كيف يمكننا التفرقة بين البيضة النيئة والمسلوقة دون كسرهما؟
إن علم الميكانيكا يفر لنا الإجابة عن هذا السؤال. وتتلخص اللعبة في أن البيضة المسلوقة تدور بطريقة مختلفة عن البيضة النيئة . خذ بيضة وضعها فوق صحن مسطح ، وأدرها كما في الصورة رقم 1 ، فالبيضة المسلوقة تزداد سرعة ويطول دورانها كلما كانت أكثر نضجاً . وقد يصل الأمر إلى انه يكون من الصعب إدارة البيضة النيئة . أما البيضة زائدة الغليان فتدور بسرعة كبيرة ، حتى أنها تأخذ شكل جسمٍ بيضاوي مسطح أبيض معتم . وإذا ما أديرت بعنف كاف ، قد تقف على نهايتها المدببة.
وتفسير ذلك يتلخص في أنه بينما تدور البيضة المسلوقة كقطعة واحدة ، فإن البيضة النيئة لا تفعل ذلك ، فالمحتويات السائلة فيها لا تنتقل إليها الحركة مباشرة في نفس اللحظة . ولذلك تعمل كالفرملة ، تؤخر بقوة القصور الذاتي دوران القشرة الصلبة ، لذلك فإن كلا من البيضتين ، المسلوقة والنيئة ، تتوقف عن الدوران على حدة . وإذا ما لمست بإصبعك بيضة مسلوقة تدور ، فإنها تتوقف في الحال . لكن البيضة النيئة تظل دائرة فترة بعد رفع إصبعك عنها ، وقوة الطرد المركزي هي المسئولة أيضا . فالمحتويات السائلة للبيضة النيئة تظل تدور ، بعد توقف القشرة الصلبة بينما تتوقف محتويات البيضة المسلوقة ، في نفس الوقت الذي تتوقف فيه القشرة الصلبة عن الدوران .
وإليك تجربة أخرى مشابهه. أدر شريطا من المطاط حول كل من البيضة النيئة والناضجة، بحيث تمر حول محيطها الطولي، وعلقهما بواسطة قطعتين متماثلتين من الخيط كما في الصورة.
أبرم الخيطين بحيث يكون لهما نفس العدد من اللفات ثم دعهما . سوف تحدد الفرق بين البيضتين في الحال . فالقصور الذاتي يجعل البيضة المسلوقة تتجاوز نقطة بداية اللف وتستمر في لف الخيط في الاتجاه المضاد ، ثم يعود الخيط في فك اللفات الأخيرة مع لف البيضة عدة لفات أخرى ، ويستمر الحال هكذا فترة من الزمن ، ويقل عدة اللفات تدريجيا حتى تتوقف البيضة ، بينما لا تكاد البيضة النيئة تتجاوز نقطة بداية اللف ، بل إنها تلف الخيط . مرة أو اثنتين ، ثم تتوقف قبل البيضة المسلوقة بزمن طويل . وكما عرفنا من قبل ، إن هذه نتيجة لمحتوياتها السائلة التي تحد من حركتها.
منقول للفائدة
مواقع النشر