بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون)
إذا قال الله لهم خذوه فغلوه تتصورون يقوم من الملائكة لتنفيذ أمر الله أنهم سبعون ألف ملك والمأخوذ واحد كما ذكر في الحديث- أن الملك الواحد ليلقي في يده سبعين ألفا في النار-
لا حول ولا قوه إلا بالله
قال الله ( فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين)
يؤتي بهذه النار يوم القيامة تقاد ولها سبعون ألف زمام ومع كل زمام سبعون ألف ملك يسحبونها ولو تركت لأتت على كل برغ وفاجر
يقول عمر بن كعب الاحبار(يا كعب خوفنا بالله قال يا أمير المؤمنين أعمل عمل وجل "ويعني بذلك عمل شخص خائف" فوالذي نفسي بيده لو جئت يوم القيامة بعمل سبعين نبي إلى جانب عملك لظننت انك لم تنجو من عذاب الله يوم القيامة ثم قال إن جهنم لتزفر يوم القيامة زفره لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا يفر على ركبتيه جاثيا من خوف زفرة النار
قال تعالى(أن عذابها كان غراما)
وقال تعالى (وبرزة الجحيم لمن يرى)
واعلموا أن لما سبع طبقات وكل طبقة فيها عذاب أشد من الأخرى وان كان لكل طبقه من العذاب ماهو أعظم مما يتصوره العقل- يقول الله عز وجل(وان جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم )
هذه الطباق وهذه الأبواب الضخمة سبع
1) جهنم
2) لظى
3) الحطمة
4) السعير
5) سقر
6) الجحيم
7) الهاوية
وقد ذكر الله عز وجل لنا بعض الأعمال التي توصل إلى كل طبقة من هذه الطباق .
فذكر لنا أول شي جهنم / وهذه أسوء شي والعياذ بالله .
قال عز وجل ( إنا أعدتنا جهنم للكافرين نزلا )
وقال تعالى ( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا )
وبعدها ذكر لنا لضى / أخبر الله لنا أنها للذين لايشكرون الله عند الرخاء ولايصبرون عند البلاء , ويمنعون حق المال , ويعرض بعضهم عن الحق .
قال تعالى (كلا إنها لضى * نزاعة للشوى * تدعوا من أدبر وتولى * وجمع فأوعى )
ومعنى نزاعة للشوى أي تنزع القلب , فإذا سمع الكافر ينتزع فؤاده ويطير قلبه من داخله من الخوف .
وثالث طباق النار الحطمة / وهي مسكن لأهل الغيبة والنميمة وأهل تجميع الأموال من غير حقها .
قال تعالى ( ويل لكل همزة لمزه * الذي جمع ماله وعدده * يحسب أن ماله أخلده * كلا لينبذن في الحطمة * وما أدراك مالحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة * إنها عليهم مؤصدة * في عمد ممدده ) ومعنى همزه أن يغتاب ,,, ومعنى لمزه ينم
ورابع طباق النار السعير / وهي مسكن للمكذب بيوم القيامة
قال تعالى ( وأعدتنا لمن كذب بالساعة سعيرا )
وقال تعالى ( واعتدنا لهم عذاب السعير )
وخامس طباق النار سقر / وقد ذكر الله عدة أعمال توجب دخول سقر.
قال تعالى ( ما سلككم في سقر* قالوا لم نكن من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين ) واليقين هو الموت
وسادس هذه الطباق الجحيم / وهي مسكن المتكبرين .
قال تعالى ( خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم * ثم صبوا فوق رآسه من عذاب الحميم * ذق إنك أنت العزيز الكريم )
ومعنى فاعتلوه أي إسحبوه بقوة , ومعنى سواء الجحيم أي وسط الجحيم , ومعنى من عذاب الحميم هو الماء الفائر يصب فوق رآسه .
يحرق الجلد ويصهر البطن , قالوا كيف , قالوا بمجرد أن يوضع على الرأس يخرق طبقة الرأس .
وسابع هذه الطباق الهاوية /وهي أسفل طبقات النار , وهي مسكن المنافقين والعياذ بالله .
قال تعالى ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار )
قال تعالى ( فأما من خفت موازينه فأمه هاوية )
فهم المنافقون بنائآ على كلامهم الكاذب .
