هذه القصة من تأليفي إذا نالت إعجابكم سوف أكملها لكم=
r[وداعا إلى الأبد]
قاد خالي السيارة في الطريق إلى المستشفى صامتا لا يتفوه بكلمة بينما كان قلبي يهتف بالدعاء ( رباه يا إله الكون أحفظها لنا رباه يا شافي يا معافي اشفيها إن وجود بقربنا على يمنحنا الأمن والسلام بل ويمنحنا القوة مواجهة التحديات ) ولا أدري لماذ كنت أحس بحزن عميق يترسب في داخلي ؟ ولماذا عادت الذكرى الأليمة لوفاة أبي تتجلى أمام عيني وكأنني أعيشها فى تلك اللحظة توفى أبى اثر حادث أليم ولم يمهمله الموت سوى ساعات قليلة قضاها في غرفة العناية المركزة . ووقف الأطباء عاجزين عن التصدي لملك الموت لقد ذهبت كل مجهوداتهم أدراج الرياح فالساعة قد حانت ولايمكنهم تأخيرها كان لوقع الخبر صدمة عنيفة في نفوسنا " أهكذا تموت ياأبي وتتركنا من لنا بعدك ؟ لا زالت في مرحلة الدراسة المتوسطة بينما شقيقتي وفاء في المرحلة الابتدائية .أما الصغير عبد الرؤوف فلم يتجاوز الربعة من عمره يا إلهي أنا " وبكيت وقتها كثيرا .. بينما راحت أمي تلطم وجهها وتشق ثيابها . ولكني نهيتها عن ذلك بقولي لها " إنك تشركين بالله عز وجل يا أمي الحبيبة اذ تفعلين ما يغضبه ولا يرضاه ديننا الحنيف وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم " وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالو إنا لله وإنا إليه راجعون * أولائك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولائك هم المهتدون " وقال رسول الله عليه ألف صلاة وسلام " من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية فليس منا " أو تحبين أن تكوني من الذين يغضب عليهم الله أطلبي له الرحمة والمغفرة فهذا أفضل " وظللت أعدد لها الأيات الكريمة والأحاديث الشريفة حتى توقفت عن النواح واللطم ولكنها لم تكف عن ذرف الدموع مدرارا. كيف تقوم بأمر الأسرة وهي لم تدخل مدرسة في حياتها وراحت تردد في أسى ولوعة " سامحك الله يا أبي لماذا حرمتني من التعليم ؟ لماذا تركت أخوتي الذكور يتعلمون بينما حرمتني أنا وشقيقاتي من نعمة العلم ؟ لقد سجنتنا في البيت في انتظار أن يتقدم لنا أولاد الحلال وما أن تقدموا حتى زوجتنا لهم دون أن تشاورنا وكأننا خراف ليس لها الحق في أن تختار لمن ستباع لقصاب يذبحها أو لراع يربيها ليستفيد منها ماذا أفعل؟ وماذا سأشتغل ؟ وأنا لاأتقن حرفة أوصنعة صحيح أننا سوف نتقاضى معاشا ضمانيا لكنني أريد أن يكون لي دور في ترببة أبنائي , فقلت لها وأنا أمسك بيدها بحنان لا يا أمي أنا سوف أشتغل .فصرخت بألم لا يامنى لا يا حبيبتي يجب أن تتمي تعليمك يا منى أنني عندما أعلمكم أعوض عن حرماني أنا من التعليم لالا يمكن أن أسمح لك بأن تضحي فماذا يمكنك أن تشتغلي وأنت لم تتحصلي حتى على الشهادة الاعدادية بعد . فأجبت: ولكنني في السنة الثالثة وسوف أحصل على الشهادة قريبا وأشترك في دورة لتعليم الطباعة على الآلة الكاتبة وأعمل . فقالت : لا يامنى قلت بأنني لن أسمح لك بأن تتركي تعليمك أعرف بأنك تتمنين أ ن تصبحي مهندسة زراعية وأرى شغفك بالنبتات والأزهار وحبك للأرض ويجب أن تحققي حلمك سوف أحوال أن أعمل في أحد المصالح الشعبية ولقد حثت خالك بالأمر وقالأنه وجد لي عمل في أحدى الأمانات . وعبثا حوالت وقتها أن أثني أمي عن عزمها فلقد أبت إلا أن أواصل تعليمي ها قد مضى على ذك ثلاث سنوات ونيف وها أنا قد نجحت في الثانوية العامة بامتياز وقدمت أوراقي لكلية الزراعة ولكن القدر أبى إلا أن يقف في طريقي فهاهي أمي في المستشفى تصارع الموت . يا إلهي من أتى هذا الورم الخبيث في المخ، لقد حاولت كثيرا أن تخفي عنا آلامهاوعندما كان الألم يشتد بها وترى خوفنا واضطرابنا كانت تطمنا قائلة " أنه مجرد صداع بسيط وكنت أحاول أن أخفف عنها فأجبرها على الراحة .. ومنذ أيام وبينما كنت أساعد أخي في دروسه رن جرس الباب وأتجهت وفاء لتفتحه وإذ بها تناديني نهضت مسرعة لأرى القادم وفي داخلي شعور غريب غير مريح وكان القادم شخصا لاأعرفه عرف بنفسه قائلا :- إنني مسعود محمد موظف في الأمانة التي تشتغل فيها أمها ودق قلبي بعنف وصحت به قائلة : وأين أمي هل حدث لها مكروه؟؟ وتذكرت الشخص الذي جاء ليخبرنا بوفاة أبي ... قال الرجل لاتراعي يا أبنتي إن أمك بخير كل ما أصابها مجرد ارهاق بسيط فأخذناها إلى المستشفى ..وصاحت وفاء "أمي في المستشفى مابها لقد خرجت من هنا في الواحدة ظهرا وهي في صحة جيدة " قال الرجل : أنها بخير لكن الأطباء أرادوا إجراء بعض الفحوصات والأشعة حتى يصفوا لها العلاج المناسب . فصحت به " يجب أن أن أذهب إليها " قال الرجل : " لا يا أبنتي لقد أنتهى وقت الزيارة ولن يسمحوا لك بالدخول يمكنك زيارتها غدا وسوف آتي لأخذك إليها " .. فقلت بصوت حزين " حسنا ياعم أعطيني عنوان المستشفى ورقم الحجرة وسوف أتصل بخالي ليأتي ويأخذني "
مواقع النشر