعوة أصدقــائه المتكررة للذهــاب معهم إلى الملهى الليلي الذي يحـــــــــــــــــــــبون
أن يرتادوه في نهاية كل أسبوع. وقد عزم في نفســــــــــــــــه أن تكون زيـــــارة واحدة فــــــــــــــــقط.
ومـــــــا أن فتح بـــــــــــاب الملهى في تلك الليلة حتى صعق من جمــــــــــــــال إحدى الراقصــــــــــات
فاقشعر البـــــــــــــــــــــــــــــــدن
وتصبب العــــــــــــــــــــــــــــــرق
وغــــــاب الرفـــــــاق عن محيـــــــــط اهتمـــــــــــــامه ...
كــــــــان من الصعب على صديقنا أن يتخيل أن امرأة بهذه الفتنة يمكن أن توجد على كوكب الأرض...
وكـــــان الأصـــــــــــــــــــعب أن يتوقع أن يتـــــــــــوقع ان يراهــــــــــــــــــا في هـــــــــــــذا المكان...
قرر حينها أن يعــــــــــــــــطي نفسه الفرصــــــــة للوقـــوف على أحوالـــــــــها وحـــــــــل لغز فتنتها ...
فـــــــــــأصبح يتردد على مكانــــــــــها كل أسبوع مع رفاقـــــــه أو دونـــــــــهم
وكان يرفض دعـــــوة المباشرين في الملهى لشرب الخمر لأنه من المحرمـــــــــات
من جانبها لم تمتنع تلك الفتاة عن إثبات صحة ادعاء صاحبنا بجمالها مما ساعـدها على إغداق خزينة الملهى
- الملحق بفندق ذي خمس نجوم- بالأمـوال التي كان يرسلها الأهل لصاحبنا لــيستعين بها على الحيـاة الجـامعية.
ومـا أن مر فصل دراسي واحد على هذه العلاقة حتى اختفت تلــك الفتــاة عن الأنظار ولم يعد لها في الملهى أي وجود.
فـنزل هذا الأمر على صاحبنا المتيم نزول الصـــاعقة – وهي الصاعقة الثانية بعد صاعقة الجمــــــال –
حتى طاشت حكمته وتـــــــأزم حاله .فأصبــــح يتردد على الملـــــــهى ليتذكر الأطــــــــــــــلال ويندب الحال
فنصحه مبـــــــاشر المشروبــــــــــات الــــذي كان ينصت باهتمام كــــبير لفصول قصة الفراق الحزينـة -
أن يخفف مـن معاناته بشرب البيرة,فقـــبل النصيحة على مضض وأصبح الشرب سلوته
وقـد كان يؤخر الصــلاة حتى يستفيق من سكره كي لايقرب الصلاة في غير وعي.
وذات يــــوم التقى صاحبنا بأحد المحاضرين الزائرين في الجامعة من إحدى الشركات
التي تسعى لتوظيف الجامعيين وأعجب بشخصيته السمحة الودودة فأقام الصلة معه
حتى تجرأ على مصارحته بالأزمة العاطفية التي يمر بها في غياب المحبوب.
فأوضح له ذلك الرجل أن السبب في غياب رفيقته قد يكون انتهاء عقدها مع إدارة الملهى
وأنها تمارس هذا التودد للزبائن كجزء من عملها. كما أنه اقترح على صاحبنا الانضمام
إلى جمعية المدمن المجــــــــهول لتساعده في التخــــــلص من مشكلة الكـــــحول
وهو ما ساعد ه شخصياً على الإقلاع عن الشرب. وقد عمل أخونا بالنصيحة بعد أن صعقه
– الصاعقة الثالثة- أن "المتاجرة بالمشاعر"كان جزءاً من عمل تلك الفتاة فانضم لتلك
الجمعية وانتظم بها لثلاث سنوات حتى نجح في الإقلاع قبل تخرجه بفصل دراسي واحد انطوت
بانتهائه تلك التجربة من حياته.
وهنا يظهر سؤال للآباء:
ما الذي جعل التربية التي استمرت لعقدين من الزمن في بيت "محافظ" تتهاوى كحبات المسبحة في أقل من سنتين ؟
أرجو منك عزيزي القارئ مساعدتي لإجابة هذا السؤال !
م ن ق و ل
مواقع النشر