حـــــر الـــنـــــار
فالنار حرها شديد وقعرها بعيد ومقامعها من حديد
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن ناركم التي توقدون جزء من سبعين جزءآ من نار جهنم , قالوا يارسول الله : والله إنها كانت لكافية , قال : فإنها فضلت عليها بتسعة وتسعين جزءآ كلها مثل حرها )
يروي الأمام مالك والترمذي بحديث حسن صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أوقد على النار ألف عام حتى أحمرت , ثم أوقعد عليها ألف عام حتى أبيضت , ثم أوقد عليها ألف عام حتى أسودت فهي سوداء مظلمة )
أما عمق النار
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم , فسمع وجبة , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : أتدرون ماهذا , قلنا الله ورسوله أعلم , قال : إن هذا حجرآ رمي في النار منذ سبعين خريفآ فهو يهوي في النار الآن )
لا حول ولا قوة إلا بالله
أما كيف يردها الناس
يردون على أربعة أقسام :
ناس يساقون , وناس يسحبون على وجوههم , وناس يدعون على وجوههم , وناس يحشرون على وجوههم عميآ و بكمآ وصما .
ويساقون إلى النار جماعات وزمر قال تعالى ( وترى المجرمين يومئذ مقرنين بالأصفاد )
قال تعالى ( يعرف المجرمون بسيماهم فيأخذوا بالنواصي والأقدام )
يأخذه ملك من مقدمة رآسه وبأقدامه ويكرفس رآسه مع رجولة فيرمى في النار
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وهكذا يأخذ من عذاب إلى عذاب
قال تعالى ( خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعآ فسلكوه )
يقول في الحديث إنه حلقة واحده من هذه السلسلة لو وضعت على جبال الدنيا لأرفضتها .
و أسلكوه أي تدخل من فمه وتخرج من دبره , قالوا لماذا , قال : ليتشوه في النار كما تتشوى الدجاجة في المشواة
ثياب أهل النار
صفائح من نار قال تعالى ( فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار * يصب من فوق رؤوسهم الحميم * يصهر به ما في بطونهم والجلود * ولهم مقامع من حديد * كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق )
قال تعالى ( سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار )
طعام أهل النار
النوع الأول إسمه : الـــــزقـــــــــــــوم
قال تعالى ( إن شجرة الزقوم طعام الأثيم * كالمهل يغلي في البطون * كغلي الحميم )
ومعنى كالمهل يغلي في البطون / أي ينشب في حلوقهم فإذا نشب لا يطلع ولا يخرج وهو من نار طبعآ فيتذكر أنه كان يزيل الغصة بالماء ويطلب ماء قال تعالى ( وسقوا ماء حميمآ فقطع أمعائهم )
فيدخل الماء الحار مع زقوم النار فإذا جاء هنا يقول عز وجل ( كالمهل يغلي في البطون * كغلي الحميم ) أي مثل ما يغلي الماء , وبعدين
يقول تعالى ( أذلك خيرٌ نزلآ أم شجرة الزقوم * إنا جعلناها فتنة للظالمين * إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم )
وتخيلوا شجرة تخرج من نار , المعروف أن النار تحرق الشجر , لاكن هذه ضد النار .
قال تعالى ( فإنهم لأكلون منها فمالئون منها البطون )
وقال تعالى ( ويسقى من ماء صديد )
والصديد هـو / القيح والدم
قال تعالى ( يتجرعه ولايكاد يسيغه ) أي لا يستطيع شربه و لاكن بالغصب .
وأنت لو قيل لك والسيف على رقبتك إشرب كوب من هذا القيح والدم وإلا سوف تقتل أتوقع الكثير يطلب القتل أرحم له , تخيلوا أن هذا يعرض عليك مرة واحد , فكيف في جهنم طول حياتهم يشربون منه بالغصب .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أما النوع الثاني إسمه : الــضــــريــــع
قال تعالى ( ليس لهم طعام إلا من ضريع * لا يسمن ولا يغني من جوع )
وهذا طعام لا يشبع , كل ما أكل فإذا هو جائع .وهو يأكل لكي يسد جوعه فهذا الطعام لا يشبعه أبدآ فإذا دخل بطنه جعل يشب في بطنه
والضريع / هو شجر من شوك تأكله الإبل فقط لأن الله سبحانه وتعالى أعطاها القدرة عليه أما الإنسان فأنت أعلم هل يستطيع عليه أم لا ؟
فهنا الشجر من شوك لاكن هناك من نار
شـــراب أهــــل الــــنـــــار
حميم والصديد والغسلين
والغلسين هو الذي يخرج من فروج الزواني والزناة .
يجمع من أواني من نار ويقدم شراب لأهل النار .
