[msg]أشكرك على اختيارك موضوعي لقراءته .. وأوجو منك ألا تبخلبي علي بالرد[/msg][align=center]السلام عليكم أخواتي العزيزات ..
في الحقيقة أنا لم أكتب موضوعا منذ وقت طويل جدا ..
ولكن في الحقيقة حدثت معي قصة واقعية .. ولم أعد أستطيع كبحها في نفسي ..
سأحكيها لكم .. وأنتم تحكمون عليها .. بسم الله :
لي خالة تعيش في لبنان .. وقد تزوجت وأنجبت جميع بناتها وأولادها هناك .. وبعد سنين .. كبر الأطفال ..
وأصبجوا أغلبهم في سن الرشد .. كانت أكبرهم تدعى ندين .. وهي - كأي فتاة - تقدم لخطبتها شاب
صالح .. فوافقت عليه .. وعقد قرانهما .. وانتظرا العرس وبدأا بالتجهيز له .
قام والدها (( أي والد ندين )) بدعوة جميع الأقارب لحضور العرس .. ودعانا نحن أيضا .. وبالرغم من أننا
نعيش في بلدين مختلفين .. قررنا الذهاب إلى هناك بالفعل .. واخترنا يوم الأربعاء حيث كان الزفاف يوم الخميس .
كان إخوتي قد نصحو أبي بعدم الذهاب هناك .. لأن الأوضاع كانت دائما تتأزم يوم الأربعاء .. حيث أنه يكون هناك
إضراب عن العمل .. ولكن هذه المرة .. كان ينذر بالشر .. ولكن أبي لم ينظر خلفه أبدا .. وبدأنا بتجهيز الحقائب
وجاء اليوم الموعود .. وذهبنا إلى المطار (( أنا وأبي وأمي وأختي الوحيدة )) .. وركبنا الطائرة .. بدت لنا الأمور
في البداية هادئة تماما .. ولكن .. بدأت القصة عندما وصلنا .. فقد كانت الشوارع مغلقة .. ولم يستطع زوج
خالتي استقبالنا في المطار بسبب أعمال الشغب آنذاك .. ولكننا والحمد لله وجدنا سيارة أخرة لها سائق
شجاع .. وفعلا .. خاطرنا بأعناقنا وذهبنا متجهين إلى منزل خالتي الذي يقع بمنطقة الصنائع ببيروت .
لم أر في حياتي كلها مشهدا كهذا .. أحجار كبيرة تسد الطرقات .. إطارات محروقة .. أصواط هياج عالية ..
وصيحات الأطفال تنذر السائقين بخطر على أنفسهم إذا ما ذهبوا - أو حاولوا الذهاب - إلى الطرق المسدودة ..
حيث أنه كان هناك بعض الأشخاص المستعدين لتحطيم نوافذ السيارات المتطفلة على حد تعبيرهم .
ولكننا وجدنا طريقا فرعيا جدا .. وذهبنا وسط مخيم لم أعرف ما هو .. لكنني وقتها عرفت شيئا واحدا
فقط .. أنني لم أشاهد أناسا فقراء إلى هذة الدرجة .. كانت النساء متسخات الملابس .. وكان الأطفال
عراة الأقدام .. والقذارة تملأ المكان .. ولكننا وصلنا مع مشهد من الدبابات الخاصة بالجيش .. وكانت هذه
أول مرة أرى فيها دبابة على بعد 5 أقدام مني .. كانت بالفعل رهيبة المنظر .. وللحظة طننت أن الجيش سيقضي
علينا .. ولكنه سمح لنا بالمرور . وصلنا إلى منزل خالتي البسلامة في النهاية .. وقضينا أمسيتنا عندها ..
ولكننا لم نجرؤ على الخروج من المنزل . في الصباح التالي .. ناقشت العائلتان الكريمتان الأوضاع .. وتبين أنه
من المستحيل إقامة العرس في الفندق .. طبعا .. لم تجد ابنة خالتي سوى البكاء للتعبير عن مشاعر خيبة
الأمل الشديدة التي شعرت بها . وقررنا إقامة حفلة بسيطة في البيت في اليوم التالي .. أي يوم الجمعة ..
كانت هذه الليلة الأسوأ .. إذ أنه بعد خطاب (( حسن نصر الله )) بدأ إطلاق الرصاص خارجا .. وكانت هذه أول
مرة أسمع فيها عيارا ناريا في حياتي .. ولكن عائلة خالتي لم تفزع .. مبررة ذلك بالعتياد على هذه الأصوات
المزعجة .. أما في المساء .. حدث ما هو أسوأ من الرصاص .. الذي بدا كسمفونية موسيقية من كثرته ..
فقد بدأ القصف .. القصف الحقيقي .. الذي لا مزح فيه .. طبعا .. لم ننم دقيقة واحدة .. وكيف نفعل هذا
والعمارة تهتز من هذه القنابل البغيضة .. ورأينا صباح اليوم التالي الرجال المسلحين يقفون تحت العمارة التي
نجلس فيها بالضبط .. ولكنهم لم يفعلوا شيئا .. سوى حرق بعض السيارات ومحاولة إطلاق الرصاص على من
يحاول مد رأسه ليرى بوضوح وكان الرصاص قد أصبح مألوفا جدا هذه الأيام .. ولم نضيع الفرصة أبدا .. فما إن هدأت
الأوضاع قليلا .. حتى سافرت إلى سوريا بالبر .. ثم إلى هنا بالطائرة ..
وعلى الرغم من أنني كنت سعيدة غعندما عدت .. كانت تلك الذكرى لا تزال
تحفر لنفسها مكانا في عقلي .. كي لا أنساها .. مهما طال عمري .. أو تأخر أجلي .
آسفة إذا كنت قد أطلت عليكن .. ولكنني شعرت بالارتياح لذلك ..
أختكم : sherry .. [/align]
مواقع النشر