وهذا الطعام والشراب الذي ذكرناه قال عنه سبحانه وتعالى ( إن لدينا أنكالآ وجحيما * وطعامآ ذا غصة )
أي يقف إذا وصل منتصف الحلق , فلا يستطيع أن يخرجه ولا يدخل إلى جوفه .
وقال تعالى ( وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا )
أي إذا وصل الإناء إلى فمه سقطت فروة رآسه في داخل الإناء .
والكفار في النار لا يبقون على وضعهم في الدنيا فإنما تضخم أجسامهم ويزاد في طولهم وفي عرضهم .
وفي الحديث (( أن مابين منكبي الرجل من أهل النار مسيرة ثلاثة أيام ))
وأن ضرس الكافر مثل جبل أحـــد
والحديث في الترمذي ومسلم وهو حديث صحيح
فإذا كان الضرس مثل جبل أحد فكيف بالرأس ؟ والأرجل ؟ والصدر ؟ والمقعد ؟
جاء في الحديث (( مقعد الكافر في النار مثل مابين مكة والمدينة )) أي 420 كيلو
هذا المقعد والكرسي الذي يجلس عليه في النار
والحكمة من تضخيم أجسامهم :أنهم لو بقوا على أجسامهم التي في الدنيا لأحرقتهم النار قبل أن يصلوا إليها بألآف الأميال ولكن تضخم أجسامهم ليذوقوا العذاب .
له جلود , غلض كل جلد مسيرة ثلاثة أيام .
ومابين كل جلد وجلد مسيرة ثلاثة أيام .
وتبدل الجلود كل يوم 400 مرة .
يعني على كبر الجسم وحجمه إلى أنه تبدل جلوده 400 مره من شدة الإحراق
قال تعالى ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودآ غيرها ليذوقوا العذاب )
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
والنار محكمة , مطبقة , مؤصدة , محيطة بهم من شمال ومن جنوب ومن شرق ومن غرب .
ما فيه مفر من النار قال تعالى ( كلا لاوزر * إلى ربك يومئذ المستقر )
أي ما فيه هروب من العذاب فالعذاب عليهم من كل مكان
وقال تعالى ( إنا اعتدنا للظلمين نارآ أحاط بهم سرادقها ) أي أسوارها
غـــلــــظ جــــدار الــــــنـــــار
ورد حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (( لسرادق النار أربع جدر , كل جدار مسيرة أربعين سنة ))
أي سمك وعرض الجدار مسيرة أربعين سنة
مــن وســـائـــل الـــتـــعــذيــــب فــــي الـــنــــار
الحيات والعقارب . الحيات كالجمال والعقارب كالبغال .
إذا لدغت الواحد يسري سمة في جسده أربعين سنة .وهو يجد ألم اللدغة .
ولهم صراخ و صياح وعويل ومجادلات وتكذيب و ملاعنة .
ويطلبون المساعدة في النار ويقولون ربنا أخرجنا منها , ولكن هيهات هيهات ليس الآن .
أخــــيــــرآ وقــفــــة مــــع الــنـــفـــس
والله لو آمنا حقيقةٌ بالنار ما كان هذا وضعنا , الذين أمنوا بالنار كأنما يرونها رأي العين تغيرت حياتهم وخافوا من أن الله سبحانه وتعالى يقذفهم بالنار بسبب معاصيهم فيرجعون إلى الله , ويتوبون توبة نصوحا .
طيب وأنت / أنتي , هل آمنت فعلآ بالجنة والنار ؟
لا تقول نعم فو الله لم أمنت بها حق الإيمان وصدقت بما سوف يحدث من عذاب وخلود في الجنة أو النار لكان قد تغيرت حياتك , وأصبح التفكير في هذه الدنيا الفانية لا يشكل لديك 1%
يا ليتنا إذا متنا لم نبعث لكن كل إنسان سيحاسب على ما فعل
ووالله سوف تحاسب , ولن تظلم ولن تظلم , سيحاسبك العادل جلا جلاله .
بعد أن اطلعت على كل هذا العذاب وعرفت ماذا سوف يحدث لمن كان مصيره إلى النار .
هل نويت أن تغير من حياتك ؟
هل ستعلنها توبة وإنابة إلى الله ؟
أم أنك سوف تستمر في ما أنت عليه من معاصي ؟
هل نويتي أن تغيرين من حياتك ؟
هل ستعلنينها توبة وإنابة إلى الله ؟
أم أنكي سوف تستمرين في ما أنت عليه من معاصي ؟
إذا إستمريت فقد علمت ماهو جزائك وماذا سوف يحدث لك .
رد مع اقتباس
مواقع النشر